الشجرة الملعونة في القرآن

9149 - الشجرة الملعونة في القرآن

11-09-2018 2026 مشاهدة
 السؤال :
يقول الله تعالى في سورة الإسراء: ﴿وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ المَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانَاً كَبِيرَاً﴾. لماذا لعنت الشجرة، مع أنها غير مكلفة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9149
 2018-09-11

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَقُولُ الإِمَامُ البَيْضَاوِيُّ في تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ: وَلَعْنُهَا في القُرْآنِ لَعْنُ طَاعِمِيهَا، وُصِفَتْ بِهِ عَلَى المَجَازِ للمُبَالَغَةِ، أَو وَصَفَهَا بِأَنَّهَا في أَصْلِ الجَحِيمِ فَإِنَّهُ أَبْعَدُ مَكَانٍ مِنَ الرَّحْمَةِ، أَو بِأَنَّهَا مَكْرُوهَةٌ مُؤْذِيَةٌ مِنْ قَوْلِهِمْ طَعَامٌ مَلْعُونٌ لَمَّا كَانَ ضَارَّاً.

وَقَالَ جُمْهُورِ المُفَسِّرِينَ: هِيَ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ، وَالمُرَادُ بِلَعْنِهَا لَعْنُ آكِلِهَا، قَالَ تعالى: ﴿إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ﴾. وَالعَرَبُ يَقُولُونَ لِكُلِّ طَعَامٍ مَكْرُوهٍ: مَلْعُونٌ.

وَقَالَ ابْنُ عَاشُور: وَالمَلْعُونَةُ: أَيِ المَذْمُومَةُ فِي الْقُرْآنِ فِي قَوْلِهِ: ﴿طَعامُ الْأَثِيمِ﴾. وَقَوْلِهِ: ﴿طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّياطِينِ﴾. وَقَوْلِهِ: ﴿كَالمُهْلِ تَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ﴾. وَقِيلَ: مَعْنَى الْمَلْعُونَةِ: أَنَّهَا مَوْضُوعَةٌ فِي مَكَانِ اللَّعْنَةِ، وَهِيَ الْإِبْعَادُ مِنَ الرَّحْمَةِ، لِأَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ فِي مَوْضِعِ الْعَذَابِ.

وبناء على ذلك:

فَالمُرَادُ مِنَ اللَّعْنِ لَهَا لَعْنُ آكِلِهَا، لِأَنَّهُ لَا يَأْكُلُ مِنْهَا إِلَّا الأَثِيمُ، كَمَا قَالَ تعالى: ﴿إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ﴾. وَالأَثِيمُ مَلْعُونٌ، لِأَنَّ الشَّجَرَةَ لَا ذَنْبَ لَهَا حَتَّى تُلْعَنَ عَلَى الحَقِيقَةِ، وَإِنَّمَا وُصِفَتْ بِلَعْنِ أَصْحَابِهَا عَلَى المَجَازِ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2026 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 256
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1447
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-03-23
 634
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
رقم الفتوى : 12464
 السؤال :
 2023-01-30
 1693
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1439
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 963
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3162
المكتبة الصوتية 4798
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414459810
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :