لَقَدْ كَانَ الصَّحْبُ الكِرَامُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ عَلَى حَذَرٍ شَدِيدٍ مِنَ الصَّغَائِرِ فَضْلاً عَنَ الكَبَائِرِ، روى الإمام البخاري عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالاً، هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعَرِ، إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنَ المُوبِقَاتِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: يَعْنِي بِذَلِكَ المُهْلِكَاتِ. ... المزيد
مَا أَجْمَلَ الصَّاحِبَ الصَّالِحَ، وَالأَخَ النَّاصِحَ، مَا أَجْمَلَ مَنْ يُذَكِّرُكَ بِاللهِ تعالى، وَيُذَكِّرُكَ بِالمَهَمَّةِ التي خُلِقْتَ مِنْ أَجْلِهَا، مَا أَجْمَلَ مَنْ يُذَكِّرُكَ بِحَقِيقَةِ هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا. مَا أَكْرَمَ النَّاصِحَ وَالمُذَكِّرَ بِحُقُوقِ اللهِ تعالى عَلَى خَلْقِهِ، مَا أَعْظَمَ النَّاصِحَ الذي يَكُونُ حَرِيصاً عَلَى سَلَامَةِ دِينِكَ وَدُنْيَاكَ. ... المزيد
إِنَّ مِمَّا يُرَقِّقُ الطِّبَاعَ؛ وَيَعِظُ الْقُلُوبَ ويُشَنِّفُ الأَسْمَاعَ؛ وَيَدْعُو أَصْحَابَهَا إِلَى الاتِّبَاعِ، مَا جَاءَ فِي وَصَايَا السَّلَفِ؛ التِي هِيَ مِنْ أَجَلِّ الْمَوَاعِظِ التُّحَفِ، وَحَسْبُنَا مِنْ وَصَايَا السَّلَفِ التِي تُعْلِي الهِمَّةَ وَصَايَا وَمَوَاعِظُ حَكِيمِ هَذِهِ الأُمَّةِ، الذي هُوَ أوَّلُ قُضَاةِ الشَّامِ، وَصَدْرُ قُرَّائِهَا الأَعْلَامِ، وَخَيرٌ لَهُ مِنْ هَذِهِ الْفَضَائِلِ الْعِظَامِ، حُسْنُ صُحْبَتِهِ لِخَيْرِ الأَنَامِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، إِنَّهُ عُوَيْمِرُ بْنُ مَالِكٍ الخَزْرَجِيُّ المَعْرُوفُ وَالمُشْتَهِرُ بِكُنْيَتِهِ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ. ... المزيد
إِنَّ الأَمْرَ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ المُنْكَرِ مِنْ خَصَائِصِ هَذِهِ الأُمَّةِ وَمِنْ مِيزَاتِهَا التي خَصَّهَا اللهُ تعالى، قَالَ تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾. سَبَبُ وَسِرُّ هَذِهِ الخَيْرِيَّةِ لِهَذِهِ الأُمَّةِ هُوَ أَمْرُهَا بِالمَعْرُوفِ وَنَهْيُهَا عَنِ المُنْكَرِ، وَمَا ضَلَّتْ أُمَّةٌ وَمَا زَاغَتْ وَمَا لُعِنَتْ إِلَّا بِسَبَبِ تَرْكِهَا الأَمْرَ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ المُنْكَرِ، قَالَ تعالى: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾. ... المزيد
طُولُ الأَمَلِ دَاءٌ عُضَالٌ، وَمَرَضٌ مُزْمِنٌ، وَمَتَى تَمَكَّنَ مِنَ القَلْبِ فَسَدَ مِزَاجَهُ، وَصَعُبَ عِلَاجُهُ، وَلَمْ يُفَارِقْهُ دَاءٌ، وَلَا نَجَعَ فِيهِ دَوَاءٌ، بَلْ أَعْيَا الأَطِبَّاءَ، وَيَئِسَ مِنْ بُرْئِهِ الحُكَمَاءُ وَالعُلَمَاءُ، وَقَدْ ذَمَّ اللهُ تعالى في كِتَابِهِ العَظِيمِ قَوْمَاً، فَقَالَ في حَقِّهِمْ: ﴿ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُون﴾. ... المزيد
فَإِنَّ لِلنَّاسِ نَفْرَةً عَنْ سُلْطَانِهِمْ، فَأَعُوذُ باللهِ أَنْ يُدْرِكَنِي وَإِيَّاكَ عَمْيَاءُ مَجْهُولَةٌ، وَضَغَائِنُ مَحْمُولَةٌ، فَأَقِمِ الْحُدُودَ وَلَوْ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ. ... المزيد
يَا أَبَا حَازِمٍ، مَا هَذَا الْجَفَاءُ؟ قَالَ أَبُو حَازِمٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَيَّ جَفَاءٍ رَأَيْتَ مِنِّي؟ قَالَ: أَتَانِي وُجُوهُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَلَمْ تَأْتِنِي. ... المزيد
فقد جاء في كتاب أدب الدنيا والدين عن علي بن عبد العزيز القاضي رحمه الله تعالى قال: يَــقُولونَ لِيْ فِـيْكَ انْــقِـبَاضٌ وَإِنَّما **** رَأَوا رَجلاً عَنْ مَوْقِفِ الذُّلِّ أَحْجَمَا ... المزيد
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فيقولُ سيِّدُنا عمرُ بنُ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ لِفُضيلِ بنِ زيدٍ الرَّقاشيِّ: لا يُلهِيَنَّكَ النَّاسُ عن ذاتِ نفسِكَ فإنَّ الأمرَ يَخلُصُ إليكَ دُونَهُم. ولا تقطَعِ النَّهارَ بِكَيتَ وكَيتَ، فإنَّهُ محفوظٌ عليكَ ما قُلتَهُ. ولم تَرَ شيئاً أحسنَ طَلَباً ولا أسرعَ إدراكاً من حَسَنَةٍ حديثةٍ لِذنبٍ قديمٍ. اهـ. ... المزيد
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فإلى كلِّ مسؤولٍ صَغيرٍ أو كبيرٍ، وإلى كلِّ طالبِ علمٍ، أقول: اسمع إلى وصيَّةِ الفُضَيل بن عياض لهارونَ الرَّشيدِ رحمَهُمَا الله تعالى. ... المزيد
اُنظرُوا إلى هذا المسكينِ، أَتاهُ شَيطانُهُ فَحَذَّرَهُ رَوعةَ زَمانِهِ، وجَفوَةَ سُلطانِهِ، ومُكاثَرَةَ عَشيرَتِهِ، عمَّا رَزَقَهُ اللهُ إيَّاهُ وغَمَرَهُ فيه، اُنظرُوا كيف خَرَجَ مِنها مَسلوباً مَحروباً ـ مأخوذَ المالِ ـ. ... المزيد
إلى كلِّ قاضٍ يريد سلامة دينه ودنياه وآخرته، ويريد أن يكون من أهل الجنة ... المزيد
ولَمَّا اسْتُخْلِفَ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أصبح غادياً إلى السوق وعلى رقبته أثواب يتَّجِر بها، فلقيه عمر وأبو عبيدة رضي الله عنهما فقالا: أين تريد يا خليفة رسول الله؟ ... المزيد
ثم اختلى الصِّدِّيقُ بالفاروقِ وأوصاه بمجموعة من التوصيات لإخلاء ذمَّته من أيِّ شيءٍ، حتى يمضي إلى ربه خالياً من أيِّ تبعة بعد أن بذل قصارى جهده واجتهاده. ... المزيد
إنكم لم تُخلقوا عَبَثاً، ولمْ تُتْرَكوا سُدًى، وإنَّ لكم مَعاداً ينزلُ اللهُ فيه ليحكمَ بينكم ويفصلَ بينكم، وخابَ وخسرَ مَنْ خرجَ من رحمةِ الله، وحُرِمَ جنةً عرضُها السمواتُ والأرض. ... المزيد
أولاً: إيَّاك وما يُفسد عليك عمَلَكَ وقَلبَكَ ... المزيد
ها نحن نستقبل عاماً هجرياً، بعد أن ودَّعنا عاماً مثله، فهل جعلنا بداية هذا العام هدَفَنا حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (ابْدَأْ بِنَفْسِكَ). وأقبلنا على إصلاح أنفسنا، (ومن إصلاح أنفسنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر). ... المزيد
أوصني بما ينفعني قبل أن تفارقني، ولا أراك ولا تراني، ثم لعلي أحتاج إلى سؤال من بعدك، فلا أجد فيهم مثلك. ... المزيد
يا بُنَيَّ! احفظ عَنِّي أربعاً وأربعاً، لا يَضُرُّكَ ما عَمِلْتَ معهُنَّ. ... المزيد