أين الله؟

7824 - أين الله؟

25-01-2017 2721 مشاهدة
 السؤال :
درج على ألسنة البعض أنه يسأل آخر ليعرف عقيدته سليمة أم لا: أين الله؟ فإن أجابه: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾. أجابه الآخر: هذه عقيدة فاسدة زائغة؛ والجواب يجب أن يكون هو السماء فوق العرش، مستدلاً بقوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾. فهل هذا الكلام صحيح؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7824
 2017-01-25

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَالجَوَابُ على السُّؤَالِ: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾. هُوَ جَوَابٌ صَحِيحٌ، وَقَوْلُ السَّائِلِ للمَسْؤُولِ: هَذِهِ عَقِيدَةٌ فَاسِدَةٌ زَائِغَةٌ؛ كَلَامٌ خَطِيرٌ، لِأَنَّ المَسْؤُولَ أَجَابَ بِآيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ تعالى.

وَإِنْ أَجَابَهُ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾. جَوَابٌ صَحِيحٌ.

وَإِنْ أَجَابَهُ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ﴾. جَوَابٌ صَحِيحٌ.

وَإِنْ أَجَابَهُ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾. جَوَابٌ صَحِيحٌ.

وَإِنْ أَجَابَهُ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ﴾. جَوَابٌ صَحِيحٌ.

وَإِنْ أَجَابَهُ بِالحَدِيثِ الذي رواه الإمام مسلم عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: وَكَانَتْ لِي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمَاً لِي قِبَلَ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ، فَاطَّلَعْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا الذِّيبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا، وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ، آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ (أَيْ: أَغْضَبُ كَمَا يَغْضَبُونَ) لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً (أَيْ: لَطَمْتُهَا لَطْمَةً) فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَيَّ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا أُعْتِقُهَا؟

قَالَ: «ائْتِنِي بِهَا».

فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَقَالَ لَهَا: «أَيْنَ اللهُ؟».

قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ.

قَالَ: «مَنْ أَنَا؟».

قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ.

قَالَ: «أَعْتِقْهَا، فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ».

وبناء على ذلك:

فَالجَوَابُ على السُّؤَالِ إِذَا كَانَ بِآيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ تعالى، أَو بِحَدِيثٍ مِنْ أَحَادِيثِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، يَتَعَلَّقُ بِالمَوْضُوعِ فَهُوَ جَوَابٌ صَحِيحٌ.

فَنَحْنُ لَا نَقُولُ إِلَّا مَا قَالَهُ اللهُ تعالى في كِتَابِهِ العَظِيمِ عَنْ ذَاتِهِ العَلِيَّةِ، بِدُونِ تَأْوِيلٍ وَلَا تَشْبِيهٍ وَلَا تَمْثِيلٍ وَلَا تَعْطِيلٍ وَلَا تَكْيِيفٍ، وَنَقُولُ: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾.

فَاللهُ تعالى لَا يَحُدُّهُ زَمَانٌ وَلَا مَكَانٌ، فَهُوَ الخَالِقُ للزَّمَانِ وَالمَكَانِ، فَأَيْنَ اللهُ قَبْلَ خَلْقِ العَرْشِ؟ وَمَاذَا حَصَلَ بَعْدَ خَلْقِ العَرْشِ؟ هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2721 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  المسائل المتعلقة بالعقيدة

 السؤال :
 2023-03-25
 888
لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ بَعْضِ طُلَّابِ العِلْمِ مَنْ يَقُولُ: اليَهُودُ وَالنَصَارَى يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ، وَهَذَا مَا ثَبَتَ في القُرْآنِ العَظِيمِ، فَهَلْ كَلَامُهُ صَحِيحٌ؟
 السؤال :
 2023-02-06
 649
مَا هُوَ الفَارِقُ بَيْنَ العَقْلِ وَالقَلْبِ، وَأَيْنَ مَحَلُّ العَقْلِ مِنْ جِسْمِ الإِنْسَانِ؟
 السؤال :
 2022-12-25
 6087
إِذَا كَانَتِ المَرْأَةُ المُسْلِمَةُ صَائِمَةً وَمُصَلِّيَةً، إِلَّا أَنَّهَا مُتَبَرِّجَةٌ، فَهَلْ تَكُونُ مِنَ الخَالِدِينَ في النَّارِ بِسَبَبِ تَبَرُّجِهَا وَغِوَايَتِهَا؟
 السؤال :
 2022-12-25
 588
هَلْ دُخُولُ الجَنَّةِ بِالفَضْلِ أَمْ بِالعَمَلِ؟ فَإِنْ كَانَ بِالفَضْلِ فَمَا مَعْنَى قَوْلِهِ تعالى: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾؟
 السؤال :
 2022-10-03
 562
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ الإِنْسَانَ المُؤْمِنَ بَعْدَ مَوْتِهِ وَدَفْنِهِ يَرَى سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟
 السؤال :
 2022-09-02
 272
لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ قَرِيبٍ عَنِ الدَّعْوَةِ إلى الدِّيَانَةِ الإِبْرَاهِيمِيَّةِ، فَمَا هِيَ هَذِهِ الدِّيَانَةُ؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3161
المكتبة الصوتية 4797
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414290954
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :