الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: مال الزوجة حقٌّ لها، وهي حرَّة التصرُّف فيه ضمن الضوابط الشرعية، ما دامت عاقلة رشيدة، فلها أن تتصدَّق منه ما تشاء لمن تشاء، وليس للزوج منعها من ذلك.
ثانياً: من العشرة بالمعروف أن تخبر الزوجة زوجها عن تصرفاتها المالية، فإن ذلك أدعى للوفاق بينهما.
ثالثاً: المرأة التي تتصرَّف بمالها الخاص بها بالطرق المشروعة بغير إذن زوجها لا تكون عاصية لربِّها، ولا تكون ناشزة عاصية لزوجها.
وبناء على ذلك:
فليس للزوج أن يمنع زوجته من الصدقة على إخوتها الفقراء، لأن لها في ذلك أجر الصدقة والصلة، ولكن من المعاشرة بالمعروف أن تخبر زوجها بذلك، فإن كانت تعلم أنه لا يرضى بذلك فلها أن تتصدَّق بدون إخباره.
ويجب على الزوج أن يفكر تفكيراً سليماً صحيحاً، وأن يضع نفسه مكان أخيها، إذا كان بحاجة وأرادت أخته أن تتصدَّق عليه، هل يرضى أن يتدخَّل زوج أخته بذلك ويمنعها من الصدقة؟ ليذكر هذا الزوج قول الله تعالى: {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِين * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُون * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُون * أَلاَ يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُون * لِيَوْمٍ عَظِيم * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِين} [المطففين: 1ـ6]، لا يكن عنده مكيالان، وليعامل الآخرين كما يجب أن يعاملوه. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
