الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَلَا خِلَافَ بَيْنَ الفُقَهَاءِ في أَنَّهُ لَا يُدْفَنُ أَكْثَرُ مِنْ وَاحِدٍ في قَبْرٍ وَاحِدٍ إِلَّا لِضَرُورَةٍ كَضِيقِ مَكَانٍ، أَو تَعَذُّرِ حَافِرٍ، لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْفِنُ كُلَّ مَيْتٍ في قَبْرٍ وَاحِدٍ، وَعَلَى هَذَا فِعْلُ الصَّحَابَةِ وَمَنْ بَعْدَهُمْ.
فَإِذَا دُفِنَ جَمَاعَةٌ في قَبْرٍ وَاحِدٍ، قُدِّمَ الأَفْضَلُ مِنْهُمْ إلى القِبْلَةِ، لِمَا رَوَى هِشَامُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، الْحَفْرُ عَلَيْنَا لِكُلِّ إِنْسَانٍ شَدِيدٌ.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «احْفِرُوا وَأَعْمِقُوا وَأَحْسِنُوا، وَادْفِنُوا الاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ».
قَالُوا: فَمَنْ نُقَدِّمُ يَا رَسُولَ اللهِ؟
قَالَ: «قَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنَاً». أخرجه النسائي.
وَيُجْعَلُ بَيْنَ مَيْتٍ وَآخَرَ حَاجِزٌ مِنْ تُرَابٍ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |