الرئيسية

الرئيسية

130ـ انظر إلى جلسائك

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: بِدَايَةً أَسْأَلُ اللهَ تعالى بِأَسْمَائِهِ الحُسْنَى وَصِفَاتِهِ العُلَى أَنْ يَرْزُقَنِي وَإِيَّاكُمْ سَعَادَةَ الدَّارَيْنِ، وَأَنْ يَجْعَلَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ بَلْوًى عَافِيَةً، وَمِنْ كُلِّ فَاحِشَةٍ وِقَايَةً، وَمِنْ كُلِّ فِتْنَةٍ عِصْمَةً، وَأَنْ يُكْرِمَنِي وَإِيَّاكُمْ بِحُسْنِ السِّيرَةِ وَصَفَاءِ السَّرِيرَةِ، وَأَنْ تَتَطَابَقَ أَقْوَالُنَا مَعَ أَفْعَالِنَا، وَأَنْ يُكْرِمَنَا بِنِعْمَةِ الإِخْلَاصِ.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: رَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّاعَةِ، فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟

قَالَ: «وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟».

قَالَ: لَا شَيْءَ، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

فَقَالَ: «أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ».

فَانْظُرْ يَا أَخِي إِلَى جُلَسَائِكَ هَلْ هُمْ مِمَّنْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في حَقِّهِمْ: «هُمُ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ» رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ.

هَلْ جُلَسَاؤُكَ لَا تَشْقَى أَنْتَ بِمُجَالَسَتِهِمْ؟ هَلْ تَزْدَادُ قُرْبًا مِنَ اللهِ تعالى إِنْ جَالَسْتَهُمْ؟ هَلْ إِذَا رَأَيْتَهُمْ ذَكَّرُوكَ بِاللهِ تعالى؟ هَلْ إِذَا تَحَدَّثُوا إِلَيْكَ زَادُوكَ عِلْمًا؟

أَخِي الكَرِيمَ، لَقَدْ ضَاعَ شَبَابُ الأُمَّةِ وَشَابَّاتُهَا اليَوْمَ بِسَبَبِ قُرَنَاءِ السُّوءِ؛ فَكَمْ وَكَمْ زَيَّنُوا لَهُمُ المَعَاصِيَ وَالمُنْكَرَاتِ حَتَّى وَقَعُوا فِيهَا.

لَا تَنْسَ يَا أَخِي الكَرِيمَ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿وَاللهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا﴾.

كُنْ حَرِيصًا عَلَى جَلِيسٍ لَا يَتَبَرَّأُ مِنْكَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَاسْتَحْضِرْ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾. وَقَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا﴾. وَقَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾.

اللَّهُمَّ دُلَّنَا عَلَى مَنْ يَدُلُّنَا عَلَيْكَ، وَأَوْصِلْنَا بِالَّذِي يُوصِلُنَا إِلَيْكَ، وَعَرِّفْنَا عَلَى الَّذِي يُعَرِّفُنَا عَلَيْكَ. آمين.

**    **    **

                                                                              أخوكم أحمد شريف النعسان

                                                                                 يرجوكم دعوة صالحة


البحث في الفتاوى

الفتاوى 5632
المقالات 3201
المكتبة الصوتية 4873
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 420108779
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :