حذف ياء {المُهتَدِي} في القرآن وإثباتها

6712 - حذف ياء {المُهتَدِي} في القرآن وإثباتها

04-02-2015 5115 مشاهدة
 السؤال :
قوله تعالى في سورة الأعراف: {مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}. وقوله تعالى في سورة الكهف والإسراء: {مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً}. لماذا حذفت الياء من سورتي الكهف والإسراء، وأثبتت في سورة الأعراف؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6712
 2015-02-04

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

في سُورَةِ الأَعرَافِ، جَاءَ قَولُ اللهِ تعالى: ﴿مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾. جَاءَ بَعدَ ذِكْرِ الذي انسَلَخَ عن آيَاتِ اللهِ تعالى، قال تعالى: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا﴾. فَكَانَ الوَقفُ على صَدْرِ الآيَةِ المَادِحِ للمُهتَدِي من غَيرِ وَصْلِهَا بآخِرِهَا القَادِحِ في الضَّالِّ مُخِلَّاً، لِذَا نَاسَبَ أن لا يُوقَفَ على كَلِمَةِ: ﴿الْمُهْتَدِي﴾. بَل تُوصَلُ بِمَا بَعدَهَا، لأنَّ تَمَامَ الكَلامِ المَقْصُودِ لَم يَأتِ بَعدُ، وهوَ ذِكْرُ خُسْرَانِ الذي انسَلَخَ عن آيَاتِ اللهِ تعالى، ولَم تُحْذَفِ اليَاءُ لِعَدَمِ اعتِبَارِ الوَقفِ عِندَهَا.

أمَّا في سُورَةِ الإسرَاءِ، حُذِفَتِ اليَاءُ من قَولِهِ تعالى: ﴿فَهُوَ الْمُهْتَدِ﴾. لأنَّهَا جَاءَتْ بَعدَ قَولِ اللهِ تعالى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: ﴿قُلْ كَفَى باللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيرًا * وَمَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ﴾. فَيُوقَفُ عِندَ كَلِمَةِ: ﴿الْمُهْتَدِ﴾. لأنَّ المَقَامَ مَقَامُ مَدْحٍ، فَينَبَغِي أن يُستَقَلَّ عن الضَّالِّ.

وكذلكَ في سُورَةِ الكَهفِ، جَاءَ قَولُ اللهِ تعالى: ﴿مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ﴾. بَعدَ أن ذَكَرَ اللهُ تعالى الفِتْيَةَ في كَهْفِهِم، قال تعالى: ﴿وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللهِ مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ﴾. فَنَاسَبَ ذِكْرُ عِنَايَةِ اللهِ بالفِتْيَةِ المَهْدِيِّينَ أن يُوقَفَ عِندَ كَلِمَةِ: ﴿الْمُهْتَدِ﴾. لأنَّهُ مَدْحٌ لَهُم، وحُذِفَتِ اليَاءُ مِنهَا ومن سُورَةِ الإسرَاءِ، لأنَّهَا صَارَتْ كالفَاصِلَةِ.

وبناء على ذلك:

فَمَتَى حُذِفَتِ اليَاءُ في قَولِهِ تعالى: ﴿الْمُهْتَدِي﴾. حَسُنَ الوَقفُ، لأنَّ المَقَامَ مَقَامُ مَدْحٍ لِمَن سَبَقِ ذِكْرُهُ، ومَتَى أُثبِتَتِ اليَاءُ حَسُنَ الوَصْلُ، لأنَّ المَقَامَ مَقَامُ ذَمٍّ لِمَن سَبَقِ ذِكْرُهُ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
5115 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  فتاوى متعلقة بالقرآن الكريم

 السؤال :
 2023-02-25
 1209
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ سُورَةَ الإِخْلَاصِ تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ؟
 السؤال :
 2023-02-25
 982
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ﴾؟
 السؤال :
 2023-02-06
 941
مَا مَعْنَى قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا﴾؟
 السؤال :
 2023-01-30
 432
يَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ﴾. وَيَقُولُ تعالى: ﴿وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ * لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ﴾. فَبِأَيِّ الأَمْرَيْنِ تَمَّتْ نَجَاةُ سَيِّدِنَا يُونُسَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنْ بَطْنِ الحُوتِ؟
 السؤال :
 2023-01-30
 464
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿وَاللهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾؟
 السؤال :
 2022-10-03
 524
في قِصَّةِ ابْنَيْ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عِنْدَمَا قَتَلَ قَابِيلُ هَابِيلَ قَالَ تعالى عَنْ قَابِيلَ القَاتِلِ: ﴿فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ﴾. وَمِنَ المَعْلُومِ أَنَّ النَّدَمَ تَوْبَةٌ، فَلِمَاذَا كُلَّمَا قَتَلَ إِنْسَانٌ آخَرَ ظُلْمًا يَتَحَمَّلُ قَابِيلُ وِزْرَهُ؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3161
المكتبة الصوتية 4797
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414312145
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :