140ـ كلمات في مناسبات: إجابة الدعاء معلقة بالاستجابة لله تعالى
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أَمَّا بَعْدُ، فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: عِنْدَمَا تَنْزِلُ المِحَنُ، وَتَشْتَدُّ الخُطُوبُ، وَتَتَوَالَى الكُرُوبُ، وَتَعْظُمُ الرَّزَايَا، وَتَتَابَعُ الشَّدَائِدُ، لَنْ يَكُونَ أَمَامَ المُسْلِمِ إِلَّا أَنْ يَلْجَأَ إلى اللهِ تعالى وَيَلُوذَ بِجَانِبِهِ، وَيَضْرَعَ إِلَيْهِ رَاجِيًا تَحْقِيقَ وَعْدِهِ الذي وَعَدَ بِهِ عِبَادَهُ المُؤْمِنِينَ إِذْ يَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾.
وَيَقُولُ: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾. فَإِنِّي قَرِيبٌ؛ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ.
آيَةُ رِقَّةٍ؟ وَآيَةُ عَطْفٍ؟ وَآيَةُ وُضُوحٍ؟ وَآيَةُ إِينَاسٍ؟ وَأَيْنَ تَقَعُ تَكَالِيفُ الحَيَاةِ في ظِلِّ هَذَا الوُدِّ، وَظِلِّ هَذَا القُرْبِ، وَظِلِّ هَذَا الإِينَاسِ؟ ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ أَضَافَ العِبَادَ إِلَيْهِ، وَالرَّدُّ المُبَاشِرِ عَلَيْهِمْ مِنْهُ؛ وَلَمْ يَقُلْ: فَقُلْ لَهُمْ: إِنِّي قَرِيبٌ؛ إِنَّمَا تَوَلَّى بِنَفْسِهِ جَلَّ جَلَالُهُ الجَوَابَ عَلَى عِبَادِهِ بِمُجَرَّدِ السُّؤَالِ فَقَطْ.
قَرِيبٌ، وَلَمْ يَقُلْ أَسْمَعُ الدُّعَاءَ، إِنَّمَا عَجَّلَ بِإِجَابَةِ الدُّعَاءِ ﴿أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ إِنَّهَا آيَةٌ عَجِيبَةٌ، آيَةٌ تَسْكُبُ في قَلْبِ المُؤْمِنِ النَّدَاوَةَ الحُلْوَةَ، وَالوُدَّ المُؤْنِسَ، وَالرِّضَا الُمطَمْئِنَ، وَالثِّقَةَ وَاليَقِينَ، وَالمَلَاذَ الأَمِينَ، وَالقَرَارَ المَكِينَ، رَوَى الشَّيْخَانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ».
وَرَوَى التِّرْمِذِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ مَنْ لَمْ يَسْأَلِ اللهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ».
وَرَوَى ابْنُ مَاجَه عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا، فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ، أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ، أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ، أَلَا كَذَا أَلَا كَذَا، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ».
إِجَابَةُ الدُّعَاءِ مُعَلَّقَةٌ بِالاسْتِجَابَةِ للهِ تعالى:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: في ظِلِّ هَذَا الأُنْسِ الحَبِيبِ، وَهَذَا القُرْبِ الوَدُودِ، وَهَذِهِ الاسْتِجَابَةِ الحَيَّةِ، يَلْفِتُ اللهُ تعالى نَظَرَ عِبَادَهُ المُؤْمِنِينَ إلى قَضِيَّةٍ كُبْرَى وَهِيَ أَنَّ قَضِيَّةَ إِجَابَةِ الدُّعَاءِ مُعَلَّقَةٌ بِالاسْتِجَابَةِ التَّامَّةِ لَهُ، وَالإِيمَانِ بِهِ، فَقَالَ: ﴿فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾. أَيْ: فَلْيَسْتَجِيبُوا لِيَ الاسْتِجَابَةَ الكَامِلَةَ التي تَعْنِي السَّيْرَ عَلَى المَنْهَجِ الأَوْحَدِ الذي اخْتَارَهُ اللهُ لِعِبَادِهِ ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.
الاسْتِجَابَةُ للهِ تعالى التي تَعْنِي الانْقِيَادَ التَّامَّ لِأَمْرِهِ وَنَهْيِهِ وَالتَّسْلِيمَ لِقَضَائِهِ وَالخُضُوعَ لِجَنَابِهِ، وَبِدُونِ ذَلِكَ رُبَّمَا تَتَعَذَّرُ الإِجَابَةُ.
وَالمُتَأَمِّلُ في أَوْضَاعِ الأُمَّةِ يَلْحَظُ أَنَّهَا في كَثِيرٍ مِنْ مَوَاطِنِهَا وَأَوْضَاعِهَا اخْتَارَتْ غَيْرَ مَا اخْتَارَ اللهُ، وَدَانَتْ بِمَنَاهِجَ عَلَى غَيْرِ طَرِيقِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، اخْتَلَطَتْ عَلَيْهَا السُّبُلُ، وَاصْطَبَغَتْ بِغَيْرِ صِبْغَةِ اللهِ، تَغَيَّرَتْ أَحْوَالُ الكَثِيرِينَ مِنَ الأُمَّةِ الإِسْلَاميَّةِ، وَفَرَّطُوا في دِينِهِمْ، أَضَاعُوا الصَّلَاةَ، وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ، أَكَلُوا الرِّبَا، وَفَشَا فِيهِمُ الفُحْشُ وَالزِّنَا، تَرَكُوا الأَمْرَ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ المُنْكَرِ، وَاتَّبَعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ، وَتَمَادَوْا في مَعْصِيَةِ الرَّحْمَنِ، وَهَذِهِ كُلُّهَا أَسْبَابٌ في عَدَمِ إِجَابَةِ الدُّعَاءِ، لِأَنَّ الذُّنُوبَ وَالمَعَاصِيَ قَدْ تَكُونُ حَائِلَةً مِنْ إِجَابَةِ الدُّعَاءِ، خَاصَّةً أَكْلَ الحَرَامِ، جَاءَ في كِتَابِ الزُّهْدِ لِأَبِي دَاوُدَ يَقُولُ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: أَصَابَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بَلَاءٌ وَقَحْطٌ، فَخَرَجُوا يُضِجُّونَ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَى نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَائِهِمْ أَنْ أَخْبِرْهُمْ: تَخْرُجُونَ إِلَى الصَّعِيدِ بِأَبْدَانٍ نَجِسَةٍ، وَأَيْدٍ قَدْ سَفَكْتُمْ بِهَا الدِّمَاءَ، وَمَلَأَتُمْ بُطُونَكُمْ مِنَ الْحَرَامِ؟ الْآنَ حِينَ اشْتَدَّ غَضَبِي عَلَيْكُمْ، وَلَنْ تَزْدَادُوا مِنِّي إِلَّا بُعْدًا.
وَرَوَى الإِمَامُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾. وَقَالَ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾.
ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟».
وَلَنَا أَنْ نَتَعَجَّبَ كَمَا تَعَجَّبَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ الذي اجْتَهَدَ في الدُّعَاءِ، وَأَخَذَ بِأَسْبَابِ الإِجَابَةِ مِنْ إِطَالَةِ السَّفَرِ، وَتَوَاضُعِ المَظْهَرِ وَالتَّضَرُّعِ في الدُّعَاءِ، فَتَّشْنَا تَلَمَّسْنَا نَظَرْنَا فَوَجَدْنَا أَنَّ الرَّجُلَ غَارِقٌ في لُجَّةِ الحَرَامِ، إِذًا كَيْفَ يُسْتَجَابُ لِمِثْلِ هَذَا، وَهُوَ قَدْ جَعَلَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَمَلْبَسَهُ مِنْ حَرَامٍ!
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إِنَّ إِجَابَةَ الدُّعَاءِ مُعَلَّقَةٌ بِصِدْقِ الالْتِجَاءِ وَالتَّضَرُّعِ إِلَيْهِ، وَعَدَمِ اسْتِعْجَالِ الإِجَابَةِ، وَصِدْقِ التَّوْبَةِ التي تَجْعَلُنَا نَعُودُ إلى المَنْهَجِ الذي ارْتَضَاهُ اللهُ لَنَا وَسَارَ عَلَيْهِ نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَسَلَكَهُ أَسْلَافُنَا، وَأَنْ نَقْطَعَ الصِّلَةَ بِمَاضِي الآثَامِ، وَنَسْتَصْلِحَ أَنْفُسَنَا في مُسْتَقْبَلِ الأَيَّامِ مَعَ الحَذَرِ مِنَ الكَسْبِ الحَرَامِ أَو الدُّعَاءِ بِالإِثْمِ وَقَطِيعَةِ الأَرْحَامِ.
خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إِنَّ المُصِيبَةَ كُلَّ المُصِيبَةِ، وَالرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ، أَنْ يُحَالَ بَيْنَ المَرْءِ وَبَيْنَ الدُّعَاءِ عِنْدَمَا تَنْزِلُ بِهِ المُلِمَّاتُ وَتَشْتَدُّ بِهِ الكُرُوبَاتُ، فَلَا يَضْرَعُ إلى اللهِ وَلَا يَلْجَأُ إِلَيْهِ بِأَنْ يَكْشِفَ اللهُ ضُرَّهُ وَيُفَرِّجَ هَمَّهُ، وَلَقَدْ بَيَّنَ اللهُ تعالى في القُرْآنِ نَمُوذَجًا مِنَ الوَاقِعِ التَّارِيخِيِّ، نَمُوذَجًا يَعْرِضُ وَيُفَسِّرُ كَيْفَ يَتَعَرَّضُ النَّاسُ لِبَأْسِ اللهِ، وَكَيْفَ تَكُونُ عَاقِبَةُ تَعَرُّضِهِمْ لَهُ، وَكَيْفَ يَمْنَحُهُمُ اللهُ الفُرْصَةَ بَعْدَ الفُرْصَةِ، وَيَسُوقُ إِلَيْهِ التَّنْبِيهَ بَعْدَ التَّنْبِيهِ، فَإِذَا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ، وَلَمْ تُوَجِّهْهُمُ الشِّدَّةُ إلى التَّوَجُّهِ إلى اللهِ وَالتَّضَرُّعِ لَهُ وَدُعَائِهِ، وَلَمْ تُوَجِّهْهُمُ النِّعْمَةُ إلى الشُّكْرِ وَالحَذَرِ مِنَ الفِتْنَةِ، كَانَتْ فِطْرَتُهُمْ قَدْ فَسَدَتِ الفَسَادَ الذي لَا يُرْجَى مَعَهُ صَلَاحٌ، وَكَانَتْ حَيَاتُهُمْ قَدْ فَسَدَتِ الفَسَادَ الذي لَا تَصْلُحُ مَعَهُ للبَقَاءِ، فَحَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللهِ، وَنَزَلَ بِسَاحَتِهِمُ الدَّمَارُ الذي لَا تَنْجُو مِنْهُ دِيَارٌ، فَقَالَ تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِمَا يُرْضِيكَ عَنَّا. آمين.
** ** **
تاريخ الكلمة:
الاثنين: 14/ شعبان /1444هـ، الموافق: 6/ آذار / 2023م
ارسل إلى صديق |
العُلَمَاءُ العَامِلُونَ الرَّبَّانِيُّونَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَإِنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ. وَإِنْ كَانَ مَوْلَانَا عَزَّ وَجَلَّ ... المزيد
فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: دَخَلْنَا شَهْرَ رَمَضَانَ المُبَارَكَ، دَخَلْنَا هَذَ المَوْسِمَ العَظِيمَ، حَيْثُ مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ، كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً، ... المزيد
لقد كُنتَ حَرِيصَاً عَلَينَا أَشَدَّ الحِرْصِ، بِشَهَادَةِ مَولانَا عزَّ وجلَّ القَائِلِ: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾. وبِشَهَادَتِكُم عِندَمَا ... المزيد
مَعَ بِدَايَةِ شَهْر رَبِيعٍ الأَوَّلِ، أُهَنِّئُ نَفْسِي وَإِيَّاكُمْ بِنِعْمَةِ الإِيمَانِ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَبِأَنْ جَعَلَنَا اللهُ تعالى حَظَّهُ مِنْ سَائِرِ الأُمَمِ، ... المزيد
هَذَا اليَوْمُ هُوَ خِتَامُ الأَيَّامِ العَشْرِ مِنْ ذِي الحِجَّةِ، وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ الأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرْطٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ... المزيد
يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمٌ أَكْمَلَ اللهُ تعالى فِيهِ الدِّينَ، قَالَ تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾. يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمُ الغُفْرَانِ، وَالعِتْقِ مِنَ النِّيرَانِ، ... المزيد