لَقَدْ جَعَلَ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ رَحْمَةً للعَالَمِينَ، وَلَمْ يَجْعَلْ هَذَا لِأَحَدٍ مِنَ الخَلْقِ سِوَاهُ، وَفي هَذَا دَلَالَةٌ عَلَى عُلُوِّ قَدْرِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَرِفْعَةِ مَكَانَتِهِ عِنْدَ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ. لَقَدْ جَعَلَهُ رَحْمَةً عَامَّةً شَامِلَةً، كَمَا جَعَلَهُ رَحْمَةً خَاصَّةً أَيْضًا. ... المزيد
مِنْ مَظَاهِرِ رَحْمَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ أَمَرَنَا أَنْ نَتَعَامَلَ مَعَ النَّاسِ حَسَبَ الظَّاهِرِ، وَأَنْ نَكِلَ سَرَائِرَهُمْ إلى اللهِ تعالى، وَلَا نَحْكُمَ عَلَى مَا في القُلُوبِ، وَلَا نَشُقَّ عَنِ البُطُونِ، وَإِنَّمَا يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَحْكُمَ عَلَى أَخِيهِ بِمَا ظَهَرَ لَهُ مِنْ قَوْلِهِ وَفِعْلِهِ. ... المزيد
مِنْ مَظَاهِرِ رَحْمَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ يُقِيمُ الحَدَّ عَلَى مَنِ ارْتَكَبَ مَعْصِيَةً تَسْتَوْجِبُ حَدًّا مِنْ حُدُودِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَعَ ذَلِكَ يَكُونُ رَحِيمًا بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ غَايَةَ الرَّحْمَةِ، كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ بِإِقَامَةِ الحَدِّ، تَنْفِيذًا لِأَمْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في نَفْسِ الوَقْتِ في غَايَةِ الشَّفَقَةِ وَالرَّحْمَةِ عَلَى مَنْ أُقِيمَ عَلَيْهِ الحَدُّ، فَلَا يَرْضَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُلْعَنَ ذَاكَ الإِنْسَانُ أَو يُسَبَّ، بَلْ عَلَى العَكْسِ مِنْ ذَلِكَ تَمَامًا، يَطْلُبُ الدُّعَاءَ لَهُ، بَلْ وَأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، فَإِنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَدْ بَيَّنَ فَضْلَ مَنْ يُقَامُ عَلَيْهِ الحَدُّ، وَصَدَقَ في تَوْبَتِهِ، كَمَا في قِصَّةِ مَاعِزٍ وَالغَامِدِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. ... المزيد
اللهُ تعالى هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ، وَهُوَ مَالِكُ الرَّحْمَةِ، وَإِنَّ رَحْمَتَهُ تعالى وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ، وَإِنَّ رَحْمَتَهُ سَبَقَتْ غَضَبَهُ، وَإِنَّهُ تعالى أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنَ الأُمِّ بِوَلَدِهَا، وَإِنَّهُ تعالى أَنْزَلَ جُزْءًا مِنْ مِئَةِ جُزْءٍ مِنْ رَحْمَتِهِ لِيَتَرَاحَمَ بِهَا الخَلْقُ عَلَى اخْتِلَافِ أَصْنَافِهِمْ، وَادَّخَرَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ لِيَرْحَمَ بِهَا العِبَادَ يَوْمَ القِيَامَةِ. وَمَعَ هَذَا فَإِنَّهُ تعالى شَدِيدُ العِقَابِ عَلَى مَنْ عَصَاهُ، وَأَنْزَلَ إِنْذَارَهُ الشَّدِيدَ عَلَى المُخَالِفِينَ، مِنْ عُصَاةٍ وَكُفَّارٍ وَمُنَافِقِينَ، وَوَعِيدَهُ بِالعُقُوبَةِ القَاسِيَةِ لَهُمْ، وَهِيَ نَارُ جَهَنَّمَ، بِمَا فِيهَا مِنْ أَلْوَانِ وَصُنُوفِ العَذَابِ. ... المزيد
رَحْمَتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِعَالَمِ الجِنِّ: رَوَى الإِمَامُ مُسْلِمٌ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَلْقَمَةَ هَلْ كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ؟ قَالَ: فَقَالَ عَلْقَمَةُ، أَنَا سَأَلْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ فَقُلْتُ: هَلْ شَهِدَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَفَقَدْنَاهُ فَالْتَمَسْنَاهُ فِي الْأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ. فَقُلْنَا: اسْتُطِيرَ أَوِ اغْتِيلَ. ... المزيد
مِنْ مَظَاهِرِ رَحْمَتِهِ تَبَارَكَ وتعالى بِأُمَّةِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَشُمُولِهَا بِرَحْمَتِهِ المُهْدَاةِ، أَنْ قَبَضَ اللهُ سُبْحَانَهُ وتعالى نَبِيَّهَا الكَرِيمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَبْلَهَا، لِيَكُونَ لَهَا فَرَطًا وَسَلَفًا بَيْنَ يَدَيْهَا، بِخِلَافِ مَا إِذَا تُوُفِّيَ بَعْدَهَا، فَيَشْهَدُ عَذَابَهَا، وَهَذَا يَتَنَافَى مَعَ الرَّحْمَةِ. ... المزيد
إِنَّ الذي يُنْذِرُ قَوْمَهُ ـ خَاصَّةً مِنْ أَمْرٍ خَطِيرٍ ـ إِنَّمَا يَبْعَثُهُ عَلَى إِنْذَارِهِمُ الحِرْصُ وَالرَّحْمَةُ وَالشَّفَقَةُ عَلَيْهِمْ، حَتَّى لَا يُصَابُوا بِأَذًى، وَلَو كَانَ غَيْرَ مُبَالٍ بِمَا يَحْدُثُ لَهُمْ لَما أَنْذَرَهُمْ. وَلَمَّا كَانَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ رَسُولًا إلى البَشَرِيَّةِ كُلِّهَا، وَهُوَ رَحْمَةٌ للعَالَمِينَ، وَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ بِالمُؤْمِنِينَ، لِذَا كَانَ نَذِيرًا وَبَشِيرًا للبَشَرِيَّةِ كُلِّهَا، وَلَيْسَ لِقَوْمِهِ قُرَيْشٍ فَقَطْ، أَو للعَرَبِ فَقَطْ، لِذَا كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَحْمِلُ بَيْنَ جَنَبَاتِهِ الشَّرِيفَةِ الرَّحْمَةَ وَالرِّقَّةَ وَالشَّفَقَةَ، وَالحُنُوَّ وَالعَطْفَ، وَالمُسَامَحَةَ وَالصَّفْحَ، وَإِغْفَالَ الذَّاتِ، وَحُبَّ مَصَالِحِ الخَلْقِ. ... المزيد
مِن مَظَاهِرِ الرَّحْمَةِ المُهْدَاةِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ دَعَوَاتُهُ المُسْتَمِرَّةُ لِأُمَّتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في دُنْيَاهُ، وَبَعْدَ وَفَاتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَلَا نَعْلَمُ رَسُولًا مِنَ الرُّسُلِ، وَلَا نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ دَعَا لِأُمَّتِهِ مَا دَعَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَكُلُّ ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى حِرْصِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُمَّتِهِ، وَرَحْمَتِهِ بِهَا. ... المزيد
الرَّحْمَةُ فَضِيلَةٌ مَحْمُودَةٌ، وَخُلُقٌ مِنَ الأَخْلَاقِ الفَاضِلَةِ، وَصِفَةٌ مِنَ الصِّفَاتِ الكَامِلَةِ، وَهِيَ صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ اللهِ تعالى، كَمَا قَالَ تعالى لِنَبِيِّهِ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: ﴿وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾. ... المزيد
لَا بُدَّ مِنْ مَعْرِفَةِ عَظَمَةِ خَيْرِ الخَلْقِ عَلَى الإِطْلَاقِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، النِّعْمَةِ المُسْدَاةِ، وَالرَّحْمَةِ المُهْدَاةِ، خَاتَمِ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. ... المزيد
مِنْ صُوَرِ الرَّحْمَةِ المُهْدَاةِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: خَفْضُ جَنَاحِهِ لِمَنِ اتَّبَعَهُ مِنَ المُؤْمِنِينَ، فَهُوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُتَوَاضِعٌ ،وَمَعَ كَوْنِهِ رَؤُوفًا رَحِيمًا، وَكَوْنِهِ رَحْمَةً للعَالَمِينَ، طَلَبَ مِنْهُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَخْفِضَ جَنَاحَهُ للمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ * لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾. وَقَالَ: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ * وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾. ... المزيد
مَّا كَانَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَوْلَى بِالمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، جَعَلَهُ رَبُّنَا جَلَّتْ قُدْرَتُهُ أَوْلَى بِالأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ السَّابِقِينَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنْ أُمَمِهِمْ، وَمَنْ كَانَ أَوْلَى بِالأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَمَاذَا يَكُونُ؟ ... المزيد
مِنْ مَظَاهِرِ رَحْمَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ اللامُتَنَاهِيَةِ بِأُمَّتِهِ، أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَوْلَى بِالمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَأَنَّ أَزْوَاجَهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ وَأَرْضَاهُنَّ بِمَنْزِلَةِ أُمَّهَاتِهِمْ في الحُرْمَةِ وَالمَكَانَةِ، قَالَ تَبَارَكَ وَتعالى: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾. ... المزيد
سَيِّدُنَا عِيسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنْ أُولِي العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ دَعَا بَنِي إِسْرَائِيلَ لِعِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ، وَصَرَّحَ للبَشَرِيَّةِ جَمْعَاءَ وَهُوَ في المَهْدِ أَنَّهُ عَبْدُ اللهِ، قَالَ تعالى: ﴿فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا * يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا * فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ﴾. أَوَّلُ كَلِمَةٍ قَالَهَا، وَلَمْ يَقُلْ: إِنِّي ابْنُ اللهِ. ... المزيد
هَذَا سَيِّدُنَا مُوسَى عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ يَتَبَرَّأُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ في الدُّنْيَا مَعَ أَنَّهُمْ أُمَّتُهُ، وَسَيَتَبَرَّأُ مِنْهُمْ في الآخِرَةِ، وَحَكَمَ عَلَيْهِمْ بِالفِسْقِ، قَالَ تَبَارَكَ وَتعالى حِكَايَةً عَنْ تَبَرُّؤِ سَيِّدِنَا مُوسَى مِنْ قَوْمِهِ في الدُّنْيَا: ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ * قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ﴾. ... المزيد
رَحْمَةُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَا حُدُودَ لَهَا، وَلَا أَحَدَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُدَانِيَهُ في الرَّحْمَةِ؛ سَيِّدُنَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ تَبَرَّأَ مِنْ أَبِيهِ آزَرَ دُنْيَا وَأُخْرَى، وَخَرَجَ مِنْ قَوْمِهِ وَلَمْ يَعُدْ إِلَيْهِمْ، وَقَصَرَ دُعَاءَهُ بِالرِّزْقِ مِنَ الثَّمَرَاتِ عَلَى مَنْ آمَنَ فَقَطْ، وَاعْتَذَرَ عَنْ عَدَمِ الشَّفَاعَةِ في أَرْضِ المَحْشَرِ. ... المزيد
سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ جَبَلَهُ اللهُ تعالى عَلَى الرَّحْمَةِ، فَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُ رَحْمَةً، فَمَا أَحَدٌ في البَشَرِ عَلَى الإِطْلَاقِ يُدَانِيهِ في الرَّحْمَةِ. ... المزيد
لَقَدْ أَخْبَرَنَا اللهُ جَلَّ جَلَالُهُ أَنَّهُ جَعَلَ نَبِيَّهُ المُصْطَفَى الكَرِيمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ رَحْمَةً للعَالَمِينَ، وَأَنَّهُ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ، وَأَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ رَحْمَةٌ رَافِعٌ الإِصْرَ وَالأَغْلَالَ التي كَانَتْ مَوْجُودَةً في الأُمَمِ السَّابِقَةِ، وَأَنَّ هَذِهِ الرَّحْمَةَ هِيَ مِنْ عِنْدِ اللهِ تعالى، وَأَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في غَايَةِ الخُلُقِ الرَّفِيعِ، وَالتَّوَاضُعِ المُتَنَاهِي، وَلَمْ يَكُنْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَظًّا وَلَا غَلِيظًا، بَلْ هُوَ خَافِضُ الجَنَاحِ للمُؤْمِنِينَ. ... المزيد
لَقَدْ غَفَرَ اللهُ سُبْحَانَهُ وتعالى لِسَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، وَأَخَّرَ دَعْوَتَهُ المُسْتَجَابَةَ لِيَوْمِ القِيَامَةِ، يَوْمَ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الخَلْقُ كُلُّهُمْ، وَأَعْطَاهُ اللهُ تعالى جَوَامِعَ الكَلِمَ، وَمَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الأَرْضِ، وَمَفَاتِيحَ الجَنَّةِ، وَأَكْرَمَهُ تعالى بِإِسْلَامِ قَرِينِهِ، فلَا يَأْمُرُهُ إِلَّا بِخَيْرٍ، وَنَصَرَهُ اللهُ تعالى بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَنَصَرَهُ بِالصِّبَا، وَشَهِدَ تعالى لَهُ بِالتَّبْلِيغِ، وَالرِّسَالَةِ، كَمَا شَهِدَ لَهُ المَلَائِكَةُ بِذَلِكَ أَيْضًا، وَخَصَّهُ تعالى بِالإِمَامَةِ بِالأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، بَعْدَ حَشْرِهِمْ لَهُ في بَيْتِ المَقْدِسِ. ... المزيد
لَقَدْ خَصَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الأَمْكِنَةِ الكَثِيرَ؛ خَصَّ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ، وَخَصَّ فِيهِمَا الكَثِيرَ، خَصَّ مَسْجِدَ قُبَاءَ، وَخَصَّ الرَّوْضَةَ الشَّرِيفَةَ، وَالمِنْبَرَ الشَّرِيفَ، وَالحَجَرَ الأَسْوَدَ، وَالمَقَامَ، وَجَبَلَ أُحُدٍ، وَخَصَّ بَيْتَ المَقْدِسَ، وَخَصَّ المَسَاجِدَ ...الخ. ... المزيد