الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فمما لا شكَّ فيه بأن رؤية النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في المنام هي حقٌّ، وأنَّ الشيطان لا يتمثَّل به صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُ بِي). هذا أولاً.
ثانياً: من المعلوم بأن شرع الله تعالى الذي جاء به الحبيب صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قد كمَّله الله تعالى، قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}.
ثالثاً: لا يوجد دليل في الكتاب ولا في السنة بأنَّ المؤمن إذا رأى النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في المنام، فأمره بأمر، أو نهاه عن أمر، يكون ذلك حجة.
وبناء على ذلك:
فإذا رأى المؤمن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في المنام، وأمره بأمر، فهذا الأمر لا يكون حجة، والرائي له أن يعمل بهذا الأمر ما لم يكن مخالفاً للشريعة، لأنه إذا خالف الشريعة يكون الرائي موهوماً في رؤياه. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
