الموقف من الرجل النمام

321 - الموقف من الرجل النمام

02-05-2007 100526 مشاهدة
 السؤال :
رجل أتعبني بكثرة النميمة، ولا أدري ما هو الواجب الشرعي عليّ نحو هذا الرجل، فهل بالإمكان أن أعرف الواجب الشرعي عليَّ نحوه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 321
 2007-05-02

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَالنَّمِيمَةُ كَبِيرَةٌ مِنَ الكَبَائِرِ، وَمُحَرَّمَةٌ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، قَالَ تعالى: ﴿وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ﴾. وَقَالَ تعالى: ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ﴾.

وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ». رواه مسلم.

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَعْضِ حِيطَانِ المَدِينَةِ، فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ ـ أَيْ: في نَظَرِ الخَلْقِ ـ وَإِنَّهُ لَكَبِيرٌ، كَانَ أَحَدُهُمَا لاَ يَسْتَتِرُ مِنَ البَوْلِ، وَكَانَ الآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ» أخرجه البخاري.

وَالوَاجِبُ عَلَى المُسْلِمِ عِنْدَمَا يَسْمَعُ النَّمِيمَةَ أُمُورٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا:

أولاً: أَنْ لَا يُصَدِّقَهُ، لِأَنَّ النَّمَّامَ فَاسِقٌ مَرْدُودُ الشَّهَادَةِ.

ثانياً: أَنْ يَنْهَاهُ عَنْ ذَلِكَ، وَيَأْمُرَهُ بِالمَعْرُوفِ، وَأَنْ يُذَكِّرَهُ بِقَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: الْحَدَثُ حَدَثَانِ: حَدَثُ اللِّسَانِ، وَحَدَثُ الْفَرْجِ، وَحَدَثُ اللِّسَانِ أَشَدُّ مُنْ حَدَثِ الْفَرْجِ.

وَرُوِيَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ العَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَذَكَرَ لَهُ عَنْ رَجُلٍ شَيْئَاً، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِنْ شِئْتَ نَظَرْنَا في أَمْرِكَ، فَإِنْ كُنْتَ كَاذِبَاً فَأَنْتَ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الآيَةِ: ﴿إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا﴾. وَإِنْ كُنْتَ صَادِقَاً فَأَنْتَ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الآيَةِ: ﴿هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ﴾. وَإِنْ شِئْتَ عَفَوْنَا عَنْكَ.

فَقَالَ الرَّجُلُ: العَفْوَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، لَا أَعُودُ إِلَيْهِ أَبَدَاً.

ثالثاً: أَنْ يُبْغِضَهُ في اللهِ تعالى، لِأَنَّهُ بَغِيضٌ عِنْدَ اللهِ تعالى، وَيَجِبُ بُغْضُ مَنْ يُبْغِضُهُ اللهُ تعالى.

رابعاً: أَنْ لَا يَظُنَّ بِالمَنْقُولِ عَنْهُ السُّوءَ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿اجْتَنِبُوا كَثِيرَاً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾.

خامساً: أَنْ لَا يَحْمِلَهُ مَا حُكِيَ لَهُ عَلَى التَّجَسُّسِ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَلَا تَجَسَّسُوا﴾.

وَوَاقِعُنَا عَلَى عَكْسِ مَا كُلِّفْنَا بِهِ شَرْعَاً، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، فَنَرْجُو اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُوَفِّقَنَا للالْتِزَامِ بِمَا كُلِّفْنَا بِهِ تُجَاهَ النَّمَّامِ، وَوَاللهِ لَوِ الْتَزَمْنَا بِمَا كُلِّفْنَا بِهِ تُجَاهَ النَّمَّامِ لَكُنَّا سُعَدَاءَ، نَرْجُو اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُكْرِمَنَا بِذَلِكَ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
100526 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  محظورات أخلاقية واجتماعية

 السؤال :
 2019-06-19
 490
هَلْ يَجُوزُ وَضْعُ الوَالِدِ في دَارِ المُسِنِّينَ بِسَبَبِ إِضْرَارِهِ في البَيْتِ، وَإِسَاءَتِهِ لِزَوْجَةِ الوَلَدِ؟
 السؤال :
 2016-01-06
 12140
سؤال: أنا وقعت في ذنب من الذنوب، وتبت إلى الله تعالى منه، ولكن هناك من يعيرني بهذا الذنب، وأنا أتألم من ذلك، فماذا عليه وعليَّ أن نفعل؟
 السؤال :
 2013-11-02
 1325
هل يجوز للرجل أن يلعن زوجته إذا كانت ناشزةً، أو يلعن ولده إذا كان عاقَّاً؟ وإذا لعن الرجل زوجته هل يعتبر ذلك طلاقاً لأنها طردت من رحمة الله تعالى؟
 السؤال :
 2013-05-17
 52723
هل صحيح بأن العبد المملوك للمرأة يعتبر من محارمها، ويجوز له أن ينظر منها ما تنظر المرأة المسلمة من المرأة المسلمة؟
 السؤال :
 2012-10-22
 55844
هل يجوز للإنسان أن يمدح نفسه أمام الآخرين بقصد تعريفهم على قدرته في أمر من الأمور؟
 السؤال :
 2012-10-15
 3305
هل تقبل توبة من ذهب إلى عرَّاف؟ وهل يجب عليه أن يجدد إسلامه؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3162
المكتبة الصوتية 4798
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414324956
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :