817ـ خطبة الجمعة: العبادة لمصلحة العابد

817ـ خطبة الجمعة: العبادة لمصلحة العابد

817ـ خطبة الجمعة: العبادة لمصلحة العابد

مقدمة الخطبة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ: مَا مِنْ إِنْسَانٍ في مَشَارِقِ الأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا، عَلَى مَمَرِّ العُصُورِ وَالدُّهُورِ، مُنْذُ أَنْ خَلَقَ اللهُ تعالى البَشَرَ إلى قِيَامِ السَّاعَةِ، إِلَّا وَهُوَ عَابِدٌ، وَلَا يُمْكِنُ أَنْ تَجِدَ في الكَوْنِ إِنْسَانًا غَيْرَ عَابِدٍ، فَكُلُّ إِنْسَانٍ لَهُ مَعْبُودٌ.

فَكِّرْ يَا عَبْدَ اللهِ، مَنْ هُوَ مَعْبُودُكَ؟

هَلْ مَعْبُودُكَ خَالِقٌ أَمْ مَخْلُوقٌ؟ فَإِنْ كَانَ خَالِقًا فَهَنِيئًا لَكَ، وَإِنْ كَانَ مَخْلُوقًا فَأَقُولُ: أَيْنَ عَقْلُكَ؟ لِمَاذَا كَانَ هَذَا المَخْلُوقُ مَعْبُودًا عِنْدَكَ، وَلَمْ يَكُنِ العَكْسُ؟ مَا الذي فَضَّلَهُ عَلَيْكَ؟

مَنْ عَبَدَ غَيْرَ اللهِ تعالى، سَلْهُ لِمَاذَا عَبَدْتَهُ، هَلْ وَعَدَكَ بِشَيْءٍ؟ أَمْ تَوَعَّدَكَ إِنْ لَمْ تَعْبُدْهُ؟

أَمَّا اللهُ تعالى، فَقَدْ وَعَدَ مَنْ عَبَدَهُ بِنَعِيمٍ مُقِيمٍ دُنْيَا وَأُخْرَى، وَتَوَعَّدَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ بِشَقَاءٍ دُنْيَا وَأُخْرَى، قَالَ تعالى: ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾.

يَا عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ أَمَرَنَا اللهُ تعالى، وَأَخَذَ عَلَيْنَا العَهْدَ أَنْ لَا نَعْبُدَ سِوَاهُ، فَقَالَ تعالى: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾.

بَلْ مَا مِنْ نَبِيٍّ وَلَا رَسُولٍ أَرْسَلَهُ اللهُ تعالى إِلَّا وَحَرَّضَ قَوْمَهُ عَلَى عِبَادَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَنَبْذِ مَا سِوَاهُ، فَهَذَا سَيِّدُنَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَقُولُ لِأَبِيهِ: ﴿يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا﴾.

وَاللهُ تعالى قَالَ لَنَا مُبَيِّنًا حَقِيقَةَ الشَّيْطَانِ: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾.

وَجَعَلَنَا اللهُ تعالى عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِنَا، حَيْثُ يَتَبَرَّأُ كُلُّ مَعْبُودٍ سِوَى اللهِ مِنْ عَابِدِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَسَوْفَ يَتَبَرَّأُ الكُلُّ مِنَ الكُلِّ، قَالَ تعالى: ﴿وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾.

وَقَالَ تعالى عَنِ التَّابِعِينَ لِغَيْرِ شَرْعِ اللهِ تعالى، عَنِ التَّابِعِينَ الذينَ سَلَكُوا طَرِيقَ الغِوَايَةِ عَنْ سَادَاتِهِمْ: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ﴾.

وَقَالَ عَنْهُمْ: ﴿وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا﴾.

وَقَالَ تعالى: ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾.

يَا عِبَادَ اللهِ: هَنِيئًا لِمَنْ كَانَ مَعْبُودَهُ اللهُ تعالى، وَالشَّقَاوَةُ كُلُّ الشَّقَاوَةِ لِمَنْ عَبَدَ غَيْرَ اللهِ تعالى مِنْ شَيَاطِينِ إِنْسٍ وَجِنٍّ، وَنَفْسٍ وَهَوًى، وَدِينَارٍ وَدِرْهَمٍ وَمَنْصِبٍ.

كُلُّ مَا شَرَعَهُ اللهُ تعالى لِمَصْلَحَةِ العِبَادِ دُنْيَا وَأُخْرَى:

يَا عِبَادَ اللهِ: كُلُّ مَا شَرَعَهُ اللهُ تعالى لِعِبَادِهِ إِنَّمَا هُوَ لِمَصْلَحَتِهِمْ دُنْيَا وَأُخْرَى، فَفيهِ مُرَاعَاةُ حُقُوقِ الأَفْرَادِ، وَحُقُوقِ الجَمَاعَاتِ، وَحُقُوقِ اللهِ تعالى عَلَى خَلْقِهِ، وَحُقُوقِهِمْ عَلَى اللهِ تعالى فَضْلًا مِنْهُ وَكَرَمًا.

وَهَذِهِ الأُمُورُ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُرَاعِيَهَا مُشَرِّعٌ إِلَّا العَلِيمُ الخَبِيرُ اللَّطِيفُ، الذي يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾.

وَمِنْ هُنَا فَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدٌ بِأَعْدَلَ مِمَّا شَرَعَهُ اللهُ تعالى لِعِبَادِهِ، وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدٌ بِمَا هُوَ مَصْلَحَةٌ للعِبَادِ إِلَّا مَا شَرَعَ اللهُ تعالى لِعِبَادِهِ، فَكُلُّ مَا شَرَعَهُ اللهُ تعالى إِنَّمَا هُوَ لِمَصْلَحَتِهِمْ، لَكِنْ قَدْ يَغِيبُ عَنِ الإِنْسَانِ وَجْهُ المَصْلَحَةِ فِيهِ، لِأَنَّهُ لَا يَخْطُرُ بِبَالِهِ مَا يَتَعَلَّقُ بِالآخِرَةِ، فَيَظُنُّ أَنَّ المَصْلَحَةَ مَقْصُورَةٌ عَلَى أُمُورِ الدُّنْيَا فَقَطْ.

وَلِذَلِكَ فَإِنَّ مَصَائِبَ المُؤْمِنِينَ وَبَلَايَاهُمْ هِيَ عَيْنُ المَصْلَحَةِ عِنْدَ اللهِ تعالى، وَذَلِكَ أَنَّهَا تُكَفِّرُ مِنْ سَيِّئَاتِهِمْ، وَتَرْفَعُ مِنْ دَرَجَاتِهِمْ، وَتُقَرِّبُهُمْ مِنَ اللهِ تعالى، وَتُلْهِمُهُمُ اللُّجُوءَ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ، وَتُذَكِّرُهُمْ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ، لِأَنَّ النِّعَمَ بِجَمِيعِ صُوَرِهَا وَأَنْوَاعِهَا قَدْ تَكُونُ مَدْعَاةً للطُّغْيَانِ، وَنِسْيَانِ اللهِ تعالى، فَالإِنْسَانُ بِغَيْرِ ابْتِلَاءٍ قَدْ لَا يَتَذَكَّرُ حَاجَتَهُ إلى البَارِي تَبَارَكَ وتعالى، فَلَا يُحْسِنُ الضَّرَاعَةَ إِلَيْهِ وَالدُّعَاءَ لَهُ.

يَا عِبَادَ اللهِ: لَا بُدَّ مِنْ رَبْطِ الأُمُورِ بِالآخِرَةِ، وَالمَصَالِحُ الأُخْرَوِيَّةُ لَا يُمْكِنُ أَنْ تُدْرَكَ بِمُقْتَضَى العُقُولِ الدُّنْيَوِيَّةِ، لِأَنَّ الإِنْسَانَ إِنَّمَا يَنْطَلِقُ مِنَ المَعَايِيرِ المَادِّيَّةِ التي بِهَا تُقَاسُ المَصَالِحُ الدُّنْيَوِيَّةُ، وَلَكِنْ لَا يُمْكِنُ أَنْ تُقَاسَ بِهَا أُمُورُ الآخِرَةِ.

إِذَا عَرَفْنَا هَذَا أَدْرَكْنَا أَنَّ كُلَّ مَا شَرَعَهُ اللهُ تعالى هُوَ عَيْنُ المَصْلَحَةِ لَنَا، وَإِنْ خَفِيَ عَلَيْنَا ذَلِكَ، وَلَا يَسَعُنَا إِلَّا الرِّضَا بِكُلِّ مَا شَرَعَهُ اللهُ تعالى، وَأَنْ نَكُونَ عَلَى يَقِينٍ مِنْ قَوْلِهِ تعالى: ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾.

اللهُ تعالى غَنِيٌّ عَنْ عِبَادِهِ وَعِبَادَاتِهِمْ:

يَا عِبَادَ اللهِ: كُونُوا عَلَى يَقِينٍ أَنَّ اللهَ تعالى غَنِيٌّ عَنْ عِبَادِهِ، وَعَنْ عِبَادَاتِهِمْ، فَهُوَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ الذي لَا يَصِلُ إِلَيْهِ نَفْعٌ وَلَا ضُرٌّ مِنْ عِبَادِهِ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإِمَامُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فِيمَا رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: «يَا عِبَادِي، إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي.

يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا».

العِبَادَةُ لِمَصْلَحَةِ العَابِدِ:

يَا عِبَادَ اللهِ: مِنْ هُنَا يُعْلَمُ أَنَّ العِبَادَةَ لِمَصْلَحَةِ العَابِدِ، لَا لِمَصْلَحَةِ المَعْبُودِ، وَأَنَّ المُنْتَفِعَ بِهَا هُوَ العَابِدُ وَحْدَهُ، وَأَنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى هِدَايَةِ النَّاسِ أَجْمَعِينَ، وَإِلْهَامِهِمْ طَرِيقَ الحَقِّ، وَلَكِنْ يَبْلُوهُمْ بِالخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَيَمْتَحِنُهُمْ بِذَلِكَ، وَلِهَذَا قَالَ: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ﴾.

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةَ ـ:

يَا عِبَادَ اللهِ: عَلَيَّ وَعَلَيْكُمْ بِالاسْتِقَامَةِ عَلَى شَرْعِ اللهِ تعالى، وَلْنَحْذَرْ مِنَ التَّغْيِيرِ وَالتَّبْدِيلِ وَالتَّلَاعُبِ في أَحْكَامِ هَذَا الدِّينِ، وَبِمِقْدَارِ الاسْتِقَامَةِ عَلَى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ في الدُّنْيَا، تَكُونُ الاسْتِقَامَةُ عَلَى الصِّرَاطِ الأُخْرَوِيِّ.

اثْبُتُوا يَا عِبَادَ اللهِ عَلَى الاسْتِقَامَةِ، وَاصْدُقُوا في مُتَابَعَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، رَجَاءَ الثَّبَاتِ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ القِيَامَةِ ﴿يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ﴾.

يَا عِبَادَ اللهِ: يَوْمُ القِيَامَةِ آتٍ لَا مَحَالَةَ، وَالصِّرَاطُ حَقٌّ، فَسَلُوا اللهَ الثَّبَاتَ عَلَيْهِ مِنْ خِلَالِ ثَبَاتِكُمْ عَلَى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ في الدُّنْيَا، فَيَوْمُ القِيَامَةِ حَقٌّ، وَالسُّلُوكُ عَلَى الصِّرَاطِ حَقٌّ، وَإِذَا كَانَ دُعَاءُ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ» فَنَحْنُ مِنْ بَابِ أَوْلَى وَأَوْلَى أَنْ نَحْرِصَ عَلَى الاسْتِقَامَةِ هُنَا، لَعَلَّ اللهَ تعالى يُثَبِّتُنَا هُنَاكَ، لِنَفُوزَ بِسَعَادَةِ الدَّارَيْنِ.

اللَّهُمَّ ثَبِّتْنَا بِالقَوْلِ الثَّابِتِ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. آمين.

أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

**    **    **

تاريخ الخطبة:

الجمعة: 26/شوال /1443هـ، الموافق: 27/ أيار / 2022م

 2022-05-27
 2713
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  خطب الجمعة

26-07-2024 42 مشاهدة
919ـ خطبة الجمعة: خلق الراعي الأعظم

قَالَ اللهُ تعالى مَادِحًا حَبِيبَهُ المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾. وجَاءَ في الحَدِيثِ الذي رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: أَتَيْتُ ... المزيد

 26-07-2024
 
 42
18-07-2024 474 مشاهدة
918ـ خطبة الجمعة: المعايير العامة في التعامل مع الآخرين

مِنْ مُقْتَضَيَاتِ الإِيمَانِ أَنْ يَضَعَ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ مَوْضِعَ غَيْرِهِ عِنْدَ التَّعَامُلِ مَعَهُ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ ... المزيد

 18-07-2024
 
 474
12-07-2024 359 مشاهدة
917ـ خطبة الجمعة: نصائح للمرشحين

مِنَ المُسْتَقِرِّ في العُقُولِ السَّلِيمَةِ أَنَّ لِهَذَا العَالَمِ نِهَايَةً، وَأَنَّ المَوْتَ مُحِيطٌ بِكُلِّ مَخْلُوقٍ، وَأَنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ القَرَارِ، إِمَّا إلى جَنَّةٍ وَإِمَّا إلى نَارٍ وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى. ... المزيد

 12-07-2024
 
 359
30-05-2024 1860 مشاهدة
916ـ خطبة الجمعة: مهمة المسلم الإصلاح (3)

مُهِمَّتُنَا في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا العِبَادَةُ، وَمِن العِبَادَةِ، بَلْ مِن أَجَلِّ العِبَادَاتِ وَأَقْدَسِهَا الإِصْلَاحُ، وَالإِصْلَاحُ لَا يَكُونُ إِلَّا بِعَرْضِ أَقْوَالِنَا وَأَفْعَالِنَا وَنِيَّاتِنَا على كِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ ... المزيد

 30-05-2024
 
 1860
23-05-2024 1671 مشاهدة
915ـ خطبة الجمعة: مهمة المسلم الإصلاح (2)

المُؤْمِنُ الحَقُّ هُوَ الذي يَسْعَى لِصَلَاحِ دِينِهِ وَدُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ، وَهَذَا مَا عَلَّمَنَا إِيَاهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في دُعَائِهِ: «اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي ... المزيد

 23-05-2024
 
 1671
17-05-2024 2022 مشاهدة
914ـ خطبة الجمعة: مهمة المسلم الإصلاح (1)

إِنَّ مُهِمَّةَ العَبْدِ المُؤْمِنِ العِبَادَةُ، وَمِنْ هَذِهِ العِبَادَةِ الإِصْلَاحُ، قَالَ تعالى حِكَايَةً عَلَى لِسَانِ سَيِّدِنَا شُعَيْبٍ عَلَيْه الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلا الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي ... المزيد

 17-05-2024
 
 2022

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5619
المقالات 3174
المكتبة الصوتية 4811
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 416304902
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :