الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَمَا وَرَدَ عن سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ رَغَّبَ في ذَبْحِ ذَبِيحَةٍ للمَيْتِ بَعدَ مَوتِهِ، لِتَكُونَ وَنِيسَةً لَهُ في قَبْرِهِ.
ولكن ثَبَتَ بِأَنَّهُ يَتْبَعُ المَيْتَ ثَلاثَةٌ، كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الشيخان عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلَاثَةٌ، فَيَرْجِعُ اثْنَانِ، وَيَبْقَى وَاحِدٌ، يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ، وَيَبْقَى عَمَلُهُ».
وبناء على ذلك:
فالوَنِيسَةُ للمَيْتِ لَيسَ لَهَا أَصْلٌ شَرعِيٌّ، والذي يَكُونُ أَنِيسَاً للمَيْتِ في قَبْرِهِ هوَ عَمَلُهُ الذي قَدَّمَهُ في حَيَاتِهِ الدُّنيَا.
ولكن إذا أَرَادَ أَهلُ المُتَوَفَّى من وَرَثَةٍ أو غَيرِهِم أن يَتَبَرَّعُوا بِشَيءٍ من أَموَالِهِم لِتَكُونَ في صَحِيفَةِ المُتَوَفَّى فلا حَرَجَ في ذلكَ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |