143ـ كلمات في مناسبات
وفاة العالم العامل سيدي الشيخ محمد نديم الشهابي رَحِمَهُ اللهُ تعالى
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: العُلَمَاءُ العَامِلُونَ الرَّبَّانِيُّونَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَإِنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ.
وَإِنْ كَانَ مَوْلَانَا عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ نُجُومًا في السَّمَاءِ يَهْتَدِي بِهَا السَّائِرُونَ في الأَرْضِ، فَكَذَلِكَ جَعَلَ نُجُومًا في الأَرْضِ يَهْتَدِي بِهَا السَّائِرُونَ في طَرِيقِ الآخِرَةِ لِلْوُصُولِ إلى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ.
فَالعُلَمَاءُ العَامِلُونَ الرَّبَّانِيُّونَ هُمْ لِلْأُمَّةِ أَنْوَارُ هُدَاهَا، وَمَصَابِيحُ دُجَاهَا، وَهُمُ الشُّمُوعُ الَّتِي تُنِيرُ طَرِيقَ الوُصُولِ إلى مَرْضَاةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: رَحِمَ اللهُ تعالى مَنْ قَالَ:
مَا الْفَخْرُ إِلَّا لِأَهْلِ الْعِلْمِ إِنَّهُمُ *** عَــلَى الْهُدَى لِمَنِ اسْـتَهْــدَى أَدِلَّاءُ
وَقِـيمَةُ الْمَرْءِ مَا قَـدْ كَانَ يُحْسِنُهُ *** وَالجَاهِلُونَ لِأَهْلِ الْعِلْمِ أَعْـــــدَاءُ
فَـفُزْ بِـعِلْمٍ تَـعِشْ حَـيًّا بِهِ أَبَدًا *** فَالنَّاسُ مَوْتَى وَأَهْلُ الْعِلْمِ أَحْيَــاءُ
وَأَجَلُّ مِنْ ذَلِكَ وَأَبْلَغُ قَوْلُ اللهِ تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾.
وَقَوْلُهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
وَقَوْلُهُ تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾.
وَقَوْلُهُ تعالى: ﴿شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: العُلَمَاءُ في الأَرْضِ بِمَثَابَةِ النُّجُومِ في السَّمَاءِ، وَقَدْ جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا».
وَفَاةُ العَالِمِ العَامِلِ سَيِّدِي الشَّيْخِ مُحَمَّد نَدِيم الشِّهَابِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: أَصْبَحْنَا نَعِيشُ في زَمَنٍ نَفْقِدُ فِيهِ بَيْنَ الحِينِ وَالآخَرِ عَلَمًا مِنْ أَعْلَامِ الأُمَّةِ، وَنَجْمًا مِنْ نُجُومِهَا، نَفْقِدُ عَالِمًا رَبَّانِيًّا مُتَحَقِّقًا بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، غَيُورًا عَلَى دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، نَفْقِدُ عَالِمًا رَجُلًا تَحَقَّقَ فِيهِ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾.
نَفْقِدُ عَالِمًا أَخَذَ عِلْمَهُ مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ لَا مِنَ السُّطُورِ، وَأَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُبَارِكَ لَنَا في عُمُرِ سَيِّدِي الشَّيْخِ المُحَدِّثِ الكَبِيرِ مُحَمَّد عَوَّامَة حَفِظَهُ اللهُ تعالى، إِذْ كَانَ يَقُولُ: وَأَنَا أَقُولُ عَنْ تَارِيخِ حَيَاتِي العِلْمِيَّةِ، أَنَّنِي لَمْ أَرَ طَالِبَ عِلْمٍ سَبَقَنِي أَو زَامَلَنِي وَصَاحَبَنِي أَو جَاءَ بَعْدِي في طَلَبِ العِلْمِ، وَنَفَعَهُ اللهُ بِعِلْمِهِ، وَنَفَعَ اللهُ بِعِلْمِهِ أَيْضًا، مَا أَعْرِفُ أَحَدًا إِلَّا أَنَّهُ صَحِبَ عَالِمًا مِنَ العُلَمَاءِ مِنْ مَشَايِخَنَا وَعَصْرِنَا، لَازَمَهُ مُلَازَمَةً تَامَّةً وَاسْتَفَادَ مِنْهُ، فَاسْتَفَادَ وَأَفَادَ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: وَهَا نَحْنُ في هَذَا الأُسْبُوعِ، في صَبِيحَةِ يَوْمِ الأَحَدِ 21 صفر 1446 هـ الموافق 25 آب 2024 م نَفْقِدُ عَالِمًا مِنْ عُلَمَاءِ حَلَبَ، وَرَمْزًا مِنْ رُمُوزِهَا، وَشَخْصِيَّةً كَبِيرَةً في التَّصَوُّفِ، وَسَنَدًا كَبِيرًا في الطَّرِيقَةِ الشَّاذِلِيَّةِ، نَفْقِدُ سَيِّدِي وَمَوْلَايَ فَضِيلَةَ الشَّيْخِ العَارِفِ بِاللهِ تعالى مُحَمَّد نَدِيم الشِّهَابِيَّ، نَفْقِدُهُ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِنَا، نَفْقِدُ هَذَا العَالِمَ العَامِلَ المُدَقِّقَ وَالمُحَقِّقَ وَالمُطَبِّقَ.
لَقَدْ كَانَ بِحَقٍّ صُوفِيًّا صَافِيًا، مُلْتَزِمًا بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، مُلْتَزِمًا سِيرَةَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، مُلْتَزِمًا نَهْجَ مَشَايِخِهِ وَعَلَى رَأْسِهِمْ سَيِّدِي وَمَوْلَايَ مُرَبِّي العَارِفِينَ وَدَلِيلِ السَّالِكِينَ سَيِّدِي الشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ عِيسَى رَحِمَهُ اللهُ تعالى رَحْمَةً وَاسِعَةً، الَّذِي رَبَّى إِخْوَانَهُ عَلَى سَلَامَةِ القَلْبِ مِنَ الغِشِّ وَالحِقْدِ وَالبَغْضَاءِ وَالكَرَاهِيَةِ تُجَاهَ النَّاسِ جَمِيعًا، وَخَاصَّةً تُجَاهَ المُسِيئِينَ مَهْمَا بَلَغَتْ إِسَاءَاتُهُمْ حَتَّى يُوصِلَهُمْ إلى دَرَجَةِ المَحْبُوبِيَّةِ عِنْدَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَذَلِكَ مِنْ خِلَالِ الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الَّذِي رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَا بُنَيَّ، إِنْ قَدَرْتَ أَنْ تُصْبِحَ وَتُمْسِيَ لَيْسَ فِي قَلْبِكَ غِشٌّ لِأَحَدٍ فَافْعَلْ».
ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا بُنَيَّ، وَذَلِكَ مِنْ سُنَّتِي، وَمَنْ أَحْيَا سُنَّتِي فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَحَبَّنِي كَانَ مَعِي فِي الجَنَّةِ».
هُكَذَا كَانَ يُرَبِّي سَيِّدِي الشَّيْخُ عَبْدُ القَادِرِ عِيسَى رَحِمَهُ اللهُ تعالى إِخْوَانَهُ عَلَى ذَلِكَ، وَكَانَ مِمَّنْ تَحَقَّقَ بِهَذَا سَيِّدِي وَمَوْلَايَ الشَّيْخُ مُحَمَّد نَدِيم الشِّهَابِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى، الَّذِي صَحِبْتُهُ مِنْ أَيَّامِ شَبَابِي إلى أَيَّامِ شَيْخُوخَتِي؛ لَقَدْ كَانَ رَحِمَهُ اللهُ تعالى وَرَضِيَ عَنْهُ سَلِيمَ الصَّدْرِ تُجَاهَ خَلْقِ اللهِ جَمِيعًا، وَخَاصَّةً نَحْوَ مَنْ أَسَاءَ إِلَيْهِ، بَلْ وَكَانَ يُكْثِرُ الدُّعَاءَ لِمَنْ أَسَاءَ إِلَيْهِ، وَخَاصَّةً بَعْدَ كُلِّ صَلَاةٍ.
لَقَدْ كَانَ بِحَقٍّ حَسَنَ السِّيرَةِ، وَصَافِيَ السَّرِيرَةِ، وَتَطَابَقَتْ أَقْوَالُهُ مَعَ أَفْعَالِهِ، وَكُنَّا نَشَمُّ مِنْهُ رَائِحَةَ الإِخْلَاصِ في أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ، يَبْحَثُ عَنْ رِضَا مَوْلَاهُ عَزَّ وَجَلَّ.
وَكَانَ لَهُ الفَضْلُ الكَبِيرُ في المُحَافَظَةِ عَلَى مَجَالِسِ شَيْخِنَا الشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ عِيسَى رَحِمَهُ اللهُ تعالى، حَيْثُ قَامَ بِجَمْعِ الكَثِيرِ مِنْ تِلْكَ المَجَالِسِ، حَيْثُ سَجَّلَهَا وَأَطْلَقَ عَلَيْهَا اسْمًا: (مِنْ نَفَحَاتِ العَادِلِيَّةِ).
لَقَدْ كَانَ رَحِمَهُ اللهُ تعالى حَرِيصًا كُلَّ الحِرْصِ عَلَى السَّيْرِ في طَرِيقِ القَوْمِ مُنْذُ أَنْ تَعَرَّفَ عَلَى شَيْخِنَا الشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ عِيسَى رَحِمَهُ اللهُ تعالى، حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ تعالى، ثُمَّ تَابَعَ السَّيْرَ في طَرِيقِ القَوْمِ عَلَى يَدِ خَلِيفَةِ سَيِّدِنَا الشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ عِيسَى رَحِمَهُ اللهُ تعالى، سَيِّدِي الشَّيْخِ أَحْمَد فَتْحِ اللهِ جَامِي رَحِمَهُ اللهُ تعالى، ثُمَّ تَابَعَ السَّيْرَ في طَرِيقِ القَوْمِ عَلَى يَدِ خَلِيفَةِ الشَّيْخِ سَيِّدِنَا أَحْمَد فَتْحِ اللهِ جَامِي رَحِمَهُ اللهُ تعالى، سَيِّدِي الشَّيْخِ مُحَمَّد عَبْدِ اللهِ رجُّو.
عَاشَ حَيَاتَهُ رَحِمَهُ اللهُ تعالى وَرَضِيَ عَنْهُ وَهُوَ حَرِيصٌ كُلَّ الحِرْصِ أَنْ يَرْضَى اللهُ تعالى عَنْهُ، فَكَانَ يَرْضَى بِقَضَاءِ اللهِ تعالى وَقَدَرِهِ، وَيَقُولُ عِنْدَ كُلِّ شِدَّةٍ:
إِذَا مَا رَأَيْتَ اللهَ في الكُلِّ فَاعِلًا *** رَأَيْتَ جَـمِيعَ الـكَائِنَاتِ مِلَاحًا
وَإِنْ لَمْ تَـرَ إِلَّا مَـظَاهِرَ صُــنْعِهِ *** حُجِبْتَ فَصَيَّرْتَ الحِسَانَ قِبَاحًا
كَانَ حَرِيصًا كُلَّ الحِرْصِ عَلَى تَطْبِيقِ السُّنَنِ الظَّاهِرَةِ وَالبَاطِنَةِ، بَلْ كَانَ حَرِيصًا كُلَّ الحِرْصِ عَلَى أَنْ يَكُونَ حَاضِرَ القَلْبِ مَعَ اللهِ تعالى في جَمِيعِ شُؤُونِهِ، عَمَلًا بِوَصِيَّةِ شَيْخِهِ الشَّيْخِ أَحْمَد فَتْحِ اللهِ جَامِي، عِنْدَمَا كَانَ في بَعْضِ زَيَارَاتِهِ لَهُ:
سَأَلَهُ شَيْخُنَا الشَّيْخُ أَحْمَد فَتْحُ اللهِ جَامِي: يَا شَيْخ نَدِيم، مَا هُوَ أَفْضَلُ حَالٍ تُحِبُّ أَنْ تَلْقَى اللهَ عَلَيْهِ؟
قَالَ: يَا سَيِّدِي، أُحِبُّ أَنْ أَلْقَى اللهَ تعالى وَأَنَا حَاضِرٌ مَعَهُ تَبَارَكَ وَتعالى.
فَقَالَ: إِذَنْ، عَلَيْكَ أَنْ تَكُونَ حَاضِرًا مَعَ اللهِ تعالى عَلَى الدَّوَامِ، تَلْقَاهُ إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى وَأَنْتَ حَاضِرٌ مَعَهُ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾.
فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ مِنْ كَلَامِ شَيْخِهِ، رَحِمَهُمَا اللهُ تعالى.
هَكَذَا عَاشَ رَحِمَهُ اللهُ تعالى صَاحِبَ خُلُقٍ حَسَنٍ، هَكَذَا عَاشَ وَهُوَ مُلْتَزِمٌ قَوْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً» رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.
هَكَذَا عَاشَ وَهُوَ ذَاكِرٌ للهِ تعالى مُصَلٍّ عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، هَكَذَا عَاشَ وَهُوَ يَنْشُرُ العِلْمَ إلى آخِرِ يَوْمٍ في حَيَاتِهِ.
حَيْثُ صَلَّى الفَجْرَ في جَامِعِ سَيِّدِنَا عَبْدِ اللهِ بْنِ المُبَارَكِ، وَأَلْقَى دَرْسَهُ وَعَلَّمَ القُرْآنَ العَظِيمَ، وَبَلَّغَ الحَاضِرِينَ حَدِيثًا مِنْ أَحَادِيثِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَصَلَّى الضُّحَى، ثُمَّ تَوَجَّهَ إلى بَيْتِهِ لِيَسْتَرِيحَ، وَهُوَ بِحَقٍّ قَدِ اسْتَرَاحَ، وَلَا نَتَأَلَّى عَلَى اللهِ تعالى، حَيْثُ أَسْلَمَ رُوحَهُ إلى بَارِئِهَا بَعْدَ أَنْ قَضَى عُمُرَهُ في الدَّعْوَةِ إلى اللهِ تعالى، سُلُوكًا وَعَمَلًا وَحَالًا.
رَحِمَهُ اللهُ تعالى رَحْمَةً وَاسِعَةً، وَجَمَعَهُ مَعَ أَسْيَادِنَا أَصْحَابِ السِّلْسِلَةِ الذَّهَبِيَّةِ في الطَّرِيقَةِ الشَّاذِلِيَّةِ، وَكَتَبَهُ اللهُ تعالى في المُحْسِنِينَ، وَجَعَلَ كِتَابَهُ في عِلِّيِّينَ، وَأخْلَفَهُ في أَهْلِهِ في الغَابِرِينَ.
اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، وَلَا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. آمين.
أحمد شريف النعسان
** ** **
تاريخ الكلمة:
الأربعاء: 24/ صفر /1446هـ، الموافق: 28/ آب / 2024م
ارسل إلى صديق |
فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: دَخَلْنَا شَهْرَ رَمَضَانَ المُبَارَكَ، دَخَلْنَا هَذَ المَوْسِمَ العَظِيمَ، حَيْثُ مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ، كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً، ... المزيد
لقد كُنتَ حَرِيصَاً عَلَينَا أَشَدَّ الحِرْصِ، بِشَهَادَةِ مَولانَا عزَّ وجلَّ القَائِلِ: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾. وبِشَهَادَتِكُم عِندَمَا ... المزيد
عِنْدَمَا تَنْزِلُ المِحَنُ، وَتَشْتَدُّ الخُطُوبُ، وَتَتَوَالَى الكُرُوبُ، وَتَعْظُمُ الرَّزَايَا، وَتَتَابَعُ الشَّدَائِدُ، لَنْ يَكُونَ أَمَامَ المُسْلِمِ إِلَّا أَنْ يَلْجَأَ إلى اللهِ تعالى وَيَلُوذَ بِجَانِبِهِ، وَيَضْرَعَ إِلَيْهِ ... المزيد
مَعَ بِدَايَةِ شَهْر رَبِيعٍ الأَوَّلِ، أُهَنِّئُ نَفْسِي وَإِيَّاكُمْ بِنِعْمَةِ الإِيمَانِ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَبِأَنْ جَعَلَنَا اللهُ تعالى حَظَّهُ مِنْ سَائِرِ الأُمَمِ، ... المزيد
هَذَا اليَوْمُ هُوَ خِتَامُ الأَيَّامِ العَشْرِ مِنْ ذِي الحِجَّةِ، وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ الأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرْطٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ... المزيد
يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمٌ أَكْمَلَ اللهُ تعالى فِيهِ الدِّينَ، قَالَ تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾. يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمُ الغُفْرَانِ، وَالعِتْقِ مِنَ النِّيرَانِ، ... المزيد