الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: جاءَ في السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ لابنِ كَثيرٍ: وَكَانَ من أَفصَحِ النَّاسِ، لا كما يَعتَقِدُهُ بَعضُ النَّاسِ أنَّ شِينَهُ كَانَت سِينَاً، حتَّى أنَّ بَعضَ النَّاسِ يَروِي حَدِيثَاً في ذلكَ لا أَصلَ لَهُ عن رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أنَّهُ قَالَ: إنَّ سِينَ بِلالٍ شِينٌ.
ثانياً: قَالَ سَيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِعَبدِ الله بنِ زَيدٍ صَاحِبِ الرُّؤيا في قِصَّةِ الأذانِ: «إِنَّهَا لَرُؤْيَا حَقٌّ إِنْ شَاءَ اللهُ، فَقُمْ مَعَ بِلَالٍ فَأَلْقِ عَلَيْهِ مَا رَأَيْتَ، فَلْيُؤَذِّنْ بِهِ، فَإِنَّهُ أَنْدَى صَوْتاً مِنْكَ» رواه الإمام أحمد وأبو داود.
فلو كَانَت فِيهِ لَثغَةٌ لِنُقِلَت إلى الأُمَّةِ، واستَغَلَّها المُنَافِقونَ الذينَ يَطعَنونُ في دِينِ الله عزَّ وجلَّ.
ثالثاً: قالَ صَاحِبُ كَشفِ الخَفا الإمامُ العَجلُونِيُّ: قَالَ ابنُ كَثيرٍ: لَيسَ لَهُ أصلٌ.
رابعاً: قالَ العَلَّامَةُ إبراهِيمُ النَّاجِي: وأشهَدُ بالله ولله أنَّ سَيِّدِي بِلالاً ما قَالَ أشهَدُ بالسِّينِ المُهمَلَةِ قَطُّ.
وبناء على ذلك:
فَسَيِّدُنا بِلالٌ رَضِيَ اللهُ عنهُ وأرضَاهُ هوَ من أفصَحِ النَّاسِ، وأندَاهُم صَوتاً؛ وحَدِيثُ: إنَّ سِينَ بِلالٍ شِينٌ. هوَ حَدِيثٌ مَوضوعٌ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |