الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فعاقلة الرجل هم عصبته، وذلك لحديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قضى بالدية على العصبة.وعصبة الرجل هم الأقرباء من جهة الأب كالأعمام وبنيهم، والإخوة وبنيهم، ويدخل في العاقلة الآباء والأجداد من جهة الأب، والأبناء لأنهم أصوله وفروعه.
روى الإمام مسلم عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، أَنَّ امْرَأَةً قَتَلَتْ ضَرَّتَهَا بِعَمُودِ فُسْطَاطٍ فَأُتِيَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَضَى عَلَى عَاقِلَتِهَا بِالدِّيَةِ. وفي رواية عند الإمام أحمد: فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالدِّيَةِ عَلَى عَصَبَةِ الْقَاتِلَةِ.
وبناء على ذلك:
فعاقلة الرجل عصبته وأصوله وفروعه، فهم الذين يتحمَّلون الدية في قتل الخطأ، ولا شك بأن القاتل هو داخل كذلك في العاقلة، فيلزمه من الدية مثل ما يلزم أحد أفراد العاقلة، لأن العاقلة تتحمل جناية وُجِدت منه وضماناً وَجَب عليه، فكان هو أحقَّ بالتحمُّل. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
