الأُمَّةُ لَا يَسْتَقِيمُ حَالُهَا، وَلَا يَصْلُحُ شَأْنُهَا، إلا إِذَا صَلَحَ شَبَابُهَا وَنَاشِئَتُهَا، وَمَا فَسَدَتْ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ إلا بِفَسَادِ شَبَابِهَا وَشَابَّاتِهَا، لِأَنَّ الشَّبَابَ وَالشَّابَّاتِ هُمَا اللَّبِنَةُ الأَسَاسِيَّةُ التي يَنْشَأُ عَلَيْهَا المُجْتَمَعُ. ... المزيد
الحُبُّ الحَقِيقِيُّ يَعْنِي البَذْلَ وَالعَطَاءَ، وَكُلُّنَا يَدَّعِي حُبَّ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ... المزيد
الكَثِيرُ مِنَ المُسْلمِينَ جَهِلُوا الصِّلَةَ الوَثِيقَةَ بَيْنَ الأَخْلَاقِ الحَسَنَةِ وَالدِّينِ، مَعَ أَنَّ الدِّينَ كُلَّهُ خُلُقٌ، وَمَنْ زَادَ عَلَيْكَ في الأَخْلَاقِ زَادَ عَلَيْكَ في الدِّينِ. ... المزيد
إِنَّ دِرَاسَةَ حَيَاةِ الصَّحَابَةِ وَآلِ البَيْتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم ضَرُورِيَّةٌ بِالنِّسْبَةِ للإِنْسَانِ المُؤْمِنِ. ... المزيد
مِنْ حَقِّ الأُمَّةِ بَعْضِهَا على بَعْضٍ أَنْ تَتَرَاحَمَ فِيمَا بَيْنَ بَعْضِهَا بَعْضاً، لِأَنَّ الرَّحْمَةَ لَا تُنْزَعُ إلا مِنْ شَقِيٍّ، وَأَنْ تَكُونَ هَذِهِ الرَّحْمَةُ خَاصَّةً مِمَّنْ كَانَ ظَاهِرُهُ الاتِّبَاعَ للذي قَالَ عَنْهُ مَوْلَانَا عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾. ... المزيد
السَّعِيدُ المُوَفَّقُ مَنْ كَانَ سَبَبَاً في تَفْرِيجِ هَمٍّ عَنْ مَهْمُومٍ، وَكَشْفِ كُرْبَةٍ عَنْ مَكْرُوبٍ، وَقَضَاءِ دَيْنٍ عَنْ مَدِينٍ. ... المزيد
وَاللهِ الذي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، لَذَّةُ العَيْشِ بِصَفَاءِ القُلُوبِ مِنَ الضَّغَائِنِ، وَلَذَّةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا بِخُلُوِّ القُلُوبِ مِنَ الأَحْقَادِ وَالحَسَدِ وَالبَغْضَاءِ؛ لِمَاذَا أَيُّهَا الإِخْوِةُ تَحَاسَدْنَا، وَتَهَاجَرْنَا، وَتَقَاطَعْنَا، وَتَدَابَرْنَا، حَتَّى وَصَلَ الأَمْرُ إلى سَفكِ الدِّمَاءِ البَرِيئَةِ، ولَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ؟ ... المزيد
إِنَّ سَلَفَ هَذِهِ الأُمَّةِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَآلِ البَيْتِ رَضِيَ اللهُ عَنهُم أَقْبَلُوا على القُرْآنِ العَظِيمِ إِقْبَالَاً مُنْقَطِعَ النَّظِيرِ، وَإِنَّ وَقْفَةً مَعَ بَعْضِ أَحْوَالِهِم تُبَيِّنُ لَنَا مَا كَانُوا عَلَيْهِ، مِنْ حُسْنِ التَّعَامُلِ مَعَ هَذَا القُرْآنِ العَظِيمِ، حَتَّى شَهِدَ اللهُ تعالى لَهُم بِقَوْلِهِ: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾. أُخْرِجَتْ هَذِهِ الأُمَّةُ مِنْ بَيْنِ دَفَّتَيِ المُصْحَفِ الشَّرِيفِ، مِنْ بَيْنِ آيَاتِ اللهِ تعالى. ... المزيد
أَعْظَمُ فَارِقٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلَفِنَا الصَّالِحِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَآلِ البَيْتِ رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ، والذي مَيَّزَهُمْ عَنَّا بِرُتْبَةٍ عَالِيَةٍ، وَجَعَلَنَا في رُتْبَةٍ دَنِيَةٍ مِنْ أَحْوَالِنَا، أَنَّهُمْ بَلَغُوا دَرَجَةَ الإِحْسَانِ، التي قَالَ فِيهَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ» رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ. ... المزيد
الوَصِيَّةُ مِمَّا أَمَرَ اللهُ تعالى بِهِ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْـمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرَاً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْـمَعْرُوفِ حَقَّاً عَلَى الْـمُتَّقِينَ * فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾. ... المزيد
لَقَد قَسَمَ اللهُ تعالى الخَلْقَ إلى قِسْمَيْنِ، وَجَعَلَ لَهُمْ في الآخِرَةِ مَنْزِلَتَيْنِ ﴿فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ﴾. وَرَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ، لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ، وَهُم يُسْأَلُونَ ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحَاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾. ... المزيد
حَقِيقَةٌ يَجِبُ أَنْ تَسْتَقِرَّ في نُفُوسِنَا ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْـمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾. حَقِيقَةٌ يَجِبُ أَنْ تَسْتَقِرَّ في نُفُوسِنَا ﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْـمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ * وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ﴾. ... المزيد
: لَقَد ضَرَبَ اللهُ تعالى مَثَلَاً في القُرْآنِ العَظِيمِ دَلَّ فِيهِ على حَقَارَةِ الدُّنْيَا، وَقِـصَرِ بِقَائِهَا، وَمَصِيرِ مَا فِيهَا مِنَ النَّعِيمِ وَالتَّرَفِ، أَنَّهُ إلى هَلَاكٍ، فَقَالَ تعالى: ﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمَاً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرَاً * الـْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابَاً وَخَيْرٌ أَمَلَاً﴾. ... المزيد
الصِّدْقُ بِالوَعْدِ خَصْلَةٌ كَرِيمَةٌ من خِصَالِ الإِيمَانِ، وَخُلُقٌ كَرِيمٌ من مَكَارِمِ الأَخْلاقِ، وَخُلُقٌ عَظِيمٌ من أَخْلاقِ هَذَا الدِّينِ الحَنِيفِ العَظِيمِ الذي أَكْرَمَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ. هَذَا الخُلُقُ عَزَّ وُجُودُهُ وَصَارَ نَادِرَاً في هَذَا الزَّمَانِ، فَكَم من وَعْدٍ مَعْسُولٍ، وَكَم من عَهْدٍ مَسْمُوعٍ وَمَرْئِيٍّ وَمَنْقُولٍ، وَلَكِنْ أَيْنَ خُلُقُ الوَفَاءِ بِالعَهْدِ؟ وَأَيْنَ خُلُقُ صِدْقِ الوَعْدِ؟ وَأَيْنَ صِدْقُ الوَعْدِ؟ وَأَيْنَ الوَفَاءُ بِالعَهْدِ؟ ... المزيد
إِنَّهُ مِمَّا لا شَكَّ فِيهِ أَنَّ العِلْمَ شَرَفٌ وَنُورٌ وَفَضِيلَةٌ، كَمَا أَنَّ الجَهْلَ شَرٌّ وَبَلاءٌ وَرَذِيلَةٌ؛ العِلْمُ النَّافِعُ مَصْدَرُ الفَضَائِلِ وَيَنْبُوعُهَا، والَجهْلُ مَكْمَنُ الرَّذَائِلِ وَمَوْرِدُهَا. ... المزيد
لَقَد تَرَبَّى آلُ بَيْتِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَعَ الصَّحَابَةِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنهُم على خُلُقِ الكَرمِ والجُودِ، وَكَثْرَةِ الإِنْفَاقِ في سَبِيلِ اللهِ تعالى، مُتَأَثِّرِينَ وَمُتَأَسِّينَ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، الذي كَانَ يُعْطِي عَطَاءَ مَن لا يَخْشَى الفَقْرَ. ... المزيد
: إِنَّ مِمَّا تُصْلِحُ بِهِ حَالَ الدُّنْيَا قَاعِدَةَ العَدْلِ الشَّامِلِ، الذي يَدْعُو إلى الأُلْفَةِ، وَيَبْعَثُ على الطَّاعَةِ، وَتُعَمَّرُ بِهِ البِلَادُ، وَتَنْمُو بِهِ الأَمْوَالُ، وَيَكْبُرُ مَعَهُ النَّسْلُ، وَيَأْمَنُ بِهِ السُّلْطَانُ. ... المزيد
إِنَّ الأُخُوَّةَ في اللهِ تعالى من أَوْثَقِ عُرَى الإِيمَانِ باللهِ تعالى، وَلَقَد كَانَتِ الأُخُوَّةَ في اللهِ تعالى التي سَارَ عَلَيْهَا سَلَفُ هَذِهِ الأُمَّةِ من الصَّحَابَةِ وَآلِ البَيْتِ رَضِيَ اللهُ عَنهُم، ومن العُلَمَاءِ العَامِلِينَ، والأَخْيَارِ والصَّالِحِينَ، سَارُوا على نَهْجِهَا مُتَحَابِّينَ في اللهِ تعالى وَمُتَآلِفِينَ، سَارُوا على نَهْجِهَا مُتَعَاطِفينَ مُتَرَاحِمِينَ مُتَآزِرِينَ مُتَنَاصِرِينَ، يَوْمَ كَانَ المُسْلِمُونَ كَمَا وَصَفَهُم سَيِّدُنا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ: «مَثَلُ الْـمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» رواه الإمام مسلم عَن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ. ... المزيد
قِيلَ لِسَيِّدِنَا مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَهُوَ في السَّبْعِينَ من عُمُرِهِ أو الثَّمَانِينَ: كَيْفَ رَأَيْتَ الحَيَاةَ؟ فَقَالَ: لَبِسْتُ كُلَّ لِبَاسٍ، فَمَا وَجَدْتُ كَلِبَاسِ التَّقْوَى، وَشَرِبْتُ كُلَّ شَرَابٍ، فَمَا وَجَدْتُ أَمَرَّ من غَلَبَةِ الرِّجَالِ، وَأَكَلْتُ كُلَّ أَكْلٍ، فَمَا رأَيْتُ أَلَذَّ من الصَّبْرِ على المَصَائِبِ، وَعَاشَرْتُ الإِخْوَانَ والخِلَّانَ، فَمَا رَأَيْتُ كَصَاحِبٍ يَخَافُ اللهَ تعالى، أَجْلِسُ مَعَهُ، يُقَابلُنِي وَأُقَابِلُهُ في مَجْلِسٍ لَيْسَ مَعَنَا إلا اللهُ تعالى. اهـ. ... المزيد
سِيرَةُ الصَّحَابَةِ وآلِ البَيْتِ رَضِيَ اللهُ عَنهُم تَبْعَثُ الهِمَمَ، وَأَخْبَارُهُمُ الطَّيِّبَةُ المُبَارَكَةُ تُوقِظُ العَزَائِمَ، وَأَحْوَالُهُم رَضِيَ اللهُ عَنهُم تُوقِظُ الغَافِلِينَ، فَهُم رَضِيَ اللهُ عَنهُم نَمَاذِجُ رَفِيعَةٌ، وَقُدُوَاتٌ شَامِخَةٌ. ... المزيد