نَتَعَلَّمُ مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ دَرْسَاً عَمَلِيَّاً، أَلَا وَهُوَ وُجُوبُ دَفْعِ الشُّبُهَاتِ عَنْ أَنْفُسِنَا، وَأَنْ نُثْبِتَ الحَقَّ بِإِثْبَاتِ بَرَاءَتِنَا مِنَ التُّهَمِ بِالأَدِلَّةِ القَاطِعَةِ، أَو بِإِقْرَارِ المُتَّهِمِ المُفْتَرِي. هَذَا سَيِّدُنَا يُوسُفُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بَعْدَ أَنْ أَوَّلَ للمَلِكِ رُؤْيَاهُ أَرْسَلَ إِلَيْهِ لِإِحْضَارِهِ، قَالَ تعالى عَنْ هَذَا المَوْقِفِ: ﴿وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ﴾. ... المزيد
الأُمُورُ كُلُّهَا بِيَدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إلى الأَرْضِ، وَلَهُ مَلَائِكَةٌ يُدَبِّرُونَ الأَمْرَ بِإِذْنِهِ، وَلَهُ جُنُودٌ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ، وَمِنْ هَذِهِ الجُنُودِ الرُّؤَى. ... المزيد
لِنَتَعَلَّمِ الدَّرْسَ العَمَلِيَّ مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عِنْدَمَا قَالَ ﴿لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ﴾. يَعْنِي: اذْكُرْنِي عِنْدَ المَلِكِ، بِأَنَّ هُنَاكَ رَجُلَاً مَظْلُومَاً في السِّجْنِ لَا يَجُوزُ بَقَاؤُهُ في السِّجْنِ بِدُونِ سَبَبٍ، هَذا الطَّلَبُ مِن سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُعَلِّمُنَا أَنَّ التَّوَكُّلَ عَلَى اللهِ تعالى لَا يَعْنِي تَرْكَ الأَخْذِ بِالأَسْبَابِ، لِأَنَّ تَرْكَ الأَخْذِ بِالأَسْبَابِ نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ التَّوَاكُلِ. ... المزيد
فَمَا زِلْنَا مَعَ سِيرَةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ الذي نَسْتَمِدُّ مِنْهُ الإِيمَانَ، وَالأَدَبَ، وَالحِلْمَ، وَالوَقَارَ، وَالرِّضَا بِقَضَاءِ اللهِ تعالى وَقَدَرِهِ. ... المزيد
مِنَ الفَوَائِدِ وَالعِبَرِ التي تُسْتَفَادُ مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مَسْاَلَةُ الرُّؤْيَا، وَلَقَدِ اعْتَنَى بِهَا سَلَفُ هَذِهِ الأُمَّةِ، كَمَا اعْتَنَى بِهَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَبْلُ. ... المزيد
مِنَ العِبَرِ وَالفَوَائِدِ التي نَسْتَفِيدُهَا مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ، أَنَّهُ مِنَ المُحَالِ دَوَامُ الحَالِ، وَالمُؤْمِنُ يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَقُومَ بِمَا كُلِّفَ بِهِ في المَقَامِ الذي أَقَامَهُ اللهُ تعالى فِيْهِ. ... المزيد
مِنَ العِبَرِ وَالفَوَائِدِ التي نَأْخُذُهَا مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ، أَنَّ المَرْءَ مُبْتَلَىً مَا عَاشَ، فَالخَيْرُ الذي يُصِيبُهُ ابْتِلَاءٌ، لِيُنْظَرَ أَيَشْكُرُ أَمْ يَكْفُرُ، وَالضُّرُّ الذي يَلْحَقُ بِهِ ابْتِلَاءٌ لِيُنْظَرَ أَيَصْبِرُ أَمْ يَضْجَرَ، قَالَ تعالى: ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالـشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾. وَقَالَ تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلَاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾. ... المزيد
مِنَ العِبَرِ وَالفَوَائِدِ التي نَجْنِيها مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، أَنَّ الغَيْرَةَ عَلَى الأَعْرَاضِ مِنَ الأُمُورِ الجِبِلِّيَّةِ الفِطْرِيَّةِ في الإِنْسَانِ، وَانْعِدَامُ الغَيْرَةِ دَلِيلٌ عَلَى انْتِكَاسٍ في الفِطْرَةِ، وَهَذَا يُؤَدِّي إلى ارْتِكَابِ الفَوَاحِشِ وَانْتِشَارِها في المُجْتَمَعِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ هُوَ قَوْلُ العَزِيزِ عِنْدَمَا رَأَى الآيَاتِ بِأَنَّ زَوْجَتَهُ هِيَ المُجْرِمَةُ في حَقِّ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: ﴿يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا﴾. ... المزيد
مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ نَتَعَلَّمُ دُرُوسَاً عَظِيمَةً، مِنْ هَذِهِ الدُّرُوسِ، أنَّ اللهُ تعالى يُؤَيِّدُ أَوْلِيَاءَهُ في أَحْلَكِ الظُّرُوفِ وَأَشَدِّهَا، وَيَجْعَلُ لِأَوْلِيَائِهِ في تِلْكَ الظُّرُوفِ القَاسِيَةِ فَرَجَاً وَمَخْرَجَاً. ... المزيد
مِنَ الدُّرُوسِ التَّرْبَوِيَّةِ في قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ هُوَ الابْتِلَاءُ، فَهَا هُوَ سَيِّدُنَا يُوسُفُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يُبْتَلَى بِإِخْوَتِهِ أَوَّلَاً، ثُمَّ يُبْتَلَى بِالرِّقِّ وَالعُبُودِيَّةِ ثَانِيَاً، ثُمَّ يُبْتَلَى بِفِتْنَةِ الشَّهْوَةِ وَالنِّسَاءِ ثَالِثَاً، ثُمَّ يُبْتَلَى بِفِتْنَةِ السِّجْنِ رَابِعَاً، قَالَ اللهُ تعالى: ﴿ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ﴾. ... المزيد
قِصَّةُ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ تُعْطِينَا دَرْسَاً عَمَلِيَّاً في خُطُورَةِ الخَلْوَةِ مَعَ النِّسَاءِ الأَجْنَبِيَّاتِ مَهْمَا بَلَغْنَا مِنَ التَّقْوَى وَالصَّلَاحِ. ... المزيد
قِصَّةُ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ تُعَلِّمُنَا دُرُوسَاً في الصَّبْرِ وَالحِلْمِ وَالأَنَاةِ، لَقَدِ اتُّهِمَ سَيِّدُنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِامْرأَةِ العَزِيزِ، وَقَالَتْ لِسَيِّدِهَا: ﴿مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءَاً إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾؟ ... المزيد
قِصَّةُ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ تُعَلِّمُنَا دُرُوسَاً في السُّلُوكِ، وَدُرُوسَاً في العَقِيدَةِ، وَدُرُوسَاً في الأَمَانَةِ، وَدُرُوسَاً في العِصْمَةِ وَالحِفْظِ، كَمَا تُعَلِّمُنَا أَنَّهُ لَا يُمْكِنُ لِأَحَدٍ أَنْ يُجْبِرَكَ عَلَى أَنْ تَفْعَلَ مَا لَا تُرِيدُ فِعْلَهُ. ... المزيد
قِصَّةُ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مَعَ امْرَأَةِ العَزِيزِ تُعَلِّمُنَا كَيْفَ يَكُونُ العَفَافُ الذي دَعَانَا إِلَيْهِ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ وَسَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. ... المزيد
مِنَ الفَوَائِدِ وَالعِبَرِ التي نَسْتَفِيدُهَا مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، أَنْ يَجْعَلَ الإِنْسَانُ المُؤْمِنُ شِعَارَهُ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَأَمَامَ فِتْنَةِ النِّسَاءِ خَاصَّةً: ﴿مَعَاذَ اللهِ﴾. ... المزيد
مِنَ الفَوَائِدِ وَالعِبَرِ التي نَسْتَفِيدُهَا مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، أَنَّ فَتْرَةَ المُرَاهَقَةِ هِيَ فَتْرَةٌ للإِبْدَاعِ، وَلَيْسَتْ فَتْرَةً للشَّهَوَاتِ وَاتِّبَاعِ النَّزَوَاتِ، قَالَ تعالى في حَقِّ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ: ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمَاً وَعِلْمَاً وَكَذَلِكَ نَجْزِي المُحْسِنِينَ﴾. ... المزيد
مِنَ العِبَرِ التي تُعَلِّمُنَا إِيَّاهَا قِصَّةُ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، أَنَّ هَذِهِ الحَيَاةَ الدُّنْيَا ظِلٌّ زَائِلٌ، وَعَرَضٌ حَائِلٌ، قَدْ يُبَاعُ فِيهَا الكَرِيمُ ابْنُ الكَرِيمِ ابْنِ الكَرِيمِ، يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِدَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ. ... المزيد
مِنَ العِبَرِ التي نَسْتَفِيدُهَا مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ، أَنْ نَعْلَمَ عِلْمَ اليَقِينِ بِأَنَّ قَدَرَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ دَائِمَاً وَأَبَدَاً مَمْزُوجٌ بِاللُّطْفِ وَالعِنَايَةِ؛ عَرَفَ هَذَا مَنْ عَرَفَ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ. ... المزيد
مِنَ العِبَرِ التي نَسْتَفِيدُهَا مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مَعَ إِخْوَتِهِ، أَنْ نَكُونَ عَلَى حَذَرٍ مِنْ وَسْوَسَةِ الشَّيْطَانِ وَمِنْ غِوَايَتِهِ، وَمِنْ أَنْ يَلْعَبَ بِنَا وَيَعِدَنَا وَيُمَنِّيَنَا، قَالَ تعالى: ﴿يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورَاً﴾. ... المزيد
العِبْرَةُ الرَّابِعَةُ مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ تُعَلِّمُنَا أَنَّ حَبْلَ الكَذِبِ قَصِيرٌ، وَمَا أَفْلَحَ كَاذِبٌ، فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً، وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ في الأَرْضِ. ... المزيد