نَتَعَلَّمُ مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ، بِأَنَّهُ مَا مِنْ عَبْدٍ يُظْلَمُ مَظْلَمَةً ثُمَّ يَصْبِرُ عَلَيْهَا إِلَّا زَادَهُ اللهُ تعالى بِهَا عِزًّا، وَهَذَا مَا أَقْسَمَ عَلَيْهِ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ» ثُمَّ قَالَ: «مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ، وَلَا ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلِمَةً فَصَبَرَ عَلَيْهَا إِلَّا زَادَهُ اللهُ عِزًّا، وَلَا فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا» رواه الترمذي عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الأَنَّمَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. ... المزيد
نَتَعَلَّمُ مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ أَنَّ الفَرَجَ آتٍ بَعْدَ الكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا، وَهَذَا مَا أَكَّدَهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ: «لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ» رواه الحاكم عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. ... المزيد
أما بعد، فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: قِصَّةُ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ تُعَلِّمُنَا بِأَنَّ الإِنْسَانَ إِذَا رَأَى حَزِينًا أَنْ يُشَارِكَهُ في الحُزْنِ لَا أَنْ يَلُومَهُ وَيُعَنِّفَهُ. هَؤُلَاءِ إِخْوَةُ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عِنْدَمَا قَالَ لَهُمْ وَالِدُهُمْ سَيِّدُنَا يَعْقُوبُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: ﴿بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَا عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ﴾. ... المزيد
إِنَّ الابْتِلَاءَ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا سُنَّةٌ مَاضِيَةٌ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا، وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلًا، فَيَجِبُ عَلَى الإِنْسَانِ المُؤْمِنِ أَنْ يُوَطِّنَ نَفْسَهُ لِتَحَمُّلِ الشَّدَائِدِ إِذَا وَقَعَتْ وَأَنْ يَتَحَلَّى بِالصَّبْرِ الجَمِيلِ، وَهَذَا مَا نَسْتَفِيدُهُ مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. ... المزيد
نَتِيجَةُ الصَّبْرِ مُشَرِّفَةٌ، قَالَ تعالى: ﴿إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾. وَقَالَ تعالى: ﴿وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾. ... المزيد
نَحْنُ اليَوْمَ نَعِيشُ ظُرُوفًا قَاسِيَةً صَعْبَةً، تَسَلُّطَ أَعْدَاءٍ، فَسَادَ الفَاسِدِيْنَ، وَغَلَاءً في الأَسْعَارِ، وَحِصَاراً اقْتِصَادِياً، حَتَّى كَادَ اليَأْسُ أَنْ يَبْلُغَ مَبْلَغَهُ في نُفُوسِ الكَثِيرِ مِنَ النَّاسِ. ... المزيد
مَا زَالَتِ الوَقَفَاتُ مَعَ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ تَتْرَى، وَكُلُّ مَوْقِفٍ مِنَ المَوَاقِفِ فِيهِ عِبَرٌ وَفَوَائِدُ. ... المزيد
لَمَّا جَهَّزَ سَيِّدُنَا يُوسُفُ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ إِخْوَتَهُ بِجَهَازِهِمْ، وَوَضَعَ الصُّوَاعَ في رَحْلِ أَخِيهِ سِرًّا، وَلَمَّا هَمُّوا بِالرَّحِيلِ نَادَى مُنَادِي المَلِكِ: ﴿أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ﴾. يَعْنِي: يَا أَصْحَابَ الْعِيرِ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ. ... المزيد
خْوَتِهِ عِنْدَمَا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ، وَجَعَلَ السِّقَايَةَ في رَحْلِ أَخِيهِ، ثُمَّ أَذَنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ، هُوَ مِنْ خِلَالِ قَوْلِهِ تعالى: ﴿كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ﴾. مِنْ خِلَالِ هَذَا البَيَانِ الذي ذَكَرَهُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ يَدْفَعُ اللهُ تعالى أَيَّ تُهْمَةٍ عَنْ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ. ... المزيد
مِنَ الأُمُورِ المُسَلَّمِ فِيهَا أَنَّ الغَايَةَ لَا تُبَرِّرُ الوَسِيلَةَ، فَكَمَا يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ الغَايَةُ مَشْرُوعَةً، كَذَلِكَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ الوَسِيلَةُ مَشْرُوعَةً، وَالقَاعِدَةُ الفِقْهِيَّةُ تَقُولُ: الوَسَائِلُ لَهَا حُكْمُ المَقَاصِدِ. هذا أولاً. ... المزيد
نَتَعَلَّمُ مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ بِأَنَّ الشِّدَّةَ لَا تَدُومُ وَلَو طَالَتْ سَنَوَاتٍ، وَأَنَّ المِحَنَ في حَقِيقَتِهَا مِنَحٌ لِأَهْلِ الاسْتِقَامَةِ ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾. ... المزيد
مِنْ خِلَالِ مُرَاوَدَةِ إِخْوَةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ أَبَاهُمْ مِنْ أَجْلِ إِرْسَالِ أَخِيهِمْ مَعَهُم، نَسْتَفِيدُ أَنَّهُمْ كَانُوا في حَالَةِ جُوعٍ وَضَرَّاءٍ عَظِيمَةٍ. ... المزيد
لَمَّا رَجَعَ إِخْوَةُ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ مِنْ عِنْدِ أَخِيهِمْ وَهُمْ لَا يَعْرِفُونَهُ، رَجَعُوا بِالمِيرَةِ مَعَ ثَمَنِهَا وَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ بِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِغِلْمَانِهِ: ﴿اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾. قَالُوا لِأَبِيهِمْ: ﴿يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾. قَالُوا هَذَا الكَلَامَ قَبْلَ فَتْحِ مَتَاعِهِمْ. ... المزيد
نَتَعَلَّمُ مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ أَنَّ العَاقِبَةَ للمُتَّقِينَ، وَالتَّقِيُّ الصَّابِرُ هُوَ الرَّابِحُ، وَهُوَ مَرْفُوعُ الرَّأْسِ عَزِيزٌ، كَمَا قُلْنَا في اللِّقَاءِ السَّابِقِ، انْتَهَتْ مِحْنَةُ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ، وَجَاءَتْ مِحْنَةُ إِخْوَتِهِ، وَكَمْ هُوَ الفَارِقُ كَبِيرٌ بَيْنَ المِحْنَتَيْنِ. ... المزيد
لَقَدْ عَلَّمَتْنَا قِصَّةُ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ أَنَّ الشَّدَائِدَ لَا تَدُومُ، وَأَنَّ المِحَنَ لَا تَدُومُ، وَأَنَّ الظُّلْمَ لَا يَدُومُ، وَعَلَى الإِنْسَانِ البَصِيرِ العَالِمِ العَارِفِ بِكِتَابِ رَبِّهِ أَنْ يَصْبِرَ وَيُصَابِرَ، لِأَنَّ العَاقِبَةَ للمُتَّقِينَ، لِأَنَّ العَاقِبَةَ للمُحْسِنِينَ، لِأَنَّ العَاقِبَةَ لِأَصْحَابِ الأَخْلَاقِ السَّامِيَةِ الرَّفِيعَةِ، لِأَنَّ العَاقِبَةَ لِمَنْ دَفَعَ السَّيِّئَةَ بِالحَسَنَةِ. ... المزيد
نَتَعَلَّمُ مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ أَنَّ المِحَنَ وَالابْتِلَاءَاتِ وَالشَّدَائِدَ لَا تَضُرُّ المُؤْمِنَ الحَقَّ، وَإِنْ لَقِيَ الأَذَى، فَهَذَا سَيِّدُنَا يُوسُفُ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ لَقِيَ الأَذَى، وَعَاشَ في ظُلْمَةِ البِئْرِ، وَأُوذِيَ وَخَافَ وَمَشَى مَعَ قَوْمٍ لَا يَعْرِفُهُمْ، وَتَغَرَّبَ عَنْ وَطَنِهِ، وَعَاشَ في بَلَدٍ لَا يَعْرِفُهَا، وَلَا يَعْرِفُ أَهْلَهَا، وَبِيعَ في المَزَادِ العَلَنِيِّ كَمَا يُبَاعُ الرَّقِيقُ، فَهَلْ ضَرَّهُ هَذَا؟ ... المزيد
أما بعد، فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ تَعَلَّمْنَا مِنْ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ كَيْفَ يَكُونُ اسْتِغْلَالُ الفُرَصِ وَاسْتِثْمَارُهَا مِنْ أَجْلِ صَلَاحِ العِبَادِ وَالبِلَادِ، وَمِنْ أَجْلِ دَعْوَةِ النَّاسِ إلى اللهِ تعالى. ... المزيد
نَتَعَلَّمُ دَرْسَاً عَمَلِيَّاً مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ اسْتِغْلَالَ الفُرَصِ وَاسْتِثْمَارَهَا؛ لَقَدْ كَانَ سَيِّدُنَا يُوسُفُ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ يَسْتَثْمِرُ كُلَّ فُرْصَةٍ تَمُرُّ عَلَيْهِ اسْتِثْمَارَاً بِدِقَّةٍ مُتَنَاهِيَةٍ، وَلَا يُفَوِّتُ فُرْصَةً مِنَ الفُرَصِ في اسْتِثْمَارِهَا لِتَقْدِيمِ الخَيْرِ للآخَرِينَ. ... المزيد
نَتَعَلَّمُ دَرْسَاً عَمَلِيَّاً مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ أَنَّ التَّقَلُّبَ بَيْنَ الشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ حَالٌ يَعِيشُهُ أَهْلُ الدُّنْيَا، فَتَمُرُّ عَلَيْهِمْ أَيَّامُ شِدَّةٍ وَكَرْبٍ وَبَلَاءٍ وَضِيقٍ بِحَيْثُ يُصْبِحُ الأُفُقُ الفَسِيحُ أَضْيَقَ في أَعْيُنِهِمْ مِنْ سَمِّ الخِيَاطِ، تَعْلُو سَمَاءَهُ غُيُومُ الأَحْزَانِ وَالأَكْدَارِ، وَتَسْرِي مَعَ هَوَائِهِ رِيحُ الآلَامِ وَالكُرُوبِ وَالأَحْزَانِ. ... المزيد
نَتَعَلَّمُ مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ أَنَّ الحَقَائِقَ لَا تَنْكَتِمُ أَصْلَاً، وَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ تَظْهَرَ وَلَو بَعْدَ حِينٍ. ... المزيد