72ـ نحو أسرة مسلمة: يا أختاه: ليس اتهاماً لكِ بل هو حرص عليكِ

72ـ نحو أسرة مسلمة: يا أختاه: ليس اتهاماً لكِ بل هو حرص عليكِ

 

مقدمة الدرس:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد انتهينا في الدرس الماضي بأن الأفضلية عند الله تعالى لا تكون إلا بالتقوى، قال تعالى مخاطباً أطهر النساء وأقدس النساء: {يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ}.

لذلك أكَّدنا في الدرس الماضي بأن الانتماء هو انتماء عقيدة وسلوك، وليس انتماءً حسيَّاً ولا شكلياً، لأن الانتماء الشكلي أو الحسي فقط لا يغني من الله شيئاً.

وقلنا بأن الله عز وجل أراد أن يجعل من بيوت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة لنساء الدنيا جميعاً من آمن منهنَّ بالله تعالى وآمن بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولا خير في امرأة لا تكون قدوتها أمُّها أمُّ المؤمنين زوجةُ النبي صلى الله عليه وسلم.

لذلك بدأ التوجيه لنساء النبي صلى الله عليه وسلم اللواتي هنَّ زوجات هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ومن خلالهن للنساء المؤمنات فقال تعالى: {يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ}. فأول وسيلة من وسائل التطهير، هو الاعتماد على التقوى لا على رابطة الزوجية أو رابطة النسب الجسدي، يقول صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ أَوْلِيَائِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُتَّقُونَ، فَإِنْ كُنْتُمْ أُولَئِكَ فَذَاكَ، وَإِلا فَانْظُرُوا لا يَأْتِ النَّاسُ بِالأَعْمَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَتَأْتُونَ بِالأَثْقَالِ، فَيُعْرَضُ عَنْكُمْ) رواه الطبراني عن رفاعة بن رافع، وإذا كانت رابطة الزوجيَّة أو النسبيَّة لا تغني من الله شيئاً فمن باب أولى وأولى الانتماء الشكلي لا يغني من الله شيئاً.

{فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ}:

أيها الإخوة الكرام: يقول الله تعالى: {فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}. هذا تكليف من الله عز وجل لنساء النبي صلى الله عليه وسلم اللواتي هنَّ قدوة لكلِّ امرأة مؤمنة، وطبعاً حديثنا للمرأة المؤمنة وليس لغير المؤمنة، والغاية من هذا التكليف هي كما قال تعالى في ختام الآية: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}. إذاً هو لصالح المرأة.

فالمرأة المؤمنة عندما تقرأ مثل هذا التكليف وتربطه بقوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}. تعلم بأنه غايةٌ في التلطُّف من الله عز وجل الذي تولى تطهيرَ وإذهابَ الرجس عن أمهات المؤمنين ليكنَّ مثلاً أعلى لغيرهنَّ من المؤمنات إلى قيام الساعة.

ما هذا الشرف العظيم؟ رعاية علوية مباشرة من الله تعالى ذي الجلال والإكرام المهيمن العزيز الجبار المتكبر ربِّ هذا الكون الذي قال للكون: كن فكان.

{فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}:

أيها الإخوة: من وسائل تطهير المجتمع من كل رذيلة وفاحشة هذا النهي الذي ذكره الله تعالى في سورة الأحزاب: {فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}.

نَهيٌ من الله عز وجل للنساء حين يخاطبن الرجال الأجانب أن يكون في قولهن خضوع: وهو تلَيِّنُ القول الذي يثير شهوات الرجال ويحرِّك غرائزهم، ويُطمِعُ مرضى القلوب ويُهيِّجُ رغائبهم.

ومن هنَّ اللواتي يحذرهنَّ الله عز وجل هذا التحذير؟ إنهنَّ زوجات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اللواتي اختارهنَّ الله عز وجل لأنْ يكنَّ زوجات حبيبه الأعظم صلى الله عليه وسلم، هنَّ أمهات المؤمنين اللواتي قال الله تعالى فيهن {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}. هنَّ اللواتي لا يطمع فيهنَّ طامع، ولا يرفُّ عليهن خاطر مريض فيما يبدو للعقل أول مرة.

هذا التوجيه الرباني، وهذا التحذير الإلهي في أي عهد كان؟ لقد كان في عهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وفي عهد الصفوة المختارة من البشرية في جميع العصور.

ألا يعلم من خلق؟

أيها الإخوة الكرام: يقول الله تعالى: {أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير}. الذي خلق الإنسان ويعلم ما توسوس به نفسه هو الذي كلَّف هذا التكليف، لماذا؟

1ـ لأن الله تعالى يعلم بأن صوت المرأة حين تخضع بالقول وتترقق في اللفظ يثير الطمع في القلوب، ويهيج الفتنة فيها.

2ـ لأن الله تعالى يعلم بأن أصحاب القلوب المريضة التي تتأثر وتطمع بالمرأة موجودون في كُلِّ عهد، وفي كلِّ بيئة، وتجاه كلِّ امرأة، ولو كانت هي زوجَ النبي الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأمَّ المؤمنين، وأنه لا طهارة من الدنس ولا تخلُّص من الرجس حتى تمتنع الأسباب المثيرة من الأساس.

وتدبَّروا جيداً قول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا}. ذكر المفسرون بأن سبب نزول هذه الآية بأن بعض المنافقين ـ المنافقون هم مرضى القلوب ـ قال: إنه ينتظر أن يتزوج من السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت هذه الآية وختمت بقوله تعالى: {إِن تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}.

فالله مُطَّلِع على كلِّ تفكير وتدبير، والأمر عنده عظيم، فمن شاء فليتعرَّض للمخالفة، فمن تعرَّض فقد تعرَّض لبأس الله الساحقِ الهائلِ العظيمِ.

ليس اتهاماً لكِ بل هو حرص عليكِ:

أيها الإخوة الكرام: يجب على المرأة أن تعلم بأن هذا النهي ليس اتهاماً لها، بل هو من الحرص عليها، لأنها لا تضمن الرجل الذي تحدِّثه، ولأن المشرِّع يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فأغلق الله تعالى الأبواب المفضية إلى الفساد إغلاقاً محكماً حتى لا تندم المرأة أبداً.

يجب علينا أن نعلم بأن المشاعر والإدراكات والأحاسيس الشعورية تتكون على مراحل ثلاثة: آلة تدرك، ووجدان يستقبل، ونفس تنزع.

أولاً: آلة تدرك: على سبيل المثال حاسة البصر وحاسة الشم، فبالبصر تدرك وردةً، وبالأنف تشم رائحتها الزكية.

ثانياً: وجدان يستقبل إمَّا المحبة أو الكراهية، فوجدان الإنسان إما أن يحبَّ وإما أن يكره، بعد الإدراك بالحاسة، فبعد إدراك الوردة إما أن تحبَّها وإما أن تكرهها.

ثالثاً: نفس تنزع إما إقبالاً وإما إدباراً، فإذا أدرك ببصره تلك الوردة وشمَّ رائحتها عن بعد فاستقرَّ في وجدانه حب لها، تتحرَّك نفسه لقطفها.

في هذه الحالة ننظر إلى تكليف الشرع لنا هل أباح لنا قطفها أم لا؟

فالشرع ما تدخَّل في مثل هذا الحال في نظرنا ولا في وجداننا، بل أباح لنا أن ندرك بحواسنا ما حولنا، وأن يتحرَّك وجداننا حباً أو كراهية كما شاء، قال تعالى: {قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}. ولكن تدخَّل عند النزع إباحة وحظراً.

أما في علاقة الرجال مع النساء فتدخَّل من البدايات، فحرَّم النظر، وحرَّم على المرأة الخضوعَ بالقول، وحرَّم على المرأة أن تتعطَّرَ إذا خرجت من بيتها، حتى لا يكون إدراك من الرجل الأجنبي بإحدى الحواس، وحتى لا يتحرَّك عنده الوجدان، وحتى لا يكون منه النزوع، فهناك تدخَّل في النهايات، وهنا تدخَّل في البدايات، لماذا؟

لأنك قد تنظر إلى امرأة فتعجبك وهي متزوجة، وربما أن تخضع امرأةٌ بالقول معك وهي متزوجة فتعجبك، فهذا الإعجاب يدفعك إلى النزوع، والنزوع هنا يجب أن يكون بالحلال.

فإذا كانت متزوِّجة فيحرم عليك الزواج منها، وإن كانت بكراً وأنت عاجز عن الزواج فإما أن تعِفَّ نفسك، وإما أن تسلك طريق الانحراف والعياذ بالله تعالى.

لذلك تدخَّل الشرع في هذه المسألة من بداية الطريق، فحرَّم عليك وعليها النظر، وحرَّم عليها الخضوع بالقول خوفاً عليها من أصحاب القلوب المريضة، وكم من امرأة وقعت في حبال أصحاب القلوب المريضة، فذاقت الويلات وخسرت الدنيا والآخرة؟

{وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ }:

أيها الإخوة: يقول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}

قرارٌ ممن يعلم السر وأخفى، قرارٌ من العليم الخبير الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، إذا سألتَ المرأة الأجنبية عن شيء فليكنْ سؤالك لها من وراء حجاب، إذا أَردْتَ طهارةَ قلبِكَ، وأَرادَتْ طهارةَ قلبِها.

هذا التوجيه الرباني إذا كان في حقِّ رجال الصدر الأول من الصحب الكرام وفي حقِّ الأمهات الطاهرات أمهات المؤمنين، يقول الله تعالى في ختام هذا التوجيه: {ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}. فكيف في حقِّنا في هذه الأيام؟

لا يَقُل أحدٌ إن الاختلاط وإزالة الحجاب والترخُّص في الحديث واللقاء والجلوس والمشاركة بين الجنسين أطهرُ للقلوب وأعفُّ للضمائر، لأن خالق الإنسان الذي يعلم على أيِّ شيء مركب الذكر والأنثى هو الذي يقول: {ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}. فكلام من يُصَدِّقُ المؤمنُ؟ كلام الله تعالى أم كلامَ المخلوق الذي يركض خلف شهواته؟

{وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا}:

أيها الإخوة: نرجع إلى قول الله تعالى: {فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}. هذا نهيٌ عن النبرة اللينة واللهجة الخاضعة، هذا عن الأسلوب في الكلام، أما عن موضوع الكلام فقال تعالى: {وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا}. يجب أن يكون موضوعُ الحديث مع الرجل الأجنبي موضوعَ معروف، يجب أن لا يكون فيه لحن ولا إيماء، ولا هذر ولا هزل، ولا دعابة ولا مزاح، حتى لا يكون مدخلاً إلى ما لا تحمد عقباه.

وأروع مثل على هذا، بنت سيدنا شعيب عليه السلام مع سيدنا موسى عليه السلام، قال تعالى: {فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء}. هذه هي مشية المرأة المسلمة، على استحياء، حتى لا تميل قلوب الرجال إليها، {عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا}.

انظر إلى الأسلوب والموضوع، الأسلوب في القول: {عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ}. الموضوع: {إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا}. ما قالت: ندعوك أولاً وتابعت الحديث، حتى لا يذهب الفكر إلى شيء آخر من البداية، بل قالت: إن أبي يدعوك، الداعي هو الأب، والغاية هي الأجرة. مثل رائع في الأسلوب والموضوع إذا تحدَّثت المرأة مع الرجل الأجنبي.

أضرار الخضوع بالقول:

أولاً: يُخشى على المرأة المؤمنة من الضلال بعد الهدى إذا اعترضت على تشريع الله وعلى قضائه في مثل هذا الأمر، لأن الله تعالى يقول: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِينًا}. قد يتبادر إلى ذهن المرأة أن تخضع في القول مع الرجل الأجنبي لأنها لا تريد أن تكون فظَّة غليظة القلب، وقد يزين لها الشيطان هذا ويأتيها بالدليل:{وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}.

وطبعاً لا يجوز للمراة أن تكون فظَّة غليظة القلب عندما تتحدَّث مع الرجال الأجانب، بل يجب عليها أن لا تخضع بالقول، وتتكلَّم بدون تكلُّف، مع مراقبة الله تعالى.

ثانياً: لين الكلام من النساء مع الرجال الأجانب قد يُفسد على المرأة حياتها الزوجية، إذا وقعت في شباك رجل منافقٍ مريضِ القلب عنده ميل للنساء، وكم من امرأة متزوجة طُلِّقت من زوجها بسبب صاحب القلب المريض، وبسبب لين المرأة في الكلام معه؟

ثالثاً: لين الكلام من قِبَلِ المرأة يجعل عند الرجل المنافق مريضِ القلب مطمعاً لتمتدَّ عينه إليها ويجرئه على المرأة المسلمة.

رابعاً: لين الكلام من قِبَل المرأة ينبه الغافل إليها، ويجعله مجترئاً عليها.

خامساً: لين الكلام من قِبَل المرأة قد يكون سبباً في خراب بيت مسلم من حيث تدري المرأة أو لا تدري، ومن حيث تشعر أو لا تشعر، لأن طبائع النساء مختلفة، فقد يؤثر لين كلامها مع الرجل الأجنبي للنفور من زوجته ويؤدي إلى طلاقها، ثم الطمع بصاحبة الكلام الليِّن.

سادساً: لين الكلام من قبل المرأة البكر خاصة فيه خطورة عليها أشدُّ من المرأة المتزوِّجة، بسبب الذئاب البشرية أصحاب القلوب المريضة، وكم من امرأةٍ بكرٍ لانت في كلامها مع رجل مريض القلب، وهي لا تعرف أنه مريضُ القلب فوقعت في شباكه، وبعد ذلك حصدت الحسرة والندامة التي ما بعدها حسرة؟

خاتمة نسال الله تعالى حسنها:

أيها الإخوة: إذا كان هذا التوجيه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لأطهر النساء اللواتي يعشن في زمنٍ ما عرفت الدنيا أطهرَ من رجاله، فكيف بهذا المجتمع الذي نعيش فيه اليوم؟ حيث الفتن وإثارة الشهوات.

فإلى كل أخت مؤمنة أقول: خذي بتوجيهات ربنا عز وجل لأمهاتنا أمهات المؤمنين إذا أردتِ الطهر الذي وعد الله تعالى به أهل البيت عندما قال في نهاية التكليف: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}.

إذا أردتِ الطهرَ وذهابَ الرجس عنك فعليك بهذه التعليمات، واجعلي لين الكلام لزوجك، ولا تجعلي لين الكلام للرجل الأجنبي فيطمع فيك بطريق غير مشروع، لأنه أقبح شيء في المرأة أن تخضع بالقول للرجل الأجنبي عنها، وتكون فظَّة غليظة القلب والقول مع زوجها، وهذا كذلك بالنسبة للرجل يجب أن يتنبَّه إليه.

لأنه وبكلِّ أسف ترى من بعض الرجال لينَ الكلام ولطفَه مع المرأة الأجنبية، والفظاظَةَ والغَلاظةَ مع زوجته، وترى من بعض النساء لينَ الكلام ولطفَه مع الرجل الأجنبي والفظاظة والغَلاظَةَ مع زوجها.

اللهم رُدَّنا إليك رَدَّاً جميلاً يا أرحم الراحمين.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

**        **     **

 

 2010-01-27
 3348
الشيخ أحمد شريف النعسان
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  نحو أسرة مسلمة

28-01-2018 4037 مشاهدة
200ـ نحو أسرة مسلمة: اللَّهُمَّ فهمنيها

لِتَحْقِيقِ السَّعَادَةِ في حَيَاتِنَا الأُسَرِيَّةِ لَا بُدَّ مِنَ التَّعَامُلِ مَعَ القُرْآنِ العَظِيمِ تَعَامُلَاً صَحِيحَاً، وَهَذَا لَا يَكُونُ إِلَّا بِالتِّلَاوَةِ مَعَ التَّدَبُّرِ، قَالَ تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ ... المزيد

 28-01-2018
 
 4037
21-01-2018 4868 مشاهدة
199ـ نحو أسرة مسلمة :مفتاح سعادتنا بأيدينا

كُلَّمَا تَذَكَّرْنَا يَوْمَ الحِسَابِ، يَوْمَ العَرْضِ عَلَى اللهِ تعالى، يَوْمَ نَقِفُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ تعالى حُفَاةً عُرَاةً غُرْلَاً، وَكُلَّمَا تَذَكَّرْنَا الجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَنَعِيمَ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَعَذَابَ أَهْلِ النَّارِ، ... المزيد

 21-01-2018
 
 4868
14-01-2018 3481 مشاهدة
198ـنحو أسرة مسلمة : بعد كل امتحان ستعلن النتائج

صَلَاحُ أُسَرِنَا لَا يَكُونُ إِلَّا إِذَا عَرَفَ كُلٌّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ الغَايَةَ مِنْ وُجُودِهِ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا؛ الكَثِيرُ مِنَ الأَزْوَاجِ مِمَّنْ دَخَلَ الدُّنْيَا ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا وَهُوَ لَا يَدْرِي وَلَا يَعْلَمُ لِمَاذَا ... المزيد

 14-01-2018
 
 3481
08-01-2018 4079 مشاهدة
197ـنحو أسرة مسلمة: وصية الصحابة رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ لنا

القُرْآنُ العَظِيمُ الذي أَكْرَمَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ، وَاصْطَفَانَا لِوِرَاثَتِهِ هُوَ مَصْدَرُ سَعَادَتِنَا في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَمَنْ أَرَادَ السَّعَادَةَ في حَيَاتِهِ الزَّوْجِيَّةِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فَعَلَيْهِ ... المزيد

 08-01-2018
 
 4079
31-12-2017 4089 مشاهدة
196ـ نحو أسرة مسلمة :دمار الأسر بسبب الفسق والفجور

إِنَّ مِنْ أَسْبَابِ شَقَاءِ البُيُوتِ، وَكَثْرَةِ الخِلَافَاتِ بَيْنَ الأَزْوَاجِ، المَعَاصِيَ وَالمُنْكَرَاتِ، التي تُنَكِّسُ الرُّؤُوسَ في الدُّنْيَا قَبْلَ الآخِرَةِ، وَالتي تُسْلِمُ إلى مُقَاسَاةِ العَذَابِ الأَلِيمِ في الدُّنْيَا قَبْلَ ... المزيد

 31-12-2017
 
 4089
24-12-2017 3864 مشاهدة
195ـنحو أسرة مسلمة : أين بيوتنا من تلاوة القرآن؟

سِرُّ سَعَادَتِنَا في حَيَاتِنَا الزَّوْجِيَّةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ تَحَوُّلِنَا مِنَ الشَّقَاءِ إلى السَّعَادَةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ هِدَايَتِنَا مِنَ الضَّلَالِ إلى الهُدَى القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ تَمَاسُكِ أُسَرِنَا ... المزيد

 24-12-2017
 
 3864

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3153
المكتبة الصوتية 4762
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 411940871
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :