886ـ خطبة الجمعة: لا تتعجبوا من البلاء وشدته

886ـ خطبة الجمعة: لا تتعجبوا من البلاء وشدته

886ـ خطبة الجمعة: لا تتعجبوا من البلاء وشدته

مقدمة الخطبة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ: يَا مَنْ أَكْرَمَنَا رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ بِالانْتِمَاءِ لِهَذَا الدِّينِ الحَنِيفِ، وَجَعَلَ هُوِيَّتَنَا الإِسْلَامَ وَالإِيمَانَ بِاللهِ تعالى وَبِاليَوْمِ الآخِرِ، يَا مَنْ أَكْرَمَنَا رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ فَجَعَلَنَا عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِنَا، فَقَالَ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾. وَقَالَ تعالى: ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى﴾. وَقَالَ تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾. وَقَالَ تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾.

لَا تَتَعَجَّبُوا مِنَ البَلَاءِ وَشِدَّتِهِ:

يَا عِبَادَ اللهِ: هَذَا كَلَامُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ وَاضِحٌ لَا يَحْتَاجُ إلى شَرْحٍ وَلَا تَفْسِيرٍ؛ الكُلُّ يَفْهَمُهُ، فَهَلْ تَثِقُونَ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ هَلْ تَثِقُونَ أَنَّ الذي يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْرِجَنَا مِنْ هَذِهِ الأَزْمَةِ التي نَحْنُ فِيهَا إِنَّمَا هُوَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ القَائِلُ: ﴿لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللهِ كَاشِفَةٌ﴾. وَالقَائِلُ: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾؟

يَا عِبَادَ اللهِ: حَرَامٌ عَلَيْنَا شَرْعًا أَنْ نَخْدَعَ أَنْفُسَنَا، حَرَامٌ عَلَيْنَا شَرْعًا أَنْ نَتَعَجَّبَ مِنْ هَذَا البَلَاءِ وَشِدَّتِهِ، بَعْدَ أَنْ آمَنَّا بِهَذِهِ الآيَاتِ الكَرِيمَاتِ التي ذَكَرْنَاهَا.

أَيْنَ هُوِيَّتُكَ المُسْلِمَةُ عَلَى أَرْضِ الوَاقِعِ أَيُّهَا الرَّجُلُ مَهْمَا كُنْتَ؟

وَأَيْنَ هُوِيَّتُكِ المُسْلِمَةُ عَلَى أَرْضِ الوَاقِعِ أَيَّتُهَا المَرْأَةُ مَهْمَا كُنْتِ؟

أَلَا تَرَوْنَ يَا عِبَادَ اللهِ أَنَّ الكَثِيرَ مِنَ النَّاسِ اليَوْمَ يُحَارِبُونَ اللهَ تعالى وَرَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ جِهَارًا نَهَارًا؟

أَلَا تَرَوْنَ الخَمْرَ التي تُصْنَعُ في بِلَادِنَا، وَيُرَخَّصُ لَهَا في تَصْنِيعِهَا وَفي بَيْعِهَا وَشِرَائِهَا جِهَارًا نَهَارًا؟

هَلْ مَنْ كَانَتْ هُوِيَّتُهُ الإِسْلَامَ يَشْرَبُ الخَمْرَ؟ وَسَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «وَلَا يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ»؟ رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

أَلَا تَرَوْنَ الفَاحِشَةَ التي انْتَشَرَتْ وَطَمَّتْ وَعَمَّتْ، وَأَصْبَحَ يُدْعَى إِلَيْهَا جِهَارًا نَهَارًا، وَخَاصَّةً عَلَى مَوَاقِعِ التَّوَاصُلِ الاجْتِمَاعِيِّ؟ هَلْ مِنْ هُوِيَّةِ المُسْلِمِ وَالمُسْلِمَةِ ارْتِكَابُ الفَاحِشَةِ، وَسَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ»؟ رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

أَلَا تَرَوْنَ المُعَامَلَاتِ الرِّبَوِيَّةَ تَزْدَادُ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ، حَتَّى كَادَتْ أَنْ تَشْمَلَ جَمِيعَ المُعَامَلَاتِ المَالِيَّةِ؟ هَلْ هَذَا مِنْ هُوِيَّةِ المُسْلِمِ، وَاللهُ تَبَارَكَ وتعالى يَقُولُ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ﴾؟

أَلَا تَرَوْنَ الغِنَاءَ وَالرَّقْصَ، وَالصُّوَرَ القَذِرَةَ التي يُسْتَقْبَلُ بِهَا النَّاسُ في صَالَاتِهِمْ لِإِجْرَاءِ العُقُودِ الشَّرعِيَّةِ بَيْنَ الأَزْوَاجِ؟

أَلَا تَرَوْنَ أَعْرَاسَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَمَا يَجْرِي فِيهَا مِنْ غِنَاءٍ مَاجِنٍ، وَكَشْفٍ للعَوْرَاتِ، وَتَصْوِيرٍ، وَاخْتِلَاطٍ بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ؟

أَيْنَ هُوِيَّةُ المُسْلِمِ المُجَسَّدَةُ وَاقِعًا وَسُلُوكًا؟ أَيْنَ هُوِيَّةُ المُسْلِمَةِ المُجَسَّدَةُ عَلَى أَرْضِ الوَاقِعِ سُلُوكًا وَعَمَلًا؟

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةَ ـ:

يَا عِبَادَ اللهِ: بِاللهِ عَلَيْكُمْ مَاذَا تَتَوَقَّعُونَ بَعْدَ هَذِهِ المُنْكَرَاتِ وَالمُخَالَفَاتِ، وَالجُرْأَةِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ مَاذَا نَنْتَظِرُ بَعْدَ الإِعْرَاضِ عَنِ اللهِ تعالى وَشَرْعِهِ؟ هَلْ تَنْتَظِرُونَ الرَّخَاءَ وَالسَّعَةَ، وَاللهُ تعالى يَقُولُ: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾؟

أَتَتَعَجَّبُونَ مِنَ البَلَاءِ وَشِدَّتِهِ، وَلَا تَتَعَجَّبُونَ مِنَ الجُرْأَةِ عَلَى مُحَارَبَةِ اللهِ تعالى وَرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟

يَا عِبَادَ اللهِ: اسْمَحُوا لِي أَنْ أَقُولَ كَلِمَةَ حَقٍّ، وَاللهِ الذي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ بَلَاءٍ وَشِدَّةٍ وَكَرْبٍ وَهَمٍّ وَغَمٍّ مَا زَالَ مَمْزُوجًا بِالرَّحْمَةِ مِنَ اللهِ تعالى.

وَلْنَعْلَمْ عِلْمَ اليَقِينِ أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وتعالى عِنْدَهُ أَكْثَرُ وَأَشَدُّ مِنْ هَذَا البَلَاءِ، وَأَكْثَرُ مِنْ هَذَا الضِّيقِ، وَأَكْثَرُ مِنْ هَذَا الغَلَاءِ وَالبَلَاءِ وَالوَبَاءِ، إِنْ لَمْ نَرْجِعْ إلى اللهِ تعالى.

يَا عِبَادَ اللهِ: وَاللهِ إِنْ لَمْ نَصْطَلِحْ مَعَ اللهِ تعالى فَنَحْنُ عَلَى خَطَرٍ عَظِيمٍ ـ لَا قَدَّرَ اللهُ تعالى ـ هَلْ نَسِينَا أَمْ تَنَاسَيْنَا قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ﴾. هَلْ تَسْتَطِيعُ البشَرِيَّةُ جَمْعَاءُ مَعَ قُوَّتِهَا وَعُدَّتِهَا وَعَتَادِهَا أَنْ تَتَحَمَّلَ حَرْبَ اللهِ، وَتَتَحَمَّلَ حَرْبَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟

يَا عِبَادَ اللهِ: إِذَا أَرَدْنَا الخُرُوجَ مِمَّا نَحْنُ فِيهِ فَلْنُعْلِنِ الصُّلْحَ مَعَ اللهِ تعالى، أَمَا آنَ الأَوَانُ لَنَا أَنْ نَرْجِعَ إلى اللهِ تعالى؟ وَصَدَقَ اللهُ تعالى القَائِلُ: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾.

اللَّهُمَّ رُدَّنَا إليْكَ رَدًّا جَمِيلًا. آمين.

أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

**    **    **

تاريخ الخطبة:

الجمعة: 30/ صفر /1445هـ، الموافق: 15/ أيلول / 2023م

 2023-09-16
 6155
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  خطب الجمعة

28-08-2025 2150 مشاهدة
954ـ خطبة الجمعة: يوم المولد يوم مولد المجد

فِي يَوْمِ المَوْلِدِ الشَّرِيفِ وُلِدَ يَوْمُ المَجْدِ لِهَذِهِ الأُمَّةِ، فِي يَوْمِ المَوْلِدِ الـشَّرِيفِ جَاءَتِ البِشَارَاتُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ، لِتَكُونَ أُمَّةً مَتْبُوعَةً لَا تَابِعَةً، لِتَكُونَ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ. ... المزيد

 28-08-2025
 
 2150
22-08-2025 2182 مشاهدة
953ـ خطبة الجمعة: ظاهرة الكذب ضيعت الحقوق

الظَّوَاهِرُ القَبِيحَةُ فِي المُجْتَمَعِ كَثِيرَةٌ جِدًّا، وَلَكِنَّ أَقْبَحَهَا وَأَخْطَرَهَا ظَاهِرَةُ الكَذِبِ، هَذِهِ الظَّاهِرَةُ الَّتِي قَالَ عَنْهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ ... المزيد

 22-08-2025
 
 2182
14-08-2025 1585 مشاهدة
952ـ خطبة الجمعة: كمال شخصية الداعي

مَنْ حُجِبَ عَنِ العِلْمِ عَذَّبَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَى جَهْلِهِ، وَأَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا مَنْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ العِلْمُ فَأَدْبَرَ عَنْهُ، وَسَاقَ اللهُ إِلَيْهِ الهُدَى فَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ ... المزيد

 14-08-2025
 
 1585
08-08-2025 1966 مشاهدة
951ـ خطبة الجمعة: العدل من صفات أهل الكمال

العَدْلُ وَالْإِنصَافِ عَزِيزَانِ بَيْنَ النَّاسِ، لِأَنَّ طَبِيعَةَ الإِنسَانِ أَنَّهُ مَيَّالٌ لِلظُّلْمِ وَمُحِبٌّ لِلْجَهْلِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾. إِلَّا مَنْ خَالَفَ نَفْسَهُ وَهَوَاهُ وَشَيْطَانَهُ، وَاتَّبَعَ ... المزيد

 08-08-2025
 
 1966
01-08-2025 2455 مشاهدة
950ـ خطبة الجمعة: حتى نفوز بطوبى «فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ»

حَتَّى نَفُوزَ بِطُوبَى لَا بُدَّ أَنْ نَسْمَعَ وَصِيَّةَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، رَوَى الإِمَامُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى ... المزيد

 01-08-2025
 
 2455
24-07-2025 3026 مشاهدة
949ـ خطبة الجمعة: أسباب الأمن والأمان

إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ نِعَمِ اللهِ تَعَالَى عَلَى خَلْقِهِ أَنْ يُصْبِحُوا آمِنِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، مُطْمَئِنِّينَ عَلَى أَعْرَاضِهِمْ، لَا يَخَافُونَ ظُلْمَ ظَالِمٍ، وَلَا جَوْرَ جَائِرٍ، وَلَا خِيَانَةَ خَائِنٍ، وَقَدْ أَشَارَ سَيِّدُنَا ... المزيد

 24-07-2025
 
 3026

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5703
المقالات 3248
المكتبة الصوتية 4881
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 427923060
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :