أنعم الله عليه بالجمال فيعجب بنفسه

2212 - أنعم الله عليه بالجمال فيعجب بنفسه

28-07-2009 76240 مشاهدة
 السؤال :
أنا شاب أنعم الله عليَّ بنعمة الصحة والعافية والجمال، غير أني أعجب بنفسي، وأهتم بالتزيُّن والتجمُّل، وربما جرَّني هذا إلى الاستعلاء على الآخرين، فهل أعتبر من المتكبِّرين؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 2212
 2009-07-28

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فتذكَّر يا أخي قول الله عز وجل: {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ}، وأيُّ نعمة يسبغها الله تعالى على عبده هي اختبار وفتنة له، كما قال تعالى حكاية عن سيدنا سليمان عليه السلام عندما رأى عرش بلقيس بين يديه: {قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ}. هذا أولاً.

ثانياً: العجب والتكبر ذمَّه الله تعالى في القرآن العظيم، وذمَّه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف، قال تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِين}.

وقال صلى الله عليه وسلم: (ثلاث مهلكات: شحٌّ مُطاع، وهوى متَّبع، وإعجاب المرء بنفسه) رواه البيهقي في الشعب والطبراني في الأوسط.

وقال صلى الله عليه وسلم: (لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أكبر منه العجب) رواه البزار والقضاعي في مسند الشهاب. فالعجب والتكبُّر من أكبر الذنوب.

ثالثاً: يجب على العبد المُنعَم عليه أن يعلم بأن النعمة عرضة للزوال في كل لحظة من اللحظات، وذلك لقوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ}، والعجيب في الإنسان أن يُعجب بنفسه وينسى أصل خلقه، وآخر ما يصير إليه في الدنيا، فأوله نطفة مذرة، وآخره جيفة قذرة، وهو يحمل العَذِرة.

وأخيراً أقول لك يا أخي الكريم: إذا كنت تُعجَب بالنعمة التي أسبغها الله عليك وتكبَّرت بها على خلق الله عز وجل، ونسيت المنعِم لا قدر الله فقد عرَّضت النعمة للزوال، وسوف تندم لا قدر الله ولا ينفعك الندم، فعوضاً عن الاستعلاء ليكن التواضع وشكر الله تعالى على هذه النعمة.

وأذكر لك أخيراً كلام العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى وهو يتحدَّث عن هذا فيقول: العُجب فرحة في النفس بإضافة العمل إليها وحمدها عليه، مع نسيان أن الله هو المنعِم به والمتفضِّل بالتوفيق إليه، ومن فرح بذلك لكونه منَّة من الله تعالى واستعظمه، لما يرجو عليه من ثوابه، ولم يضفه إلى نفسه ولم يحمدها عليه، فليس بمعجب. اهـ.

ضع نفسك في هذا الميزان، واشكر الله تعالى على هذه النعمة، ولا تعرِّضها للزوال، اللهم اجعلنا من الشاكرين لنعمك علينا، وشكرك نعمة منك علينا، فلك الحمد ولك الشكر يا ربَّنا. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
76240 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  محظورات أخلاقية واجتماعية

 السؤال :
 2019-06-19
 492
هَلْ يَجُوزُ وَضْعُ الوَالِدِ في دَارِ المُسِنِّينَ بِسَبَبِ إِضْرَارِهِ في البَيْتِ، وَإِسَاءَتِهِ لِزَوْجَةِ الوَلَدِ؟
 السؤال :
 2016-01-06
 12145
سؤال: أنا وقعت في ذنب من الذنوب، وتبت إلى الله تعالى منه، ولكن هناك من يعيرني بهذا الذنب، وأنا أتألم من ذلك، فماذا عليه وعليَّ أن نفعل؟
 السؤال :
 2013-11-02
 1333
هل يجوز للرجل أن يلعن زوجته إذا كانت ناشزةً، أو يلعن ولده إذا كان عاقَّاً؟ وإذا لعن الرجل زوجته هل يعتبر ذلك طلاقاً لأنها طردت من رحمة الله تعالى؟
 السؤال :
 2013-05-17
 52748
هل صحيح بأن العبد المملوك للمرأة يعتبر من محارمها، ويجوز له أن ينظر منها ما تنظر المرأة المسلمة من المرأة المسلمة؟
 السؤال :
 2012-10-22
 55857
هل يجوز للإنسان أن يمدح نفسه أمام الآخرين بقصد تعريفهم على قدرته في أمر من الأمور؟
 السؤال :
 2012-10-15
 3325
هل تقبل توبة من ذهب إلى عرَّاف؟ وهل يجب عليه أن يجدد إسلامه؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3162
المكتبة الصوتية 4798
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414458939
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :