نحو أسرة مسلمة
145ـ سوء الظن مدعاة للحقد
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مِنْ أَسْبَابِ المَشَاكِلِ التي تَقَعُ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ سُوءُ الظَّنِّ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ، فَالرَّجُلُ لَا يُحْسِنُ الظَّنَّ بِزَوْجَتِهِ، وَلَا الزَّوْجَةُ بِزَوْجِهَا.
كَمْ مِن بَيْتٍ خُرِّبَ بِسَبَبِ سُوءِ الظَّنِّ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ؟ وَعِنْدَمَا أَسَاءَتِ الزَّوْجَةُ الظَّنَّ بِزَوْجِهَا، وَالزَّوْجُ بِزَوْجَتِهِ، فُتِحَتْ أَبْوَابُ المَشَاكِلِ على مِصْرَاعَيْهَا، وَأَخَذَ كُلٌّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ يُعَانِي مِنْ حَيَاةِ الشَّقَاءِ وَالضَّنْكِ، وَمَا ذَاكَ إلا بِسَبَبِ الجُرْأَةِ على مُخَالَفَةِ أَمْرِ اللهِ تعالى، قَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرَاً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ﴾.
الزَّوْجُ يَدْخُلُ البَيْتَ وَهُوَ مُسِيءُ الظَّنِّ بِزَوْجَتِهِ، إِذَا تَصَرَّفَتْ تَصَرُّفَاً خَاطِئَاً فَسَّرَ التَّصَرُّفَ بِأَنَّهَا تَكْرَهُهُ، وَتُبْغِضُهُ، وَلَا يَلْتَمِسُ لَهَا عُذْرَاً، وَكَذَلكَ بِالنِّسْبَةِ للزَّوْجَةِ تُفَسِّرُ غَضَبَ زَوْجِهَا، أَو سُوءَ تَصَرُّفٍ مِنْهُ على أَنَّهُ يَكْرَهُهَا وَيُبْغِضُهَا، أَوْ أَنَّهُ يُفَكِّرُ بِالزَّوَاجِ عَلَيْهَا، أَو أَنَّ وَاحِدَةً مِنَ النِّسَاءِ دَخَلَتْ حَيَاتَهُ بِطَرِيقٍ غَيْرِ مَشْرُوعٍ، وَلَا تَلْتَمِسُ لَهُ عُذْرَاً.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إِذَا لَمْ يَكُنْ كُلٌّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ حَكِيمَاً وَحَرِيصَاً على سَلَامَةِ البَيْتِ حَلَّتِ الطَّامَّةُ الكُبْرَى، لِذَا يَجِبُ على كُلٍّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ أَنْ يُحْسِنَا الظَّنَّ فِيمَا بَيْنَهُمَا، وَإِذَا رَأَى أَحَدُهُمَا على الآخَرِ خَطَأً الْتَمَسَ الأَعْذَارَ، ثمَّ قَدَّمَ النَّصِيحَةَ، ثمَّ لِيَكُنِ العَفْوُ وَالتَّسَامُحُ وَسَعَةُ الصَّدْرِ، لِأَنَّهُ إِذَا لَمْ يَكُنِ العَفْوُ وَالتَّسَامُحُ وَسَعَةُ الصَّدْرِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ، فَمَعَ مَنْ يَكُونُ؟
خُطُورَةُ سُوءِ الظَّنِّ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: سُوءُ الظَّنِّ مُخَالَفَةٌ وَاضِحَةٌ لِأَمْرِ اللهِ تعالى، قَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضَاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتَاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾.
سُوءُ الظَّنِّ أَرْضٌ تُنْبِتُ التَّصَيُّدَ وَالبَحْثَ عَنِ الأَخْطَاءِ، سُوءُ الظَّنِّ آفَةٌ عَظِيمَةٌ، وَشَرَارَةٌ تُوقِدُ العَدَاوَاتِ وَالإِحَنَ وَالبَغْضَاءَ، سُوءُ الظَّنِّ آفَةٌ عَظِيمَةٌ تَبْدَأُ مِنْ شُعُورٍ في الدَّاخِلِ، وَمِنْ ظَنٍّ سَيِّءٍ، وَيَبْدَأُ كُلٌّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ البَحْثَ عَنْ بُرْهَانٍ يُؤَيِّدُ مَا حَاكَ في صَدْرِهِ مِنْ ظَنٍّ سَيِّءٍ، فَيُحَوِّلُ الشَّكَّ إلى يَقِينٍ، وَالوَهْمَ إلى حَقِيقَةٍ لَا تَقْبَلُ الجَدَلَ، وَيَبْنِي مِنْ هَذِهِ الأَوْهَامِ بُنْيَانَاً شَامِخَاً على شَفَا جُرُفٍ هَارٍ، فَانْهَارَ بِهِ في نَارِ جَهَنَّمَ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: يَجِبُ على كُلٍّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ أَنْ يَكُونَا وَاقِعِيَّيْنِ، وَأَنْ يُرَاعِيَ كُلٌّ مِنْهُمَا ظَرْفَ الآخَرِ، وَأَحْوَالَهُ النَّفْسِيَّةَ وَالجَسَدِيَّةَ، وَأَنْ يُحْسِنَ الظَّنَّ بِهِ، وَأَنْ يَحْمِلَ التَّصَرُّفَاتِ على مَحْمَلِ الخَيْرِ، وَبِذَلِكَ يَنَالُ كُلٌّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ رَاحَةَ البَالِ وَالطُّمَأْنِينَةَ.
هَذَا الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى يَضْرِبُ أَرْوَعَ الأَمْثِلَةِ في حُسْنِ الظَّنِّ، وَحَمْلِ التَّصَرُّفَاتِ الخَاطِئَةِ على مَحْمَلِ الخَيْرِ، جَاءَ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ إلى الإِمَامِ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى يَعُودُهُ في مَرَضِهِ، فَقَالَ الرَّبِيعُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، قَوَّى اللهُ ضَعْفَكَ.
فَقَالَ الشَّافِعِيُّ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، لَوْ قَوَّى اللهُ ضَعْفِي عَلَى قُوَّتِي أَهْلَكَنِي.
فَقَالَ الرَّبِيعُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، مَا أَرَدْتُ إِلَّا الْخَيْرَ.
فَقَالَ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: لَوْ دَعَوْتَ اللهَ عَلِيَّ لَعَلِمْتُ أَنَّكَ لَمْ تُرَدْ إِلَّا الْخَيْرَ. كَذَا في حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ.
مَتَى يَسُودُ هَذَا بَيْنَ الأَزْوَاجِ؟ نَحْنُ وَبِكُلِّ أَسَفٍ كُلٌّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِمَنْ يَنْقُلُ الأَخْبَارَ المُسِيئَةَ وَالمُزْعِجَةَ، يُحْسِنُ الظَّنَّ بِالمُغْتَابِ وَالنَّمَّامِ وَالذي يُرِيدُ الإِفْسَادَ، وَالذي يَتَرَبَّصُ الدَّوَائِرَ بِكُلٍّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ؛ وَلَا يُحْسِنُ كُلٌّ مِنْهُمَا الظَّنَّ بِالطَّرَفِ الآخَرِ.
سُوءُ الظَّنِّ مَدْعَاةٌ للحِقْدِ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: سُوءُ الظَّنِّ إِذَا حَلَّ بِكُلٍّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ أَو بِأَحَدِهِمَا كَانَ ذَلِكَ مَدْعَاةً للحِقْدِ، وَالحِقْدُ نَتَائِجُهُ وَخِيمَةٌ.
لِمَاذَا لَا يُحْسِنُ كُلٌّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ الظَّنَّ بِالطَّرَفِ الآخَرِ؟ أَوَلَيْسَ الأَصْلُ في كُلٍّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ البَرَاءَةُ وَالدِّينُ وَالخُلُقُ الحَسَنُ؟ أَوَلَيْسَ الأَصْلُ فِيهِمَا البَرَاءَةُ؟ أَوَلَيْسَ الزَّوْجُ تَزَوَّجَهَا على أَسَاسٍ مِنَ الدِّينِ وَالخُلُقِ، وَالزَّوْجَةُ تَزَوَّجَتْهُ على أَسَاسٍ مِنَ الدِّينِ وَالخُلُقِ؟
لِمَاذَا يَدَعُ كُلٌّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ الأَمْرَ الأَصْلِيَّ الثَّابِتَ بِيَقِينٍ لِأَمْرٍ حَادِثٍ بِشَكٍّ، وَالقَاعِدَةُ الفِقْهِيَّةُ تَقُولُ: اليَقِينُ لَا يَزُولُ بِالشَّكِّ، وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحَدِيثِ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
أَيَرْضَى كُلٌّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ أَنْ يَنْطَبِقَ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تعالى: ﴿إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ﴾؟
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لِيَعْلَمْ كُلٌّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ أَنَّ لَنَا الظَّاهِرَ وَاللهُ يَتَوَلَّى السَّرَائِرَ، وَلْيَعْلَمْ كُلٌّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ أَنَّ هُنَاكَ رِجَالَاً وَنِسَاءً حُرِمُوا مِنْ نِعْمَةِ الزَّوَاجِ، فَحَقَدُوا على كُلِّ زَوْجَيْنِ، وَهُنَاكَ مَنْ حُرِمُوا نِعْمَةَ الوِفَاقَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَزْوَاجِهِمْ فَضَاقَتْ صُدُورُهُمْ بِذَلِكَ وَأَرَادُوا أَنْ يَنْقُلُوا سُوءَ حَالِهِمْ إلى بُيُوتِ الآخَرِينَ، وَذَلِكَ بِإِلْقَاءِ سُوءِ الظَّنِّ في نُفُوسِ الأَزْوَاجِ.
لِيَسْمَعْ كُلٌّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ إلى كَلَامِ سَيِّدِنَا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِنَّ أُنَاسَاً كَانُوا يُؤْخَذُونَ بِالوَحْيِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ الوَحْيَ قَدِ انْقَطَعَ، وَإِنَّمَا نَأْخُذُكُمُ الآنَ بِمَا ظَهَرَ لَنَا مِنْ أَعْمَالِكُمْ، فَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا خَيْرَاً، أَمِنَّاهُ، وَقَرَّبْنَاهُ، وَلَيْسَ إِلَيْنَا مِنْ سَرِيرَتِهِ شَيْءٌ، اللهُ يُحَاسِبُهُ فِي سَرِيرَتِهِ، وَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا سُوءَاً لَمْ نَأْمَنْهُ، وَلَمْ نُصَدِّقْهُ، وَإِنْ قَالَ: إِنَّ سَرِيرَتَهُ حَسَنَةٌ. رواه الإمام البخاري.
خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: احْذَرُوا سُوءَ الظَّنِّ، فَإِنَّ سُوءَ الظَّنِّ مَفْسَدَةٌ للحَيَاةِ الزَّوْجِيَّةِ، التي يَجِبُ أَنْ تَكُونَ مَبْنِيَّةً على أَسَاسِ حُسْنِ الظَّنِّ، سُوءُ الظَّنِّ أُمُّ المَعَايِبِ وَأُمُّ التُّهَمِ، وَمَا وُجِدَ في قَلْبٍ إلا خَرَّبَ عَلَاقَتَهُ مَعَ النَّاسِ، وَخَاصَّةً بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ.
وَرَحِمَ اللهُ تعالى مَنْ قَالَ:
إِذَا سَاءَ فِعْلُ الْـمَرْءِ سَاءَتْ ظُنُونُهُ *** وَصَـدَّقَ مَـا يَـعْـتَـادُهُ مِنْ تَوَهُّمِ
وَعَـادَى مُـحِـبِّـيـهِ بِـقَـوْلِ عِدَاتِهِ *** وَأَصْبَحَ فِي لَيْلٍ مِنَ الشَّكِّ مُظْلِمِ
صَاحِبُ الظَّنِّ السَّيِّئِ يَتَّهِمُ الآخَرِينَ في نِيَّاتِهِمْ وَحَرَكَاتِهِمْ وَكَلَامِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ، وَالحَقِيقَةُ أَنَّ النِّيَّاتِ لَا يَطَّلِعُ عَلَيْهَا إلا اللهُ تعالى.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مَا أَجْمَلَ سَلَامَةَ صَدْرِ كُلٍّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ نَحْوَ الآخَرِ؟ مَا أَجْمَلَ الزَّوْجَيْنِ عِنْدَمَا يَغُضُّ كُلٌّ مِنْهُمَا عَنْ خَطَأِ الطَّرَفِ الآخَرِ بَعْدَ النَّصِيحَةِ؟ مَا أَجْمَلَ الزَّوْجَيْنِ إِذَا تَسَامَحَا؟ مَا أَجْمَلَ الزَّوْجَيْنِ عِنْدَمَا يَتَشَبَّهُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِسَيِّدِنَا عُمَرَ بْنِ عَبدِ العَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
جَاءَ في مَوْسُوعَةِ الأَخْلَاقِ وَالزُّهْدِ وَالرَّقَائِقِ، قَالَ المَلِكُ العَادِلُ يَوْمَاً للعِزِّ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ: اجْعَلْنِي في حِلٍّ.
فَأَجَابَهُ العِزُّ قَائِلَاً: أَمَّا مُحَالَلَتُكَ فَإِنِّي كُلَّ لَيْلَةٍ أُحَالِلُ الخَلْقَ وَأَبِيتُ وَلَيْسَ لِي عِنْدَ أَحَدٍ مَظْلَمَةٌ، وَأَرَى أَنْ يَكُونَ أَجْرِي على اللهِ وَلَا يَكُونَ على النَّاسِ.
فَيَا أَيُّهَا الأَزْوَاجُ، اطْرَحُوا سُوءَ الظَّنِ مِنْ حَيَاتِكُمُ الزَّوْجِيَّةِ إِنْ أَرَدْتُمُ السَّعَادَةَ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ، وَإِلَّا فَلْيَدْفَعْ كُلٌّ مِنْكُمَا الثَّمَنَ بِسَبَبِ سُوءِ الظَّنِّ أَلَا وَهُوَ الشَّقَاءُ وَالضَّنْكُ، ثمَّ تَهْدِيمُ البُيُوتِ، وَضَيَاعُ الأَطْفَالِ.
اللَّهُمَّ طَهِّرْ قُلُوبَنَا مِنْ كُلِّ وَصْفٍ يُبَاعِدُنَا عَنْكَ. آمين.
وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْـمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.
** ** **
تاريخ الكلمة:
الأحد: 15/ محرم /1438هـ، الموافق: 16/ تشرين الأول / 2016م
اضافة تعليق |
لِتَحْقِيقِ السَّعَادَةِ في حَيَاتِنَا الأُسَرِيَّةِ لَا بُدَّ مِنَ التَّعَامُلِ مَعَ القُرْآنِ العَظِيمِ تَعَامُلَاً صَحِيحَاً، وَهَذَا لَا يَكُونُ إِلَّا بِالتِّلَاوَةِ مَعَ التَّدَبُّرِ، قَالَ تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ ... المزيد
كُلَّمَا تَذَكَّرْنَا يَوْمَ الحِسَابِ، يَوْمَ العَرْضِ عَلَى اللهِ تعالى، يَوْمَ نَقِفُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ تعالى حُفَاةً عُرَاةً غُرْلَاً، وَكُلَّمَا تَذَكَّرْنَا الجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَنَعِيمَ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَعَذَابَ أَهْلِ النَّارِ، ... المزيد
صَلَاحُ أُسَرِنَا لَا يَكُونُ إِلَّا إِذَا عَرَفَ كُلٌّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ الغَايَةَ مِنْ وُجُودِهِ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا؛ الكَثِيرُ مِنَ الأَزْوَاجِ مِمَّنْ دَخَلَ الدُّنْيَا ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا وَهُوَ لَا يَدْرِي وَلَا يَعْلَمُ لِمَاذَا ... المزيد
القُرْآنُ العَظِيمُ الذي أَكْرَمَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ، وَاصْطَفَانَا لِوِرَاثَتِهِ هُوَ مَصْدَرُ سَعَادَتِنَا في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَمَنْ أَرَادَ السَّعَادَةَ في حَيَاتِهِ الزَّوْجِيَّةِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فَعَلَيْهِ ... المزيد
إِنَّ مِنْ أَسْبَابِ شَقَاءِ البُيُوتِ، وَكَثْرَةِ الخِلَافَاتِ بَيْنَ الأَزْوَاجِ، المَعَاصِيَ وَالمُنْكَرَاتِ، التي تُنَكِّسُ الرُّؤُوسَ في الدُّنْيَا قَبْلَ الآخِرَةِ، وَالتي تُسْلِمُ إلى مُقَاسَاةِ العَذَابِ الأَلِيمِ في الدُّنْيَا قَبْلَ ... المزيد
سِرُّ سَعَادَتِنَا في حَيَاتِنَا الزَّوْجِيَّةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ تَحَوُّلِنَا مِنَ الشَّقَاءِ إلى السَّعَادَةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ هِدَايَتِنَا مِنَ الضَّلَالِ إلى الهُدَى القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ تَمَاسُكِ أُسَرِنَا ... المزيد