الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَالأَصْلُ أَنَّ سُؤَالَ المَالِ مِمَّنْ لَا حَقَّ لَهُ فِيهِ حَرَامٌ، لِأَنَّهُ لَا يَنْفَكُّ عَنْ ثَلَاثَةِ أُمُورٍ مُحَرَّمَةٍ:
1ـ إِظْهَارُ الشَّكْوَى.
2ـ إِذْلَالُ نَفْسِهِ، وَمَا يَنْبَغِي للمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ.
3ـ إِيذَاءُ المَسْؤُولِ غَالِبَاً.
فَإِنْ كَانَ المُحْتَاجُ قَادِرَاً عَلَى العَمَلِ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَعْمَلَ، وَلَا يَحِلُّ لَـُه أَنْ يَسْأَلَ، لِمَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ سَأَلَ وَهُوَ غَنِيٌّ عَنِ المَسْأَلَةِ يُحْشَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهِيَ خُمُوشٌ فِي وَجْهِهِ». رواه الطبراني.
وَلِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ، وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ». أخرجه الترمذي. مَعْنَى مِرَّةٍ: القُوَّةُ وَالشِّدَّةُ. السَّوِيُّ: السَّلِيمُ. أَيْ: لَا تَحِلُّ الزَّكَاةُ لِقَوِيٍّ سَلِيمٍ، إِلَّا إِذَا كَانَ دَخْلُهُ لَا يَكْفِيهِ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |