هل تكون المرأة رسولاً؟

7689 - هل تكون المرأة رسولاً؟

09-11-2016 3069 مشاهدة
 السؤال :
هل أرسل الله تعالى رسولاً من النساء وأوحى إليها؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7689
 2016-11-09

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالَاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى﴾. وَيَقُولُ تعالى: ﴿اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ﴾.

فَاللهُ تعالى لَمْ يُرْسِلْ رَسُولَاً مِنَ النِّسَاءِ، لِأَنَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ، وَقَدْ حَصَرَهَا في الرِّجَالِ، فَقَالَ: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالَاً﴾. وَلِأَنَّ النِّسَاءَ أَضْعَفُ مِنَ الرِّجَالِ، فَالمَرْأَةُ عَاطِفِيَّةٌ ضَعِيفَةٌ قَاصِرَةُ العَقْلِ، وَأَمْرُ النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ، فَهُوَ يَتَطَلَّبُ الشِّدَّةَ، وَالقُوَّةَ، وَرَجَاحَةَ العَقْلِ، وَالاخْتِلَاطَ بِالرِّجَالِ، وَغَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا لَا يَتَنَاسَبُ مَعَ طِبَاعِ المَرْأَةِ التي فُطِرَتْ عَلَيْهَا.

وبناء على ذلك:

فَرَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُرْسِلْ رَسُولَاً مِنَ النِّسَاءِ، بَلْ حَصَرَ ذَلِكَ في الرِّجَالِ، لِأَنَّ الرِّسَالَةَ قَائِمَةٌ على التَّبْلِيغِ، وَفِيهَا جُهُودٌ عَظِيمَةٌ لِنَشْرِ الدَّعْوَةِ وَمُقَاوَمَةِ الفَسَادِ، وَالتَّغَلُّبِ على العَقَبَاتِ، وَاسْتِعْدَادَاتُ الرِّجَالَ تَتَنَاسَبُ مَعَ هَذِهِ المَهَمَّةِ، وَالأَصْلُ في الرَّجُلِ أَنْ يَكُونَ خَلِيفَةً في الأَرْضِ، وَالمَرْأَةُ خُلِقَتْ لِتُسَاعِدَهُ على تَحْقِيقِ هَذِهِ الخِلَافَةِ.

وَمِنْ هُنَا يُعْلَمُ بِأَنَّهُ لَا يُقَالُ لِكُلِّ مَنْ خَاطَبَتْهُ المَلَائِكَةُ فَهُوَ نَبِيٌّ، فَقَدْ وَرَدَ في صَحِيحِ الإِمَامِ مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَجُلَاً زَارَ أَخَاً لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ (أَقْعَدَ) اللهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ (طَرِيقِهِ) مَلَكَاً فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ، قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟

قَالَ: أُرِيدُ أَخَاً لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ.

قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ (أَيْ: تَقُومُ بِإِصْلَاحِهَا).

قَالَ: لَا، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.

قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ، بِأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ.

وَالحَدِيثُ المَشْهُورُ عِنْدَمَا أَرْسَلَ اللهُ تعالى مَلَكَاً للأَقْرَعِ وَالأَبْرَصِ وَالأَعْمَى، فَهَلْ كَانَ هَؤُلَاءِ مَنَ الأَنْبِيَاءِ؟ قَطْعَاً، لَا. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3069 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  المسائل المتعلقة بالعقيدة

 السؤال :
 2023-03-25
 888
لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ بَعْضِ طُلَّابِ العِلْمِ مَنْ يَقُولُ: اليَهُودُ وَالنَصَارَى يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ، وَهَذَا مَا ثَبَتَ في القُرْآنِ العَظِيمِ، فَهَلْ كَلَامُهُ صَحِيحٌ؟
 السؤال :
 2023-02-06
 649
مَا هُوَ الفَارِقُ بَيْنَ العَقْلِ وَالقَلْبِ، وَأَيْنَ مَحَلُّ العَقْلِ مِنْ جِسْمِ الإِنْسَانِ؟
 السؤال :
 2022-12-25
 6090
إِذَا كَانَتِ المَرْأَةُ المُسْلِمَةُ صَائِمَةً وَمُصَلِّيَةً، إِلَّا أَنَّهَا مُتَبَرِّجَةٌ، فَهَلْ تَكُونُ مِنَ الخَالِدِينَ في النَّارِ بِسَبَبِ تَبَرُّجِهَا وَغِوَايَتِهَا؟
 السؤال :
 2022-12-25
 588
هَلْ دُخُولُ الجَنَّةِ بِالفَضْلِ أَمْ بِالعَمَلِ؟ فَإِنْ كَانَ بِالفَضْلِ فَمَا مَعْنَى قَوْلِهِ تعالى: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾؟
 السؤال :
 2022-10-03
 562
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ الإِنْسَانَ المُؤْمِنَ بَعْدَ مَوْتِهِ وَدَفْنِهِ يَرَى سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟
 السؤال :
 2022-09-02
 272
لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ قَرِيبٍ عَنِ الدَّعْوَةِ إلى الدِّيَانَةِ الإِبْرَاهِيمِيَّةِ، فَمَا هِيَ هَذِهِ الدِّيَانَةُ؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3161
المكتبة الصوتية 4797
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414294355
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :