الحَدِيثُ عَنِ الخَلِيفَةِ التَّابِعِيِّ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ ذُو شُجُونٍ، فَأَنْتَ لَا تَكَادُ تُلِمُّ بِصُورَةٍ مِنْ صُوَرِ حَيَاتِهِ الفَذَّةِ حَتَّى تُسْلِمَكَ إِلى أُخْرَى أَكْثرَ بَهَاءً، وَأَغْنَى رَوَاءً، وَأَبْعَدَ تَأْثِيرًا. فَتَعَالَوا نَنْعَمْ بِصُوَرٍ مِنْ حَيَاتِهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. أَمَّا الصُّورَةُ الأُولَى، فَيَرْوِيهَا دُكَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارَمِيُّ أَحَدُ شُعَرَاءِ الرُّجَازِ البُدَاةِ فَيَقُولُ: امْتَدَحْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ العَزِيزِ يَوْمَ كَانَ وَالِيًا عَلَى المَدِينَةِ، فَأَمَرَ لِي بِخَمْسَ عَشْرَةَ نَاقَةً مِنْ كَرَائِمِ الإِبِلِ. ... المزيد
مَا كَادَتْ شَمْسُ الأَصِيلِ تُلَمْلِمُ خُيُوطَهَا الذَّهَبِيَّةَ عَنْ بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ، وَتَأْذَنُ للنَّسَمَاتِ النَّدِيَّةِ بِأَنْ تَتَرَدَّدَ في رِحَابِهِ الطَّاهِرَةِ، حَتَّى شَرَعَ الطَّائِفُونَ بِالبَيْتِ مِنْ بَقيةِ صَحَابَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَكِبَارِ التَّابِعِينَ، يُعَطِّرُونَ الأَجْوَاءَ بِالتَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ، وَيُتْرِعُونَ الأَرْجَاءَ بِصَالِحِ الدُّعَاءِ. وَحَتَّى أَخَذَ النَّاسُ يَتَحَلَّقُونَ زُمَرًا زُمَرًا حَوْلَ الكَعْبَةِ المُعَظَّمَةِ، الرَّابِضَةِ وَسَطَ البَيْتِ في مَهَابَةٍ وَجَلَالٍ. ... المزيد
ابْتَاعَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَرَسًا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الأَعْرَابِ وَنَقَدَهُ ثَمَنَهُ، ثُمَّ امْتَطَى صَهْوَتَهُ وَمَضَى بِهِ. لَكِنَّهُ مَا كَادَ يَبْتَعِدُ بِالفَرَسِ طَوِيلًا حَتَّى ظَهَرَ فِيهِ عَطَبٌ عَاقَهُ عَنْ مُوَاصَلَةِ الجَرْيِ، فَانْثَنَى بِهِ عَائِدًا مِنْ حَيْثُ انْطَلَقَ، وَقَالَ للرَّجُلِ: خُذْ فَرَسَكَ فَإِنَّهُ مَعْطُوبٌ. ... المزيد
حَدَّثَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ قَالَ: لَقِيتُ مَسْلَمَةَ بْنَ عَبْدِ المَلِكِ في الحِيْرَةِ فَقَالَ لِي: أَخْبِرْنِي عَنْ حَسَنِ البَصْرَةِ، فَإِنَّي أَظُنُّ أَنَّكَ تَعْرِفُ مِنْ أَمْرِهِ مَا لَا يَعْرِفُ سِوَاكَ. فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ، أَنَا خَيْرُ مَنْ يُخْبِرُكَ عَنْهُ بِعِلْمٍ، فَأَنَا جَارُهُ في بَيْتِهِ، وَجَلِيسُهُ في مَجْلِسِهِ، وَأَعْلَمُ أَهْلِ البَصْرَةِ بِهِ فَقَالَ مَسْلَمَةُ: هَاتِ مَا عِنْدَكَ. فَقُلْتُ: إِنَّهُ امْرُؤٌ سَرِيرَتُهُ كَعَلَانِيَتِهِ، وَقَوْلُهُ كَفِعْلِهِ، إِذَا أَمَرَ بِمَعْرُوفٍ كَانَ أَعْمَلَ النَّاسِ بِهِ، وَإِذَا نَهَى عَنْ مُنْكَرٍ كَانَ أَتْرَكَ النَّاسِ لَهُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ مُسْتَغْنِيًا عَنِ النَّاسِ زَاهِدًا بِمَا في أَيْدِيهِمْ، وَرَأَيْتُ النَّاسَ مُحْتَاجِينَ إِلَيْهِ طَالِبِينَ مَا عِنْدَهُ. ... المزيد
وُلِدَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ لِسَنَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ خِلَافَةِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وَرُبِّيَ في بَيْتٍ يَتَضَوَّعُ الوَرَعَ وَالتُّقَى (يَنْتَشِرُ انْتِشَارَ المِسْكِ) مِنْ كُلِّ رُكْنٍ مِنْ أَرْكَانِهِ؛ وَلَمَّا أَيْفَعَ (تَرَعْرَعَ وَقَارَبَ البُلُوغَ) الغُلَامُ الأَرِيبُ اللَّبِيبُ، وَجَدَ مَسْجِدَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَزْخَرُ (يَمْتَلِئُ) بِالبَقِيَّةِ البَاقِيَةِ مِنْ كِرَامِ الصَّحَابَةِ وَكِبَارِ التَّابِعِينَ مِنْ أَمْثَالِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَعِمْرَانَ بْنِ الحُصَيْنِ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ جَمِيعًا. ... المزيد
يَرْوِي قَاضِي المُوصِلِ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى الغَسَّانِيُّ فَيَقُولُ: بَيْنَمَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَطُوفُ ذَاتَ يَوْمٍ فِي أَسْوَاقِ حِمْصَ لِيَتَفَقَّدَ البَاعَةَ وَيَتَعَرَّفَ عَلَى الأَسْعَارِ، إِذْ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ عَلَيْهِ بُرْدَانِ أَحْمَرَانِ قَطْرِيَّانِ وَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَقَدْ سَمِعْتُ أَنَّكَ أَمَرْتَ مَنْ كَانَ مَظْلُومًا أَنْ يَأْتِيَكَ. فَقَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ: وَهَا قَدْ أَتَاكَ رَجُلٌ مَظْلُومٌ بَعِيدُ الدَّارِ. فَقَالَ عُمَرُ: وَأَيْنَ أَهْلُكَ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: في عَدَنَ. فَقَالَ عُمَرُ: وَاللهِ إِنَّ مَكَانَكَ مِنَ مَكَانِ عُمَرَ لَبَعِيدٌ. ... المزيد
يَرْوِي دُكَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ أَحَدُ الشُّعَرَاءِ الرُّجَّازِ البُدَاةِ فَيَقُولُ: امْتَدَحْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ العَزِيزِ يَوْمَ كَانَ وَالِيًا عَلَى المَدِينَةِ، فَأَمَرَ لِي بِخَمْسَ عَشْرَةَ نَاقَةً مِنْ كَرَائِمِ الإِبِلِ. فَلَمَّا صِرْنَ في يَدِي تَأَمَّلْتُهُنَّ، فَرَاعَنِي مَنْظَرُهُنَّ، وَكَرِهْتُ أَنْ أَمْضِيَ بِهِنَّ وَحْدِي في فِجَاجِ الأَرْضِ خَوْفًا عَلَيْهِنَّ، وَلَمْ تَطِبْ نَفْسِي بِبَيْعِهِنَّ. ... المزيد
يَرْوِي العَابِدُ الزَّاهِدُ زِيَاد بْنُ مَيْسَرَةَ المَخْزُومِيُّ بِالوَلَاءِ فَيَقُولُ: أَرْسَلَنِي مَوْلَايَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَيَّاشٍ مِنَ المَدِينَةِ إلى دِمَشْقَ لِلِقَاءِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ في حَوَائِجَ لَهُ. وَكَانَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ عُمَرَ صِلَةٌ قَدِيمَةٌ تَرْجِعُ إلى عَهْدِ وِلَايَتِهِ عَلَى المَدِينَةِ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَإِذَا عِنْدَهُ كَاتِبٌ يَكْتُبُ لَهُ. ... المزيد
صَعِدَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ المِنْبَرَ، وَقَالَ في أَوَّلِ لِقَاءٍ مَعَ الأُمَّةِ بَعْدَ اسْتِخْلَافِهِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي قَدِ ابْتُلِيتُ بِهَذَا الْأَمْرِ عَنْ غَيْرِ رَأْيٍ كَانَ مِنِّي إِلَيْهِ، وَلَا طَلْبَةٍ لَهُ، وَلَا مَشُورَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَإِنِّي قَدْ خَلَعْتُ مَا فِي أَعْنَاقِكُمْ مِنْ بَيْعَتِي، فَاخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمْ. ... المزيد
رَوَى ابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ في كِتَابِهِ النَّفِيسِ المُسَمَّى: سِيرَةَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ عُمَرَ الوَفَاةُ دَخَلَ عَلَيْهِ مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ وَقَالَ: إِنَّكَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ قَدْ فَطَمْتَ أَفْوَاهَ أَوْلَادِكَ عَنْ هَذَا المَالِ، فَحَبَّذَا لَو أَوْصَيْتَ بِهِمْ إِلَيَّ أَو إلى مَنْ تُفَضِّلُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ. ... المزيد
رَوَى أَبُو حَازِمٍ سَلَمَةُ بْنُ دِينَارٍ عَالِمُ المَدِينَةِ وَقَاضِيهَا وَشَيْخُهَا، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى خَلِيفَةِ المُسْلِمِينَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ وَهُوَ بِخُنَاصِرَةَ مِنْ أَعْمَالِ حَلَبَ، وَكَانَتْ قَدْ تَقَدَّمَتْ بِيَ السِّنُّ، وَبَعُدَ بَيْنِي وَبَيْنَ لِقَائِهِ العَهْدُ، فَوَجَدْتُهُ في صَدْرِ البَيْتِ. غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَعْرِفْهُ لِتَغَيُّرِ حَالِهِ عَمَّا عَهِدْتُهُ عَلَيْهِ، يَوْمَ كَانَ وَالِيًا عَلَى المَدِينَةِ، فَرَحَّبَ بِي وَقَالَ: اُدْنُ مِنِّي يَا أَبَا حَازِمٍ. ... المزيد
مَا أَحْوَجَنَا جَمِيعًا لِأَنْ نَسْتَظِلَّ في ظِلِّ عَرْشِ الرَّحْمَنِ، في يَوْمٍ عَصِيبٍ يَعْظُمُ فِيهِ الخَطْبُ، وَيَشْتَدُّ فِيهِ الكَرْبُ، يَوْمَ تَدْنُو الشَّمْسُ مِنَ الخَلْقِ حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ، فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ في العَرَقِ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إلى كَعْبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إلى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إلى حِقْوَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ إِلْجَامًا. ... المزيد
شَأْنُ العُقَلَاءِ التَّنَاصُحُ وَالتَّرَاحُمُ، لِأَنَّ النُّصْحَ لَا يَكُونُ إِلَّا مِنْ دَافِعِ الشَّفَقَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالوُدِّ وَالحُبِّ، قَالَ تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾. وَلَوْلَا النُّصْحُ لَهَلَكَتِ الأُمَّةُ، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾. ... المزيد
التَّوْبَةُ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ في دِينِنَا الحَنِيفِ أَعْظَمُ مَنْزِلَةٍ يُكْرِمُ اللهُ تعالى بِهَا عِبَادَهُ المُخْلِصِينَ المُخْلَصِينَ، وَرَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ دَعَا إِلَيْهَا الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، قَالَ تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾. ... المزيد
لَقَدْ أَمَرَنَا اللهُ تعالى بِالتَّوْبَةِ وَبِالإِخْلَاصِ فِيهَا وُجُوبًا، قَالَ تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾. وَمِنَ العِبَادَةِ التَّوْبَةُ، قَالَ تعالى: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾. ... المزيد
إِنَّ التَّوْبَةَ الصَّادِقَةَ هِيَ كَمَا قَالَ اللهُ تعالى في كِتَابِهِ العَظِيمِ: ﴿إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾. وَقَالَ تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾. ... المزيد
الحَمْدُ للهِ الذي يَقْبَلُ تَوْبَةَ التَّائِبِينَ وَيَمْحُو بِفَضْلِهِ وَحِلْمِهِ وَعَفْوِهِ إِسَاءَةَ المُذْنِبِينَ، الحَمْدُ للهِ الذي ذَكَرَ لَنَا آيَةً في كِتَابِهِ العَظِيمِ مَا وَقَفَ أَمَامَهَا مُذْنِبٌ إِلَّا رَجَعَ إلى رَبِّهِ وَتَابَ، وَلَا فَكَّرَ فِيهَا مُسِيءٌ إِلَّا أَنَابَ، آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ عَظِيمَةً جَلِيلَةً كَرِيمَةً مِنْ كَلَامِ اللهِ تعالى، فِيهَا مَوْعِظَةٌ بَلِيغَةٌ مِنْ مَوَاعِظِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَهْدِي بِهَا اللهُ تعالى جَمِيعَ العُقَلَاءِ، قَالَ تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾. ... المزيد
هَذَا وَاحِدٌ مِنْ أَصْحَابِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، كَانَ مُشْرِكًا، لَا يُحِلُّ حَلَالًا وَلَا يُحَرِّمُ حَرَامًا، كَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ وَصَدَاقَةٌ مَعَ النَّاسِ، كَانَ يَجْلِسُ إلى النِّسَاءِ يَتَحَدَّثُ إِلَيْهِنَّ، وَيَتَحَدَّثْنَ إِلَيْهِ، وَمَاذَا يَكُونُ بَعْدَ الحَدِيثِ؟ اللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ، وَمَا هُوَ مَضْمُونُ الحَدِيثِ؟ اللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. ... المزيد
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى في آخِرِ سُورَةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾. يَأْتِي خِتَامُ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَمَا جَاءَ في بِدَايَتِهَا: ﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾. ... المزيد
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى في الآيَاتِ الأَخِيرَةِ مِنْ سُورَةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾. روى الإمام البخاري عَنْ عُرْوَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: أَرَأَيْتِ قَوْلَهُ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُوا﴾ أَوْ كُذِبُوا؟ ... المزيد