الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فلله الحمد والمنة والفضل بأن فَتَحَ لنا باب التوبة، بقوله جلَّ وعلا: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82]. وبقوله جلَّ جلاله: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئاً} [مريم: 60]. وبقوله عز وجل: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الحجر: 49]. وبقوله سبحانه وتعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].
لذلك أقول لك يا أختاه:
إذا كانت يمينك التي صدرت منك كذباً لم يترتب عليها ضياع حق لأحد، ولم يحدث فتنة، ولا قطيعة رحم، فيكفيك التوبة والاستغفار بعد الندم، وأن تجزمي بعدم العودة إلى مثل هذا الأمر مرة ثانية، واعلمي بأن الله عز وجل غفور رحيم، ولا حرج في أن تأخذي بقول السادة الشافعية الذين أوجبوا في اليمين الغموس ـ مع الاستغفار ـ كفارةً وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فإن لم تجدِي قيمة ذلك فصيام ثلاثة أيام متتاليات.
وأما إذا ترتب على يمينكِ ضياع حق، أو فتنة، أو قطيعة رحم، فلا بد من تصحيح الأمر، وردِّ الحقوق لأصحابها. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |