مَا مِنْ مُسْلِمٍ إِلَّا وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ مُحْبُوبَاً عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، لِأَنَّ مَنْ أَحَبَّهُ اللهُ تعالى تَوَلَّاهُ، وَمَنْ تَوَلَّاهُ اللهُ تعالى سُعِدَ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. ... المزيد
الأَصْلُ في الإِنْسَانِ بِشَكْلٍ عَامٍّ أَنَّهُ مُكَرَّمٌ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَا صَارَ مُكَرَّمَاً إِلَّا لِكَوْنِهِ مَحْبُوبَاً، وَمِنْ تَمَامِ الحُبِّ وَالتَّكْرِيمِ مِنَ اللهِ تعالى للإِنْسَانِ أَنْ كَلَّفَهُ، لِأَنَّ تَكْلِيفَ اللهِ تعالى للعَبْدِ شَرَفٌ مَا بَعْدَهُ شَرَفٌ. ... المزيد
مِنْ مَحَبَّةِ اللهِ تعالى للإِنْسَانِ أَنْ جَعَلَهُ مُكَرَّمَاً، قَالَ تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾. ... المزيد
الإِنْسَانُ بِشَكْلٍ عَامٍّ مُكَرَّمٌ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾. وَهَذَا التَّكْرِيمُ مِنَ اللهِ تعالى للإِنْسَانِ لَيْسَ لِقُوَّةِ الإِنْسَانِ، وَلَو كَانَ ذَلِكَ لَكَانَ الفِيلُ أَقْوَى مِنْهُ. ... المزيد
مِنْ أَرْوَعِ مَظَاهِرِ تَكْرِيمِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتعالى لِلْإِنْسَانِ، أَنْ جَعَلَهُ أَهْلَاً لِحُبِّهِ وَرِضَاهُ، وَأَرْشَدَهُ في القُرْآنِ الكَرِيمِ إلى مَا يَجْعَلُهُ خَلِيقَاً بِهَذَا الحُبِّ، وَأَوَّلُ ذَلِكَ اتِّبَاعُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِيمَا دَعَا النَّاسَ إِلَيْهِ، ... المزيد
يَقُولُ اللهُ تعالى في حَقِّ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾. ... المزيد
مِنْ تَكْرِيمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ للإِنْسَانِ أَنَّهُ خَلَقَهُ عَلَى الفِطْرَةِ، بِحَيْثُ جَعَلَهُ يَمِيلُ إلى حَيَاةِ القَلْبِ، وَالبَحْثِ عَنْ أَسْبَابِ حَيَاتِهِ، وَجَعَلَهُ حَرِيصَاً عَلَيْهَا أَشَدَّ مِنْ حِرْصِهِ عَلَى الهَوَاءِ الذي يسْتَنْشِقُهُ. ... المزيد
مِنْ تَكْرِيمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ للإِنْسَانِ أَنَّهُ خَلَقَهُ عَلَى الفِطْرَةِ، حَيْثُ جَعَلَهُ يَسْأَلُ عَنْ كُلِّ فِعْلٍ مَنْ فَعَلَهُ؟ ... المزيد
إِنَّ مَغْفِرَةَ اللهِ تعالى لِذُنُوبِ العَبْدِ عَطِيَّةٌ عَظِيمَةٌ؛ وَأَرْجَى آيَةٍ في كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ هِيَ قَوْلُهُ تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾. وَقَوْلُهُ تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾. ... المزيد
مِنْ تَكْرِيمِ اللهِ تعالى للإِنْسَانِ أَنْ جَعَلَ عَلَاقَةً بَيْنَ المَلَائِكَةِ وَعِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ، عَلَاقَةً قَوِيَّةً مَتِينَةً تَجْمَعُهُمْ رَابِطَةُ الإِيمَانِ، قَالَ تعالى: ﴿شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالمَلَائِكَةُ وَأُولُو العِلمِ قَائِمَاً بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾. ... المزيد
يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَعْرِفَ مَا أَكْرَمَنَا بِهِ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ، وَمَا خَوَّلَنَا بِهِ مِنَ الفَضْلِ، وَأَنْ نَذْكُرَ نِعْمَةَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْنَا، حَيْثُ سَخَّرَ لَنَا مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا في الأَرْضِ جَمِيعَاً مِنْهُ، قَالَ تعالى: ﴿اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقَاً لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾. ... المزيد
تَأَمَّلُوا تَكْرِيمَ اللهِ تعالى لِهَذَا الإِنْسَانِ مِنْ خِلَالِ القُرْآنِ العَظِيمِ، قَالَ تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾. ... المزيد
العَقْلُ نِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ أَجَلِّ النِّعَمِ التي وَهَبَهَا اللهُ تعالى لِلْإِنْسَانِ، بِهَذِهِ النِّعْمَةِ يُدْرِكُ الإِنْسَانُ مَا حَوْلَهُ، وَيُعَرِّفُ غَيْرَهُ على كُلِّ مَا يَعْرِفُهُ؛ بِخِلَافِ سَائِرِ المَخْلُوقَاتِ. ... المزيد
مِنْ أَرْوَعِ مَظَاهِرِ تَكْرِيمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ للإِنْسَانِ، أَنْ خَلَقَ لَهُ قَبْلَ خَلْقِهِ، ثمَّ خَلَقَهُ جَلَّ وَعَلَا في أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ، ثمَّ جَعَلَهُ أَهْلَاً لِحُبِّهِ وَرِضَاهُ، وَأَرْشَدَهُ في القُرْآنِ العَظِيمِ إلى مَا يَجْعَلُهُ خَلِيقَاً بِهَذَا الحُبِّ. ... المزيد
الأَصْلُ في الإِنْسَانِ أَنَّهُ مُكَرَّمٌ عِنْدَ الله عَزَّ وَجَلَّ، وَمَا خَلَقَهُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ إلا لِتَكْرِيمِهِ، وَمِنْ تَكْرِيمِ اللهِ تعالى لَهُ أَنَّهُ كَرَّمَهُ وَشَرَّفَهُ بِالتَّكَالِيفِ الشَّرْعِيَّةِ لِيَزِيدَهُ تَكْرِيمَاً إلى تَكْرِيمٍ، كَرَّمَهُ ابْتِدَاءً بِدُونِ اسْتِحْقَاقٍ، وَكَلَّفَهُ لِيَزِيدَهُ مِنْ فَضْلِهِ تعالى تَكْرِيمَاً إِنِ الْتَزَمَ التَّكْلِيفَ. ... المزيد
مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ بِأَنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ الإِنْسَانَ، وَمِنْ أَعْظَمِ الأَدِلَّةِ على مَحَبَّةِ اللهِ تعالى للإِنْسَانِ، أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ لَهُ قَبْلَ خَلْقِهِ، خَلَقَ لَهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا، ... المزيد
وَاللهِ الذي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ لَو تَفَكَّرْنَا وَتَأَمَّلْنَا عَظَمَةَ هَذَا الإِلَهِ العَظِيمِ، الرَّبِّ الجَلِيلِ ... المزيد