زوجها وعلاقته مع النساء

7459 - زوجها وعلاقته مع النساء

03-08-2016 135 مشاهدة
 السؤال :
زوجي كان في شهر رمضان من أهل التقوى والصلاح، وممن كان ملازماً الدروس ومجالس الذكر، وبعد رمضان تسلطت عليه امرأة فاسقة، وتعلق بها عن طريق الوتس، وكاد البيت أن يخرب، فماذا أفعل؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7459
 2016-08-03

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: المُعَوَّلُ عَلَيْهِ النِّهَايَاتُ، وَالإِنْسَانُ يُبْعَثُ على مَا مَاتَ عَلَيْهِ، وَلِهَذَا كَانَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ مِنَ الدُّعَاءِ: «يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ» رواه الترمذي عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

وَمِنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَا وَلِيَّ الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ، ثَبِّتْنِي بِهِ حَتَّى أَلْقَاكَ» رواه الطَّبَرَانِيُّ في الأَوْسَطِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثانياً: العِبَادَاتُ مَا جَعَلَ اللهُ تعالى لَهَا وَقْتَاً دُونَ وَقْتٍ، أَجَلُ العِبَادَةِ المَوْتُ، قَالَ تعالى: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾. وَقَالَ تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.

ثالثاً: مَا أَقبَحَ المَعْصِيَةَ بَعدَ الطَّاعَةِ، وَمَا أَقْبَحَ الظُّلْمَةَ بَعْدَ النُّورِ، وَمَا أَقْبَحَ القَطِيعَةَ بَعْدَ الوَصْلِ، وَمَا أَقْبَحَ الإِعْرَاضَ بَعْدَ الإِقْبَالِ، وَمَا أَقْبَحَ الضَّلَالَ بَعْدَ الهُدَى.

رابعاً: مِقْيَاسُ الإِيمَانِ الحَقِيقِيُّ هُوَ أَنْ يَنْظُرَ الإِنْسَانُ إلى نَفْسِهِ في خَلْوَتِهِ لا في جَلْوَتِهِ أَمَامَ النَّاسِ، فَكَمْ مِنْ تَقِيٍّ أَمَامَ النَّاسِ وَهُوَ فاسِقٌ في خَلْوَتِهِ؟ تَرَاه يُذَكِّرُ النَّاسَ بِطَاعَةِ اللهِ تعالى وَيُحَذِّرُهُمْ مِنْ مَعْصِيَتِهِ، وَلَكِنَّهُ إِذَا خَلَا مَعَ نَفْسِهِ انْتَهَكَ مَحَارِمَ اللهِ تعالى؛ هَذَا وإِذَا لَمْ يَتُبْ إلى اللهِ تعالى كَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابَاً يَوْمَ القِيَامَةِ، روى الشيخان عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ فِي النَّارِ، فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الحِمَارُ بِرَحَاهُ، فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ: أَيْ فُلاَنُ مَا شَأْنُكَ؟ أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْـمَعْرُوفِ وَتَنْهَانَا عَنِ المُنْكَرِ؟

قَالَ: كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْـمَعْرُوفِ وَلاَ آتِيهِ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ المُنْكَرِ وَآتِيهِ».

خامساً: الإِنترنت زَعْزَعَ إِيمَانَ كَثِيرٍ مِنَ الشَّبَابِ وَالشَّابَّاتِ، وَهَذِهِ الدَّرْدَشَاتُ هَدَمَتْ كَثِيرَاً مِنَ الطَّاعَاتِ وَالقُرُبَاتِ، وَكَادَ الإِنترنت وَالدَّرْدَشَاتُ أَنْ يَذْهَبْنَ بِدِينِ الكَثِيرِ مِنَ النَّاسِ، وَيَنْطَبِقُ عَلَيْهِمْ قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَدْخُلُهَا؛ وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَدْخُلُهَا» رواه الشيخان عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

وبناء على ذلك:

ذَكِّرِي زَوْجَكِ بِهَذَا، وَذَكِّرِيهِ بِأَنَّ جَمِيعَ المَصَائِبِ تَهُونُ بِجَانِبِ مُصِيبَةِ الدِّينِ، وَذَكِّرِيهِ بِأَنَّ الشَّيْطَانَ قَعَدَ على الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ لِغِوَايَةِ النَّاسِ، وَقُولِي لَهُ: أَمَا تَخَافُ مِنَ القَنْصِ المَعْنَوِيِّ، أَمَا تَخَافُ أَنْ يَقْنُصَكَ الشَّيْطَانُ وَتَكُونَ نِهَايَتُكَ على مَعْصِيَةِ اللهِ تعالى؟

ذَكِّرِيهِ بِقَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلَاً﴾.

وَأَنَا أَقُولُ لِكُلِّ شَابٍّ وَشَابَّةٍ: كُونُوا حَرِيصِينَ على دِينِكُمْ، فَإِذَا رَأَيْتُمُ الجَوَّالَاتِ سَتَعْصِفُ بِدِينِكُمْ، وَاللهِ أَنْصَحُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ تعالى، اقْطَعُوا صِلَتَكُمْ مَعَ هَذِهِ الجَوَّالَاتِ التي تَكَادُ أَنْ تُبْعِدَكُمْ عَنِ اللهِ تعالى.

وَفِي الخِتَامِ، أَقُولُ لِهَذِهِ الأُخْتِ: اصْبِرِي وَصَابِرِي، وَلَا تَطْلُبِي الطَّلَاقَ مِنْ زَوْجِكِ، لِأَنَّ طَلَبَ الطَّلَاقِ لَنْ يُصْلِحَهُ، وَإِذَا حَصَلَ الطَّلَاقُ فَرِحَتْ تِلْكَ الشَّيْطَانَةُ، وَفَرِحَ شَيْطَانُهَا بِذَلِكَ، أَكْثِرِي لَهُ مِنَ الدُّعَاءِ بَعْدَ تَقْدِيمِ النُّصْحِ لَهُ، وَحَاوِلِي أَنْ تُسْمِعِيهِ الجَوَابَ على سُؤَالِكِ؛ وَكُلُّ هَذَا بَعْدَ قِيَامِكِ بِالوَاجِبِ الشَّرْعِيِّ عَلَيْكِ نَحْوَهُ، وَذَلِكَ بِإِعْفَافِهِ عَنِ الحَرَامِ، وَأَنْ يَنْطَبِقَ عَلَيْكِ قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ، وَإِذَا أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ، وَإِذَا غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ» رواه الحاكم وأبو داود عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. وَإِذَا دَعَاكِ لِفِرَاشِهِ أَنْ تُـسْرِعِي لِتَلْبِيَتِهِ، وَإِلَّا ـ لَا قَدَّرَ اللهُ تعالى ـ تَكُونِينَ أَنْتِ سَبَبَاً في انْحِرَافِهِ، وَتَتَحَمَّلِينَ الإِثْمَ مَعَهُ.

اللَّهُمَّ ثَبِّتْنَا بِالقَوْلِ الثَابِتِ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
135 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  باب عشرة النساء

 السؤال :
 2023-12-11
 363
إِذَا تَزَوَّجَ الرَّجُلُ مِنِ امْرَأَةٍ ثَانِيَةٍ، فَهَلْ يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَعْدِلَ بَيْنَهُمَا ظَاهِرًا وَبَاطِنًا؟
رقم الفتوى : 12847
 السؤال :
 2023-01-17
 847
رَجُلٌ يُنْفِقُ عَلَى زَوْجَتِهِ وَأَوْلَادِهِ، وَلَكِنَّهُ بَعِيدٌ عَنْهُمْ وَهَاجِرٌ لَهُمْ، وَتَطْلُبُ الزَّوْجَةُ مِنْهُ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَيْنَ الحِينِ وَالآخَرِ، أَو يَأْخُذَهُمْ لِعِنْدِهِ، فَيَرْفُضُ، فَهَلْ مِنْ حَقِّهَا طَلَبُ الطَّلَاقِ؟
رقم الفتوى : 12360
 السؤال :
 2022-10-03
 1704
مَا حُكْمُ الرَّجُلِ الذي يَتَزَوَّجُ زَوْجَةً ثَانِيَةً، وَزَوَاجُهُ هَذَا دَمَّرَ البَيْتَ الأَوَّلَ؟
رقم الفتوى : 12219
 السؤال :
 2022-06-20
 2117
هَلْ يَجُوزُ للمَرْأَةِ أَنْ تُعَامِلَ زَوْجَهَا بِالمِثْلِ عِنْدَمَا يُسِيءُ إِلَيْهَا؟
رقم الفتوى : 12030
 السؤال :
 2022-06-16
 940
امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ مِنْ سَنَوَاتٍ، وَمَا رَأَتِ السَّعَادَةَ في حَيَاتِهَا الزَّوْجِيَّةِ، زَوْجُهَا سَيِّئُ الأَخْلَاقِ، لِأَتْفَهِ الأَسْبَابِ يَشْتِمُ وَيَسُبُّ وَيَضْرِبُ وَيَتَلَفَّظُ بِكَلِمَاتٍ جَارِحَةٍ؛ حَيَاتُهَا مَعَهُ جَحِيمٌ، فَهَلْ تَنْصَحُونَهَا بِطَلَبِ الطَّلَاقِ؟
رقم الفتوى : 12020
 السؤال :
 2022-06-16
 664
هَلْ يَجِبُ عَلَى الزَّوْجِ عِلَاجُ الزَّوْجَةِ أَمْ يَكُونُ عَلَى أَهْلِهَا؟
رقم الفتوى : 12019

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3161
المكتبة الصوتية 4797
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414284394
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :