إنَّ من أُصولِ الإيمانِ وشُروطِهِ حتَّى يكونَ مقبولاً عندَ الله عزَّ وجلَّ حُبَّ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أكثرَ من النَّفسِ والولدِ والأهلِ والمالِ والناسِ أجمعين، وذلك لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» ... المزيد
إنَّ الدُّعاءَ من أجَلِّ أنواعِ العِبادةِ، فيُقصَدُ لِذاتِهِ، كما يُقصَدُ لقضاءِ الحوائِجِ، ولِدفعِ المَضرَّةِ والشَّدائِدِ والمِحَنِ والكُروبِ والابتلاءاتِ، وفيهِ سُرعةُ الفَرَجِ، وتفريجُ الكُرَبِ، وهو سِلاحٌ يُتَّقى به العدوُّ وسوءُ القضاءِ، ويَجلبُ المصالحَ، ويَدفعُ المفاسدَ، ويُشغلُ العبدَ بذنبِهِ وعَيبِهِ عن ذنوبِ وعيوبِ الآخرين ... المزيد
الدُّعاءُ على نوعَينِ، دُعاءُ عِبادةٍ، ودُعاءُ مسألةٍ، ودُعاءُ المسألةٍ هوَ أن يطلُبَ الدَّاعي من الله تعالى جَلْبَ نَفْعٍ، أو دَفْعَ ضُرٍّ، حَسبَ ما يراهُ الدَّاعي. أمَّا دُعاءُ العِبادةِ، فهوَ الذي يتضمَّنُ الثَّناءَ على اللهِ تعالى بما هوَ أَهلُهُ، مَصحوباً بالخوفِ والرَّجاءِ، وكلُّ دُعاءِ مسألةٍ يجبُ أن يكونَ مُنطَوياً تحتَ دُعاءِ العِبادةِ ... المزيد
لقد ضاقت صُدورُ كثيرٍ من المؤمنينَ مِمَّا يجري على أرضِنا المباركةِ، وكَثُرَ السُّؤالُ: ما هوَ العلاجُ لِضِيقِ الصَّدرِ؟ ... المزيد
إنَّ أغلى شيءٍ على المؤمنِ هوَ سلامةُ عقيدَتِهِ، لأنَّ سلامَتَها سلامةُ الدِّينِ والدُّنيا والآخرةِ، وفي أيَّامِ المِحَنِ والفِتَنِ تَتَزَعزَعُ هذهِ العقيدةُ من خلالِ ما يُلقيهِ شياطينُ الإنسِ والجنِّ من وساوسَ للتَّشكيكِ في وَعْدِ الله تعالى، من جُملة ذلك يقولون: أينَ نَصْرُ الله تعالى للمؤمنينَ؟ ألم يَعِدِ الله تعالى عِبادَهُ المؤمنينَ بالنَّصرِ العاجلِ؟ ... المزيد
إنَّ بَلَدَنَا الحبيبَ يعيشُ في أزمةٍ قاسيةٍ، وإنَّ أخطرَ ما قد يُواجِهُ الإنسانَ المسلمَ في هذهِ الأيَّامِ العصيبةِ أمرٌ واحدٌ، وهوَ من الخُطورةِ بمكانٍ، ألا وهوَ أن يَتَسَرَّبَ إلى عقيدةِ المسلمِ شيءٌ من هذهِ الفِتَنِ فَيُزَعزِعَهَا، وبذلك يخسرُ المسلمُ الدُّنيا والآخرةَ ـ والعياذُ بالله تعالى ـ. ... المزيد
من طبيعةِ الإنسانِ الظُّلمُ، قال تعالى: ﴿إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّار﴾. وقال تعالى: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً﴾. وظُلمُهُ في مجالاتٍ مختلفةٍ، وظُلمُهُ دائمٌ إلا من عَصَمَهُ اللهُ تعالى، ولأجلِ خُطورةِ الظُّلمِ حَرَّمَهُ اللهُ تعالى على نفسِهِ وعلى عبادِهِ ... المزيد
إنَّ من أعظمِ نِعَمِ الله تعالى على عبدِهِ نِعمةَ اللِّسانِ، فهوَ وإن كانَ صغيراً في جِرمِهِ إلا أنَّهُ عظيمٌ في طاعتِهِ وجُرمِهِ، وهوَ رَحْبُ المَيدانِ ليسَ له مَرَدٌّ، ولا لِمجالِهِ مُنتهى وحَدٌّ، له في الخيرِ مجالٌ رَحْبٌ، وله في الشَّرِّ ذَيْلٌ سَحْبٌ، فمن أطلقَ العِنانَ لِلِسانِهِ سَلَكَ به الشَّيطانُ في مَيدانِهِ، وساقَهُ إلى شفا جُرُفٍ هارٍ، حتى يُوصلَهُ إلى دارِ المقامِ ... المزيد
إذا قَسَتِ القُلوبُ وصارت أقسَى مِنَ الصَّخرِ، وتَحَجَّرتِ العيونُ وما عادت تَدمعُ من خَشيَةِ اللهِ تعالى، وهُجِرَ كتابُ اللهِ تعالى ـ من حيثُ الالتزامُ والوقوفُ عندَ حدودِهِ وتحليلُ حلالِهِ وتحريمُ حرامِهِ ـ مع كثرةِ التلاوةِ وكثرةِ نُسَخِ القرآنِ العَظيمِ في المساجِدِ وفي البيوتِ وفي المحلاتِ ... المزيد
فَسَدَتِ الأحوالُ، وكَثُرَتِ الذُّنوبُ، وقَسَتِ القُلوبُ، وضَعُفَتِ النُّفوسُ إلا من رَحِمَ ربك، وما ذاكَ إلا لضعفِ الإيمانِ بالمعادِ، وضعفِ اليقينِ بِلِقاءِ اللهِ تعالى،وغَلَبَةِ الرجاءِ المَوهومِ، وقِلَّةِ الخوفِ، وإيثارِ الحياةِ الدنيا الفَانيةِ على الآخرةِ البَاقيةِ، ونِسيانِ اليومِ الثَّقيلِ حيثُ يُبعثَرُ من في القُبورِ، ويَعلَمُ كلُّ مُفَرِّطٍ ما كان عليهِ من الغُرورِ والفُجورِ. ... المزيد
إنَّ أعظمَ سببٍ للسَّعادةِ في الدُّنيا والآخرةِ يَكمُنُ في الإقبالِ على اللهِ تعالى، والاستسلامِ لهُ، والانقيادِ لِشريعتِهِ، والقبولِ بأحكامِهِ، والإذعانِ لأوامِرِهِ، وإنَّ أعظمَ سببٍ للشَّقاءِ في الدُّنيا والعذابِ في الآخرةِ هوَ الإعراضُ عن اللهِ تعالى، والاستنكافُ عن عبادتِهِ، ورفضُ الخُضوعِ لِشريعتِهِ، والاعتراضُ والإعراضُ عن أحكامِهِ وأوامِرِهِ ... المزيد
في زَمَنٍ ادلهمَّت فيه الخُطوبُ، واحتَدَمَتِ المِحَنُ، وتوالت على قُلوبِ المسلمينَ الشَّواغلُ والفِتَنُ، وتداعى الأعداءُ عليهم تداعيَ الأكَلَةِ على قَصعَتِها. في زَمَنٍ قَلَّ فيه النَّاصرُ، وضَعُفَ فيه المُعينُ، وَوَهَنَتِ الأسبابُ الأرضِيَّةُ، فإنَّهُ لا يليقُ بالمسلمينَ أن يجمعوا إلى ذلكَ ضَعفاً في علاقتِهِم مع ربِّهِم، ولا يليقُ بالأمَّةِ وهيَ تشكو أمرَها إلى اللهِ تعالى، ولا تَجِدُ ناصراً ولا مُعيناً من العبادِ، أن تكونَ صِلَتُها مع اللهِ تعالى ضعيفةً، فاللهُ تعالى بِيَدِهِ الأمرُ والخلقُ. ... المزيد
إنَّ ما يُعانيهِ المسلمونَ في هذهِ الأيَّامِ من قتلٍ، وسلبٍ، وتعذيبٍ، وتهجيرٍ، وسفكٍ للدِّماءِ البريئةِ، واستباحةٍ للأعراضِ، وتَعَدٍّ على المقدَّساتِ والحُرُماتِ، الشيء الكثيرَ الذي لا يعلمُهُ إلا اللهُ تعالى. ... المزيد
إنَّ لِلمسلمِ عندَ اللهِ حُرمةً وقَدْراً، واحتراماً وخَطَراً، وهوَ أعظمُ المخلوقاتِ عندَ اللهِ تعالى قَدْراً ... المزيد
أبدأُ خُطبَتِي هذهِ بما خَتمتُ به سابِقَتَهَا، فأقولُ: أكثِروا من الدُّعاءِ على القَتَلَةِ المجرمينَ قَتَلَةِ الأبرياءِ، أكثِروا من الدُّعاءِ على المجرمينَ، وقولوا من جُملةِ دُعائكُم: يا وَدُودُ، يا ذا العرشِ المجيدِ، يا فعَّالُ لِما يريدُ، نسأَلُكَ بِعِزِّكَ الذي لا يُرامُ، ومُلكِكَ الذي لا يُضامُ، وبِنُورِكَ الذي مَلأَ أركانَ عَرشِكَ، أن تَقتُلَ قَتَلَةَ الأبرياءِ، وأن تَنتَقِمَ من المجرمينَ عاجلاً غيرَ آجلٍ، وأن تَحفَظَنا والمسلمينَ، وهذا البلدَ وسائرَ بلادِ المسلمينَ من شرِّ الأشرارِ وكيدِ الفُجَّارِ، يا مُغيثُ أَغِثنا، يا مُغيثُ أَغِثنا، يا مُغيثُ أَغِثنا، آمين. ... المزيد
إنِّي أُريدُ أن أُطَمئِنَ المظلومَ الذي قُتِلَ له عزيزٌ عليه، وأن أُطَمئِنَ الذي سُلِبَ مالُهُ، وأن أُطَمئِنَ الذي هُدِّمَ بيتُهُ واحترقَ، وأن أُطَمئِنَ الذي فُقِدَ له عزيزٌ عليه، وأن أُطَمئِنَ الذي غُيِّبَ في غَياباتِ السُّجونِ بدونِ حقٍّ، وأن أُطَمئِنَ مَن هُضِمَ حقُّهُ، وأن أُطَمئِنَ كلَّ أسرةٍ منكوبةٍ، وأن أُطَمئِنَ كلَّ مظلومٍ ومقهورٍ لم يجِد له ناصراً ومُعيناً وحسيباً وكفيلاً إلا اللهَ تعالى. ... المزيد
ما من إنسانٍ عندَهُ ذَرَّةُ إيمانٍ، أو ذَرَّةُ عقلٍ، إلا وهوَ مُعارضٌ لهذا الفسادِ الذي يجري في بَلَدِنا، و مُعارضٌ لِسَفكِ الدِّماء البريئةِ، و مُعارضٌ لِتذبيحِ الأطفالِ والنِّساءِ والرِّجالِ، و مُعارضٌ لِتهديمِ البيوتِ، و مُعارضٌ لِهَتكِ الأعراضِ، و مُعارضٌ لِتيتيمِ الأطفالِ، و مُعارضٌ لِترميلِ النِّساءِ، و مُعارضٌ لِلسَّرِقَةِ والنَّهبِ والخَطفِ. ومُعارضٌ لِلظُّلمِ وهَضمِ الحُقوقِ. ... المزيد
لا يجوزُ أن يَضيقَ صَدرُ العبدِ المؤمنِ من الابتلاءاتِ والشَّدائِدِ وإن طَالَت، لأنَّها تَمحيصٌ لِلعبادِ، وبِها تَنكَشِفُ حَقائِقُ الناسِ، ويَتَمَيَّزُ الطَّيِّبُ من الخبيثِ، والمؤمِنُ من المنافِقِ، والصَّادِقُ من الكاذِبِ ... المزيد
إنَّ اللهَ تبارك وتعالى جَعَلَ الابتلاءَ لِخلقِهِ سُنَّةً، لِيُمَحِّصَ فيه إيمانَ المؤمنين، ولِيَميزَ الخبيثَ من الطَّيِّبِ، والكاذبَ من الصَّادقِ، قال تعالى: {الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُون * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِين}. وقال: {ما كَانَ اللهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}. ... المزيد
لقد أَنعَمَ اللهُ نِعماً سَابِغَةً وآلاءَ بَالِغَةً، وأَعظمُ نِعمةٍ أَسبَغَهَا ربُّنا علينا هيَ نِعمةُ الإسلامِ والإيمانِ، قال تعالى: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُم بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِين}. وقال تعالى: {وَلَكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُون}. ... المزيد