يَا حَمَلَةَ القُرْآنِ العَظِيمِ، يَا أَهْلَ اللهِ تعالى وَخَاصَّتَهُ من خَلْقِهِ؛ هَنِيئَاً لَكُم هَذَا الشرَفُ السَّامِي، حَيْثُ اخْتَارَكُمُ اللهُ تعالى من سَائِرِ خَلْقِهِ لِحَمْلِ هَذَا القُرْآنِ العَظِيمِ، وَجَعَلَهُ في صُدُورِكُم، وَجَعَلَكُم سَبَبَاً لِحِفْظِهِ، حَيْثُ يَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾. ... المزيد
لا دَرَجَةَ أَشْرَفُ ولا أَرْفَعُ ولا أَعْلَى من الرِّضَا عن الله تعالى في قَضَائِهِ وَقَدَرِهِ، وَهُوَ رَأْسُ المَحَبَّةِ، وَلِذَلِكَ دَعَا سَيِّدُنَا زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلامُ بِهِ لِوَلَدِهِ، فَقَالَ: ﴿وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيَّا﴾. فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ قَلَّ رِضَاهُ صَارَ مَرْتَعَاً للأَوْهَامِ والأَحْزَانِ والهُمُومِ والأَكْدَارِ، بَلْ صَارَ مَرْتَعَاً للأَسْقَامِ والأَوْجَاعِ والأَمْرَاضِ. ... المزيد
إِنَّ مُهِمَّةَ العَبْدِ المُؤْمِنِ العِبَادَةُ، وَمِنْ هَذِهِ العِبَادَةِ الإِصْلَاحُ، قَالَ تعالى حِكَايَةً عَلَى لِسَانِ سَيِّدِنَا شُعَيْبٍ عَلَيْه الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلا الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيب﴾. ... المزيد
الإِنْسَانُ المُؤْمِنُ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُؤَدِّيَ رِسَالَةَ اللهِ تَبَارَكَ وتعالى، ولا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُبَلِّغَ وَلَو آيَةً من كِتَابِ اللهِ تعالى، مَا لَمْ يَتَلَقَّ من غَيْرِهِ من النَّاسِ، ولا يَسْتَطِيعُ طَرْحَ إِسْلامِهِ إلا إِذَا أَعْطَى الآخَرِينَ الأَمْنَ والأَمَانَ، وَسَلِمُوا من يَدِهِ وَلِسَانِهِ. أَمَّا مُجْتَمَعٌ انْتَشَرَ فِيهِ الظُّلْمُ بِكُلِّ صُوَرِهِ وَأَشْكَالِهِ من تَكْفِيرٍ للمُؤْمِنِينَ وَتَفْسِيقِهِم وَتَبْديعِهِم، مَعَ سَفْكٍ للدِّمَاءِ البَرِيئَةِ، وَسَلْبٍ للأَمْوَالِ، وَتَرْوِيعٍ للآمِنِينَ ، فَكَيْفَ تُؤَدَّى رِسَالَةُ اللهِ تَبَارَكَ وتعالى في ذَلِكَ المُجْتَمَعِ؟ ... المزيد
تَمْضِي الأَيَّامُ وتَنْقَضِي ونَحْنُ عَنْهَا غَافِلُونَ، وعن الاسْتِعْدَادِ لِيَوْمِ المَعَادِ لاهُونَ، فَهَلْ نَحْنُ في هذهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا مُعَمَّرُونَ، واللهُ تعالى يَقُولُ: ﴿وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾؟ أَم نَحْنُ للأَبَدِ خَالِدُونَ، واللهُ تعالى يَقُولُ: ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾؟ ... المزيد
مَا أَشَدَّ حَاجَتَنَا اليَوْمَ إلى التَّعَرُّفِ على المَغْزَى الحَقِيقِيِّ في العِيدِ، وعلى الأَثَرِ الإِيمَانِيِّ والاجْتِمَاعِيِّ مِنْهُ، فالعِيدُ الحَقِيقِيُّ لَيْسَ بِأَنْ يَتَحَلَّى أَحَدُنَا بالجَدِيدِ، إِنَّمَا يَكُونُ بالإِيمَانِ والعَمَلِ الصَّالِحِ وَتَقْوَى اللهِ تعالى فِيمَا يُبْدِئُ وَفِيمَا يُعِيدُ. ... المزيد
هَا نَحْنُ في اليَوْمِ الثَّالِثِ من أَيَّامِ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ، من الأَيَّامِ التي هِيَ أَفْضَلُ أَيَّامِ الدُّنْيَا، من الأَيَّامِ التي يُحِبُّ اللهُ تعالى فِيهَا العَمَلَ الصَّالِحَ أَكْثَرَ من غَيْرِهَا ... المزيد
لقد دَخَلنَا في أَيَّامٍ ولَيَالٍ أَقسَمَ اللهُ عزَّ وجلَّ بِهَا، فَقَالَ: ﴿وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَـشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ﴾. ... المزيد
لَقَد أَظَلَّتْنَا أَيَّامٌ عَظِيمَةٌ مُبَارَكَةٌ، ومَوَاسِمٌ للخَيْرِ كَرِيمَةٌ، أَيَّامٌ تُضَاعَفُ فِيهَا الحَسَنَاتُ، وتُقَالُ فِيهَا العَثَرَاتُ، وتُسْتَجَابُ فِيهَا الدَّعَوَاتُ، فَلِلَّهِ عزَّ وجلَّ خَوَاصُّ في الأَزْمِنَةِ والأَمْكِنَةِ والأَشْخَاصِ. ... المزيد
فَتِلاوَةُ القُرْآنِ تَزِيدُ المُؤْمِنَ إِيمَانَاً، وهيَ أَحَبُّ الأَعْمَالِ إلى اللهِ تعالى، روى الترمذي عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُما قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِِ، أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ ... المزيد
أسئلة هامة تتعلق بأحكام الحج والعمرة والزيارة ... المزيد
قُلُوبُ عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ قُلُوبٌ وَجِلَةٌ خَاشِعَةٌ خَائِفَةٌ، قَالَ تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ}. ... المزيد
اِعْلَمُوا أَنَّ رَحْمَةَ اللهِ تعالى عَمَّتِ الكَائِنَاتِ، وأَنَّ أَعْظَمَ صِفَاتِ المَوْلَى تَبَارَكَ وتعالى هِيَ الرَّحْمَةُ، فَهُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ في الدُّنْيَا والآخِرَةِ، والمَلائِكَةُ الكِرَامُ حِينَ يَتَوَسَّلُونَ إلى اللهِ تعالى يُثْنُونَ عَلَيْهِ بالرَّحْمَةِ ... المزيد
الجَزَاءُ من جِنْسِ العَمَلِ، الشَّأْنُ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ، من نَسِيَ اللهَ تعالى في الحَيَاةِ الدُّنْيَا نَسِيَهُ اللهُ تعالى يَوْمَ القِيَامَةِ، ومن تَعَامَى عن هذا الدِّينِ هُنَا أَعْمَى اللهُ بَصِيرَتَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ ... المزيد
من خِلالِ قَوْلِهِ تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}. فَإِنِّي أَتَشَرَّفُ أَنْ أُذَكِّرَ نَفْسِي وإِيَّاكُم بِبَعْضِ الآيَاتِ الكَرِيمَةِ التي نَزَلَتْ بالحَقِّ ... المزيد
الوَفَاءُ خُلُقٌ جَمِيلٌ، وكَنْزٌ ثَمِينٌ، فالأَيَّامُ دُوَلٌ، فَكَمْ من غَنِيٍّ أَصْبَحَ فَقِيرَاً؟ وكَمْ من عَزِيزٍ أَصْبَحَ ذَلِيلاً؟ وكَمْ من قَوِيٍّ أَصْبَحَ ضَعِيفَاً؟ وكَمْ من سَلِيمٍ أَصْبَحَ مَرِيضَاً؟ ... المزيد
رَبُّنَا عزَّ وجلَّ الذي كَرَّمَ ابْنَ آدَمَ فَقَالَ فِيهِ: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلَاً﴾. شَرَعَ للأُمَّةِ الإِحْسَانَ إلى الأَسْرَى، ... المزيد
لَمَّا تَمَّ الفَتْحُ للمُسْلِمِينَ أَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ بَشِيرَيْنِ إلى أَهْلِ المَدِينَةِ؛ لِيُعَجِّلَ لَهُمُ البُشْرَى، أَرْسَلَ عَبْدَ اللهِ بْنَ رَوَاحَةَ بَشِيرَاً إلى أَهْلِ العَالِيَةِ، وَأَرْسَلَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ بَشِيرَاً إلى أَهْلِ السَّافِلَةِ. ... المزيد
غَزْوَةُ بَدْرٍ الكُبْرَى بَيَّنَتْ عَوَامِلَ النَّصْرِ، وقَرَّرَتْ أَنَّ النَّصْرَ لَيْسَ بالعَدَدِ ولا بالعُدَّةِ، إِنَّمَا هُوَ بِمِقْدَارِ الاتِّصَالِ باللهِ تعالى الذي لا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ في الأَرْضِ ولا في السَّمَاءِ. ... المزيد
غَزْوَةُ بَدْرٍ الكُبْرَى لَيْسَتْ قِصَّةً تُقْرَأُ، أو مُحَاضَرَةً تُقَالُ، غَزْوَةُ بَدْرٍ الكُبْرَى يَجِبُ على المُسْلِمِ أَنْ يَعِيشَهَا حَيَّةً، فَهِيَ حُجَّةٌ على كُلِّ مُسْلِمٍ، وإِنَّ النَّصْرَ من اللهِ تعالى قَرِيبٌ لِمَنْ آمَنَ باللهِ تعالى حَقَّاً. ... المزيد