العُلَمَاءُ العَامِلُونَ الرَّبَّانِيُّونَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَإِنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ. وَإِنْ كَانَ مَوْلَانَا عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ نُجُومًا في السَّمَاءِ يَهْتَدِي بِهَا السَّائِرُونَ في الأَرْضِ، فَكَذَلِكَ جَعَلَ نُجُومًا في الأَرْضِ يَهْتَدِي بِهَا السَّائِرُونَ في طَرِيقِ الآخِرَةِ لِلْوُصُولِ إلى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ. ... المزيد
فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: دَخَلْنَا شَهْرَ رَمَضَانَ المُبَارَكَ، دَخَلْنَا هَذَ المَوْسِمَ العَظِيمَ، حَيْثُ مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ، كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً، كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ. دَخَلْنَا هَذَ المَوْسِمَ العَظِيمَ بِمَزَايَاهُ التي تَخْتَلِفُ عَنْ سَائِرِ الشُّهُورِ، حَيْثُ «فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ». ... المزيد
لقد كُنتَ حَرِيصَاً عَلَينَا أَشَدَّ الحِرْصِ، بِشَهَادَةِ مَولانَا عزَّ وجلَّ القَائِلِ: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾. وبِشَهَادَتِكُم عِندَمَا قُلتَ: «إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَاراً، فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي تَقَعُ فِي النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا، فَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ، فَيَقْتَحِمْنَ فِيهَا، فَأَنَا آخُذُ بِحُجَزِكُمْ عَن النَّارِ، وَأَنتُم تُقَحَّمُونَ فِيهَا» رواه الإمام البخاري عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. ... المزيد
عِنْدَمَا تَنْزِلُ المِحَنُ، وَتَشْتَدُّ الخُطُوبُ، وَتَتَوَالَى الكُرُوبُ، وَتَعْظُمُ الرَّزَايَا، وَتَتَابَعُ الشَّدَائِدُ، لَنْ يَكُونَ أَمَامَ المُسْلِمِ إِلَّا أَنْ يَلْجَأَ إلى اللهِ تعالى وَيَلُوذَ بِجَانِبِهِ، وَيَضْرَعَ إِلَيْهِ رَاجِيًا تَحْقِيقَ وَعْدِهِ الذي وَعَدَ بِهِ عِبَادَهُ المُؤْمِنِينَ إِذْ يَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾. ... المزيد
مَعَ بِدَايَةِ شَهْر رَبِيعٍ الأَوَّلِ، أُهَنِّئُ نَفْسِي وَإِيَّاكُمْ بِنِعْمَةِ الإِيمَانِ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَبِأَنْ جَعَلَنَا اللهُ تعالى حَظَّهُ مِنْ سَائِرِ الأُمَمِ، كَمَا جَعَلَهُ تَبَارَكَ وتعالى حَظَّنَا مِنْ سَائِرِ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، وَأَقُولُ لَكُمْ: كُلَّ رَبِيعٍ وَأَنْتُمْ بِخَيْرٍ؛ وَلَنْ نَكُونَ بِخَيْرٍ إِلَّا إِذَا أَحْبَبْنَاهُ، وَصَدَقْنَا في حُبِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَاتَّبَعْنَاهُ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا، وَكُلَّمَا زَادَ الحُبُّ زَادَ الاتِّبَاعُ. ... المزيد
هَذَا اليَوْمُ هُوَ خِتَامُ الأَيَّامِ العَشْرِ مِنْ ذِي الحِجَّةِ، وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ الأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرْطٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَعْظَمُ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ» وَيَوْمُ القَرِّ هُوَ اليَوْمُ الحَادِي عَشَرَ، لاسْتِقْرَارِ الحُجَّاجِ في مِنًى. ... المزيد
يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمٌ أَكْمَلَ اللهُ تعالى فِيهِ الدِّينَ، قَالَ تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾. يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمُ الغُفْرَانِ، وَالعِتْقِ مِنَ النِّيرَانِ، وَخِزْيِ الشَّيْطَانِ، رَوَى الإِمَامُ مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟». ... المزيد
اليَوْمَ هُوَ يَوْمُ الجَائِزَةِ، سَبَقَ فِيهِ أَقْوَامٌ فَفَازُوا، وَتَخَلَّفَ آخَرُونَ فَخَابُوا، اليَوْمَ فَازَ المُحْسِنُونَ، وَخَسِرَ المُسِيئُونَ، وَغَدًا تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ، وَيَحْصُدُ الزَّارِعُونَ مَا زَرَعُوا، إِنْ أَحْسَنُوا أَحْسَنُوا لِأَنْفُسِهِمْ، وَإِنْ أَسَاؤُوا فَبِئْسَ مَا صَنَعُوا. مَنْ هَذَا الفَائِزُ فَنُهَنِّئُهُ، وَمَنْ هَذَا الخَاسِرُ فَنُعَزِّيْهِ؟ ... المزيد
إِنَّ الأُمَّةَ اليَوْمَ بِأَمَسِّ الحَاجَةِ إلى إِصْلَاحٍ يُدْخِلُ الرِّضَا عَلَى المُتَخَاصِمِينَ، وَيُعِيدُ الوِئَامَ إلى المُتَنَازِعِينَ، الأُمَّةُ اليَوْمَ بِأَمَسِّ الحَاجَةِ إلى إِصْلَاحٍ تَسْكُنُ بِهِ النُّفُوسُ، وَتَتَآلَفُ بِهِ القُلُوبُ، الأُمَّةُ اليَوْمَ بِأَمَسِّ الحَاجَةِ إلى مُصْلِحِينَ شَرُفَتْ أَقْدَارُهُمْ، وَكَرُمَتْ أَخْلَاقُهُمْ، وَطَابَتْ مَنَابِتُهُمْ، تَحْتَاجُ إلى مُصْلِحِينَ ذَوِي الشَّهَامَةِ مِنَ الرِّجَالِ، مِنْ ذَوِي الخِبْرَةِ وَالعَقْلِ وَالإِيمَانِ وَالصِّدْقِ، الأُمَّةُ اليَوْمَ بِأَمَسِّ الحَاجَةِ إلى مُصْلِحِينَ سَمِعُوا قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورَاً رَحِيمَاً﴾. وَقَوْلَهُ تعالى: ﴿لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرَاً عَظِيمَاً﴾. ... المزيد
مِنْ أَعْظَمِ نِعَمِ اللهِ تعالى عَلَى عَبْدِهِ أَنْ يَشْفِيَهُ مِنْ دَاءِ الحِقْدِ، وَلَيْسَ أَهْنَأَ للمَرْءِ في الحَقِيقَةِ، وَلَا أَطْرَدَ لِهُمُومِهِ، وَلَا أَقَرَّ لِعَيْنِهِ، مِنْ أَنْ يَعِيشَ سَلِيمَ القَلْبِ، بَرِيئَاً مِنَ وَسَاوِسِ الضَّغِينَةِ، وَثَوَرَانِ الأَحْقَادِ، وَمُسْتَرِيحَاً مِنَ الحِقْدِ الأَعْمَى، فَإِنَّ فَسَادَ القَلْبِ بِالضَّغَائِنِ دَاءٌ عَيَاءٌ، وَمَا أَسْرَعَ أَنْ يَـتَسَرَّبَ الإِيمَانُ مِنَ القَلْبِ المَغْشُوشِ كَمَا يَتَسَرَّبُ المَاءُ مِنَ الإِنَاءِ المَثْلُومِ. ... المزيد
أَمَّا الفَائِدَةُ الأُولَى مِنْ ذِكْرَى الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاجِ: فَهِيَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ قُدْرَةَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مُطْلَقَةٌ لَا حَدَّ لَهَا، فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَمَا قَالَ تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا﴾. وَقَالَ جَلَّتْ قُدْرَتُهُ: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾. ... المزيد
جَاءَ رَأْسُ السَّنَةِ المِيَلَادِيَّةِ عَلَى الأُمَّةِ وَهِيَ تَعِيشُ حَيَاةَ الشَّقَاءِ وَالضَّنْكِ، تَعِيشُ حَيَاةَ الغَلَاءِ وَالبَلَاءِ وَالوَبَاءِ، تَعِيشُ الأُمَّةُ وَقَدْ تَكَالَبَتْ عَلَيْهَا الأُمَمُ مِنْ كُلِّ حَدْبٍ وَصَوْبٍ، لِتَفْتِنَ الأُمَّةَ في دِينِهَا. ... المزيد
مِنْ نِعَمِ اللهِ تعالى العَظِيمَةِ التي مَنَّ بِهَا عَلَيْنَا أَنْ جَعَلَنَا مُؤْمِنِينَ، وَمِنْ أُمَّةِ أَفْضَلِ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِينَ، مِنْ أُمَّةِ أَفْضَلِ وَخَاتَمِ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، الذي أَرْسَلَهُ اللهُ تعالى رَحْمَةً للعَالَمِينَ، كَمَا قَالَ تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾. ... المزيد
لَقَدْ وَهَبَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ البَشَرِيَّةَ حَيَاةَ سَعَادَةٍ مُتَجَدِّدَةً، وَرُوحًا نَاضِرَةً، وَذَلِكَ بِظُهُورِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إلى اللهِ تعالى بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا. بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَخْرَجَ اللهُ تعالى النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ، إلى صِرَاطِ العَزِيزِ الحَمِيدِ، وَفَتَحَ بِهِ أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا، وُقُلُوبًا غُلْفًا؛ فَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ شَمْسًا أَضْوَأَ مِنْ شُمُوسِ الكَوْنِ، وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ للأَرْضِ أَطْهَرَ مِنْ طَهُورِ الغَيْثِ، بَعْدَمَا اشْتَدَّ عَطَشُهَا، وَطَالَ جَدْبُهَا، وَأَقْفَرَ رَوْضُهَا، وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ للأَجْسَادِ المَرْيضَةِ كَالعَافِيَةِ وَالحُبُورِ، وَللعُقُولِ السَّقِيمَةِ كَالبَلْسَمِ الطَّهُورِ. ... المزيد
لَقَدْ أَكَّدَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَنَّهُ هُوَ الرَّحْمَةُ للعَالَمِينَ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ» رواه الحاكم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وَإِذَا رَحِمْتَ فَأَنْتَ أُمٌّ أَو أَبٌ *** هَذَانِ في الدُّنْيَا هُمَا الرُّحَمَاءُ ... المزيد
وَنَحْنُ نَعِيشُ ذِكْرَى هِجْرَةِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَذْكُرَ الحَدِيثَ الشَّرِيفَ الذي رواه الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ الْمُهَاجِرَ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى الله عَنْهُ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ». ... المزيد
مِنَ الدُّرُوسِ المُسْتَفَادَةِ مِنْ ذِكْرَى هِجْرَةِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ المُكَرَّمَةِ إلى المَدِينَةِ المُنَوَّرَةِ، أَنَّ العَبْدَ الصَّالِحَ يَدْعُو إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِأَقْوَالِهِ وَفِعَالِهِ وَسَمْتِهِ وَهَيْئَتِهِ، وَهَذَا الأَمْرُ نَسْتَفِيدُهُ مِنْ حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَدٍ الخُزَاعِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا. ... المزيد
هَا نَحْنُ في آخِرِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ، هَا نَحْنُ في يَوْمِ النَّحْرِ، المُشَارِ إِلَيْهِ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾. أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: يَا مَنْ وَسَّعَ اللهُ تعالى عَلَيْهِ، كُنْ حَرِيصًا عَلَى الأُضْحِيَةِ التي شَرَعَهَا اللهُ تعالى لِخَلْقِهِ، وَخَاصَّةً لِمَنْ حُرِمَ نِعْمَةَ الوُقُوفِ في أَرْضِ عَرَفَةَ. ... المزيد
يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمٌ أَكْمَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ الدِّينَ، وَأَتَمَّ فِيهِ النِّعْمَةَ، فَقَالَ تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينَاً﴾. ... المزيد
يَا مَنِ اسْتَجَبْتُمْ لِنِدَاءِ رَبِّكُمْ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾. وَلِقَوْلِهِ تعالى: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾. هَلُمُّوا يَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ لِاسْتِجَابَةِ أَوَامِرِ اللهِ تعالى وَأَوَامِرِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، لَعَلَّ اللهَ تعالى يُحْيِينَا حَيَاةً طَيِّبَةً كَرِيمَةً مُبَارَكَةً، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾. ... المزيد