الإِنْسَانُ المُؤْمِنُ الحَقُّ هُوَ الإِنْسَانُ الصَّابِرُ عَلَى المِحَنِ وَالمَصَائِبِ، لِأَنَّهُ عَلَى يَقِينٍ أَنَّهَا بِقَضَاءِ اللهِ تعالى وَقَدَرِهِ، قَالَ تعالى: ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ﴾. ... المزيد
مَنْ عَشِقَ الإِسْلَامَ وَذَابَ فِيهِ، وَجَعَلَهُ كُلَّ شَيْءٍ في حَيَاتِهِ وَوُجُودِهِ، وَوَهَبَهُ كُلَّ وَقْتِهِ، وَقَدَّمَهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، كَانَ عَلَى قَدَمِ أَصْحَابِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ... المزيد
مَا أَجْمَلَ البُيُوتَ إِذَا كَانَتْ مُلْتَزِمَةً شَرْعَ اللهِ تعالى، وَمَا أَسْعَدَ الأُسْرَةَ إِذَا كَانَتْ أُسْرَةً مُؤْمِنَةً مِنْ زَوْجٍ وَزَوْجَةٍ وَوَلَدٍ، بَلْ وَمَا أَجْمَلَ العَائِلَةَ إِذَا كَانَتْ مُتَمَاسِكَةً بِسِرِّ كِتَابِ اللهِ تعالى، وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. ... المزيد
مَا أَجْمَلَ وَمَا أَسْعَدَ الشَّابَّ عِنْدَمَا يَنْشَأُ في أُسْرَةٍ مُسْلِمَةٍ مُلْتَزِمَةٍ، مَا أَسْعَدَهُ في الدُّنْيَا، وَمَا أَسْعَدَهُ في الآخِرَةِ عِنْدَمَا يَكُونُ في ظِلِّ عَرْشِ الرَّحْمَنِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ. ... المزيد
مَنْزِلَةُ الثِّقَةِ بِاللهِ تعالى وَبِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنَ الإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرُّوحِ مِنَ الجَسَدِ، بِالثِّقَةِ تَفَاضَلَ العَارِفُونَ، وَفِي مَيْدَانِهَا تَنَافَسَ المُتَنَافِسُونَ، وَإِلَيْهَا شَمَّرَ العَامِلُونَ ... المزيد
إِنَّ مَنْ خَالَطَ الإِيمَانُ بَشَاشَةَ قَلْبِهِ، وَذَاقَ حَلَاوَتَهُ، لَا يُمْكِنُهُ أَنْ يَهْجُرَ الطَّاعَاتِ وَالقُرُبَاتِ، فَتَرَاهُ أَخْرَجَ مِنْ قَلْبِهِ حُبَّ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا وَزَخَارِفَهَا، وَهَانَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا، وَبَذَلَهَا في سَبِيلِ مَرْضَاتِ اللهِ تعالى، وَامْتَثَلَ قَوْلَهُ تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ﴾. ... المزيد
الزُّهْدُ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَالمُسَارَعَةُ في الإِقْبَالِ عَلَى اللهِ تعالى، وَكَثْرَةُ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، مِنْ شَأْنِ الإِنْسَانِ المُؤْمِنِ، الذي يَقُولُ بِلِسَانِ الحَالِ وَالمَقَالِ: ﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾. ... المزيد
إِنَّ الانْحِرَافَ عَنْ جَادَّةِ الصَّوَابِ، وَالابتِعَادَ عَنْ نَهْجِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ سَبَبٌ مِنْ أَسْبَابِ هَلَاكِ وَدَمَارِ الأُمَّةِ. ... المزيد
لَقَدْ عَلَّمَنَا الإِسْلَامُ العِزَّةَ وَالكَرَامَةَ وَالشَّهَامَةَ وَإِنْ كُنَّا فُقَرَاءَ وَأَصْحَابَ حَاجَةٍ، عَلَّمَنَا العِزَّةَ وَالكَرَامَةَ وَالشَّهَامَةَ وَإِنْ لَمْ يَنَلِ الإِنْسَانُ المَنَاصِبَ وَالرُّتَبَ الدُّنْيَوِيَّةَ، لَقَدْ عَلَّمَنَا الإِسْلَامُ العِزَّةَ وَالكَرَامَةَ وَالشَّهَامَةَ وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الإِنْسَانُ ذَا حَسَبٍ وَنَسَبٍ يَفْخَرُ بِهِ كَمَا كَانَ النَّاسُ يَفْعَلُونَ أَيَّامَ الجَاهِلِيَّةِ. ... المزيد
يَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ المَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلَاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾. وَيَقُولُ تعالى: ﴿إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلَاً﴾. وَيَقُولُ تعالى: ﴿إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعَاً بَصِيرَاً﴾. ... المزيد
مِنْ صِفَاتِ المُؤْمِنِ الحَقِّ أَنَّهُ حَافِظٌ للـسِّرِّ، فَلَا يُـفْشِي سِرَّاً اسْتَأْمَنَهُ عَلَيْهِ أَحَدٌ، وَهَذَا مِنْ كَمَالِ الإِيمَانِ. ... المزيد
مُجَالَسَةُ الصَّالِحِينَ سَعَادَةٌ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ «هُمُ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ». ... المزيد
لَنْ يَصْلُحَ حَالُ الأُمَّةِ اليَوْمَ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُهَا، وَكُلُّ مَنْ يُكْرِمُهُ اللهُ تعالى بِمَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ وَآلِ البَيْتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وَمَعْرِفَةِ سِيرَتِهِمْ وَتَارِيخِهِمْ، يُدْرِكُ كَيْفَ رَبَّاهُمْ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى صَارَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَى ثَغْرٍ مِنْ ثُغُورِ الإِسْلَامِ، وَكَانَ يَخَافُ أَن يُؤْتَى الإِسْلَامُ مِنْ قِبَلِهِ. ... المزيد
رَوَى الطَّبَرَانِيُّ في الدُّعَاءِ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: أَصَابَتْ عَلِيَّاً رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَاقَةٌ، فَقَالَ لِفَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: لَوْ أَتَيْتِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلْتِيهِ، وَكَانَ عِنْدَ أُمِّ أَيْمَنَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَدَقَّتِ الْبَابَ. ... المزيد
مَا أَحَدٌ عَرَفَ قَدْرَ المَرْأَةِ مِثْلُ الإِسْلَامِ، لَقَدْ كَانَتِ المَرْأَةُ في الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى مَظْلُومَةً بِنْتَاً، وَمَظْلُومَةً زَوْجَةً، وَمَظْلُومَةً أُخْتَاً، وَمَظْلُومَةً أُمَّاً؛ وَكَذَلِكَ اليَوْمَ المَرْأَةُ مَظْلُومَةٌ في جَمِيعِ مَرَاحِلِ حَيَاتِهَا، وَلَا يُرْفَعُ الظُّلْمُ عَنْهَا إِلَّا مِنْ خِلَالِ تَعَالِيمِ الإِسْلَامِ، الذي كَرَّمَهَا بِنْتَاً، وَكَرَّمَهَا زَوْجَةً، وَكَرَّمَهَا أُخْتَاً، وَكَرَّمَهَا أُمَّاً. ... المزيد
الأُمَّةُ تَكُونُ سَعِيدَةً إِذَا اسْتَلْهَمَتْ مِنْهَاجَهَا التَّرْبَوِيَّ مِنْ كِتَابِ اللهِ تعالى، وَمِنْ سُنَّةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. ... المزيد
لَقَدْ أَكْرَمَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَذَا الدِّينِ الذي قَالَ فِيهِ: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينَاً﴾. وَطَلَبَ مِنَّا أَنْ نَلْتَزِمَهُ سُلُوكَاً وَعَمَلَاً، وَأَنْ نُطَبِّقَهُ تَطْبِيقَاً عَمَلِيَّاً، وَأَنْ لَا نَلْتَزِمَهُ كَلَامَاً دُونَ سُلُوكٍ وَعَمَلٍ، قَالَ تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ﴾. وَقَالَ تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾. وَقَالَ تعالى: ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ المُبِينُ﴾. ... المزيد
الإِنْسَانُ المُؤْمِنُ الحَقُّ هُوَ الذي يَكُونُ سَرِيعَ التَّأَثُّرِ وَالانْفِعَالِ إِذَا سَمِعَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَو سَمِعَ حَدِيثَاً مِنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. ... المزيد
لَقَدْ عَلَّمَنَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا نَعْبَأَ بِالأَشْكَالِ الظَّاهِرَةِ للنَّاسِ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «رُبَّ أَشْعَثَ مَدْفُوعٍ بِالْأَبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. ... المزيد
مِنْ أَهَمِّ مَا تَتَمَيَّزُ بِهِ أُمَّةُ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهَا أُمَّةٌ مُتَوَادَّةٌ مُتَرَاحِمَةٌ مُتَكَاتِفَةٌ مُتَحَابَّةٌ؛ وَالعَلَاقَةُ بَيْنَ أَفْرَادِ الأُمَّةِ المُحَمَّدِيَّةِ هِيَ عَلَاقَةُ التَّعَاوُنِ المُشْتَرَكِ، مَبْنَاهَا على قَوَاعِدِ الحُبِّ المُتَبَادِلِ، وَالتَّعَامُلِ الرَّفِيقِ، وَالسُّلُوكِ الرَّقِيقِ. ... المزيد