روى الإمام الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُما، عَنِ الْفَضْلِ بن عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ، فَوَجَدْتُهُ مَوْعُوكَاً قَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: «خُذْ بِيَدِي يَا فَضْلُ». ... المزيد
وَقَعَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ على فِرَاشِ المَوْتِ، وعَصَبَ رَأْسَهُ، وأَخَذَتِ الحُمَّى تَنْفُضُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وكُلُّ ذلكَ لِرَفْعِ دَرَجَاتِهِ عِنْدَ رَبِّهِ عزَّ وجلَّ ... المزيد
المَوْتُ سُنَّةٌ مَاضِيَةٌ، وأَكْثَرُ النَّاسِ عَنهُ غَافِلُونَ، وقد نَصَحَنَا سَيِّدُنَا رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بالإِكْثَارِ من ذِكْرِ المَوْتِ ... المزيد
كُلُّ حَيٍّ سَيَفْنَى، وكُلُّ جَدِيدٍ سَيَبْلَى، مَا هيَ إلا لَحْظَةٌ وَاحِدَةٌ، في مِثْلِ غَمْضَةِ عَيْنٍ، أو لَمْحَةِ بَصَرٍ، تَخْرُجُ رُوحُ العَبْدِ من جَسَدِهِ إلى بَارِئِهَا، فإذا العَبْدُ في عِدَادِ الأَمْوَاتِ. ... المزيد
هُنَاكَ حَقِيقَةٌ غَفَلَ عَنهَا كَثِيرٌ من النَّاسِ، ولَحْظَةٌ حَاسِمَةٌ ومَصِيرٌ ومَآلٌ لا يُفَكِّرُ فِيهِ الكَثِيرُ الكَثِيرُ من النَّاسِ ... المزيد
إِنَّ المَوْتَ حَقٌّ لا شَكَّ فِيهِ، ولا يَرْتَابُ فِيهِ أَحَدٌ مُؤْمِنَاً كَانَ أَم كَافِرَاً، وإِنَّ الدُّنيَا إلى زَوَالٍ، ومَا من لَحْظَةٍ تَمُرُّ بِنَا، ومَا من دَقِيقَةٍ تَمْضِي إلا وتُقَرِّبُنَا من أَجَلِنَا المَحْتُومِ الذي لا يَعْلَمُهُ إلا اللهُ تعالى. ... المزيد
إِنَّ أَعْظَمَ نِعْمَةٍ امْتَنَّ اللهُ تعالى بِهَا على البَشَرِيَّةِ جَمْعَاءَ هيَ بِعْثَةُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، خَاتَمِ الرُّسُلِ والأَنْبِيَاءِ، بَعَثَهُ اللهُ تعالى على حِينِ فَتْرَةٍ من الرُّسُلِ، وقد أَظْلَمَتِ الدُّنيَا، واسْتَحْكَمَ الجَهْلُ، عَمَّتِ الوَثَنِيَّةُ، وفَشَتِ الجَاهِلِيَّةُ، فَجَاءَتْ نُبُوَّةُ سَيِّدِنَا المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ كالغَيْثِ بَعْدَ الجَدْبِ ... المزيد
إِنَّ اللهَ تعالى جَلَّتْ قُدْرَتُهُ، وتعالى أَمْرُهُ قد خَلَقَ النَّفْسَ البَشَرِيَّةَ في أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ... المزيد
لقد ضُيِّقَ على سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ في مَكَّةَ المُكَرَّمَةَ، والتَّضَيُّقُ عَلَيهِ يَعْنِي التَّضَيُّقَ على آلِ البَيْتِ، بَيْتِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ. ... المزيد
لقد حُرِمَ المُشْرِكُونَ في مَكَّةَ المُكَرَّمَةَ خَيْرَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ مُنْذُ أَنْ جَحَدُوا رِسَالَةَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ ... المزيد
عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، فِيمَا رَوَى عَن اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: «يَا عِبَادِي، إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي، يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئَاً، يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئَاً». ... المزيد
من أَعْظَمِ نعَمِ اللهِ تعالى عَلَينَا ونَحنُ نَعِيشُ هذهِ الأَزمَةَ القَاسِيَةَ، أَنْ أَكْرَمَنَا اللهُ تعالى بِنِعْمَةِ الإِيمَانِ بِسَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، الذي هوَ أَوْلَى بِنَا من أَنفُسِنَا ... المزيد
لقد تَرَبَّى آلُ بَيتِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ في بَيْتِ النُّبُوَّةِ، وهُم يَتَعَلَّمُونَ دُرُوسَاً في الثَّبَاتِ على الحَقِّ ... المزيد
لقد تَرَبَّى آلُ بَيتِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ على خُلُقِ الصَّبْرِ والمُصَابَرَةِ، وتَحَمُّلِ الابْتِلاءَاتِ، وذلكَ من خِلالِ الإِيمَانِ الجَازِمِ الذي خَالَطَ بَشَاشَةَ قُلُوبِهِم، فَكَانَ أَرْسَى من الجِبَالِ، فَمَا طَاشَتْ عُقُولُهُم في الشَّدَائِدِ والأَزَمَاتِ، بِبَرَكَةِ الإِيمَانِ الرَّاسِخِ في قُلُوبِهِم، واليَقِينِ الجَازِمِ الذي لا يَتَزَعْزَعُ. ... المزيد
في العَامِ العَاشِرِ من بِعْثَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وبَعْدَ إِنْهَاءِ المُقَاطَعَةِ الجَائِرَةِ التي ضَرَبَتْهَا قُرَيشٌ على سَيِّدِنا رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ومَن انْحَازَ إِلَيهَا، تُوُفِّيَ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ ... المزيد
لقد كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَظِيمَاً، وكَانَت عَظَمَتُهُ تُبْهِرُ العُقُولَ، وتُحَيِّرُ الأَفكَارَ، كَانَ عَظِيمَاً لأَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَظِيمٌ، حَيثُمَا تَوَجَّهتَ في سِيرَتِهِ وَجَدْتَ عَظَمَتَهُ ... المزيد
لقد أَكرَمَنَا اللهُ عزَّ وجلَّ بِنِعمَةِ القُرآنِ العَظِيمِ، وطَلَبَ مِنَّا أن نَتَدَبَّرَ مَا فِيهِ، وأن نَعمَلَ بِمُقْتَضَاهُ، وقد جَاءَتْ فِيهِ مَوَاعِظُ من رَبِّنَا لِجَلاءِ صَدَأِ قُلُوبِنَا، وحَمْلَ نُفُوسَنَا على السَّيْرِ في الصِّرَاطِ المُستَقِيمِ، من هذهِ التَّوجِيهَاتِ، تَوجِيهُ النَّاسِ للقِيَامِ بِوَاجِبِ الدَّعْوَةِ إلى اللهِ تعالى. ... المزيد
سُنَّةُ اللهِ تعالى في الأَيَّامِ والدُّوَلِ والأَحوَالِ أَنَّهَا لا تَقَرُّ على أَمْرٍ دَائِمٍ، بَل هيَ سَرِيعَةُ التَّقَلُّبِ والزَّوَالِ ... المزيد
مَا يُصِيبُ المُؤمِنَ في الحَيَاةِ الدُّنيَا من المَصَائِبِ والمِحَنِ والشَّدَائِدِ والقَسْوَةِ والأَذَى مَا هوَ إلا كالدَّوَاءِ الذي يُسْتَخْرَجُ بِهِ الدَّاءُ، ومَا هوَ إلا الخَيرُ في حَقِّهِ، روى الإمام أحمد عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «عَجِبْتُ لِلْمُؤْمِنِ! إِنَّ اللهَ لَا يَقْضِي لِلْمُؤْمِنِ قَضَاءً إِلَّا كَانَ خَيْرَاً لَهُ». ... المزيد
إنَّ المِحَنَ التي تَمُرُّ على المُسلِمِينَ اليَومَ شَدِيدَةٌ وقَاسِيَةٌ، وبَلاءٌ عَظِيمٌ يَشْمَلُ القَتْلَ والتَّشْرِيدَ وانتِهَاكَ الحُرُمَاتِ، مِمَّا يُدْمِي القَلبَ، ويُدْمِعُ العَينَ، ويَملَأُ النُّفُوسَ أَلَمَاً، ومِمَّا يَزِيدُ من لَأْوَائِهَا، قِلَّةُ النَّاصِرِ من العِبَادِ، وهَوْلُ المُصِيبَةِ. ... المزيد