الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فمن خلال ما عرضتم في السؤال رأيت والدكم حفظه الله تعالى وإياكم من كل سوء كأنه يطمع في مالكم، ويريد أخذ ما استطاع أخذه من جهدكم بأي طريق كان.
أقول لكم أخي الكريم: الفتوى في هذا: هذا ليس من حقه شرعاً، وخاصة أنه عنده ما يكفيه، ولا يجب عليكم أن تتصدقوا على إخوتكم شيئاً وخاصة أنهم قادرون على الكسب وهم يعملون.
ولكن أقول لكم نصيحة: إذا كان بوسعكم أن ترسلوا لوالدكم ما يريد، وخاصة أنه لا يصرف المال في معصية الله، وعندكم فائض من المال، بحيث تقوم بالنفقة على نفسك وزوجك وولدك، فادفع له على قدر الاستطاعة ما يريد، لأن المال همزة وصل جعله الله بيننا، فلا ينبغي أن نجعله همزة قطع، لأنك بالمال تربح رضا والدك، ورضاه بالمال لا يقدر عند الله عز وجل.
وأما إذا كان والدك لا قدر الله يصرف المال بطرق غير مشروعة، فلا يجوز لك أن ترسل إليه شيئاً، حتى لا تكون له عوناً على المعصية.
أما إذا كان دخلك لا يعينك على ذلك، فلا حرج في عدم إرسال المال إليه إلا الشيء القليل. أسال الله تعالى أن يصلح أحوالنا وأن يلهمنا رشدنا. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |