﴿وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾

7852 - ﴿وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾

01-02-2017 1540 مشاهدة
 السؤال :
ما تفسير قوله تعالى: ﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7852
 2017-02-01

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَقُولُ ابْنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللهُ تعالى عِنْدَ تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ: ﴿فَلَا تَهِنُوا﴾. أَيْ: لَا تَضْعُفُوا عَنِ الأَعْدَاءِ ﴿وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ﴾. أَيْ: إلى المُهَادَنَةِ وَالمُسَالَمَةِ، وَوَضْعِ القِتَالِ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الكُفَّارِ في حَالِ قُوَّتِكُمْ وَكَثْرَةِ عَدَدِكُمْ وَعُدَدِكُمْ؛ وَلِهَذَا قَالَ: ﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ﴾. أَيْ: فِي حَالِ عُلُوِّكُمْ عَلَى عَدُوِّكُمْ؛ فَأَمَّا إِذَا كَانَ الكُفَّارُ فِيهِمْ قُوَّةٌ وَكَثْرَةٌ بِالنِّسْبَةِ إِلَى جَمِيعِ المُسْلِمِينَ، وَرَأَى الإِمَامُ في المُعَاهَدَةِ وَالمُهَادَنَةِ مَصْلَحَةً، فَلَهُ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ، كَمَا فَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حِينَ صَدَّهُ كُفَّارُ قُرَيْشٍ عَنْ مَكَّةَ، وَدَعَوْهُ إِلَى الصُّلْحِ وَوَضْعِ الحَرْبِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ عَشْرَ سِنِينَ، فَأَجَابَهُمْ إِلَى ذَلِكَ.

وَقَوْلُهُ: ﴿وَاللهُ مَعَكُمْ﴾. فِيهِ بِشَارَةٌ عَظِيمَةٌ بِالنَّصْرِ وَالظَّفَرِ عَلَى الأَعْدَاءِ؛ ﴿وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾. أَيْ: وَلَنْ يُحْبِطَهَا وَيُبْطِلَهَا وَيَسْلِبَكُمْ إِيَّاهَا، بَلْ يُوَفِّيكُمْ ثَوَابَهَا وَلَا يُنْقِصُكُمْ مِنْهَا شَيْئَاً.

وبناء على ذلك:

فَالحَقُّ سُبْحَانَهُ وتعالى يَأْمُرُ الأُمَّةَ فِي حَالِ قُوَّتِهَا أَنْ لَا تَضْعُفَ وَلَا تُهَادِنَ الأَعْدَاءَ، ﴿وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا﴾. هَذَا إِذَا هُمْ طَلَبُوا ذَلِكَ، أَو رَأَى الإِمَامُ المَصْلَحَةَ أَنْ يُهَادِنَ مِنْ أَجْلِ حَقْنِ دِمَاءِ المُسْلِمِينَ.

وَاللهُ تعالى مَعَ المُؤْمِنِينَ الصَّادِقِينَ مَعِيَّةَ تَأْيِيدٍ وَحِفْظٍ، وَرَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ لَا يُنْقِصُ أُجُورَ العَامِلِينَ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1540 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 245
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1447
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-03-23
 633
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
رقم الفتوى : 12464
 السؤال :
 2023-01-30
 1687
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1439
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 959
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3162
المكتبة الصوتية 4798
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414340667
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :