10ـ دورة تأهيل الدعاة في محافظةإدلب: الفتوى وآدابها وخطورتها وفوضى الإفتاء الإعلامي

10ـ دورة تأهيل الدعاة في محافظةإدلب: الفتوى وآدابها وخطورتها وفوضى الإفتاء الإعلامي

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين بشيراً ونذيراً وعلى آله وصحبه أجمعين، ورضي الله تعالى عن أصحابه الكرام الذين قال فيهم مولانا عز وجل: {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} أما بعد:

بيان شرف مرتبة الإفتاء:

فمنصب الإفتاء منصب عظيم، ولجلالة منصبه تولاه ربُّنا عز وجل بنفسه، فقال تعالى: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ}. وثَنَّى فيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فقال تعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}.

وثَلَّث فيه بخيرته من خلقه، وخصَّهم باستنباط الأحكام وضبط قواعد الحلال والحرام، فهم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء، طاعتهم أوجبُ من طاعة الآباء والأمهات، وهم على التحقيق الأئمة والوُلاة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}. فهم أولو الأمر على التحقيق، لأنهم وُرَّاث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، كما جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: (إنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأنْبِيَاءِ، وَإنَّ الأنْبِيَاءَ لَمْ يَوَرِّثُوا دِينَاراً وَلاَ دِرْهَماً، وَإنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بحَظٍّ وَافِرٍ).

ويقول الإمام الحافظ القدوة شيخ الإسلام محمد بن المكندر رحمه الله: إنَّ العَالِمَ بين الله وبين خلقه، فلينظر كيف يدخل بينهم.

ويقول سهل التُّستري العبد الصالح صاحب المعارف والكرامات: من أراد أن ينظر إلى مجالس الأنبياء، فلينظر إلى مجالس العلماء، يجيء الرجل فيقول: يا فلان إيش تقول في رجل حلف على امرأته بكذا وكذا؟ فيقول: طُلِّقت امرأته، ويجيء آخر، فيقول: ما تقول في رجل حلف على امرأته بكذا وكذا؟ فيقول: ليس يحنث بهذا القول، وليس هذا إلا لنبي أو لعالم، فاعرفوا لهم ذلك.

خَطَرُ الإِفْتَاءِ:

الإفتاء بغير علمٍ من أعظم المُحرَّمات، ومن أفتى خلافَ ما يعلم فإنَّه ارتكب أكبر الموبقات، ولا أظلمَ ممن كذب على الله تعالى، قال تعالى: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُون}.

ويقول الله تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِين}.

ومن تقوَّل على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما لم يقل، فليتبوأ مقعده من النار، كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ).

ومن خلال هذا، رأينا سلفَ هذه الأمة وأكابرَها من العلماء العاملين يَهابون الفُتيا مع اضطلاعهم بمعرفة المُعضلات، لأنهم يعتبرون المفتي موقِّعاً عن الله تعالى، ووارثاً للنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

فهذا عبد الرحمن بن أبي ليلى رحمه الله تعالى يقول: أدركت مئة وعشرين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، يُسأل أحدهم عن المسألة، فيردُّها هذا إلى هذا، وهذا إلى هذا، حتى ترجع إلى الأول.

ويقول أبو حَصيِن الأسدي رحمه الله تعالى: إن أحدكم ليفتي في المسألة، ولو وردت على عمر بنِ الخطاب رضي الله عنهم جميعاً لجمع لها أهل بدر الكرام رضي الله عنهم.

وعن القاسم بن محمد بنِ أبي بكر الصديق رضي الله عنهم، أنه جاءه رجل فسأله عن شيء، فقال القاسم: لا أحسنه، فجعل الرجلُ يقول: إني دُفعت إليك، لا أعرف غيرك، فقال القاسم: لا تنظر إلى طول لحيتي، وكثرةِ الناس حولي، والله ما أحسنه، فقال شيخٌ من قريش جالسٌ إلى جنبه: يا بن أخي، اِلْزَمْهَا فوالله ما رأيتك في مجلس أنبلَ منك اليوم، فقال القاسم: واللهِ لأنْ يُقْطَعَ لساني أحبُّ إليَّ من أن أتكلَّم بما لا علم لي به.

وجاء رجل إلى مالك بن أنس رضي الله عنه يسأله عن شيء أياماً، ما يجيبه، فقال: يا أبا عبد الله، إني أريد الخروج، وقد طال التردُّد إليك، قال: فأطرق طويلاً، ثم رفع رأسه فقال: ما شاء الله، يا هذا إني إنما أتكلَّم فيما أحتسب فيه الخير، ولست أُحسن مسألتك هذه.

وربما كان يُسأل عن خمسين مسألة فلا يجيب في واحدة منها، وكان يقول: من أجاب في مسألة فينبغي قبل الجواب أن يعرض نفسه على الجنة والنار وكيف خلاصُه، ثم يجيب فيها.

وسئل عن مسألة فقال: لا أدري ، فقيل : هي مسألةٌ خفيفةٌ سهلةٌ، فغضب وقال: ليس في العلم شيء خفيف، أما سمعت قول الله تعالى: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً}.

وروي عن الشافعي رضي الله عنه، أنه سُئل في مسألة فسكت، فقيل له: ألا تجيب رحمك الله؟ فقال: حتى أدري الفضلَ في سكوتي، أو في الجواب؟

أما سعيد بنُ المُسَيَّب شيخُ الإسلام وفقيهُ المدينة وسيدُ التابعين فكان لا يكاد يفتي فتيا، ولا يقول شيئاً ، إلا قال: اللهم سلِّمني، وسلِّم مني.

أما الإمامُ سَحنون إمامُ المالكية، صاحبُ المدوَّنة فحدِّث بلا حرج عن مهابته في الفتيا، جاءه رجل فسأله عن مسألة، فأقام يتردَّد إليه ثلاثة أيام: مسألتي أصلحك الله اليوم ثلاثة أيام، فقال له: وما أصنع لك يا خليلي؟ مسألتُك مُعضلة، وفيها أقاويل، وأنا متحيِّر في ذلك، فقال له: وأنت ـ أصلحك الله ـ لكلِّ معضلة، فقال له سَحنون: هيهات يا بن أخي، ليس بقولك هذا أَبْذُلُ لك لحمي ودمي إلى النار، ما أكثر ما لا أعرف، إِنْ صبرتَ رجوتُ أن تنقلب بمسألتك، وإن أردت أن تَمضي إلى غيري فامضِ، تجاب في ساعة. فقال له: إنما جئت إليك ولا أستفتي غيرَك، فقال له: فاصبر عافاك الله، ثم أجابه بعد ذلك.

صِفَاتُ الـمُفْتِي:

أولاً: أن تتطابق الأقوال مع الأفعال، لأن الناس ينظرون إلى أفعاله بعد سماع أقواله، فمن تطابقت أفعاله مع أقواله فهو الصادق الذي أمرنا الله أن نكون بمعيَّته، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِين}. وهو المشار إليه بقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في الحديث الذي رواه البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (قيل: يا رسول الله، أي جلسائنا خير؟ قال: من ذكَّركم اللهَ رؤيتُه، وزاد في علمكم منطقه، وذكَّركم في الآخرة عمله).

ثانياً: أن يكون عنده الإخلاص مع صلاح النية، وذلك لقوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}. ولقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ) رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.

ثالثاً: أن يكون عنده الحِلمُ والأناةُ والسكينةُ والوقارُ والتواضعُ، وأن لا يكون فظَّاً غليظَ القلب، وذلك لقوله تعالى: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}.

رابعاً: أن يكون حريصاً على النوافل بعد الفرائض، والتأسي بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من حيث النوافلُ والأخلاقُ.

خامساً: أن يكن حريصاً على مشاورة العلماء، وأن يتحقَّق بقوله تعالى: {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلا}.

ويقول الإمام الشعراني رحمه الله تعالى: أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن لا نخلي نفوسنا من مجالسة العلماء ولو كنَّا علماء، فربما أعطاهم الله من العلم ما لم يعطنا، لقد سمعت بعضهم يقول لمَّا لُمْتُه على عدم التردُّد للعلماء: والله لو علمت أن أحداً في مِصر عنده علمٌ زائدٌ على ما عندي لخدمت نعاله، ولكن بحمد الله قد أعطانا الله تعالى من العلم ما أغنانا به عن الناس.

وهذا كلُّه جهل لقوله صلى الله عليه وسلم: (من قال إني عالم فهو جاهل) رواه الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما، وفي قصة موسى مع الخضر عليهما السلام كفايةٌ لكلِّ معتبر.

سادساً: المحافظة على أسرار من يستفتيه.

سابعاً: لا يجوز للمفتي أن يتساهل في الفتوى، وذلك بعدم التثبُّت والإسراع بالفتوى قبل استيفاء حقِّها من النظر والفكر، وربما يحمله على ذلك توهُّمه أن الإسراعَ براعةٌ، والإبطاءَ عجزٌ ومنقصةٌ.

ولا يغترُّ المتساهل بقول سفيان الثوري رحمه الله تعالى: إنما العلم عندنا الرخصةُ من ثقة، فأما التشديد فيحسنه كلُّ أحد، بحيث يدفعه هذا الكلام إلى الحِيَل الجارَّة إلى المفاسد.

ثامناً: أن يكون المفتي متبرِّعاً بعمله، وأن يأخذ مرتَّبه من بيت مال المسلمين، وذلك لقوله تبارك وتعالى: {اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُون}. وأن لا يتخذ الفتوى وسيلةً لكسب الدنيا.

والأخطر من هذا ضعاف النفوس ومرضى القلوب الذي رضوا أن يكونوا أبواقاً للسلاطين، فباعوا الدين بالطين، وغدوا إخواناً للشياطين، فلا عجب أن تأتي فتاويهم تبريراً للانحرافات، وتسويفاً للموبقات، بأقاويل ما أنزل الله بها من سلطان، ولا قام عليها برهان.

تاسعاً: من أنفع وسائل التعبير عن الفُتيا الكتابةُ، فهي أطولُ بقاءً وأدومُ أثراً، وأبعدُ عن التحريف والتَّقَوُّلِ على المفتي.

عاشراً: يجب على المفتي عند إلقاء السؤال إليه أن يستمعَ ملياً، ويطلبَ عند الحاجة تكرارَ السؤال، وأن لا يتسرَّعَ في الإجابة حتى يُحسن تصوُّرَ المسألة.

الحادي عشر: يجب على المفتي أن يحرص على إرشاد المستفتي للتخلُّص مما وقع فيه من حرج بطريق شرعي، وأن يفتح له أبواب الحلال للتخلُّص من الحرام، فهو طبيبٌ ناصح، وداعيةٌ مشفقٌ صالح.

الثاني عشر: إذا كان السؤال متضمِّناً تكفيرَ أحدٍ أو تفسيقَهُ أو تبديعَهُ فإنَّه يجب على المفتي التدقيقُ وذكرُ القيودِ والمحترزاتِ، وأن يجتنب ألفاظ التكفير، بل يأتي بصيغة المبني للمجهول فيقول: إنه يُكْفَرُ فاعلُ كذا أو قائل كذا، وهذا ما كان عليه فقهاء الأمة.

وأما فيما يتعلق بالفروج فعليه أن يحتاط ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.

فَوْضَى الإِفْتَاءِ الإِعْلَامِيِّ الـمُبَاشِرِ مَظَاهِرُهَا وَمُوَاجَهَتُهَا:

الفتيا الإعلامية المعاصرة، هي الفُتيا التي تُتَّخذ من وسائل الاتصال الحديثة والمباشرة طريقاً لسماع الاستفتاء والإجابة، كما في الهاتفِ، والمذياعِ، والتلفازِ، والبريدِ الإلكترونيِ، والشبكةِ العنكبوتيةِ، والقنواتِ الفضائيةِ.

وللفتيا الإعلامية المباشرة إيجابيات شتَّى أهمها:

1ـ أعانت على القيامِ بمهمةِ البلاغ العام.

2ـ التواصل بين المفتي والمستفتي.

3ـ اختيار المفتي الذي يريده المستفتي من غير حرج.

4ـ قوة صلة الأقلِّيات المسلمة بعلماء العالم الإسلامي.

ولكن مع تلك المزايا للفُتيا الإعلامية المباشرة فإنها تجمع سلبيات عديدة أهمها:

1ـ تصدُّر غير المتأهِّلين للإفتاء.

2ـ صدور الفتوى الشاذَّة المصادِمة للأصول.

كثرةُ الزللِ، وسرعةُ انتشارهِ، وصعوبةُ تداركهِ إن وقع، وبذلك تحصل الفوضى في الفتوى.

4ـ تعميمُ الفتيا الخاصة على الجميع.

عدمُ مراعاة الأعراف والعادات التي تتغيَّر الأحكام بتغيُّرها.

6ـ تضاربُ الفتيا وتعارضها بين مفتٍ تقيٍّ نقيٍّ ورعٍ عالمٍ عاملٍ يخافُ الله تعالى، وآخر دَعيٍّ ربما باعَ الدينَ بالطينِ، وكان بوقاً للأئمة والسلاطين.

وختاماً أقول لكلِّ مستفتي:

1ـ يقول الشيخ أحمد زروق رحمه الله في قواعده: أخذُ العلم والعمل عن المشايخ أتمُّ من أخذه دونهم قال تعالى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ}. ويقول تعالى: {وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ}. فلزِمْتُ المشيخة، سيما والصحابة أخذوا عنه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وقد أخذ هو صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عن جبريل عليه السلام، واتبع إشارته في أن يكون عبداً نبياً، وأخذ التابعون عن الصحابة.

أخرج الحافظ ابن عدي عن ابن عمر رضي الله عنهما كما جاء في كنز العمال، قوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (يا بن عمر دينَك دينَك، إنما هو لحمك ودمك، فانظر عمَّن تأخذ، خذ الدين عن الذين استقاموا، ولا تأخذ عن الذين مالوا).

يقول ابن سيرين رحمه الله تعالى: (إن هذا العلم دِيْنٌ، فانظروا عمَّن تأخذون دينكم).

4ـ ويقول بعض العارفين بالله: العلم روحٌ تُنْفَخ لا مسائلُ تُنْسَخ، فليتنبه المتعلِّمون عمن يأخذون، وليتنبه العالمون لمن يعطون.

أيها المستفتي:

تحرَّ من تسأل، واختر أوثقه في نفسك علماً وديناً، وتأكَّد من أهليَّته، ولا تفرح بمن أفتاك ما وافق هواك، وابحث عن العالم الذي هو في بلدك، الذي تعرف دينه وسلوكه وتقواه، كما تبحث عن طبيب يعالج بدنك.

اللهم اهدِنا لما اختُلِفَ فيه من الحقِّ، فإنَّك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم. سبحان ربِّك ربِّ العزة عمَّا يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

**     **     **

 

الشيخ أحمد شريف النعسان
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  كلمات في مناسبات

09-04-2024 119 مشاهدة
142ـ كلمات في مناسبات: فجر عيد الفطر 1445 هـ

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: دَخَلْنَا شَهْرَ رَمَضَانَ المُبَارَكَ، دَخَلْنَا هَذَ المَوْسِمَ العَظِيمَ، حَيْثُ مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ، كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً، ... المزيد

 09-04-2024
 
 119
28-09-2023 695 مشاهدة
141ـ كلمات في مناسبات: عذرًا يا سيدي يا رسول الله

لقد كُنتَ حَرِيصَاً عَلَينَا أَشَدَّ الحِرْصِ، بِشَهَادَةِ مَولانَا عزَّ وجلَّ القَائِلِ: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾. وبِشَهَادَتِكُم عِندَمَا ... المزيد

 28-09-2023
 
 695
07-03-2023 695 مشاهدة
140ـ كلمات في مناسبات: إجابة الدعاء معلقة بالاستجابة لله تعالى

عِنْدَمَا تَنْزِلُ المِحَنُ، وَتَشْتَدُّ الخُطُوبُ، وَتَتَوَالَى الكُرُوبُ، وَتَعْظُمُ الرَّزَايَا، وَتَتَابَعُ الشَّدَائِدُ، لَنْ يَكُونَ أَمَامَ المُسْلِمِ إِلَّا أَنْ يَلْجَأَ إلى اللهِ تعالى وَيَلُوذَ بِجَانِبِهِ، وَيَضْرَعَ إِلَيْهِ ... المزيد

 07-03-2023
 
 695
28-09-2022 649 مشاهدة
1- المحبة محبتان

مَعَ بِدَايَةِ شَهْر رَبِيعٍ الأَوَّلِ، أُهَنِّئُ نَفْسِي وَإِيَّاكُمْ بِنِعْمَةِ الإِيمَانِ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَبِأَنْ جَعَلَنَا اللهُ تعالى حَظَّهُ مِنْ سَائِرِ الأُمَمِ، ... المزيد

 28-09-2022
 
 649
09-07-2022 545 مشاهدة
138ـ كلمات في مناسبات: درس فجر عيد الأضحى المبارك 1443 هـ شعيرة الأضحية

هَذَا اليَوْمُ هُوَ خِتَامُ الأَيَّامِ العَشْرِ مِنْ ذِي الحِجَّةِ، وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ الأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرْطٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ... المزيد

 09-07-2022
 
 545
08-07-2022 476 مشاهدة
137ـ كلمات في مناسبات: يوم عرفة يوم الغفران

يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمٌ أَكْمَلَ اللهُ تعالى فِيهِ الدِّينَ، قَالَ تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾. يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمُ الغُفْرَانِ، وَالعِتْقِ مِنَ النِّيرَانِ، ... المزيد

 08-07-2022
 
 476

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3161
المكتبة الصوتية 4797
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414046919
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :