توبة المحكوم عليه بالإعدام

12037 - توبة المحكوم عليه بالإعدام

20-06-2022 227 مشاهدة
 السؤال :
إِذَا حُكِمَ عَلَى إِنْسَانٍ بِالإِعْدَامِ بِسَبَبِ جُرْمٍ ارَتَكَبَهُ، فَهَلْ تُقْبَلُ تَوْبَتُهُ إِذَا تَابَ إلى اللهِ تعالى؟ لِأَنَّهُ جَرَتِ العَادَةُ أَنْ يُلَقَّنَ المَحْكُومُ عَلَيْهِ بِالإِعْدَامِ الشَّهَادَتَيْنِ مَعَ التَّوْبَةِ وَالاسْتِغْفَارِ.
 الاجابة :
رقم الفتوى : 12037
 2022-06-20

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَالتَّوْبَةُ النَّصُوحُ مَطْلُوبَةٌ مِنَ الإِنْسَانِ دَائِمًا، وَيَجِبُ أَنْ يُحَقِّقَ شُرُوطَهَا، وَمِنْ شُرُوطِهَا أَنْ يَتَمَكَّنَ مِنَ العَمَلِ الصَّالِحِ بَعْدَ التَّوْبَةِ، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾.

أَمَّا التَّوْبَةُ عِنْدَ المَوْتِ، فَقَد قَالَ اللهُ تعالى فِيهَا: ﴿إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَالتَّوْبَةُ المَقْبُولَةُ عِنْدَ اللهِ تعالى هِيَ التي صَدَرَتْ مِنَ المُذْنِبِ مُسْتَوْفِيَةً لِشُرُوطِهَا، وَمِنْ شُرُوطِهَا النَّدَمُ عَلَى مَا فَعَلَ قَبْلَ المَوْتِ، وَإِذَا كَانَ ذَنْبُهُ يَسْتَوْجِبُ القَتْلَ، فَإِنْ نَدِمَ قَبْلَ إِقَامَةِ الحَدِّ عَلَيْهِ، فَتَوْبَتُهُ مَقْبُولَةٌ إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى، كَمَا حَصَلَ في تَوْبَةِ مَاعِزٍ الذي رَدَّهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِرَارًا، وَهُوَ يَعُودُ بَعْدَ التَّوْبَةِ لِإِقَامَةِ الحَدِّ، وَكَمَا حَصَلَ في تَوْبَةِ المَرْأَةِ الغَامِدِيَّةِ.

وَتَلْقِينُ هَذَا الذي حُكِمَ عَلَيْهِ بِالإِعْدَامِ نَافِعٌ لَهُ بِإِذْنِ اللهِ تعالى إِذَا كَانَ صَادِقًا في تَوْبَتِهِ إلى اللهِ تعالى قَبْلَ تَنْفِيذِ حُكْمِ الإِعْدَامِ فِيهِ؛ وَرَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ رَبٌّ رَحِيمٌ. هذا، والله تعالى أعلم.

227 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2023-12-29
 1323
اتَّصَلَتِ امْرَأَةٌ بِمُدِيرِهَا تُبَارِكُ لَهُ بِمَوْلُودٍ جَاءَهُ، فَرَدَّ عَلَيْهَا وَأَخْبَرَهَا أَنَّهُ يُحِبُّهَا مُنْذُ أَنْ عَرَفَهَا، وَطَلَبَ مِنْهَا أَنْ يَزُورَهَا في زِيَارَةً خَاصَّةً، فَمَاذَا تَفْعَلُ، وَهِيَ امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ وَمُحَافِظَةٌ؟
رقم الفتوى : 12878
 السؤال :
 2023-12-29
 266
لَقَدْ دَعَانَا الإِسْلَامُ إلى العَفْوِ وَالصَّفْحِ عَنِ المُسِيءِ، أَلَا تَرَى في ذَلِكَ ضَيَاعًا لِكَرَامَةِ الإِنْسَانِ؟
رقم الفتوى : 12876
 السؤال :
 2023-12-11
 635
أَنَا طَالِبُ عِلْمٍ، وَأَدْرُسُ الشَّرِيعَةَ، وَلَكِنَّ نَظْرَةَ المُجْتَمَعِ وَالأَقَارِبِ نَظْرَةٌ دُونِيَّةٌ، وَيَقُولُونَ: إِنَّنِي إِنْسَانٌ مُتَخَلِّفٌ، وَيُسْمِعُونِي كَلَامًا جَارِحًا، وَوَالِدِي مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، يَرَى الأَخْطَاءَ، فَأَقُولُ لَهُ: قَدِّمِ النُّصْحَ لَهُمْ، فَيَقُولُ: لَا شَأْنَ لَنَا مَعَ أَحَدٍ، فَبِمَ تَنْصَحُنِي؟
رقم الفتوى : 12849
 السؤال :
 2023-07-13
 2903
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ مُعَلِمَ الصِّبْيَانِ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ؟
رقم الفتوى : 12644
 السؤال :
 2023-07-13
 1291
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ المَحْرُومَ مِنَ الوَلَدِ إِذَا لَازَمَ الاسْتِغْفَارَ يُكْرِمُهُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ بِذُرِّيَّةٍ صَالِحَةٍ؟
رقم الفتوى : 12642
 السؤال :
 2023-03-25
 7600
امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ، ارْتَكَبَتْ جَرِيمَةَ الزِّنَا، وَتُرِيدُ أَنْ تَتُوبَ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَهَلْ يَجُوزُ لَهَا أَنْ تَطْلُبَ الطَّلَاقَ مِنْ زَوْجِهَا، وَتَتَزَوَّجَ مِنَ الزَّانِي بِهَا، لَعَلَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْبَلُ تَوْبَتَهَا؟
رقم الفتوى : 12474

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3162
المكتبة الصوتية 4798
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414330685
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :