مع الصحابة و آل البيت رَضِيَ اللهُ عَنهُم
40ـ معايشة سيدنا علي رَضِيَ اللهُ عَنهُ للقرآن
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيا أيُّها الإخوة الكرام: لَقَد عَاشَ سَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ في بَيْتِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَعَايَشَ نُزُولَ الوَحْيِ على سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَعَايَشَ القُرْآنَ العَظِيمَ تِلاوَةً وَحِفْظَاً وَفَهْمَاً وَعَمَلاً، وَكَانَ يَقُولُ في القُرْآنِ العَظِيمِ قَوْلاً بَلِيغَاً، من هذهِ الأَقْوَالِ:
مَن قَرَأَ القُرْآنَ، فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ، فَهُوَ مِمَّنْ كَانَ يَتَّخِذُ آيَاتِ اللهِ هُزُوَاً.
وَكَانَ يَقُولُ: طُوبَى لهؤلاءِ ـ يَعْنِي أَهْلَ القرْآنِ ـ كَانُوا أَحَبَّ النَّاسِ إلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
وَكَانَ يَقُولُ:مَا كُنْتُ أَرَى أَحَدَاً يَعْقِلُ، يَنَامُ قَبْلَ أَنْ يَقْرَأَ الآيَاتِ الثَّلاثَةِ الأَوَاخِرِ من سُورَةِ البَقَرَةِ؛ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَأَرْضَاهُ.
وَصْفُ سَيِّدِنَا عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ للقُرْآنِ العَظِيمِ من خِلالِ الحَدِيثِ الشَّرِيفِ:
أيُّها الإخوة الكرام: من شِدَّةِ حِرْصِ سَيِّدِنَا عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ على القُرْآنِ العَظِيمِ، وَتَعَلُّقِهِ بِهِ، أَرْشَدَ الأُمَّةَ إلى المَخْرَجِ من الفِتَنِ من خِلالِ سُؤَالِهِ لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
روى الترمذي عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَلَا إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ».
فَقُلْتُ: مَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللهِ؟
قَالَ: «كِتَابُ اللهِ، فِيهِ نَبَأُ مَا كَانَ قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، وَهُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللهُ، وَمَن ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللهُ، وَهُوَ حَبْلُ اللهِ الْمَتِينُ، وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، هُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ، وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَةُ، وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلَا يَخْلَقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، هُوَ الَّذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتَّى قَالُوا: ﴿إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنَاً عَجَبَاً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ﴾. مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ».
اِهْتِمَامُ سَيِّدِنَا عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ بالقُرْآنِ العَظِيمِ:
أيُّها الإخوة الكرام: عِنْدَمَا سَمِعَ سَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ هذا من سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، أَقْبَلَ على القُرْآنِ إِقْبَالَ الوَلْهَانِ العَاشِقِ لِكِتَابِ رَبِّهِ عزَّ وجلَّ، حَتَّى عَرَفَ آيَاتِ اللهِ تعالى، وَعَرَفَ فِيمَ نَزَلَتْ، وَأَيْنَ نَزَلَتْ.
روى ابْنُ سَعْدٍ في الطَّبَقَاتِ الكُبْرَى عَن عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: واللهِ مَا نَزَلَتْ آيَةٌ إلا وَقَد عَلِمْتُ فِيمَا نَزَلَتْ، وَأَيْنَ نَزَلَتْ، وَعَلَى مَن نَزَلَتْ، إِنَّ رَبِّي وَهَبَ لِي قَلْبَاً عَقُولَاً، وَلِسَانَاً طَلْقَاً سَؤُولَاً.
وروى كذلك عَن عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: سَلُونِي عَن كِتَابِ اللهِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ من آيَةٍ إلا وَقَد عَرَفْتُ بِلَيْلٍ نَزَلَتْ أَمْ بِنَهَارٍ، في سَهْلٍ أَمْ في جَبَلٍ.
وَكَانَ سَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ مِمَّنْ جَمَعَ القُرْآنَ في حَيَاةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، كَمَا جَاءَ في الرِّيَاضِ النَّضِرَةِ في مَنَاقِبِ العَشَرَةِ، عَن مُحَمَّدٍ بْنِ كَعْبٍ القُرَظِي قَالَ: كَانَ مِمَّنْ جَمَعَ القُرْآنَ على عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ حَيٌّ، عُثْمَانُ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ من المُهَاجِرِينَ، وَسَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ مَوْلَى لَهُم.
وَكَانَ سَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَقُولُ في آخِرِ عَهْدِهِ: سَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي، وذلكَ عِنْدَمَا مَاتَ أَكْثَرُ عُلَمَاءِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنهُم، وَكَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ بالعِرَاقِ، فَكَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ حَرِيصَاً على تَعْلِيمِهِم وَإِرْشَادِهِم إلى الحَقِّ.
أَثَرُ القُرْآنِ العَظِيمِ في شَخْصِيَّةِ سَيِّدِنَا عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ:
أيُّها الإخوة الكرام: لَقَد كَانَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حَرِيصَاً على تَرْبِيَةِ الصَّحَابَةِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنهُم على القُرْآنِ العَظِيمِ بِشَكْلٍ عَامٍّ، وعلى سَيِّدِنَا عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ بِشَكْلٍ خَاصٍّ، لأَنَّهُ تَرَبَّى في بَيْتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
لَقَد كَانَت آيَاتُ القُرْآنِ العَظِيمِ مُؤَثِّرَةً في بِنَاءِ شَخْصِيَّةِ سَيِّدِنَا عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فَطَهَّرَتْ قَلْبَهُ، وَزَكَّتْ نَفْسَهُ، وَنَوَّرَتْ عَقْلَهُ، وَتَفَاعَلَتْ مَعَهَا رُوحُهُ، فَكَانَ شَخْصِيَّةً عَظِيمَةً مَعَ الخُلَفَاءِ الذينَ سَبَقُوهُ بَعْدَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، من هذهِ الآيَاتِ التي كَوَّنَتْ شَخْصِيَّتَهُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ:
أولاً: قَوْلُهُ تعالى: ﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمَاً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرَاً * الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابَاً وَخَيْرٌ أَمَلَاً﴾.
عَرَفَ سَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ حَقِيقَةَ هذهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، بِأَنَّهَا دَارُ مَمَرٍّ لا مَقَرٍّ، وَدَارُ اخْتِبَارٍ وَابْتِلاءٍ وَلَيْسَتْ دَارَ كَرَامَةٍ، وَأَنَّ الآخِرَةَ خَيْرٌ وَأَبْقَى، وَهِيَ تَهْدِي مَن تَمَكَّنَ حُبُّ اللهِ تعالى وَرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في قَلْبِهِ على أَنْ يُقَدِّمَ رِضَا اللهِ تعالى، وَرِضَا رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ على مَا سِوَاهُ، وَلَوْ كَانَ الثَّمَنُ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، لِذَا كَانَ يُخَاطِبُ الدُّنْيَا بِقَوْلِهِ: يَا دُنْيَا غُرِّي غَيْرِي، إِليَّ تَعَرَّضْتِ أَمْ إِلَيَّ تَشَوَّقْتِ، هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ، قَد بَايَنْتُكِ ثَلَاثَاً لا رَجْعَةَ فِيهَا، فَعُمُرُكِ قَصِيرٌ، وَخَطَرُكِ قَلِيلٌ، آهٍ من قِلَّةِ الزَّادِ، وَبُعْدِ السَّفَرِ، وَوَحْشَةِ الطَّرِيقِ.
ثانياً: قَوْلُهُ تعالى: ﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ واللهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾. من خِلالِ هذهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ زَهِدَ في الدُّنْيَا، وَجَعَلَ هَمَّهُ الآخِرَةَ، وَكَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَقُولُ في تَعْرِيفِ الزُّهْدِ: الزُّهْدُ كُلُّهُ بَيْنَ كَلِمَتَيْنِ من القُرْآنِ الكَرِيمِ: قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿لِكَيْلاَ تَأْسَوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ﴾. وَمَن لَمْ يَيْأَسْ على المَاضِي، وَلَمْ يَفْرَحْ بالآتِي، فَقَد أَخَذَ الزُّهْدَ بِطَرَفَيْهِ.
ثالثاً: قَوْلُهُ تعالى: ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾. من خِلالِ هذهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ كَانَ يُعَلِّمُ الأُمَّةَ كَيْفَ تَكُونُ الخُلَّةُ؟ وَلِمَنْ تَكُونُ الخُلَّةُ؟ وَخَاصَّةً بَعْدَ أَنْ كَانَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ خَلِيلاً لَهُ.
يَقُولُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عِنْدَ هذهِ الآيَةِ: خَلِيلَانِ مُؤْمِنَانِ، وَخَلِيلَانِ كَافِرَانِ، فَمَاتَ أَحَدُ المُؤْمِنَيْنِ، فَبُشِّرَ بالجَنَّةِ فَذَكَرَ خَلِيلَهُ المُؤْمِنَ، قَالَ: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! إِنَّ خَلِيلِي فُلَانَاً كَانَ يَأْمُرُنِي بالخَيْرِ، وَيَنْهَانِي عَن الشَّرِّ، فَيَأْمُرُنِي بِطَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ، وَيُخْبِرُنِي أَنِّي مُلَاقِيكَ، فَلا تُضِلَّهُ بَعْدِي، وَاهْدِهِ كَمَا هَدَانِي، وَأَكْرِمْهُ كَمَا أَكْرَمَنِي، فَإِذَا مَاتَ جُمِعَ بَيْنَهُمَا في الجَنَّةِ، وَيُقَالُ لَهُمَا: لِيُثْنِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا على صَاحِبِهِ فَيَقُولُ: اللَّهُمَّ كَانَ يَأْمُرُنِي بالخَيْرِ، وَيَنْهَانِي عَن الشَّرِّ، فَيَأْمُرُنِي بِطَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ، وَيُخْبِرُنِي أَنِّي مُلَاقِيكَ، فَنِعْمَ الأَخُ والخَلِيلُ والصَّاحِبُ.
قَالَ: ثمَّ يَمُوتُ أَحَدُ الكَافِرَيْنِ، فَيُبَشَّرُ بالنَّارِ، فَيَذْكُرُ خَلِيلَهُ، فَيَقُولُ: اللَّهُمَّ خَلِيلِي فُلَانٌ كَانَ يَأْمُرُنِي بالشَّرِّ، وَيَنْهَانِي عَن الخَيْرِ، وَيَأْمُرُنِي بِمَعْصِيَتِكَ وَمَعْصِيَةِ رَسُولِكَ، وَيُخْبِرُنِي أَنِّي غَيْرُ مُلَاقِيكَ، اللَّهُمَّ فَأَضِلَّهُ كَمَا أَضَلَّنِي، فَإِذَا مَاتَ جُمِعَ بَيْنَهُمَا في النَّارِ، فَيُقَالُ: لِيُثْنِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا على صَاحِبِهِ، قَالَ: فَيَقُولُ: اللَّهُمَّ كَانَ يَأْمُرُنِي بالشَّرِّ، وَيَنْهَانِي عَن الخَيْرِ، وَيَأْمُرُنِي بِمَعْصِيَتِكَ وَمَعْصِيَةِ رَسُولِكَ، وَيُخْبِرُنِي أَنِّي غَيْرُ مُلَاقِيكَ، فَبِئْسَ الأَخُ والخَلِيلُ والصَّاحِبُ؛ ثمَّ قَرَأَ: ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾.
خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:
أيُّها الإخوة الكرام: عَلَيَّ وَعَلَيْكُم بالقُرْآنِ العَظِيمِ، وَأُذَكِّرُ نَفْسِي وَإِيَّاكُم بِقَوْلِ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ لِرَجُلٍ: تَقَرَّبْ إلى اللهِ مَا اسْتَطَعْتَ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تَتَقَرَّبَ إِلَيْهِ بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ من كَلَامِهِ. رواه الحاكم.
وَيَقُولُ سَيِّدُنَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لَوْ طُهِّرَتْ قُلُوبُكُم مَا شَبِعْتُم من كَلَامِ رَبِّكُمْ عزَّ وجلَّ.
وَيَقُولُ بَعْضُ السَّلَفِ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ قَدْرَكَ عِنْدَ اللهِ تعالى، فَانْظُرْ قَدْرَ القُرْآنِ عِنْدَكَ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا من أَهْلِ القُرْآنِ. آمين.
** ** **
تاريخ الكلمة:
الخميس: 23/ محرم /1437هـ، الموافق: 5/تشرين الثاني / 2015م
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |
نَحْنُ اليَوْمَ بِأَمَسِّ الحَاجَةِ إلى الوُقُوفِ أَمَامَ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ ... المزيد
الحِرْصُ عَلَى الذُّرِّيَّةِ وَالأَوْلَادِ مَطْلَبٌ مِنْ مَطَالِبِ الشَّرِيعَةِ، لِأَنَّ الأَبَوَيْنِ مَسْؤُولَانِ عَنِ الذُّرِّيَّةِ، قَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارَاً وَقُودُهَا النَّاسُ ... المزيد
إِنَّ اللهَ تعالى سَيَسْأَلُ عَنْ صُحْبَةِ سَاعَةٍ، فَهَلِ الوَاحِدُ مِنَّا حَرِيصٌ عَلَى صَاحِبِهِ يُذَكِّرُهُ بِاللهِ تعالى؟ لِأَنَّ الذي يَصْطَفي لِنَفْسِهِ صَاحِبَاً فَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى حُبِّهِ لِصَاحِبِهِ، وَمَنْ أَحَبَّ صَاحِبَهُ في ... المزيد
لَقَدْ طَبَعَ اللهُ تعالى الإِنْسَانَ عَلَى حُبِّ المَالِ، وَجَعَلَهُ مِنِ زِينَةِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، قَالَ تعالى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابَاً وَخَيْرٌ ... المزيد
إِنَّ حُبَّ اللهِ تعالى، وَحُبَّ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، يُعْطِيَانِ للإِنْسَانِ الكَمَالَ وَالشَّرَفَ وَالعِزَّةَ وَالرِّفْعَةَ وَالمَكَانَةَ، بَلْ يُعْطِيَانِ الُمؤْمِنَ القُدْرَةَ ... المزيد
زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَعُدَّةُ الزَّمَانِ بَعْدَ اللهِ تعالى الشَّبَابُ النَّاشِؤُونَ في طَاعَةِ رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ، الذينَ تَكَادُ أَنْ لَا تَعْرِفَ لَهُمْ زَلَّةً، أَو تُعْهَدَ عَنْهُمْ صَبْوَةٌ، الذينَ يَتَسَابَقُونَ في مَيَادِينِ ... المزيد