رَحْمَةُ اللهِ تعالى عَمَّتِ الكَائِنَاتِ، وَأَعْظَمُ صِفَةٍ لِمَوْلَانَا عَزَّ وَجَلَّ هِيَ الرَّحْمَةُ، فَهُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ، وَهُوَ رَحْمَنُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَوَسِعَتْ رَحْمَتُهُ كُلَّ شَيْءٍ، كَمَا قَالَ تعالى مُخْبِرَاً عَنْ ثَنَاءِ المَلَائِكَةِ عَلَى رَبِّنَا بِالرَّحْمَةِ، قَالَتِ المَلَائِكَةُ: ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمَاً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ﴾. فَرَحْمَتُهُ تَبَارَكَ وتعالى تَبْلُغُ مَا بَلَغَ عِلْمُهُ، وَهِيَ لَا تَتَنَاهَى. ... المزيد
فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إِذَا ضَعُفَ الدِّينُ في النُّفُوسِ، وَغَابَ الوَازِعُ الإِيمَانِيُّ وَالخَوْفُ مِنَ اللهِ تعالى مِنَ القُلُوبِ، تَسُوءُ الأَخْلَاقُ، وَتَقْسُو القُلُوبُ، وَتَضِيقُ النُّفُوسُ، وَتَنْتَشِرُ الأَنَانِيَّةُ وَالجَشَعُ وَالطَّمَعُ، وَتَتَطَلَّعُ النُّفُوسُ إلى حُقُوقِ الآخَرِينَ وَتَسْتَوْلِي عَلَيْهَا بِالحِيلَةِ وَالمَكْرِ وَالخِدَاعِ وَالتَّحَايُلِ، أَو تَسْتَوْلِي عَلَيْهَا بِالقُوَّةِ وَالظُّلْمِ وَالغَصْبِ. ... المزيد
كُلُّنَا أَنْعَمَ عَلَيْنَا رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ بِنِعْمَةِ الإِسْلَامِ وَالإِيمَانِ، فَهَلْ ظَهَرَتْ آثَارُ هَذِهِ النِّعْمَةِ عَلَيْنَا؟ هَلْ حَوَّلَتْنَا هَذِهِ النِعْمَةُ مِنَ الشَّقَاء إلى السَّعَادَةِ، وَمِنَ الضَّلَالِ إلى الهُدَى، وَمِنَ الجَهْلِ إلى المَعْرِفَةِ، وَمِنَ الذُّلِّ إلى العِزَّةِ، وَمِنَ الضَّيَاعِ إلى الهُدَى؟ ... المزيد
إِنَّ الدَّعْوَةَ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَظِيفَةٌ مِنْ أَشْرَفِ الوَظَائِفِ، وَمُهِمَّةٌ مِنْ أَقْدَسِ المُهِمَّاتِ، كَيْفَ لَا؟ وَهِيَ وَظِيفَةُ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، وَمُهِمَّةُ كُلِّ مَنْ أَرَادَ اللهُ بِهِ خَيْرَاً وَرِفْعَةً وَسَعَادَةً في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَلَا أَعْظَمَ وَصْفَاً، وَلَا أَصْدَقَ قَولَاً مِنْ قَوْلِ رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ، حَيْثُ قَالَ: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلَاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحَاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ﴾. ... المزيد
القُلُوبُ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ، يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ؛ وَإِذَا أَرَادَ اللهُ تعالى أَمْرَاً هَيَّأَ أَسْبَابَهُ. ... المزيد
لَقَدْ أَرْسَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إلى النَّاسِ كَافَّةً بَشِيرَاً وَنَذِيرَاً، وَدَاعِيَاً إلى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجَاً مُنِيرَاً، وَجَعَلَهُ خَاتَمَ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، فَقَامَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِوَاجِبِ الدَّعْوَةِ إلى اللهِ تعالى أَتَمَّ القِيَامَ، وَتَحَمَّلَ المَسْؤُولِيَّةَ كَامِلَةً حَقَّ التَّحَمُّلِ، مُنْذُ اللَّحْظَةِ الأُولَى التي كَلَّفَهُ اللهُ تعالى بِهَا، إلى أَنْ لَحِقَ بِالرَّفِيقِ الأَعْلَى، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَجَزَاهُ اللهُ تعالى عَنِ الأُمَّةِ خَيْرَا لجَزَاءِ. ... المزيد
مِنْ خِلَالِ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ * فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾. نَعْرِفُ مَدَى حِرْصِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الحِرْصِ الغَرِيبِ العَجِيبِ عَلَى هِدَايَةِ النَّاسِ جَمِيعَاً، وَدَعْوَتِهِمْ إلى اللهِ تعالى، حَتَّى خَاطَبَهُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ بِقَوْلِهِ: ﴿وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ﴾. وَبِقَوْلِهِ تعالى: ﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفَاً﴾. وَبِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾. وَبِقَوْلِهِ تعالى: ﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾. ... المزيد
يَقُولُ مَوْلَانَا عَزَّ وَجَلَّ في كِتَابِهِ العَظِيمِ: ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾. يُدَاوِلُ تعالى الأَيَّامَ بَيْنَ النَّاسِ، فَلَهُ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ، يَأْذَنُ اللهُ تعالى بِنَصْرِ هَذَا الدِّينِ فَيَنْتَصِرُ، ثُمَّ يَأْذَنُ بِغَلَبَةِ الكُفَّارِ فَتْرَةً فَيَغْلِبُونَ، وَلَكِنْ بِدَايَةً وَنِهَايَةً: ﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾. بِدَايَةً وَنِهَايَةً ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾. ... المزيد
إِنَّ الدَّعْوَةَ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ تَحْتَاجُ إلى صَبْرٍ وَمُصَابَرَةٍ، وَأَنْ لَا يَضِيقَ صَدْرُ الدَّاعِي إلى اللهِ تعالى إِذَا لَمْ يَرَ اسْتِجَابَةً لِدَعْوَتِهِ، لِأَنَّ الأَمْرَ يَحْتَاجُ إلى صَبْرٍ، وَهَذَا هُوَ شَأْنُ العُقَلَاءِ، لِمَاذَا يَكُونُ عِنْدَ الإِنْسَانِ الصَّبْرُ إِذَا احْتَاجَ إلى طَهْيِ الطَّعَامِ، وَكَذَلِكَ تَرَاهُ صَابِرَاً مِنْ أَجْلِ أَكْلِ الثِّمَارِ، فَلَا يَسْتَعْجِلُ في أَكْلِهَا قَبْلَ النُّضُوجِ. ... المزيد
كَمْ نَحْنُ اليَوْمَ بِحَاجَةٍ إلى دَعْوَةِ النَّاسِ إلى اللهِ تعالى؟ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾. وَأَقْدَسُ الأَعْمَالِ وَأَجَلُّهَا عِنْدَ اللهِ تعالى هِيَ الدَّعْوَةُ إلى اللهِ تعالى ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلَاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحَاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ﴾؟ ... المزيد
الدَّاعِي إلى اللهِ تعالى مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ أَجْرَاً، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدَىً، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئَاً، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئَاً» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. ... المزيد
إِنَّ الدَّعْوَةَ إلى اللهِ تعالى، وَالنُّصْحَ للأُمَّةِ، وَالأَمْرَ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ المُنْكَرِ، سِمَةٌ مِنْ سِمَاتِ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَمِيزَةٌ مِنْ مِيزَاتِهَا، جَعَلَتْهَا خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ للنَّاسِ، قَالَ تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾. ... المزيد
إِنَّ الدَّعْوَةَ إلى اللهِ تعالى هِيَ وَظِيفَةُ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَهِيَ سَبِيلُ العُلَمَاءِ الرَّبَّانِيِّينَ؛ وَمِنْ هَذَا المُنْطَلَقِ كَانَتِ الدَّعْوَةُ إلى اللهِ تعالى مِنْ أَفْضَلِ القُرُبَاتِ إلى اللهِ تعالى، وَمِنْ أَعْظَمِ المَقَامَاتِ في دِينِ اللهِ تعالى، قَالَ تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلَاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحَاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ﴾. ... المزيد
لَقَدْ تَعَلَّمَ الصَّحَابَةُ الكِرَامُ وَآلُ البَيْتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ كَيْفَ يَكُونُ الصَّبْرُ وَالجَلَدُ في الدَّعْوَةِ إلى اللهِ تعالى، لَقَدْ شَاهَدُوا سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ عَـشْرَةَ حَجَّةٍ يَدْعُو إلى اللهِ تعالى وَحْدَهُ، وَيَدْعُو إلى الإِيمَانِ بِرِسَالَتِهِ، وَإلى الإِيمَانِ بِاليَوْمِ الآخِرِ، يَدْعُو بِكُلِّ صَرَاحَةٍ، لَا يُكَنِّي وَلَا يُلَوِّحُ تَلْوِيحَاً، بَلْ يُصَرِّحُ تَصْرِيحَاً، وَلَا يَلِينُ، وَلَا يُدَاهِنُ، حَاشَاهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ، وَلَا يَسْتَكِينُ؛ لَقَدْ عَلَّمَهُمْ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّ الدَّعْوَةَ إلى اللهِ تعالى تَحْتَاجُ إلى صَبْرٍ وَمُصَابَرَةٍ، فَهُوَ الدَّوَاءُ لِكُلِّ دَاءٍ. ... المزيد
لَو نَظَرْنَا إلى وَاقِعِنَا المَرِيرِ، لَوَجَدْنَا أَنَّنَا بِأَمَسِّ الحَاجَةِ إلى مَبْدَأِ الأَمْرِ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ، وَهِدَايَةِ النَّاسِ مِنْ حَيْثُ الأَسْبَابُ إلى جَادَّةِ الصَّوَابِ، لَعَلَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُكْرِمُنَا بِالأَجْرِ، وَيُكْرِمُ الآخَرِينَ بِالهِدَايَةِ، وَبِذَلِكَ نَفُوزُ فَوْزَاً عَظِيمَاً جَمِيعَاً في حَيَاتِنَا الدُّنْيَا، وَيَوْمَ القِيَامَةِ. ... المزيد
فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مَا رَأَيْنَا وَلَا سَمِعْنَا أَحَدَاً يُحِبُّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِصِدْقٍ، كَحُبِّ أَصْحَابِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؛ فَهُمْ أَعْظَمُ النَّاسِ، وَأَصْدَقُ النَّاسِ، وَأَكْثَرُ النَّاسِ حُبَّاً وَعِشْقَاً وَتَعَلُّقَاً بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. ... المزيد
إِنَّ تَعْظِيمَ أَصْحَابِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَا يُمْكِنُ الإِحَاطَةُ بِهِ، لِأَنَّهُمْ عَرَفُوا سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنْ خِلَالِ القُرْآنِ العَظِيمِ، حَيْثُ أَخْبَرَ اللهُ تعالى الأُمَّةَ عَنْ مَكَانَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عِنْدَهُ تَبَارَكَ وتعالى، كَقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾. فَعَرَفُوا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَنَّهُ لَا يُذْكَرُ اللهُ تعالى إِلَّا وَيُذْكَرُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ، في الشَّهَادَتَيْنِ يُذْكَرُ، وَفِي الصَّلَاةِ يُذْكَرُ، وَكُلَّمَا ذُكِرَ اسْمُهُ الشَّرِيفُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُصَلَّى عَلَيْهِ وَيُسَلَّمُ. ... المزيد
لَقَدْ كَانَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَظِيمَ القَدْرِ، عَظِيمَ الشَّأْنِ، وَكَانَتْ مَكَانَتُهُ رَفِيعَةً تَخْتَفِي مَعَهَا كُلُّ مَكَانَةٍ وَمَنْزِلَةٍ مَهْمَا سَمَتْ وَعَلَتْ. ... المزيد
كُلُّنَا يَعْلَمُ بِأَنَّهُ لَا يَكْمُلُ إِيمَانُ العَبْدِ المُؤْمِنِ إِلَّا إِذَا كَانَ حُبُّهُ لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَعْظَمَ مِنْ حُبِّهِ لِوَالِدَيْهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، بَلْ أَعْظَمَ مِنْ حُبِّهِ لِنَفْسِهِ التي بَيْنَ جَنْبَيْهِ، لِأَنَّ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ﴿أَوْلَى بِالْمؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾. ... المزيد
الحَيَاءُ مَمْدُوحٌ بِشَكْلٍ عَامٍّ، وَالوَقَاحَةُ مَذْمُومَةٌ بِشَكْلٍ عَامٍّ، الحَيَاءُ مِنَ اللهِ تعالى، وَمِنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَطْلُوبٌ شَرْعَاً، روى الحاكم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اسْتَحْيُوا مِنَ اللهِ حَقَّ الْحَيَاءِ». ... المزيد