36ـ مع الصحابة وآل البيت رضي الله عنهم: خصائص السيدة الزهراء رَضِيَ اللهُ عَنها (3)

36ـ مع الصحابة وآل البيت رضي الله عنهم: خصائص السيدة الزهراء رَضِيَ اللهُ عَنها (3)

 

 مع الصحابة و آل البيت رَضِيَ اللهُ عَنهُم

36ـ خصائص السيدة الزهراء رَضِيَ اللهُ عَنها (3)

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أيُّها الإخوة الكرام: إِنَّ للهِ تعالى خَوَاصَّ يُسْكِنُهُم رَفِيعَ الدَّرَجَاتِ، لأَنَّهُم كَانُوا في الدُّنْيَا أَعْقَلَ النَّاسِ، كَانَتْ هِمَّتَهُمُ المُسَابَقَةَ إلى طَاعَةِ اللهِ عزَّ وجلَّ وَمَرْضَاتِهِ، فَهَانَتْ عَلَيْهِمُ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَفُضُولُهَا، هؤلاءِ الخَوَاصُّ يُحْيِيهِمُ اللهُ تعالى في عَافِيَةٍ، وَيُمِيتُهُم في عَافِيَةٍ، وَيُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ في عَافِيَةٍ، لأَنَّهُ سَبَقَتْ لَهُم من اللهِ تعالى الحُسْنَى، قَالَ تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ﴾.

أيُّها الإخوة الكرام: من الذينَ سَبَقَتْ لَهُم من اللهِ تعالى الحُسْنَى آلُ بَيْتِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، وعلى رَأْسِهِمُ السَّيِّدَةُ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللهُ عَنها، لَقَد كَانَتْ بِنْتَاً لِسَيِّدِ الخَلْقِ وَحَبِيبِ الحَقِّ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، وَمِنْهَا كَانَ نَسْلُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، وَهِيَ أَفْضَلُ نِسَاءِ هذهِ الأُمَّةِ، وَسَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَهِيَ بَضْعَةُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، وَهِيِ مَكَانُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ في بَعْضِ الأُمُورِ.

يَحْرُمُ إِيذَاؤُهَا بالتَّزَوُّجِ عَلَيْهَا:

أيُّها الإخوة الكرام: من خَصَائِصِ هذهِ السَّيِّدَةِ الجَلِيلَةِ السَّيِّدَةِ الزَّهْرَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنه وَأَرْضَاهَا، وَعَطَّفَ اللهُ تعالى قَلْبَهَا الشَّرِيفَ عَلَيْنَا، أَنَّهُ يَحْرُمُ إِيذَاؤُهَا بالتَّزَوُّجِ عَلَيْهَا، وإِيذَاؤُهَا بالضَّرَّةِ.

روى الإمام مسلم عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ الْقُرَشِيِّ التَّيْمِيِّ، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ: «إِنَّ بَنِي هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ اسْتَأْذَنُونِي أَنْ يُنْكِحُوا ابْنَتَهُمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَلَا آذَنُ لَهُمْ، ثُمَّ لَا آذَنُ لَهُمْ، ثُمَّ لَا آذَنُ لَهُمْ، إِلَّا أَنْ يُحِبَّ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ أَنْ يُطَلِّقَ ابْنَتِي وَيَنْكِحَ ابْنَتَهُمْ، فَإِنَّمَا ابْنَتِي بَضْعَةٌ مِنِّي، يَرِيبُنِي مَا رَابَهَا، وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا».

وروى الإمام البخاري عَن عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ قَالَ: إِنَّ عَلِيَّاً خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ، فَسَمِعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ، فَأَتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّكَ لَا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ، وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحٌ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ.

فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ يَقُولُ: «أَمَّا بَعْدُ، أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ فَحَدَّثَنِي وَصَدَقَنِي، وَإِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنِّي، وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَسُوءَهَا، واللهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ». فَتَرَكَ عَلِيٌّ الْخِطْبَةَ.

وروى الشيخان عَن الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ عَلَى فَاطِمَةَ، فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ فِي ذَلِكَ عَلَى مِنْبَرِهِ هَذَا، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ مُحْتَلِمٌ، فَقَالَ: «إِنَّ فَاطِمَةَ مِنِّي، وَإِنِّي أَتَخَوَّفُ أَنْ تُفْتَنَ فِي دِينِهَا».

قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ صِهْرَاً لَهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ فِي مُصَاهَرَتِهِ إِيَّاهُ فَأَحْسَنَ، قَالَ: «حَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي، وَوَعَدَنِي فَأَوْفَى لِي، وَإِنِّي لَسْتُ أُحَرِّمُ حَلَالَاً، وَلَا أُحِلُّ حَرَامَاً، وَلَكِنْ واللهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللهِ مَكَانَاً وَاحِدَاً أَبَدَاً».

خُصُوصِيَّةٌ للسَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها:

أيُّها الإخوة الكرام: إِنَّ هذا التَّحْرِيمَ خُصُوصِيَّةٌ للسَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها، لأَنَّ الجَمْعَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الضَّرَّةِ يُؤْذِيهَا، وَإِنَّ مَا يُؤْذِيهَا يُؤْذِي سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، وَإِيذَاءُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ مُحَرَّمٌ بِنَصِّ الكِتَابِ، قَالَ تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابَاً مُهِينَاً﴾.

أيُّها الإخوة الكرام: لَقَد نَهَى سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ عَن زَوَاجِ سَيِّدِنَا عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ على السَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها لِكَمَالِ شَفَقَتِهِ على عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُما.

فَإِنَّ فَاطِمَةَ قَد رُزِئَتْ بِأَخَوَاتِهَا جَمِيعَاً بَعْدَ أَنْ رُزِئَتْ بَأُمِّهَا، فلا تَجِدُ مَن يُوَاسِيهَا في ضَرَّتِهَا، وفي ذلكَ مَا فِيهِ من إِيذَائِهَا، فَكَيْفَ إذا كَانَتْ ضَرَّتَهَا جُوَيْرِيَةَ بِنْتُ أَبِي جَهْلٍ، عَدُوِّ اللهِ وَرَسُولِهِ، وَهِيَ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، وَهِيَ أَفْضَلُ نِسَاءِ العَالَمِينَ بَعْدَ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ، وَكَيْفَ بِاجْتِمَاعِهَا عِنْدَ بَطَلِ الإِسْلامِ العَظِيمِ الذي تَرَبَّى في بَيْتِ أَبِيهَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، وَأَكْرَمَهُ اللهُ بالإِصْهَارِ إِلَيْهِ، وَفَوْزِهِ بِأَحَبِّ بَنَاتِهِ إِلَيْهِ.

وَقَد بَيَّنَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ أَنَّهُ لَمْ يَمْنَعْ هذا الزَّوَاجَ تَحْرِيمَاً لِمَا أَحَلَّ اللهُ في تَعَدُّدِ الزَّوْجَاتِ، وَلَكِنَّ المَنْعَ جَاءَ في تَحْرِيمِ إِيذَائِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، وَإِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنْهُ يُؤْذِيهِ مَا يُؤْذِيهَا، ولا شَكَّ أَنَّ إِيذَاءَهَا بالضَّرَّةِ فِيهِ انْتِقَاصٌ لَهَا ـ وَهِيَ من أَكْمَلِ النِّسَاءِ ـ وإِثَارَةٌ لِغَيْرَةِ الأُنْثَى من الضَّرَّةِ، وَإِنَّهَا على عُلُوِّ قَدْرِهَا وَشَرَفِ انْتِسَابِهَا فَإِنَّهَا تَتَأَذَّى من الضُّرَّةِ، شَأْنُهَا في ذلكَ شَأْنُ كُلِّ أُنْثَى، وَإِنَّ ذلكَ الشُّعُورَ وَمَا يَنْجُمُ عَنْهُ من كُرْهٍ وَوَجْدٍ على أَطْرَافِ هذا الزَّوَاجِ مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ تَبْرَأَ مِنْهُ فَاطِمَةُ، لِمَا فِيهِ من فِتْنَةٍ في دِينِهَا، وَهِيَ تُحِبُّ كَمَا يُحِبُّ أَبُوهَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ أَنْ تَخْرُجَ من الدُّنْيَا وَلَيْسَ في قَلْبِهَا على أَحَدٍ من المُسْلِمِينَ شَيْءٌ، وَلَو كَانَتْ بِنْتَ عَدُوِّ اللهِ وَرَسُولِهِ، فَإِنَّهَا أَسْلَمَتْ وَصَارَ لَهَا حُقُوقُ المُسْلِمِ كَامِلَةً، فَكَيْفَ إذا كَانَ من ذلكَ شَيْءٌ على زَوْجِهَا وَهُوَ ابْنُ عَمِّ أَبِيهَا سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، وَقَد تَرَبَّى في بَيْتِهِ، وَكَانَ من أَوَائِلِ المُؤْمِنِينَ، ومن العَشَرَةِ المُبَشَّرِينَ بالجَنَّةِ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَأَعْلَى مَقَامَهُ.

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أيُّها الإخوة الكرام: هذهِ الأَحَادِيثُ الشَّرِيفَةُ اشْتَمَلَتْ على بَيَانِ فَضْلِ السَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها، وَبَيَانِ مَنْزِلَتِهَا وَمَكَانِهَا عِنْدَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، كَمَا دَلَّتْ هذهِ الأَحَادِيثُ الشَّرِيفَةُ على تَحْرِيمِ إِيذَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ بِكُلِّ حَالٍ، وعلى كُلِّ وَجْهٍ، وَإِنْ تَوَلَّدَ ذلكَ الإِيذَاءُ مِمَّا كَانَ أَصْلُهُ مُبَاحَاً.

أيُّها الإخوة الكرام: لِيَحْذَرِ الإِنْسَانُ المُسْلِمُ من الاعْتِرَاضِ على سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ بِسَبَبِ عَدَمِ مَعْرِفَتِهِ وَسُوءِ فَهْمِهِ للحَدِيثِ الشَّرِيفِ، فَسَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ مَا حَرَّمَ حَلالَاً، فَزَوَاجُ سَيِّدِنَا عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ من بِنْتِ أَبِي جَهْلٍ المُسْلِمَةِ حَلالٌ شَرْعَاً، وَمَا حَرَّمَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، وكذلكَ لا يُحِلُّ حَرَامَاً، فَإِيذَاءُ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ إِيذَاءٌ لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، وَهُوَ حَرَامٌ بِنَصِّ القُرْآنِ العَظِيمِ.

أيُّها الإخوة الكرام: يَقُولُ الإِمَامُ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى عِنْدَ هذهِ الأَحَادِيثِ الشَّرِيفَةِ: قَالَ الْعُلَمَاء: فِي هَذَا الْحَدِيثِ تَحْرِيمُ إِيذَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ بِكُلِّ حَالٍ، وَعَلَى كُلِّ وَجْهٍ، إِنْ تَوَلَّدَ ذَلِكَ الْإِيذَاءُ مِمَّا كَانَ أَصْلُهُ مُبَاحَاً، وَهُوَ حَيٌّ، وَهَذَا بِخِلَافِ غَيْره.

قَالُوا: وَقَدْ أَعْلَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ بِإِبَاحَةِ نِكَاحِ بِنْتِ أَبِي جَهْلٍ لِعَلِيٍّ، بِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «لَسْتُ أُحَرِّمُ حَلَالَاً».

وَلَكِنْ نَهَى عَنِ الْجَمْعِ بَيْنهمَا لِعِلَّتَيْنِ مَنْصُوصَتَيْنِ: إِحْدَاهُمَا: أَنَّ ذَلِكَ يُؤَدِّي إِلَى أَذَى فَاطِمَةَ، فَيَتَأَذَّى حِينَئِذٍ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، فَيَهْلَكَ مَنْ آذَاهُ، فَنَهَى عَنْ ذَلِكَ لِكَمَالِ شَفَقَتِهِ عَلَى عَلِيٍّ، وَعَلَى فَاطِمَةَ.

وَالثَّانِيَةُ: خَوْفُ الْفِتْنَةِ عَلَيْهَا بِسَبَبِ الْغَيْرَةِ.

رَضِيَ اللهُ عَنها وَأَرْضَاهَا، وَعَطَّفَ قَلْبَهَا الشَّرِيفَ عَلَيْنَا. آمين.

**        **     **

تاريخ الكلمة:

 

الخميس: 24/ذو الحجة/1436هـ، الموافق: 8/تشرين الأول / 2015م

الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مع الصحابة وآل البيت رضي الله عنهم

13-03-2020 1411 مشاهدة
170ـ موقف الفاروق رضي الله عنه من شارب الخمر

نَحْنُ اليَوْمَ بِأَمَسِّ الحَاجَةِ إلى الوُقُوفِ أَمَامَ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ ... المزيد

 13-03-2020
 
 1411
13-02-2020 1980 مشاهدة
169ـ هكذا كان أبو الدرداء رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

الحِرْصُ عَلَى الذُّرِّيَّةِ وَالأَوْلَادِ مَطْلَبٌ مِنْ مَطَالِبِ الشَّرِيعَةِ، لِأَنَّ الأَبَوَيْنِ مَسْؤُولَانِ عَنِ الذُّرِّيَّةِ، قَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارَاً وَقُودُهَا النَّاسُ ... المزيد

 13-02-2020
 
 1980
23-01-2020 2622 مشاهدة
168ـ إسلام أبي الدرداء رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

إِنَّ اللهَ تعالى سَيَسْأَلُ عَنْ صُحْبَةِ سَاعَةٍ، فَهَلِ الوَاحِدُ مِنَّا حَرِيصٌ عَلَى صَاحِبِهِ يُذَكِّرُهُ بِاللهِ تعالى؟ لِأَنَّ الذي يَصْطَفي لِنَفْسِهِ صَاحِبَاً فَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى حُبِّهِ لِصَاحِبِهِ، وَمَنْ أَحَبَّ صَاحِبَهُ في ... المزيد

 23-01-2020
 
 2622
16-01-2020 1004 مشاهدة
167ـ الزبير نموذج للغني المسلم

لَقَدْ طَبَعَ اللهُ تعالى الإِنْسَانَ عَلَى حُبِّ المَالِ، وَجَعَلَهُ مِنِ زِينَةِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، قَالَ تعالى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابَاً وَخَيْرٌ ... المزيد

 16-01-2020
 
 1004
09-01-2020 1343 مشاهدة
166ـ حب سيدنا الزبير رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

إِنَّ حُبَّ اللهِ تعالى، وَحُبَّ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، يُعْطِيَانِ للإِنْسَانِ الكَمَالَ وَالشَّرَفَ وَالعِزَّةَ وَالرِّفْعَةَ وَالمَكَانَةَ، بَلْ يُعْطِيَانِ الُمؤْمِنَ القُدْرَةَ ... المزيد

 09-01-2020
 
 1343
03-01-2020 1045 مشاهدة
165ـ صاحب رسول الله منذ أن بعث

زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَعُدَّةُ الزَّمَانِ بَعْدَ اللهِ تعالى الشَّبَابُ النَّاشِؤُونَ في طَاعَةِ رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ، الذينَ تَكَادُ أَنْ لَا تَعْرِفَ لَهُمْ زَلَّةً، أَو تُعْهَدَ عَنْهُمْ صَبْوَةٌ، الذينَ يَتَسَابَقُونَ في مَيَادِينِ ... المزيد

 03-01-2020
 
 1045

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3162
المكتبة الصوتية 4798
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414488770
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :