نَحْنُ اليَوْمَ بِأَمَسِّ الحَاجَةِ إلى الوُقُوفِ أَمَامَ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾. لِنَجْعَلَ مِنْ أَصْحَابِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قُدْوَةً لَنَا وَأُسْوَةً بَعْدَ حَضْرَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَخَاصَّةً في التَّعَامُلِ مَعَ الآخَرِينَ. ... المزيد
الحِرْصُ عَلَى الذُّرِّيَّةِ وَالأَوْلَادِ مَطْلَبٌ مِنْ مَطَالِبِ الشَّرِيعَةِ، لِأَنَّ الأَبَوَيْنِ مَسْؤُولَانِ عَنِ الذُّرِّيَّةِ، قَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارَاً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾. ... المزيد
إِنَّ اللهَ تعالى سَيَسْأَلُ عَنْ صُحْبَةِ سَاعَةٍ، فَهَلِ الوَاحِدُ مِنَّا حَرِيصٌ عَلَى صَاحِبِهِ يُذَكِّرُهُ بِاللهِ تعالى؟ لِأَنَّ الذي يَصْطَفي لِنَفْسِهِ صَاحِبَاً فَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى حُبِّهِ لِصَاحِبِهِ، وَمَنْ أَحَبَّ صَاحِبَهُ في الدُّنْيَا فَهُوَ حَرِيصٌ عَلَى أَنْ يَكُونَ صَاحِبَاً لَهُ في الآخِرَةِ، في جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ للمُتَّقِينَ. ... المزيد
لَقَدْ طَبَعَ اللهُ تعالى الإِنْسَانَ عَلَى حُبِّ المَالِ، وَجَعَلَهُ مِنِ زِينَةِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، قَالَ تعالى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابَاً وَخَيْرٌ أَمَلَاً﴾. وَقَالَ تعالى مُبَيِّنَاً حِرْصَ الإِنْسَانِ عَلَى المَالِ: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ﴾. ... المزيد
إِنَّ حُبَّ اللهِ تعالى، وَحُبَّ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، يُعْطِيَانِ للإِنْسَانِ الكَمَالَ وَالشَّرَفَ وَالعِزَّةَ وَالرِّفْعَةَ وَالمَكَانَةَ، بَلْ يُعْطِيَانِ الُمؤْمِنَ القُدْرَةَ عَلى الثَّبَاتِ عَلى الحَّقِ فِي أَصْعَبِ الـمَوَاقِفِ وَأَشَدِّهَا، حُبُّ اللهِ تعالى جَعَلَ سَحَرَةَ فِرْعَوْنَ يَتَحَوَّلُونَ إلى رِجَالٍ يَضْرِبُونَ أَرْوَعَ الأَمْثِلَةِ في صِدْقِ مَحَبَّةِ اللهِ تعالى، إِذْ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ: ﴿فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾. ... المزيد
زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَعُدَّةُ الزَّمَانِ بَعْدَ اللهِ تعالى الشَّبَابُ النَّاشِؤُونَ في طَاعَةِ رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ، الذينَ تَكَادُ أَنْ لَا تَعْرِفَ لَهُمْ زَلَّةً، أَو تُعْهَدَ عَنْهُمْ صَبْوَةٌ، الذينَ يَتَسَابَقُونَ في مَيَادِينِ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ. ... المزيد
الأَصْلُ الأَصِيلُ في الإِنْسَانِ السَّوِيِّ خُلُقُ المَحَبَّةِ لَا خُلُقُ الكَرَاهِيَةِ، فَالمُؤْمِنُ صَاحِبُ قَلْبٍ مُشْرِقٍ دَائِمَاً، مُنْفَتِحٍ لِكُلِّ عِبَادِ اللهِ تعالى، يُرِيدُ الخَيْرَ لِجَمِيعِ خَلْقِ اللهِ تعالى، وَإِذَا أَبْغَضَ أَو كَرِهَ فَإِنَّمَا يُبْغِضُ وَيَكْرَهُ الصِّفَةَ، يَكْرَهُ الرَّذِيلَةَ وَالشَّرَّ وَالفَسَادَ وَالبَاطِلَ، لِأَنَّ حُبَّهُ للحَقِّ وَالصَّلَاحِ وَالخَيْرِ وَالفَضِيلَةِ يَسْتَلْزِمُ أَنْ يَكْرَهَ وَيُبْغِضَ أَضْدَادَهَا. ... المزيد
يُعْتَبَرُ الإِيثَارُ مِنْ مَحَاسِنِ الأَخْلَاقِ التي جَاءَ بِهَا الإِسْلَامُ، فَهُوَ مَرْتَبَةٌ رَاقِيَةٌ في البَذْلِ وَالعَطَاءِ، وَلَهُ مَنْزِلَةٌ عَظِيمَةٌ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَقَدْ أَثْنَى رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ عَلَى أَصْحَابِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الذينَ تَحَلَّوا بِهَذَا الخُلُقِ، وَبَيَّنَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُمْ مِنَ المُفْلِحِينَ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. ... المزيد
وَرُمُوزُ وَقَادَةُ المُسْلِمِينَ هُمْ أَصْحَابُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلى يَوْمِ الدِّينِ، وَلَا شَكَّ أَنَّ أَفْضَلَهُمْ هُمْ أَهْلُ السَّابِقَةِ، مَنْ مَحَّصَتْهُمُ الفِتَنُ، وَنَقَّتْهُمُ المِحَنُ، هُمُ الذينَ امْتُحِنُوا بِالنَّفْسِ وَالنَّفِيسِ، فَاسْتَرْخَصُوا كُلَّ شَيْءٍ مِنْ أَجْلِ دِينِهِمْ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ. ... المزيد
إِنَّ مِنْ أَجَلِّ نِعَمِ اللهِ تعالى عَلَيْنَا بَعْدَ نِعْمَةِ الهِدَايَةِ وَشَرْحِ الصَّدْرِ للإِسْلَامِ وَالإِيمَانِ مَا هَيَّأَ اللهُ تعالى لَنَا مِنْ أُولَئِكَ النَّاصِحِينَ الصَّادِقِينَ الذينَ يُذَكِّرُونَنَا بِاللهِ تعالى فَيُحْسِنُونَ التَّذْكِيرَ، وَحِينَ يُبَصِّرُونَنَا بِخَفِيِّ عُيُوبِنَا، وَلَا خَيْرَ في صَاحِبٍ لَيْسَ نَاصِحَاً. ... المزيد
لَقَدْ ضَاعَتْ هُوِيَّةُ بَعْضِ المُسْلِمِينَ اليَوْمَ وَانْعَدَمَتْ مِيزَاتُهَا، إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ تعالى، وَمَا ذَاكَ إِلَّا بِإِعْرَاضِهِمْ عَنْ كِتَابِ اللهِ تعالى، وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَاتِّبَاعِهِمْ للشَّهَوَاتِ المُحَرَّمَةِ. ... المزيد
إِنَّ القَلْبَ يَخْتَلِفُ في مَادَّةِ حَيَاتِهِ عَنِ البَدَنِ، حَيَاةُ القَلْبِ بِالإِيمَانِ بِاللهِ تعالى، وَبِالرِّضَا عَنْ قَضَائِهِ، قَلْبُ المُؤْمِنِ يَسْتَمِدُّ حَيَاتَهُ مِنَ المِحَنِ، وَقِيمَةُ العَبْدِ عِنْدَ اللهِ تعالى بِمَا يَحْتَوِيهِ قَلْبُهُ مِنْ إِيمَانٍ، وَلَيْسَتْ قِيمَةُ العَبْدِ بِظَاهِرِهِ «إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ، وَلَا إِلَى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ» وَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ إِلَى صَدْرِهِ. رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. ... المزيد
لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَفَاتِيحُ كُنُوزِ الدُّنْيَا، فَلَمْ يُرِدْهَا، وَلَمْ يَخْتَرْهَا، بَلِ اخْتَارَ التَّقْلِيلَ مِنْهَا، وَالصَّبْرَ عَلَى شِدَّةِ العَيْشِ، وَقَالَ بِصَرَاحَةٍ وَوُضُوحٍ تَامٍّ: «وَلَكِنْ أَجُوعُ يَوْمَاً وَأَشْبَعُ يَوْمَاً» رواه البيهقي عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ. ... المزيد
مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ العِلْمَ لَهُ مَكَانَةٌ عَالِيَةٌ في الإِسْلَامِ، وَلَا أَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ أَوَّلَ كَلِمَةٍ أُنْزِلَتْ مِنَ القُرْآنِ الكَريمِ: ﴿اقْرَأْ﴾. ثُمَّ قَوْلُهُ تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾. ثُمَّ قَوْلُهُ تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾. ثُمَّ قَوْلُهُ تعالى آمِرَاً أَنْ نَطْلُبَ مِنْهُ زِيَادَةَ العِلْمِ: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمَاً﴾. ... المزيد
لَقَدْ كَانَتْ أُمُّنَا أُمُّ سَلَمَةَ هِنْدُ بِنْتُ زَادِ الرَّكْبِ مِنَ السَّابِقَاتِ إلى الإِسْلَامِ، وَكَانَتْ حَصِيفَةً جَلِيلَةً، ذَاتَ تَدْبِيرٍ وَفِطْنَةٍ وَذَكَاءٍ وَجَمَالٍ، تَزَوَّجَهَا أَبُو سَلَمَةَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الأَسَدِ المَخْزُومِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَهَاجَرَ بِهَا إلى أَرْضِ الحَبَشَةِ ثُمَّ هَاجَرَتْ إلى المَدِينَةِ، وَعَرَفْنَا قِصَّةَ هِجْرَتِهَا حَيْثُ كَانَتْ مِحْنَةً كَبِيرَةً، وَمَأْسَاةً عَظِيمَةً، حَيْثُ فُرِّقَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ زَوْجِهَا وَابْنِهَا، وَبَعْدَ سَنَةٍ مِنَ الفِرَاقِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ زَوْجِهَا وَابْنِهَا هَاجَرَتْ إلى المَدِينَةِ المُنَوَّرَةِ، فَكَانَتْ أَوَّلَ ظَعِينَةٍ دَخَلَتِ المَدِينَةَ المُنَوَّرَةَ، وفي المَدِينَةِ تَفَرَّغَتْ لِتَرْبِيَةِ صِغَارِهَا سَلَمَةَ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَزَوْجُهَا تَفَرَّغَ للجِهَادِ في سَبِيلِ اللهِ تعالى معَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. ... المزيد
إِذَا كَانَ امْتِحَانُ المُسْلِمِينَ قَبْلَ الهِجْرَةِ مُتَمَثِّلَاً في الإِيذَاءِ وَالتَّعْذِيبِ، وَتَحَمُّلِ أَلْوَانِ السُّخْرِيَةِ وَالاسْتِهْزَاءِ وَالتَّكْذِيبِ، فَإِنَّ الهِجْرَةَ كَانَتْ تُمَثِّلُ امْتِحَانَاً لَيْسَ أَقَلَّ ضَرَاوَةً، حَيْثُ سَيَتْرُكُ المُهَاجِرُ الأَوْطَانَ وَالدِّيَارَ وَالقَرَابَاتِ وَالأَمْوَالَ، وَيَتْرُكُ الأَصْحَابَ، بَلْ سَيُغَامِرُ بِنَفْسِهِ وَرُبَّمَا فَقَدَهَا أَثْنَاءَ هِجْرَتِهِ. ... المزيد
الدَّاعِي إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ مُتَحَلِّيَاً بِخُلُقِ الرَّحْمَةِ، وَالتي مِنْ مَظَاهِرِهَا الحِكْمَةُ وَالمَوْعِظَةُ الحَسَنَةُ، وَالمُجَادَلَةُ بِالتي هِيَ أَحْسَنُ. الدَّاعِي إلى اللهِ تعالى حَرِيصٌ عَلَى هِدَايَةِ جَمِيعِ الخَلْقِ وَلَو كَانُوا كَافِرِينَ، وَعَلَيْهِ أَنْ يُخَاطِبَ الآخَرِينَ بِأُسْلُوبٍ مُهَذَّبٍ، كَمَا قَالَ تعالى لِسَيِّدِنَا مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَأَخِيهِ هَارُونَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ حِينَ أَرْسَلَهُمَا إلى فِرْعَوْنَ: ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلَاً لَيِّنَاً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾. ... المزيد
آيَةٌ في كِتَابِ اللهِ تعالى هِيَ أَجْمَعُ آيَةٍ بَيَّنَتْ كَيْفِيَّةَ الدَّعْوَةِ إلى اللهِ تعالى، وَهيَ: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾. ... المزيد
النَّاسُ كُلُّهُمْ في حَاجَةٍ إلى كَنَفٍ رَحِيمٍ، وَخَاصَّةً العُصَاةَ مِنْهُمْ، بِحَاجَةٍ إلى بَشَاشَةِ وَجْهٍ، وَسَمَاحَةِ خُلُقٍ، وَبِحَاجَةٍ إلى وُدٍّ يَسَعُهُمْ، وَحِلْمٍ لَا يَضِيقُ بِجَهْلِهِمْ، بِحَاجَةٍ إلى مَنْ يَحْمِلُ هَمَّهُمْ وَغَمَّهُمْ، وَلَا يُثْقِلُ عَلَيْهِمْ بِهُمُومِهِ وَأَحْزَانِهِ. ... المزيد
حِكْمَةٍ يُرِيدُهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ ابْتِلَاءَهُ للمُؤْمِنِينَ الصَّادِقِينَ، وَكُلَّمَا عَظُمَ الصِّدْقُ عَظُمَ الابْتِلَاءُ، حَتَّى يَمِيزَ اللهُ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ، وَحَتَّى يَظْهَرَ مَنْ كَانَ عَبْدَاً للهِ، مِمَّنْ كَانَ عَبْدَاً لِأَهْوَائِهِ وَشَهَوَاتِهِ وَإِنْ كَانَ يُعْلِنُ أَنَّهُ عَبْدٌ للهِ تعالى، هَذَا الصِّنْفُ إِذَا ابْتُلِيَ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ، وَخَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ، وَذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ المُبِينُ، كَمَا قَالَ تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ المُبِينُ﴾. ... المزيد