نحو أسرة مسلمة
200ـ اللَّهُمَّ فهمنيها
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لِتَحْقِيقِ السَّعَادَةِ في حَيَاتِنَا الأُسَرِيَّةِ لَا بُدَّ مِنَ التَّعَامُلِ مَعَ القُرْآنِ العَظِيمِ تَعَامُلَاً صَحِيحَاً، وَهَذَا لَا يَكُونُ إِلَّا بِالتِّلَاوَةِ مَعَ التَّدَبُّرِ، قَالَ تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ﴾.
التَّعَامُلُ الصَّحِيحُ مَعَ القُرْآنِ العَظِيمِ يَظْهَرُ أَثَرُهُ في سُلُوكِ كُلٍّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ، لِأَنَّهُ مُسْتَحِلٌ في حَقِّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ تعالى، وَآمَنَ بِالقُرْآنِ بِأَنَّهُ رِسَالَةُ اللهِ إِلَيْهِ، أَنْ يَقْرَأَ القُرْآنَ ثُمَّ يَسْتَحِلَّ مَحَارِمَهُ، روى الترمذي عَنْ صُهَيْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا آمَنَ بِالقُرْآنِ مَنِ اسْتَحَلَّ مَحَارِمَهُ».
مِنْ فَضْلِ اللهِ تعالى عَلَيْنَا أَنَّا آمَنَّا بِأَنَّ هَذَا القُرْآنَ العَظِيمَ هُوَ كَلَامُ اللهِ تعالى، المُنَزَّلُ عَلَى قَلْبِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، المُتَعَبَّدُ بِتِلَاوَتِهِ، وَلَكِنْ إِيمَانُنَا هَذَا يَخْتَلِفُ عَنْ إِيمَانِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ.
يَقُولُ سَيِّدُنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: لَقَدْ عِشْنَا بُرْهَةً مِنْ دَهْرِنَا وَإِنَّ أَحْدَنَا يُؤْتَى الْإِيمَانَ قَبْلَ الْقُرْآنِ، وَتَنْزِلُ السُّورَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَيَتَعَلَّمُ حَلَالَهَا وَحَرَامَهَا، وَمَا يَنْبَغِي أَنْ يُوقَفَ عِنْدَهُ فِيهَا كَمَا تَعْلَمُونَ أَنْتُمُ الْقُرْآنَ.
ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ رِجَالَاً يُؤْتَى أَحَدُهُمُ الْقُرْآنَ فَيَقْرَأُ مَا بَيْنَ فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ مَا يَدْرِي مَا أَمْرُهُ وَلَا زَاجِرُهُ، وَلَا مَا يَنْبَغِي أَنْ يُوقَفَ عِنْدَهُ مِنْهُ، يَنْثُرُهُ نَثْرَ الدَّقَلِ (أَيْ: يَرْمُونَ بِكَلِمَاتِهِ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ وَتَأَمُّلٍ كَمَا يُرْمَى الدَّقَلُ بِفَتْحَتَيْنِ وَهُوَ رَدِيءُ التَّمْرِ، فَإِنَّهُ لِرَدَاءَتِهِ لَا يُحْفَظُ وَيُلْقَى مَنْثُورَاً؛ وَقَالَ فِي النِّهَايَةِ: أَيْ كَمَا يَتَسَاقَطُ الرُّطَبُ الْيَابِسُ مِنَ الْعِذْقِ إِذَا هُزَّ). رواه الحاكم.
وَفِي رِوَايَةٍ: وَكُلُّ حَرْفٍ مِنْهُ يُنَادِي: أَنَا رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ لِتَعْمَلَ بِي، وَتَتَّعِظَ بِمَوَاعِظِي.
لَقَدْ كَانُوا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ بِإِيمَانِهِمْ هَذَا يَتَذَوَّقُونَ القُرْآنَ تَذَوُّقَاً، وَيُدْرِكُونَ مَعَانِيَهُ وَأَهْدَافَهُ، لَقَدْ كَانُوا عَلَى يَقِينٍ بِأَنَّ هَذَا القُرْآنَ العَظِيمَ هُوَ سِرُّ تَغْيِيرِ حَيَاتِهِمْ مِنْ شَقَاءٍ إلى سَعَادَةٍ، وَمِنِ انْحِرَافٍ إلى اسْتِقَامَةٍ، وَمِنْ ذُلٍّ إلى عِزٍّ، وَمِنْ فُرْقَةٍ إلى اجْتِمَاعٍ.
اصْدُقِ اللهَ تعالى في الانْتِفَاعِ بِالقُرْآنِ العَظِيمِ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: نَحْنُ اليَوْمَ بِأَمَسِّ الحَاجَةِ لِأَنْ نَصْدُقَ اللهَ تعالى في الانْتِفَاعِ بِالقُرْآنِ العَظِيمِ، وَأَنْ يَصْدُقَ الزَّوْجُ وَالزَّوْجَةُ في طَلَبِ الانْتِفَاعِ بِالقُرْآنِ العَظِيمِ.
يَقُولُ الحَارِثُ المُحَاسِبِيُّ: فَإِنْ طَلَبْتَ الفَهْمَ بِصِدْقٍ أَقْبَلَ عَلَيْكَ بِالمَعُونَةِ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا يَثْقُلُ فَهْمُ كَلَامِهِ إِلَّا عَلَى مَنْ تَعَطَّلَ قَلْبُهُ أَلَّا يَسْمَعَ، فَإِنْ عَلِمَ سُبْحَانَهُ مِنَ التَّالِي لِكِتَابِهِ صِدْقَ ضَمِيرٍ وَعِنَايَةٍ حَتَّى يَجْمَعَ هَمَّهُ للفَهْمِ، أَفَهِمَهُ، أَلَا تَسْمَعُهُ يَقُولُ: ﴿إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرَاً يُؤْتِكُمْ خَيْرَاً﴾.
فَإِذَا أَقْبَلْتَ عَلَى اللهِ تعالى بِصِدْقِ نِيَّةٍ، وَرَغَبْةٍ لِفَهْمِ كِتَابِهِ بِإِجْمَاعِ هَمٍّ، مُتَوَكِّلَاً عَلَيْهِ أَنَّهُ هُوَ الذي يَفْتَحُ لَكَ الفَهْمَ، لَمْ يُخَيِّبْكَ مِنَ الفَهْمِ وَالعَقْلِ عَنْهُ إِنْ شَاءَ اللهُ. اهـ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: عَلَيْنَا أَنْ نُلِحَّ عَلَى اللهِ تعالى بِأَنْ يَفْتَحَ أَقْفَالَ قُلُوبِنَا بِذِكْرِهِ، حَتَّى نَتَدَبَّرَ القُرْآنَ العَظِيمَ، لِأَنَّ تَالِي القُرْآنِ إِذَا كَانَ قَلْبُهُ مُقْفَلَاً بِالذُّنُوبِ وَالمَعَاصِي لَا يَنْفَعِلُ لِآيَاتِ اللهِ تعالى، قَالَ تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾؟ وَقَالَ تعالى: ﴿لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيَّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾. وَلَنْ يَكُونَ القَلْبُ حَيَّاً إِلَّا إِذَا فُتِحَ بِذِكْرِ اللهِ تعالى؛ اللَّهُمَّ افْتَحْ أَقْفَالَ قُلُوبِنَا بِذِكْرِكَ. آمين.
اللَّهُمَّ فَهِّمْنِيهَا:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مَعَاذَ اللهِ تعالى أَنْ يَطْلُبَ العَبْدُ مِنْ رَبِّهِ ثُمَّ يُخَيِّبَهُ، أَرُونِي مَنْ طَلَبَ مِنَ اللهِ تعالى المَعُونَةَ عَلَى فَهْمِ القُرآنِ، وَتَذَوَّقَ حَلَاوَتَهُ وَمَعَانِيهِ بِصِدْقٍ، ثُمَّ خَيَّبَهُ اللهُ تعالى.
روى البَزَّارُ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا اجْتَمَعْنَا لِلْهِجْرَةِ اتَّعَدْتُ (تَوَاعَدْتُ) أَنَا وَعَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ، وَهِشَامُ بْنُ الْعَاصِ المَيْضَاةَ، مَيْضَاةَ بَنِي غِفَارٍ فَوْقَ سَرِفٍ وَقُلْنَا: أَيُّكُمْ لَمْ يُصْبِحْ عِنْدَهَا فَقَدِ احْتَبَسَ فَلْيَنْطَلِقْ صَاحِبَاهُ، فَحُبِسَ عَنَّا هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ.
فَلَمَّا قَدِمْنَا المَدِينَةَ فَنَزَلْنَا فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بِقُبَاءَ وَخَرَجَ أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ وَالْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ إِلَى عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَكَانَ ابْنَ عَمِّهِمَا وَأَخَاهُمَا لِأُمِّهِمَا حَتَّى قَدِمَا عَلَيْنَا المَدِينَةَ فَكَلَّمَاهُ.
فَقَالَا لَهُ: إِنَّ أُمَّكَ نَذَرَتْ أَنْ لَا تَمَسَّ رَأْسَهَا بِمِشْطٍ حَتَّى تَرَاكَ، فَرَقَّ لَهَا.
فَقُلْتُ لَهُ: يَا عَيَّاشُ، إِنَّهُ وَاللهِ إِنْ يُرِيدُكَ الْقَوْمُ إِلَّا عَنْ دِينِكِ فَاحْذَرْهُمْ، فَوَاللهِ لَوْ قَدْ أَذَى أُمَّكَ الْقَمْلُ لَقَدِ امْتَشَطَتْ، وَلَوْ قَدِ اشْتَدَّ عَلَيْهَا حَرُّ مَكَّةَ لَاسْتَظَلَّتْ.
فَقَالَ: إِنَّ لِي هُنَاكَ مَالَاً فَآخُذُهُ.
قَالَ: قُلْتُ: وَاللهِ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنِّي مِنْ أَكْثَرِ قُرَيْشٍ مَالَاً فَلَكَ نِصْفُ مَالِي، وَلَا تَذْهَبْ مَعَهَا.
قَالَ: فَأَبَى عَلَيَّ إِلَّا أَنْ يَخْرُجَ مَعَهُمَا.
فَقُلْتُ لَهُ لَمَّا أَبَى عَلَيَّ: أَمَا إِذْ فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ، فَخُذْ نَاقَتِي هَذِهِ فَإِنَّهَا نَاقَةٌ ذَلُولٌ، فَالْزَمْ ظَهْرَهَا، فَإِنْ رَابَكَ مِنَ الْقَوْمِ رَيْبٌ فَانْجُ عَلَيْهَا، فَخَرَجَ مَعَهُمَا عَلَيْهَا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ.
قَالَ أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ: وَاللهِ لَقَدِ اسْتَبْطَأَتْ بَعِيرِي هَذَا، أَفَلَا تَحْمِلُنِي عَلَى نَاقَتِكَ هَذِهِ؟
قَالَ: بَلَى، فَأَنَاخَ وَأَنَاخَا لِيَتَحَوَّلَ عَلَيْهَا، فَلَمَّا اسْتَوَوْا بِالْأَرْضِ عَدَيَا عَلَيْهِ وَأَوْثَقَاهُ، ثُمَّ أَدْخَلَاهُ مَكَّةَ، وَفَتَنَاهُ فَافْتُتِنَ.
قَالَ: وَكُنَّا نَقُولُ: وَاللهِ لَا يَقْبَلُ اللهُ مِمَّنِ افْتُتِنَ صَرْفَاً وَلَا عَدْلَاً، وَلَا تُقْبَلُ تَوْبَةُ قَوْمٍ عَرَفُوا اللهَ ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى الْكُفْرِ لِبَلَاءٍ أَصَابَهُمْ.
قَالَ: وَكَانُوا يَقُولُونَ ذَلِكَ لِأَنْفُسِهِمْ.
فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ أَنْزَلَ اللهُ فِيهِمْ، وَفِي قَوْلِنَا لَهُمْ، وَقَوْلِهِمْ لِأَنْفُسِهِمْ ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعَاً وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ﴾.
قَالَ عُمَرُ: فَكَتَبْتُهَا فِي صَحِيفَةٍ وَبَعَثْتُ بِهَا إِلَى هِشَامِ بْنِ الْعَاصِ.
قَالَ هِشَامٌ: فَلَمْ أَزَلْ أَقْرَؤُهَا بِذِي طُوَىً أَصْعَدُ بِهَا فِيهِ حَتَّى فَهِمْتُهَا.
قَالَ: فَأُلْقِيَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا إِنَّمَا أُنْزِلَتْ فِينَا، وَفِيمَا كُنَّا نَقُولُ فِي أَنْفُسِنَا، وَيُقَالُ فِينَا، فَرَجَعْتُ فَجَلَسْتُ عَلَى بَعِيرِي، فَلَحِقْتُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِالمَدِينَةِ.
خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: أَقُولُ لِكُلِّ زَوْجٍ وَزَوْجَةٍ: مَنْ صَدَقَ اللهَ تعالى في طَلَبِ الهِدَايَةِ وَالسَّعَادَةِ في الحَيَاةِ الزَّوْجِيَّةِ صَدَقَهُ اللهُ تعالى في تَحْقِيقِ طَلَبِهِ، وَمَنْ صَدَقَ اللهَ تعالى في طَلَبِ فَهْمِ القُرْآنِ العَظِيمِ صَدَقَ اللهُ تعالى في شَرْحِ صَدْرِهِ، وَمَعْرِفَةِ أَسْرَارِ القُرْآنِ الكَرِيمِ، وَأَعَانَهُ عَلَى تَحْلِيلِ حَلَالِهِ، وَتَحْرِيمِ حَرَامِهِ.
أَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يُكْرِمَنَا بِصِدْقِ الطَّلَبِ، وَأَنْ يُسْعِدَنَا دُنْيَا وَأُخْرَى مِنْ خِلَالِ هَذَا القُرْآنِ العَظِيمِ الذي فِيهِ شِفَاءٌ لِمَا في صُدُورِنَا. آمين.
** ** **
تاريخ الكلمة:
الأحد: 11/ جمادى الأولى /1439هـ، الموافق: 28/ كانون الثاني/ 2018م
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |
كُلَّمَا تَذَكَّرْنَا يَوْمَ الحِسَابِ، يَوْمَ العَرْضِ عَلَى اللهِ تعالى، يَوْمَ نَقِفُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ تعالى حُفَاةً عُرَاةً غُرْلَاً، وَكُلَّمَا تَذَكَّرْنَا الجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَنَعِيمَ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَعَذَابَ أَهْلِ النَّارِ، ... المزيد
صَلَاحُ أُسَرِنَا لَا يَكُونُ إِلَّا إِذَا عَرَفَ كُلٌّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ الغَايَةَ مِنْ وُجُودِهِ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا؛ الكَثِيرُ مِنَ الأَزْوَاجِ مِمَّنْ دَخَلَ الدُّنْيَا ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا وَهُوَ لَا يَدْرِي وَلَا يَعْلَمُ لِمَاذَا ... المزيد
القُرْآنُ العَظِيمُ الذي أَكْرَمَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ، وَاصْطَفَانَا لِوِرَاثَتِهِ هُوَ مَصْدَرُ سَعَادَتِنَا في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَمَنْ أَرَادَ السَّعَادَةَ في حَيَاتِهِ الزَّوْجِيَّةِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فَعَلَيْهِ ... المزيد
إِنَّ مِنْ أَسْبَابِ شَقَاءِ البُيُوتِ، وَكَثْرَةِ الخِلَافَاتِ بَيْنَ الأَزْوَاجِ، المَعَاصِيَ وَالمُنْكَرَاتِ، التي تُنَكِّسُ الرُّؤُوسَ في الدُّنْيَا قَبْلَ الآخِرَةِ، وَالتي تُسْلِمُ إلى مُقَاسَاةِ العَذَابِ الأَلِيمِ في الدُّنْيَا قَبْلَ ... المزيد
سِرُّ سَعَادَتِنَا في حَيَاتِنَا الزَّوْجِيَّةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ تَحَوُّلِنَا مِنَ الشَّقَاءِ إلى السَّعَادَةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ هِدَايَتِنَا مِنَ الضَّلَالِ إلى الهُدَى القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ تَمَاسُكِ أُسَرِنَا ... المزيد
مَا مِنْ أُسْرَةٍ مُسْلِمَةٍ الْتَزَمَتْ كِتَابَ رَبِّهَا عَزَّ وَجَلَّ تِلَاوَةً وَتَدَبُّرَاً وَعَمَلَاً، إِلَّا سَعِدَتْ في الدُّنْيَا قَبْلَ الآخِرَةِ، وَالعَكْسُ بِالعَكْسِ. ... المزيد