لمْ تَكُنِ السَّيِّدَةُ خَدِيجَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا امْرَأَةً عَادِيَّةً في الجَاهِلِيَّةِ، بَلْ تَمَيَّزَتْ بِأَنَّهَا ذَاتُ جَاهٍ وَوَجَاهَةٍ، وَإِيمَانٍ فِطْرِيٍّ، وَسُمُوِّ نَفْسٍ، وَطَهَارَةِ سُلُوكٍ، حَتَّى سُمِّيَتْ بِالطَّاهِرَةِ، وَعُرِفَتْ بِهَذَا اللَّقَبِ قَبْلَ الإِسْلَامِ، فَهِيَ امْرَأَةٌ قَرِيبَةٌ مِنْ مَصَادِرِ الإِيمَانِ، تَشْعُرُ في أَعْمَاقِ نَفْسِهَا بِكَثِيرٍ مِنَ القَلَقِ نَحْوَ الوَثَنِيَّةِ الجَاهِلِيَّةِ، وَلِهَذَا كَانَتْ كَثِيرًا مَا تَلْجَأُ لِوَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ حَتَّى قَبْلَ زَوَاجِهَا مِنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، تَعْرِضُ عَلَيْهِ مَنَامَاتِهَا، وَكُلَّ مَا يَمُرُّ بِهَا مِنْ إِحْسَاسٍ أَو رُؤْيَا تَرَاهَا، أَو هَاجِسٍ تُحِسُّ بِهِ، وَهِيَ بِالجُمْلَةِ في قَلَقٍ مِنْ جَوِّ الجَاهِلِيَّةِ، وَضَلَالَاتِ الوَثَنِيَّةِ، وَهِيَ لَيْسَتْ بِدْعًا في سُلُوكِهَا، وَلَيْسَتِ الوَحِيدَةَ التي تُحِسُّ بِهَذَا الإِحْسَاسِ نَحْوَ الوَثَنِيَّةِ الجَاهِليَّةِ. ... المزيد
اخْتَارَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتعالى السَّيِّدَةَ الكَرِيمَةَ لِتَكُونَ زَوْجَةً لِأَعْظَمِ البَشَرِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَقَدِ اخْتَارَ لَهَا الآبَاءَ وَالأُمَّهَاتِ مِنْ أَكْرَمِ العَنَاصِرِ، وَاخْتَارَ لَهَا البِيئَةَ التي نَمَتْ فِيهَا وَتَرَعْرَعَتْ، فَهِيَ عَطَاءٌ وِرَاثَةً وَبِيئَةً، كَرِيمَةٌ وَأَصْلٌ عَرِيقٌ وَحَسَبٌ وَنَسَبٌ كَرِيمٌ، اخْتَارَهَا اللهُ وَهَيَّأَهَا لَهُ، وَرَفَدَتْهَا العَوَامِلُ التي تَرَكَتْ طَابَعَهَا المُمَيَّزَ في كُلِّ مَا أَحَاطَ بِهَا مِنْ ظُرُوفِ الزَّمَانِ عَلَى امْتِدَادِهِ، وَالمَكَانِ عَلَى تَنَوُّعِهِ وَاتِّسَاعِهِ. ... المزيد
وَالجَوَابُ في رَأْيِي هُوَ أَنَّ هَذِهِ سَيِّدَةٌ اخْتَارَهَا اللهُ تعالى لِسَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في مَرْحَلَةٍ دَقِيقَةٍ، اخْتَارَهَا اللهُ سُبْحَانَهُ وتعالى عَلَى عِلْمٍ وَهُوَ العَلِيمُ الحَكِيمُ، لِتَكُونَ بِجِوَارِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في مَرْحَلَةٍ مُهِمَّةٍ مِنْ حَيَاتِهِ، وَحَيَاةِ الرِّسَالَةِ، فَكَانَتِ الأَمِينَةَ، وَكَانَتِ الرَّزِينَةَ، وَكَانَتِ الصِّدِّيقَةَ وَالصَّدِيقَةَ وَالصَّادِقَةَ، إِنَّهَا سَيِّدَتُنَا خَدِيجَةُ الطَّاهِرَةُ أُمُّ المُؤْمِنِينَ وَأَوَّلُ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا، لَا تُفَارِقُهُ وَلَكِنَّهَا مِنْ حَوْلِهِ كَالهَالَةِ حِينَ تَرْنُو إلى البَدْرِ، إِنَّهَا أُولَى نِسَاءِ النَّبِيِّ اللَّوَاتِي مَنَحَهُنَّ الوَحْيُ وِسَامَ التَّمَيُّزِ وَالفَخَارِ: ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ﴾. وَسَجَّلَ الحَدِيثُ عَنِ المُصْطَفَى خِطَابَهُ لِأَكْثَرِهِنَّ عِنْدَهُ بَعْدَهَا قُرْبًا وَدَلَالًا، وَهِيَ أُمُّنَا السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، وَلَكِنَّهُ قَالَ عَنْ حَبِيبَتِهِ وَوَزِيرَتِهِ الأُولَى خَدِيجَةَ الكُبْرَى: ... المزيد
إِنَّ حَيَاةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ خَدِيجَةَ تَارِيخٌ مُشَرِّفٌ وُمُشْرِقٌ لِسَيِّدَةٍ طَاهِرَةٍ شَرِيفَةٍ فَاضِلَةٍ، أَكْرَمَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فَاخْتَارَهَا زَوْجًا لِهَذَا النَّبِيِّ الكَرِيمِ وَالرَّسُولِ العَظِيمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَأَكْرَمَهَا عَزَّ وَجَلَّ بِسُمْعَةٍ عَطِرَةٍ وَسِيرَةٍ فَاضِلَةٍ في الجَاهِلِيَّةِ وَالإِسْلَامِ، وَعَقْلٍ رَاجِحٍ، وَهِمَّةٍ عَالِيَةٍ، فَكَانَتْ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَصَدَّقَ وَآمَنَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى إِنَّهَا بَشَّرَتْهُ وَهَدَّأَتْ مِنْ رَوْعِهِ، حِينَ جَاءَهُ الوَحْيُ أَوَّلَ مَرَّةٍ، وَعَادَ إلى بَيْتِهِ مُشْفِقًا عَلَى نَفْسِهِ مِمَّا سَمِعَ وَرَأَى وَهُوَ يَقُولُ: «زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي» رواه الشيخان. ... المزيد
إِنَّهَا أُمُّ المُؤْمِنِينَ الأُولَى، وَزَوْجُ الحَبِيبِ المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الأُولَى، وَالمُسْلِمَةُ الأُولَى، وَالصِّدِّيقَةُ الأُولَى، وَالحَبِيبَةُ الأُولَى، وَالمُجَاهِدَةُ الأُولَى، وَالوَزِيرَةُ الأُولَى، التي هَيَّأَتْهَا العِنَايَةُ الإِلهِيَّةُ لِسَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. ... المزيد
كَانَتِ السَّيِّدَةُ خَدِيجَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا أَوَّلَ المُجَاهِدَاتِ، وَأَوَّلَ المُسْلِمَاتِ، وَأَوَّلَ المُصَلِّيَاتِ، وَأَوَّلَ الصَّابِرَاتِ، وَأَوَّلَ البَاذِلَاتِ، كَمَا جَعَلَ اللهُ تعالى ابْنَتَهَا السَّيِّدَةَ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا مِنْ بَعْدِهَا أُمَّ عِتْرَتِهِ وَأَصْلَ ذُرِّيَّتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. ... المزيد
السَّيِّدَةُ خَدِيجَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا خَيْرُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَمَا أَبْدَلَ اللهُ تعالى سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ خَيْرًا مِنْهَا بَعْدَ وَفَاتِهَا، هِيَ أَصْلُ الشَّرَفِ، وَقِمَّةُ الكَرَمِ، وَطِيبُ العُنْصُرِ، وَطُهْرُ عُلُوِّ النَّسَبِ؛ وَمَا مِنِ امْرَأَةٍ تَسْبِقُ السَّيِّدَةَ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا، هِيَ الشَّرِيفَةُ، الطَّاهِرَةُ، الطَّيِّبَةُ، الحَسِيبَةُ، النَّسِيبَةُ، وَكَانَ جِيرَانُهَا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ المُكَرَّمَةِ (أُمُّ هَاشِمٍ). ... المزيد
رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ أَهْلُ الثَّنَاءِ وَالمَجْدِ، لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ، وَلَهُ المُلْكُ وَالحَمْدُ، وَلَهُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَلَهُ النِّعْمَةُ وَالفَضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الحَسَنُ الجَمِيلُ، لَهُ المُلْكُ كُلُّهُ، وَلَهُ الحَمْدُ كُلُّهُ، وَبِيَدِهِ الخَيْرُ كُلُّهُ، شَمَلَتْ قُدْرَتُهُ كُلَّ شَيْءٍ، وَوَسِعَتْ رَحْمَتُهُ كُلَّ شَيْءٍ، كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ، يَرْفَعُ أَقْوَامًا وَيَخْفِضُ آخَرِينَ. ... المزيد
روى أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ أُمِّ سَمَّاعَةَ بِنْتِ أَبِي رَهْمٍ عَنْ أُمِّهَا قَالَتْ: شَهِدْتُ آمِنَةَ أُمَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِي عِلَّتِهَا الَّتِي مَاتَتْ فِيهَا وَمُحَمَّدٌ غُلَامٌ يَقَعُ لَهُ خَمْسُ سِنِينَ عِنْدَ رَأْسِهَا، فَنَظَرَتْ إِلَى وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَتْ: بَـارَكَ فِـيك اللهُ مِنْ غُلَامِ *** يَا ابْنَ الَّــذِي مِنْ حَوْمَةِ الْحِمَامِ نَــجَا بِعَوْنِ الْملِكِ المِنْـعَامِ *** فُودِيَ غَـدَاةَ الضَّرْبِ بِالسِّهَامِ بِــمِئَةٍ مِنْ إِبِــلٍ سَـــوَامٍ *** إِنْ صَــحَّ مَا أَبْصَرْتُ فِي الْمَنَـامِ ... المزيد
رَحَلَتِ السَّيِّدَةُ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا، مِنْ دَارِ الفَنَاءِ إلى دَارِ البَقَاءِ، رَحَلَتْ وَقَدْ تَرَكَتْ وَلَدَهَا سَيِّدَ الكَوْنَيْنِ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ، يَتِيمَ الأَبَوَيْنِ، في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، لِيَنْعَمَ بِحَيَاتِهِ الزَّوْجِيَّةِ مَعَ السَّيِّدَةِ خَدِيجَةَ الكُبْرَى رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، وَمِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لِيَنْعَمَ وَيُكَرَّمَ بِالاصْطِفَاءِ للنُّبُوَّةِ وَللرِّسَالَةِ، بَلْ لِيَكُونَ خَاتَمَ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَجْمَعِينَ، تَرَكَتْهُ السَّيِّدَةُ آمِنَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا لِيُحَوِّلَ العَالَمَ أَجْمَعَ بِإِذْنِ اللهِ تعالى مِنْ عُبَّادِ وَثَنٍ إلى عِبَادٍ للهِ تعالى، وَلِيَنْقُلَ العَالَمَ أَجْمَعَ مِنَ الضَّلَالِ إلى الهُدَى، وَمِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ، وَمِنَ التَّمَزُّقِ وَالتَّشَرْذُمِ إلى أَنْ يَكُونُوا كَالجَسَدِ الوَاحِدِ. ... المزيد
لَمَّا بَلَغَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنَ العُمُرِ سِتَّ سَنَوَاتٍ، وَالسَّيِّدَةُ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا تَحْتَضِنُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ عَوْدَتِهِ مِنْ دِيَارِ السَّيِّدَةِ حَلِيمَةَ السَّعْدِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا. ... المزيد
أَحسَّتِ السَّيّدَةُ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا، بَعْدَ أَنْ وَضَعَتْ وَلِيدَهَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ الشَّطْرَ الأَهَمَّ مِنْ رِسَالَتِهَا قَدِ انْتَهَى بِمَوْلِدِ ابْنِهَا المُبَشَّرِ بِأَنَّهُ سَيِّدُ البَشَرِ، كَمَا انْتَهَتْ رِسَالَةُ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ مُنْذُ أَنْ أَوْدَعَهُ جَنِينًا في رَحِمِهَا، فَأَسْلَمَتْ نَفْسَهَا مِنْ جَدِيدٍ لِأَشْجَانِ الذِّكْرَى، إلى حَدٍّ أَثَّرَ في صِحَّتِهَا، وَإِنْ قَدَّرَت أَنَّ جُزْءًا مِنْ رِسَالَتِهَا لَمْ يَنْتَهِ بَعْدُ، فَمَا يَزَالُ عَلَيْهَا أَنْ تَرْعَى وَلَدَهَا حَتَّى يَبْلُغَ مَعَهَا السَّعْيَ، فَتُحَدِّثَهُ عَنْ أَبِيهِ، ثُمَّ تَصْحَبَهُ إلى يَثْرِبَ حَيْثُ يَزُورَانِ قَبْرَ فَقِيدِهِمَا الغَالِي. ... المزيد
وُلِـدَ الـهُـدَى فَـالـكَائِنَاتُ ضِيَاءُ *** وَفَـمُ الـــزَّمَانِ تَبَسُّمٌ وَثَنَاءُ الـــرُّوحُ وَالـمَـلَأُ المَلَائِكُ حَوْلَهُ *** للدِّينِ وَالــــدُّنْيَا بِهِ بُشَرَاءُ وَالعَرْشُ يَزْهُو وَالخَظِيرَةُ تَزْدَهِي *** وَالمُنْتَهَى وَالسِّدْرَةُ العَصْمَاءُ ... المزيد
بَعْدَ أَنِ انْصَرَفَ عَبْدُ المُطَّلِبِ مِنْ عِنْدِ أَبْرَهَةَ، عَادَ إلى مَكَّةَ المُكَرَّمَةِ، وَأَخْبَرَ قُرَيْشًا الخَبَرَ، وَأَمَرَهُمْ بِالخُرُوجِ مِنْ مَكَّةَ، وَالتَّحَرُّزِ في شَعَفِ الجِبَالِ ـ رُؤُوسِهَا ـ وَالشِّعَابِ ـ الشِّعَابُ: المَوَاضِعُ الخَفِيَّةُ مِنَ الجِبَالِ ـ تَخَوُّفًا عَلَيْهِمْ مِنْ مَعَرَّةِ ـ شِدَّةِ ـ الجَيْشِ. ... المزيد
فَقَدَتِ السَّيِّدَةُ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا زَوْجَهَا الحَبِيبَ سَيِّدَنَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ بَعْدَ زَوَاجِهَا مِنْهُ بِمُدَّةٍ يَسِيرَةٍ جِدًّا. ... المزيد
تَقَدَّمَ مَعَنَا في الدَّرْسِ المَاضِي أَنَّ سَيِّدَنَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ بَعْدَ زَوَاجِهِ مِنَ السَّيِّدَةِ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا بِأَيَّامٍ خَرَجَ إلى الشَّامِ في عِيرٍ مِنْ عِيرَاتِ قُرَيْشٍ يَحْمِلُونَ تِجَارَاتٍ، فَفَرَغُوا مِنْ تِجَارَاتِهِمْ ثُمَّ انْصَرَفُوا، فَمَرُّوا بِالمَدِينَةِ المُنَوَّرَةِ، وَسَيِّدُنَا عَبْدُ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ يَوْمئِذٍ مَرِيضٌ. ... المزيد
ا انْصَرَفَ سَيِّدُنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ مَعَ أَبِيهِ مِنْ نَحْرِ الإِبِلِ، مَرَّ عَلَى امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى، وَهِيَ عِنْدَ الكَعْبَةِ، وَاسْمُهَا قُتَيْلَةُ ـ بِضَمِّ القَافِ وَفَتْحِ المُثَنَّاةِ الفَوْقِيَّةِ ـ وَيُقَالُ: رَقِيقَةُ بِنْتُ نَوْفَلَ، فَقَالَتْ لَهُ حِينَ نَظَرَتْ إلى وَجْهِهِ، وَكَانَ أَحْسَنَ رَجُلٍ رُئِيَ في قُرَيْشٍ: لَكَ مِثْلُ الإِبِلِ التي نُحِرَتْ عَنْكَ وَقَعْ عَلَيَّ الآنَ، لِمَا رَأَتْ في وَجْهِهِ مِنْ نُورِ النُّبُوَّةِ، وَرَجَتْ أَنْ تَحْمِلَ بِهَذَا النَّبِيِّ الكَرِيمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. ... المزيد
ذَكَرْنَا في الدَّرْسِ المَاضِي أَنَّ السَّيِّدَةَ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا عِنْدَمَا وَصَلَتْ إلى سِنِّ الصِّبَا، تَقَدَّمَ لِخِطْبَتِهَا فِتْيَانُ مَكَّةَ وَتَسَابَقُوا إلى بَابِ بَيْتِهَا يَلْتَمِسُونَ خِطْبَتَهَا، وَيَزُفُّونَ إِلَيْهَا مَا لَهُمْ مِنْ مَآثِرَ وَمَنَاقِبَ وَأَمْجَادٍ وَمَكَانَةٍ، وَلَمْ يَكُنْ سَيِّدُنَا عَبْدُ اللهِ وَالِدُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِمَّنْ تَقَدَّمَ لِخِطْبَتِهَا، لِأَنَّ وَالِدَهُ نَذَرَ أَنْ يَذْبَحَ وَلَدًا مِنْ أَوْلَادِهِ، وَلَمْ يُعْرَفْ مَنْ هُوَ المَذْبُوحُ؟ ... المزيد
تَقَدَّمَ مَعَنَا في الدَّرْسِ السَّابِقِ، أَنَّ السَّيِّدَةَ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا تَرَعْرَعَتْ في أَقْدَسِ مَكَانٍ في مَكَّةَ المُكَرَّمَةِ، التي كَانَتْ مَهْدَ وَلَدِهَا سَيِّدِ الوُجُودِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، كَانَتْ مِنْ أُسْرَةٍ عَرِيقَةٍ أَصِيلَةٍ شَرِيفَةٍ، بِشَهَادَةِ وَلَدِهَا الذي مَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، الذي قَالَ وَهُوَ يَعْتَزُّ بِنَسَبِهِ الشَّرِيفِ: «وَلَمْ يَزَلْ يَنْقُلْنِي مِنْ أَصْلَابِ الْكِرَامِ إِلَى الْأَرْحَامِ الطَّاهِرَةِ حَتَّى أَخْرَجَنِي مِنْ بَيْنِ أَبَوَيَّ» رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَأَرْضَاهُمَا. رواه ابْنُ عَسَاكِرَ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَابْنُ حَجَرٍ في المَطَالِبِ العَالِيَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. ... المزيد
في مَكَّةَ المُكَرَّمَةِ، وَعِنْدَ البَيْتِ العَتِيقِ، تَفَتَّحَتْ عَيْنَا السَّيِّدَةِ الجَلِيلَةِ آمِنَةَ الأُمِّ الخَالِدَةِ، لَقَدْ كَانَ مِنْبِتُ السَّيِّدَةِ آمِنَةَ وَالِدَةِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في مَكَّةَ المُكَرَّمَةِ، البَلْدَةُ التي كَانَتْ لَهَا حُرْمَتُهَا العَرِيقَةُ عِنْدَ العَرَبِ، وَكَانُوا يَتَوَارَثُونَ ذَلِكَ جِيلًا بَعْدَ جِيلٍ، حَتَّى بِعْثَةِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، حَيْثُ صَارَتِ الكَعْبَةُ المُشَرَّفَةُ التي تَعَبَّدَ فِيهَا خَلِيلُ الرَّحْمَنِ قِبْلَةَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَقِبْلَةَ المُسْلِمِينَ، حَيْثُ صَارُوا يُوَلُّونَ وُجُوهَهُمْ نَحْوَهَا حَيْثُمَا كَانُوا، وَأَنَّى أَقَامُوا. ... المزيد