الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد جَاءَ في صَحِيحِ الإمام البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَهَا وَهِيَ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ، وَأُدْخِلَتْ عَلَيْهِ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعٍ، وَمَكَثَتْ عِنْدَهُ تِسْعاً.
فقد عَقَدَ عَلَيهَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وهيَ بِنتُ سِتِّ سِنِينَ، ودَخَلَ عَلَيهَا وهيَ بِنتُ تِسعٍِ.
ولقد كَانَت مَخطُوبَةً على جُبَيرِ بنِ مُطعِمِ بنِ عُدَيَّ قَبلَ أن تَخطِبَهَا خَولَةُ بِنتُ حَكِيمٍ لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، والصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ تَحَلَّلَ من وَعْدِهِ لأبِي جُبَيرٍ قَبلَ أن يُعطِيَ كَلِمَتَهُ لِخَولَةَ بِنتِ حَكِيمٍ.
وبناء على ذلك:
فقد تَمَّ العَقْدُ على السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها وهيَ بِنتُ سِتِّ سِنِينَ، وتَمَّ الدُّخُولُ بِهَا وهيَ بِنتُ تِسعٍ، ولم تُنكِرْ قُرَيشٌ، ولا المُشرِكُونَ الذينَ مَا تَرَكُوا سَبِيلاً للطَّعْنِ في سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إلا وَسَلَكُوهُ، ولكنْ، في مَسأَلَةِ زَوَاجِهِ مِنهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لم يَطعَنُوا فِيهِ، لأنَّ هذا الأَمْرَ كَانَ مَعْرُوفَاً عِندَ العَرَبِ قَبلَ الإسلامِ، ولكنْ، لَعنَةُ اللهِ على المُستَشرِقِينَ الذينَ حَاوَلُوا الطَّعْنَ في سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في هذهِ المَسأَلَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |