19ـ مع الصحابة وآل البيت رضي الله عنهم: إيذاء قريش لآل البيت

19ـ مع الصحابة وآل البيت رضي الله عنهم: إيذاء قريش لآل البيت

 

 مع الصحابة و آل البيت رَضِيَ اللهُ عَنهُم

19ـ إيذاء قريش لآل البيت

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أيُّها الإخوة الكرام: من أَعْظَمِ نعَمِ اللهِ تعالى عَلَينَا ونَحنُ نَعِيشُ هذهِ الأَزمَةَ القَاسِيَةَ، أَنْ أَكْرَمَنَا اللهُ تعالى بِنِعْمَةِ الإِيمَانِ بِسَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، الذي هوَ أَوْلَى بِنَا من أَنفُسِنَا، قَالَ تعالى: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾.

أَكْرَمَنَا بِنِعْمَةِ الإِيمَانِ بِسَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، الذي هوَ إِمَامُ النَّبِيِّينَ، قَالَ تعالى: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمَاً﴾.

أَكْرَمَنَا بِنِعْمَةِ الإِيمَانِ بِسَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، الذي هوَ أُسْوَةٌ صَالِحَةٌ للعَالَمِينَ، قَالَ تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرَاً﴾.

أَكْرَمَنَا بِنِعْمَةِ الإِيمَانِ بِسَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، الذي مَن اتَّبَعَهُ كَانَ من المُفْلِحِينَ في الدُّنيَا والآخِرَةِ، قَالَ تعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبَاً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.

أَكْرَمَنَا بِنِعْمَةِ الإِيمَانِ بِسَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، الذي جَعَلَ اللهُ تعالى طَاعَتَهُ هيَ عَيْنَ طَاعَةِ اللهِ تعالى، قَالَ تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ﴾.

أَكْرَمَنَا بِنِعْمَةِ الإِيمَانِ بِسَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، الذي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ ومَلائِكَتُهُ، وأَمَرَنَا بالصَّلاةِ عَلَيهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، فَقَالَ تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمَاً﴾.

أَكْرَمَنَا بِنِعْمَةِ الإِيمَانِ بِسَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، الذي أَمَرَنَا اللهُ تعالى بِتَقْدِيمِ حُبِّهِ على كُلِّ مَحْبُوبٍ، قَالَ تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ واللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾.

فَلَكَ الحَمْدُ يَا رَبَّنَا على نِعْمَةِ الإِيمَانِ بهذا الحَبِيبِ العَظِيمِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، ونَسْأَلُكَ يَا رَبَّنَا الثَّبَاتَ على الإِيمَانِ بِهِ ومَحَبَّتِهِ حَتَّى نَلْقَاكَ وأَنْتَ رَاضٍ عَنَّا. آمين.

اللهُ تَبَارَكَ وتعالى مُنْتَقِمٌ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ:

أيُّها الإخوة الكرام: يَا مَن تَعِيشُونَ هذهِ الأَزمَةَ، وقُلُوبُكُم تَتَفَطَّرُ مِمَّن يُعْطِي صُورَةً سَيِّئَةً عَن إِيمَانِهِ بِسَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، كُونُوا على يَقِينٍ بِأَنَّ اللهَ تعالى مُنْتَقِمٌ لِرَسُولِهِ وحَبِيبِهِ ومُصْطَفَاهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، ومُظْهِرٌ لِدِينِهِ الحَنِيفِ، وشَرْعِهِ المَصُونِ، ومُظْهِرٌ لِكَذِبِ الكَاذِبِينَ عَلَيهِ.

أيُّها الإخوة الكرام: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَذُكِرَ لِي: أَنَّ أُمَّ جَمِيلٍ: حَمَّالَةَ الْحَطَبِ حِينَ سَمِعَتْ نَزَلَ فِيهَا، وَفِي زَوْجِهَا مِن الْقُرْآنِ، أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ عِنْدَ الْكَعْبَةِ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَفِي يَدِهَا فِهْرٌ ـ الفِهْرُ: الحَجَرُ مِلْءُ الكَفِّ ـ مِنْ حِجَارَةٍ، فَلَمَّا وَقَفَتْ عَلَيْهِمَا أَخَذَ اللهُ بِبَصَرِهَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ فَلَا تَرَى إلا أَبَا بَكْرٍ.

فَقَالَتْ: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَيْنَ صَاحِبُكَ؟ فَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ يَهْجُونِي، واللهِ لَوْ وَجَدْته لَضَرَبْتُ بِهَذَا الْفِهْرِ فَاهُ، أَمَا واللهِ إنِّي لَشَاعِرَةٌ، ثُمَّ قَالَتْ:

مُذَمَّمَاً عَصَيْنَا   ***   وَأَمْرَهُ أَبَيْنَا   ***   وَدِينَهُ قَلَيْنَا

ثُمَّ انْصَرَفَتْ؛ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَا تَرَاهَا رَأَتْكَ؟

فَقَالَ: «مَا رَأَتْنِي، لَقَدْ أَخَذَ اللهُ بِبَصَرِهَا عَنِّي».

وروى الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «أَلَا تَعْجَبُونَ كَيْفَ يَصْرِفُ اللهُ عَنِّي شَتْمَ قُرَيْشٍ وَلَعْنَهُمْ، يَشْتِمُونَ مُذَمَّمَاً، وَيَلْعَنُونَ مُذَمَّمَاً، وَأَنَا مُحَمَّدٌ». رَجُلٌ مُذَمَّمٌ: أي: مَذْمُومٌ جِدَّاً.

إِيذَاءُ قُرَيشٍ للنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ في أَهْلِ بَيْتِهِ:

أيُّها الإخوة الكرام: لقد أُوذِيَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ بِكُلِّ صُوَرِ الأَذَى، حَتَّى أُوذِيَ في أَهْلِ بَيْتِهِ الكِرَامِ.

أيُّها الإخوة الكرام: لمَّا بَادَى سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ قُرَيشَاً بِأَمْرِ اللهِ تعالى، عَادَوْهُ أَشَدَّ العِدَاءِ، حَتَّى قَالُوا: إنَّكُمْ قَدْ فَرَّغْتُمْ مُحَمَّدَاً مِنْ هَمِّهِ، فَرُدُّوا عَلَيْهِ بَنَاتِهِ فَاشْغَلُوهُ بِهِنَّ.

وكَانَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ زَوَّجَ ابْنَتَهُ السَّيِّدَةَ زَينَبَ رَضِيَ اللهُ عَنها من أَبِي العَاصِ، والسَّيِّدَةَ رُقَيَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنها من عُتْبَةَ بنِ أَبِي لَهَبٍ، والسَّيِّدَةَ أُمَّ كُلْثُومَ رَضِيَ اللهُ عَنها من عُتْيبَةَ بنِ أَبِي لَهَبٍ.

فَمَشَوْا إلَى أَبِي الْعَاصِ، فَقَالُوا لَهُ: فَارِقْ صَاحِبَتَكَ، وَنَحْنُ نُزَوِّجُكَ أَيَّ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ شِئْتَ.

قَالَ: لَا واللهِ إنِّي لَا أُفَارِقُ صَاحِبَتِي، وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِامْرَأَتِي امْرَأَةً مِنْ قُرَيْشٍ.

وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ يُثْنِي عَلَيْهِ فِي صِهْرِهِ خَيْرَاً، فِيمَا بَلَغَنِي.

ثُمَّ مَشَوْا إلَى عُتْبَةَ بْنِ أَبِي لَهَبٍ، فَقَالُوا لَهُ: طَلِّقْ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، وَنَحْنُ نُنْكِحُكَ أَيَّ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ شِئْتَ.

فَقَالَ: إنْ زَوَّجْتُمُونِي بِنْتَ أَبَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، أَوْ بِنْتَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ فَارَقْتُهَا.

فَزَوَّجُوهُ بِنْتَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَفَارَقَهَا، وَلَمْ يَكُنْ دَخَلَ بِهَا، فَأَخْرَجَهَا اللهُ مِنْ يَدِهِ كَرَامَةً لَهَا، وَهَوَانَاً لَهُ، وَخَلَفَ عَلَيْهَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بَعْدَهُ.

روى الطَّبَرَانِيُّ في المُعْجَمِ الكَبِيرِ عَنْ قَتَادَةَ بن دِعَامَةَ قَالَ: تَزَوَّجَ أُمَّ كُلْثُومٍ بنتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ عُتَيْبَةُ بن أَبِي لَهَبٍ، فَلَمْ يَبْنِ بِهَا حَتَّى بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، وَكَانَتْ رُقَيَّةُ عِنْدَ أَخِيهِ عُتْبَةَ بن أَبِي لَهَبٍ، فَلَمَّا أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ﴾.

قَالَ أَبُو لَهَبٍ لابْنَيْهِ عُتَيْبَةَ وَعُتْبَةَ: رَأْسِي مِنْ رَأْسِكُمَا حَرَامٌ إِنْ لَمْ تُطَلِّقَا ابْنَتَيْ مُحَمَّدٍ.

وَقَالَتْ أُمُّهُمَا بنتُ حَرْبِ بنِ أُمَيَّةَ وَهِيَ حَمَّالَةُ الْحَطَبِ: طَلِّقَاهُمَا يَا بنيَّ، فَإِنَّهُمَا قَدْ حَبَّتَاهُ، فَطَلَّقَاهُمَا، وَلَمَّا طَلَّقَ عُتَيْبَةُ أُمَّ كُلْثُومٍ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ حَيْثُ فَارَقَ أُمَّ كُلْثُومٍ، فَقَالَ: كَفَرْتُ بِدِينِكَ وَفَارْقُتِ ابْنَتَكَ لا تُحِبُّنِي وَلا أُحِبُّكَ، ثُمَّ سَطَا عَلَيْهِ فَشَقَّ قَمِيصَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ وَهُوَ خَارِجٌ نَحْوَ الشَّامِ تَاجِرَاً.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «أَمَا إِنِّي أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُسَلِّطَ عَلَيْكَ كَلْبَهُ».

فَخَرَجَ فِي تَجْرٍ مِنْ قُرَيْشٍ حَتَّى نَزَلُوا بِمَكَانٍ مِنَ الشَّامِ، يُقَالُ لَهُ: الزَّرْقَاءُ لَيْلا، فَأَطَافَ بِهِمُ الأَسَدُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ فَجَعَلَ عُتَيْبَةَ يَقُولُ: يَا وَيْلَ أُمِّي، هُوَ واللهِ آكِلِي كَمَا دَعَا عَلَيَّ مُحَمَّدٌ، فَأَبْكَى ابْنَ أَبِي كَبْشَةَ وَهُوَ بِمَكَّةَ وَأَنَا بِالشَّامِ، فَعَدَا عَلَيْهِ الأَسَدُ مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ فَأَخَذَ بِرَأْسِهِ فَضَغَمَهُ ضَغْمَةً فَقَتَلَهُ ـ عَضَّهُ عَضَّاً شَدِيدَاً ـ.

قَالَ زُهَيْرُ بن الْعَلاءِ: فَحَدَّثَنَا هِشَامُ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ الأَسَدَ لَمَّا أَطَافَ بِهِمْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ انْصَرَفُوا فَنَامُوا، وَجَعَلَ عُتَيْبَةُ وَسْطَهُمْ فَأَقْبَلَ الأَسَدُ يَتَخَطَّى حَتَّى أَخَذَ بِرَأْسِ عُتَيْبَةَ فَدَغَمَهُ ـ كَسَر  َهُ وهَشَّمَهُ ـ.

وَخَلَفَ عُثْمَانُ بنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ بَعْدَ رُقَيَّةَ عَلَى أُمِّ كُلْثُومٍ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمَا.

أيُّها الإخوة الكرام: أَرَادَتْ هذهِ المَرْأَةُ الحَقُودُ أنْ تَشْفِيَ غَلِيلَهَا من السَّيِّدَةِ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها التي كَانَتْ مِلْءَ العُيُونِ مَهَابَةً وجَلالاً، مِلْءَ الأَسْمَاعِ عِزَّاً ونُبْلاً، فَرَاحَتْ تُؤَجِّجُ غَضَبَ القَومِ على سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، لِتُغِيظَ غَرِيمَتَهَا السَّيِّدَةَ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها، وتُعَكِّرَ عَلَيهَا صَفْوَ سَعَادَتِهَا التي كَانَتْ مَضْرِبَ الأَمْثَالِ.

ولَمْ يَكْفِ هذهِ المَرْأَةَ الخَبِيثَةَ أنْ رَدَّتْ بِنْتَيْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ على السَّيِّدَةِ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها، بَل خَرَجَتْ مَعَ زَوْجِهَا أَبِي لَهَبٍ إلى صَمِيمِ المَعْرَكَةِ بَيْنَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ وقُرَيشٍ، فَمَا كَانَ أَحَدٌ أَشَدَّ عَدَاوَةً مِنهُمَا للنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، ولا بَلَغَ أَحَدٌ من أَذَاهُ قَدرَ مَا بَلَغَاهُ، ولا سُمِعَ أَنَّ أَحَدَاً من بَنِي هَاشِمٍ ظَاهَرَ قُرَيشَاً على حَفِيدِ هَاشِمٍ كَمَا فَعَلَ أَبُو لَهَبٍ.

أَبْدَلَهُمَا اللهُ خَيْرَاً مِنهُمَا:

أيُّها الإخوة الكرام: لَقَد ظَنَّتْ حَمَّالَةُ الحَطَبِ والمُشْرِكُونَ من قُرَيشٍ بِأَنَّهُم سَيَشْغَلُونَ سَيِّدَنَا مُحَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ عَن دَعْوَتِهِ بِطَلاقِ ابْنتَيْهِ؛ ولكن خَابَ ظَنُّهُمْ، ولَمْ يَشُقَّ عَلَيهِ طَلاقُهُمَا، فَقَد نَجَّاهُمَا اللهُ تعالى من مِحْنَةِ العَيْشِ مَعَ ابْنَيْ حَمَّالَةِ الحَطَبِ، ومَعَ حَمَّالَةِ الحَطَبِ نَفْسِهَا، وزَوْجِ حَمَّالَةِ الحَطَبِ، ثمَّ مَا لَبِثَ أَنْ أَبْدَلَهُمَا اللهُ تعالى خَيْرَاً مِنهُمَا، زَوْجَاً صَالِحَاً كَرِيمَاً، من النَّفَرِ الثَّمَانِيَةِ الذينَ سَبَقُوا إلى الإِسْلامِ، وَأَحَدِ العَشَرَةِ المُبَشَّرِينَ بالجَنَّةِ، مِمَّنْ تَسْتَحْيِي المَلائِكَةُ مِنهُ، ذلكَ هوَ سَيِّدُنَا عُثْمَانُ بنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

أَكْرَمَهُمَا اللهُ تعالى بِزَوْجٍ قَالَ فِيهِ سَيِّدُنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: كَانَ عُثْمَانُ أَوْصَلَنَا للرَّحِمِ، وكَانَ من الذينَ آمَنُوا، ثمَّ اتَّقَوا وأَحْسَنُوا، واللهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ. اهـ.

وصَدَقَ اللهُ تعالى القَائِلُ: ﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئَاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئَاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ واللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾.

الهِجْرَةُ إلى الحَبَشَةِ:

أيُّها الإخوة الكرام: لِنَعْلَمْ جَمِيعَاً بِأَنَّ هذهِ الحَيَاةَ الدُّنيَا مِحَنٌ ومِنَحٌ، فَبَعدَ كُلِّ مِحْنَةٍ مِنْحَةٌ، وبَعدَ كُلِّ مِنْحَةٍ مِحْنَةٌ، بَعدَ أَنْ أَكْرَمَ اللهُ عزَّ وجلَّ السَّيِّدَةَ رُقَيَّةَ بالزَّوَاجِ من سَيِّدِنَا عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا، وغَنَّتِ النِّسَاءُ في عُرْسِهَا:

أَحْسَنُ شَخْصَيْنِ رَأَى إِنْسَانُ   ***   رُقَيَّةُ وَبَعْلُهَا عُثْمَانُ

بَعدَ هذهِ المِنْحَةِ التي كَانَتْ للسَّيِّدَةِ رُقَيَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنها جَاءَتِ المِحْنَةُ، مِحْنَةُ الهِجْرَةِ إلى الحَبَشَةِ، عِنْدَمَا رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ مَا يُصِيبُ أَصْحَابَهُ من البَلاءِ، وَمَا هُوَ فِيهِ مِن الْعَافِيَةِ بِمَكَانِهِ مِن اللهِ، وَمِنْ عَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَنَّهُ لَا يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَمْنَعَهُمْ مِمَّا هُمْ فِيهِ مِن الْبَلَاءِ، قَالَ لَهُمْ: «لَوْ خَرَجْتُمْ إلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، فَإِنَّ بِهَا مَلِكَاً لَا يُظْلَمُ عِنْدَهُ أَحَدٌ، وَهِيَ أَرْضُ صِدْقٍ، حَتَّى يَجْعَلَ اللهُ لَكُمْ فَرَجَاً».

فَخَرَجَ عِنْدَ ذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ إلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، مَخَافَةَ الْفِتْنَةِ وَفِرَارَاً إلَى اللهِ بِدِينِهِمْ، فَكَانَتْ أَوّلَ هِجْرَةٍ كَانَتْ فِي الْإِسْلَامِ.

فَكَانَ سَيِّدُنَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ مَعَ السَّيِّدَةِ رُقَيَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَوَّلَ مَن هَاجَرَ مَعَ قُرْبِ عَهْدِهِمَا بالزَّوَاجِ، فَلَمْ تَمْلِكْ رُقَيَّةُ دَمْعَهَا، وهيَ تُوَدِّعُ أَبَاهَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، وَأُمَّهَا وأَخَوَاتِهَا الثَّلاثِ، وكَأَنَّ لِسَانَ حَالِهَا يَقُولُ:

الأَهْلُ والأَوْطَـانُ   ***   فِرَاقُهُمْ صَعْبُ

لَـكِـنَّـهُ    الإِيـمَانُ   ***   فِـدَاؤُهُ القَلْبُ

والرُّوحُ والأَبْدَانُ   ***   فَلْيَـقْبَلِ الرَّبُّ

وهُنَاكَ في أَرْضِ الحَبَشَةِ اسْتَقْبَلَ النَّجَاشِيُّ المُهَاجِرِينَ، وقَالَ لَهُم بَعدَ لِقَاءٍ طَوِيلٍ مَعَ وَفْدِ قُرَيشٍ الذينَ جَاؤُوا يُطَالِبُونَ بالمُهَاجِرِينَ: (اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ شُيُومٌ بِأَرْضِي ـ وَالشُّيُومُ: الْآمِنُونَ ـ مَنْ سَبَّكُمْ غَرِمَ، مَنْ سَبَّكُمْ غَرِمَ، مَنْ سَبَّكُمْ غَرِمَ، مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي دَبْرَاً من ذَهَبٍ وَأَنِّي آذَيْتُ رَجُلاً مِنْكُمْ). ـ وَالدَّبْرُ: الْجَبَلُ بِلِسَانِ      الْحَبَشَةِ ـ رواه الإمام أحمد.

خاتِمَةٌ ـ نَسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أيُّها الإخوة الكرام: هذهِ الحَيَاةُ الدُّنيَا تَحْتَاجُ إلى صَبْرٍ ومُصَابَرَةٍ، بَعدَ تَقْوَى اللهِ عزَّ وجلَّ، وخَاصَّةً في هذهِ الآوِنَةِ العَصِيبَةِ، تَحْتَاجُ إلى صَبْرِ الرَّبَّانِيِّينَ الذينَ لَمْ يَعْرِفُوا اليَأْسَ، بَل عَرَفُوا الفَأْلَ الحَسَنَ والأَمَلَ، الذينَ مَا عَرَفُوا التَّزَعْزُعَ في الأَزَمَاتِ، بَل عَرَفُوا الثَّبَاتَ على الحَقِّ، الذينَ مَا عَرَفُوا الوَهَنَ، بَل عَرَفُوا العَزِيمَةَ.

أيُّها الإخوة الكرام: إِنَّ الطَّرِيقَ إلى الجَنَّةِ طَرِيقٌ حَافِلٌ بالعَقَبَاتِ والابْتِلاءَاتِ، وهوَ يَحْتَاجُ إلى صَبْرٍ ومُصَابَرَةٍ، بَعدَ تَقْوَى اللهِ عزَّ وجلَّ، قَالَ تعالى: ﴿وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئَاً إِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾. فَتَقْوَى اللهِ عزَّ وجلَّ تَدْفَعُ كَيْدَ الكَائِدِينَ، وحِقْدَ الحَاقِدِينَ، وإِجْرَامَ المُجْرِمِينَ، وهيَ سَبَبٌ للنَّجَاةِ من شَدَائِدِ الدُّنيَا والآخِرَةِ، قَالَ تعالى: ﴿وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾. وقَالَ تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمَاً مَقْضِيَّاً * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيَّاً﴾.

أَسْأَلُ اللهَ تعالى لِي ولَكُمُ الصَّبْرَ والتَّقْوَى والإِخْلاصَ. آمين.

وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الـْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

 

الخميس: 11 /رجب /1435هـ، الموافق: 30 /نيسان / 2015م

الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مع الصحابة وآل البيت رضي الله عنهم

13-03-2020 1402 مشاهدة
170ـ موقف الفاروق رضي الله عنه من شارب الخمر

نَحْنُ اليَوْمَ بِأَمَسِّ الحَاجَةِ إلى الوُقُوفِ أَمَامَ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ ... المزيد

 13-03-2020
 
 1402
13-02-2020 1972 مشاهدة
169ـ هكذا كان أبو الدرداء رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

الحِرْصُ عَلَى الذُّرِّيَّةِ وَالأَوْلَادِ مَطْلَبٌ مِنْ مَطَالِبِ الشَّرِيعَةِ، لِأَنَّ الأَبَوَيْنِ مَسْؤُولَانِ عَنِ الذُّرِّيَّةِ، قَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارَاً وَقُودُهَا النَّاسُ ... المزيد

 13-02-2020
 
 1972
23-01-2020 2613 مشاهدة
168ـ إسلام أبي الدرداء رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

إِنَّ اللهَ تعالى سَيَسْأَلُ عَنْ صُحْبَةِ سَاعَةٍ، فَهَلِ الوَاحِدُ مِنَّا حَرِيصٌ عَلَى صَاحِبِهِ يُذَكِّرُهُ بِاللهِ تعالى؟ لِأَنَّ الذي يَصْطَفي لِنَفْسِهِ صَاحِبَاً فَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى حُبِّهِ لِصَاحِبِهِ، وَمَنْ أَحَبَّ صَاحِبَهُ في ... المزيد

 23-01-2020
 
 2613
16-01-2020 997 مشاهدة
167ـ الزبير نموذج للغني المسلم

لَقَدْ طَبَعَ اللهُ تعالى الإِنْسَانَ عَلَى حُبِّ المَالِ، وَجَعَلَهُ مِنِ زِينَةِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، قَالَ تعالى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابَاً وَخَيْرٌ ... المزيد

 16-01-2020
 
 997
09-01-2020 1339 مشاهدة
166ـ حب سيدنا الزبير رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

إِنَّ حُبَّ اللهِ تعالى، وَحُبَّ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، يُعْطِيَانِ للإِنْسَانِ الكَمَالَ وَالشَّرَفَ وَالعِزَّةَ وَالرِّفْعَةَ وَالمَكَانَةَ، بَلْ يُعْطِيَانِ الُمؤْمِنَ القُدْرَةَ ... المزيد

 09-01-2020
 
 1339
03-01-2020 1039 مشاهدة
165ـ صاحب رسول الله منذ أن بعث

زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَعُدَّةُ الزَّمَانِ بَعْدَ اللهِ تعالى الشَّبَابُ النَّاشِؤُونَ في طَاعَةِ رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ، الذينَ تَكَادُ أَنْ لَا تَعْرِفَ لَهُمْ زَلَّةً، أَو تُعْهَدَ عَنْهُمْ صَبْوَةٌ، الذينَ يَتَسَابَقُونَ في مَيَادِينِ ... المزيد

 03-01-2020
 
 1039

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3162
المكتبة الصوتية 4798
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414334946
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :