يَقُولُ اللهُ تعالى في سُورَةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾؟ هَذِهِ الآيَةُ الكَرِيمَةُ فِيهَا مَغْمَزٌ للمُعَانِدِينَ وَللجَاحِدِينَ وَللمُصِرِّينَ عَلَى إِعْرَاضِهِمْ عَنِ اللهِ تعالى، وَعَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، كَأَنَّهُ يَقُولُ تعالى لَهُمْ: أَمَا آنَ لِأَهْلِ مَكَّةَ وَمَنْ حَوْلَهَا، وَلِمَنْ وَرَاءَهُمْ ـ لِأَنَّ العِبْرَةَ بِعُمُومِ اللَّفْظِ لَا بِخُصُوصِ السَّبَبِ ـ وَهُمْ يَقْطَعُونَ الأَرْضَ مِنْ شَمَالِهَا إلى جَنُوبِهَا، وَمِنْ شَرْقِهَا إلى غَرْبِهَا، وَيَمُرُّونَ عَلى دِيَارِ الظَّلَمَةِ الفَاسِقِينَ الذينَ عَاثُوا في الأَرْضِ فَسَادًا، كَدِيَارِ صَالِحٍ في بِلَادِ الشَّامِ، وَدِيَارِ ثَمُودَ في جَنُوبِ اليَمَنِ، وَهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّ هَؤُلَاءِ كَانُوا مُلُوكًا في الأَرْضِ، ثُمَّ صَارُوا مُشَرَّدِينَ بَائِسِينَ، كَانَتْ بُسُطُهُمْ مِنْ حَرِيرٍ، فَصَارَتْ مِنْ تُرَابٍ، وَصَارَتْ دِيَارُهُمْ أَثَرًا بَعْدَ عَيْنٍ ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ... المزيد
قَدْ ذَكَرْتُ في الدَّرْسِ السَّابِقِ أَنَّ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَطَلَّعُ إلى الرُّجُولَةِ التي تُنَاصِرُهُ، وَقُلْتُ إِنَّ وَصْفَ الرُّجُولَةِ وَصْفٌ اتَّصَفَ بِهِ المُصْطَفَوْنَ الأَخْيَارُ، كَمَا قَالَ تعالى في سُورَةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ﴾. ... المزيد
نَسْتَفِيدُ مِنْ سُورَةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ، أَنَّ صِفَةَ الرُّجُولَةِ نَادِرَةٌ، وَنَادِرٌ مَنْ تَنْطَبِقُ عَلَيْهِ صِفَةُ الرِّجَالِ. كَلِمَةُ رَجُلٍ تَدُلُّ بِأَصْلِ وَضْعِهَا في اللُّغَةِ عَلَى طَائِفَةٍ كَبِيرَةٍ مِنَ المَعَانِي، غَيْرِ الذُّكُورَةِ المُقابِلَةِ للأُنُوثَةِ في بَنِي الإِنْسَانِ. تَقُولُ العَرَبُ في المُفَاضَلَةِ بَيْنَ اثْنَيْنِ، وَتَفَوُّقِ أَحَدِهِمَا عَلَى صَاحِبِهِ: أَرْجَلُ الرَّجُلَيْنِ. ... المزيد
فَمِنَ المَصَائِبِ العِظَامِ، وَالطَّوَامِّ الجِسَامِ، انْقِلَابُ المَوَازِينِ، وَاخْتِلَالُ المَفاهِيمِ، وَقِلَّةُ الفِقْهِ في الدِّينِ، وَيَزْدَادُ الأَمْرُ سُوءًا إِذَا صَحِبَ ذَلِكَ غُرُورٌ وَاسْتِكْبَارٌ، وَتَعَالٍ وَاسْتِظْهَارٌ بِقُوَّةِ السُّلْطَانِ. ... المزيد
مِنَ الدُّرُوسِ العَمَلِيَّةِ التي نَتَعَلَّمُهَا مِنْ سُورَةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ، أَنَّ تَبْلِيغَ رِسَالَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَجَّانِيَّةٌ، لِأَنَّهَا مِنْ ضَرُورِيَّاتِ الحَيَاةِ، كَالشَّمْسِ وَالهَوَاءِ، وَهَذَا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ تعالى بِخَلْقِهِ، فَهُوَ يُعَمِّمُ هَذِهِ الدَّعْوَةَ بِدُونِ مُقَابِلٍ، كَمَا يُعَمِّمُ الشَّمْسَ وَالرِّيَاحَ وَالمَطَرَ، لِأَنَّ اللهَ تعالى بِالنَّاسِ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ. ... المزيد
نَسْتَفِيدُ مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ، أَنَّ الحِرْصَ لَيْسَ مَذْمُومًا بِشَكْلٍ عَامٍّ، بَلْ مِنْهُ المَحْمُودُ، كَمَا قَالَ تعالى في حَقِّ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾. ... المزيد
مِنَ العِبَرِ وَالفَوَائِدِ التي نَسْتَفِيدُهَا مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ، هَذِهِ الأَنْبَاءُ الغَيْبِيَّةُ القُرْآنِيَّةُ. لَقَدْ أَكْرَمَنَا اللهُ تعالى بِأَنْ بَسَطَ لَنَا أَحْدَاثَ هَذَا الكَوْنِ، مِنْ يَوْمِ كَانَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ رَتْقًا فَفَتَقَهُمَا اللهُ تعالى، وَإِلَى يَوْمِ يَطْوِي اللهُ تعالى السَّمَاوَاتِ كَطَيِّ السِّجِلِّ للكُتُبِ. ... المزيد
نَتَعَلَّمُ مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ، أَنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ إِذَا مَا تَمَّ نُقْصَانُ، فَلَمَّا رَأَى سَيِّدُنَا يُوسُفُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَنَّ الدُّنْيَا قَدِ اجْتَمَعَتْ لَهُ، وَأَقَرَّ اللهُ عَيْنَهُ بِرُؤْيَةِ وَالِدَيْهِ وَإِخْوَتِهِ وَأَهْلِهِ أَجْمَعِينَ، وَأَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وتعالى آتَاهُ المُلْكَ، عَلِمَ أَنَّ أَمْرَ الآخِرَةِ قَدِ اقْتَرَبَ، فَلَا يَكَادُ شَيْءٌ يَكْتَمِلُ إِلَّا وَآذَنَ بِزَوَالِهِ وَرَحِيلِهِ، وَلِذَلِكَ فَإِنَّ مِنْ أَصْحَابِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَنْ بَكَى لَمَّا نَزَلَ عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَوْلُ اللهِ تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾. فَعَلِمَ أَنَّ أَمْرَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَدِ اقْتَرَبَ. ... المزيد
مِنَ العِبَرِ وَالفَوَائِدِ التي نَسْتَفِيدُهَا مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: كَيْفَ يَكُونُ احْتِرَامُ الوَالِدَيْنِ إِذَا قَدِمَا عَلَى وَلَدِهِمَا. قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللهُ آمِنِينَ﴾. هَذِهِ الآيَةُ الكَرِيمَةُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى كَلَامٍ مَحْذُوفٍ، تَقْدِيرُهُ: اسْتَجَابَ إِخْوَةُ يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِقَوْلِهِ لَهُمْ: ﴿اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ﴾. فَأَتَوْا بِأَهْلِهِمْ أَجْمَعِينَ، حَيْثُ رَحَلُوا جَمِيعًا مِنْ بِلَادِهِمْ إلى مِصْرَ، وَمَعَهُمْ أَبُوهُمْ، فَلَمَّا وَصَلُوا إِلَيْهَا وَدَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ، ضَمَّ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَعَانَقَهُمَا عِنَاقًا حَارًّا، وَقَالَ للجَمِيعِ: ادْخُلُوا بِلَادَ مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللهُ آمِنِينَ مِنَ الجُوعِ وَالخَوْفِ؛ وَالمُرَادُ بِالدُّخُولِ الاسْتِقْرَارُ فِيهَا، وَالسَّكَنُ في رُبُوعِهَا. ... المزيد
نَتَعَلَّمُ مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَنَّ الحَقَائِقَ سَتَنْجَلِي، طَالَ الزَّمَنُ أَمْ قَصُرَ، حَصَلَ الذي حَصَلَ مِنْ إِخْوَةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَلَمَّا انْجَلَتِ الحَقِيقَةُ بِمَا فَعَلُوا، وَقَفُوا أَمَامَ أَبِيهِمْ وَقَدْ ذَابُوا حَيَاءً مِنْ صَنِيعِهِمْ وَقَالُوا بِلِسَانٍ وَاحِدٍ: ﴿يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ﴾ ... المزيد
نَتَعَلَّمُ مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَرْحَمُ بِنَا مِنْ أَنْفُسِنَا، وَأَنَّ اللهَ تعالى قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُغِيثَنَا، وَلَكِنْ مَا نَحْنُ فِيهِ هُوَ خِيرَةُ اللهِ تعالى، وَخِيرَةُ الله تعالى لَنَا خَيْرٌ مِنْ خِيرَتِنَا لِأَنْفُسِنَا، وَمَعَ هَذَا الاعْتِقَادِ يَجِبُ أَنْ نُكْثِرَ مِنْ ذِكْرِ اللهِ تعالى، وَأَنْ نُحْسَنَ الظَّنَّ بِاللهِ تعالى، وَأَنْ نَعْلَمَ عِلْمَ اليَقِينِ بِأَنَّ قَضَاءَ اللهِ تعالى وَقَدَرَهُ هُوَ خَيْرٌ لَنَا، وَأَنْ نَصْبِرَ وَنَنْتَظِرَ الفَرَجَ، فَانْتِظَارُ الْفَرَجِ عِبَادَةٌ. ... المزيد
نَتَعَلَّمُ مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَنَّ مِنْ أَعْظَمِ نِعَمِ اللهِ تعالى عَلَيْنَا نِعْمَةَ حَاسَّةِ الشَّمِّ بِوَاسِطَةِ الأَنْفِ، حَيْثُ أَوْدَعَ اللهُ تعالى فِيهِ حَاسَّةَ الشَّمِّ، وَبِهَا تُدْرَكُ الرَّوَائِحُ الطَّيِّبَةُ وَالخَبِيثَةُ وَالنَّافِعَةُ وَالضَّارَّةُ. ... المزيد
مَا أَجْمَلَ العَفْوَ وَالصَّفْحَ، مَا أَجْمَلَ التَّعَامُلَ مَعَ الآخَرِينَ بِالفَضْلِ، مَا أَجْمَلَ دَفْعَ السَّيِّئَةِ بِالحَسَنَةِ، مَا أَجْمَلَ سَلَامَةَ الصَّدْرِ وَرَحَابَتَهُ، مَا أَجْمَلَ الأَخْلَاقَ، مَا أَجْمَلَ الْتِزَامَ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾. ... المزيد
نَتَعَلَّمُ مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ، بِأَنَّهُ مَا مِنْ عَبْدٍ يُظْلَمُ مَظْلَمَةً ثُمَّ يَصْبِرُ عَلَيْهَا إِلَّا زَادَهُ اللهُ تعالى بِهَا عِزًّا، وَهَذَا مَا أَقْسَمَ عَلَيْهِ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ» ثُمَّ قَالَ: «مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ، وَلَا ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلِمَةً فَصَبَرَ عَلَيْهَا إِلَّا زَادَهُ اللهُ عِزًّا، وَلَا فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا» رواه الترمذي عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الأَنَّمَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. ... المزيد
نَتَعَلَّمُ مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ أَنَّ الفَرَجَ آتٍ بَعْدَ الكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا، وَهَذَا مَا أَكَّدَهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ: «لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ» رواه الحاكم عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. ... المزيد
أما بعد، فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: قِصَّةُ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ تُعَلِّمُنَا بِأَنَّ الإِنْسَانَ إِذَا رَأَى حَزِينًا أَنْ يُشَارِكَهُ في الحُزْنِ لَا أَنْ يَلُومَهُ وَيُعَنِّفَهُ. هَؤُلَاءِ إِخْوَةُ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عِنْدَمَا قَالَ لَهُمْ وَالِدُهُمْ سَيِّدُنَا يَعْقُوبُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: ﴿بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَا عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ﴾. ... المزيد
إِنَّ الابْتِلَاءَ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا سُنَّةٌ مَاضِيَةٌ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا، وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلًا، فَيَجِبُ عَلَى الإِنْسَانِ المُؤْمِنِ أَنْ يُوَطِّنَ نَفْسَهُ لِتَحَمُّلِ الشَّدَائِدِ إِذَا وَقَعَتْ وَأَنْ يَتَحَلَّى بِالصَّبْرِ الجَمِيلِ، وَهَذَا مَا نَسْتَفِيدُهُ مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. ... المزيد
نَتِيجَةُ الصَّبْرِ مُشَرِّفَةٌ، قَالَ تعالى: ﴿إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾. وَقَالَ تعالى: ﴿وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾. ... المزيد
نَحْنُ اليَوْمَ نَعِيشُ ظُرُوفًا قَاسِيَةً صَعْبَةً، تَسَلُّطَ أَعْدَاءٍ، فَسَادَ الفَاسِدِيْنَ، وَغَلَاءً في الأَسْعَارِ، وَحِصَاراً اقْتِصَادِياً، حَتَّى كَادَ اليَأْسُ أَنْ يَبْلُغَ مَبْلَغَهُ في نُفُوسِ الكَثِيرِ مِنَ النَّاسِ. ... المزيد
مَا زَالَتِ الوَقَفَاتُ مَعَ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ تَتْرَى، وَكُلُّ مَوْقِفٍ مِنَ المَوَاقِفِ فِيهِ عِبَرٌ وَفَوَائِدُ. ... المزيد