مع الصحابة وآل البيت رَضِيَ اللهُ عَنهُم
81ـ طاغية يسخر، وقرآن يتوعد
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: نَحْنُ قَوْمٌ عِزُّنَا بِالإِسْلَامِ، وَلَوْلَا الإِسْلَامُ لَكُنَّا أَذَلَّ قَوْمٍ، قَالَ تعالى: ﴿وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾. فَمَنِ ابْتَغَى العِزَّةَ في غَيْرِ الإِسْلَامِ وفي غَيْرِ شَرْعِهِ يُعَاقَبُ بِالذُّلِّ وَالصَّغَارِ، وَالأُمَّةُ تَرْتَقِي عِنْدَمَا تَتَمَسَّكُ بِدِينِهَا، فَإِذَا تَخَلَّتْ عَنْ دِينِهَا عَادَتْ إلى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ، قَالَ تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا﴾.
أَوَّهْ لَمْ يَقُلْ ذَا غَيْرُكَ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: رَوَى الحَاكِمُ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى الشَّامِ وَمَعَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فَأَتَوْا عَلَى مَخَاضَةٍ (الخَوْضُ: المَشْيُ في المَاءِ) وَعُمَرُ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ فَنَزَلَ عَنْهَا وَخَلَعَ خُفَّيْهِ فَوَضَعَهُمَا عَلَى عَاتِقِهِ، وَأَخَذَ بِزِمَامِ نَاقَتِهِ فَخَاضَ بِهَا الْـمَخَاضَةَ.
فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: يَا أَمِيرَ الْـمُؤْمِنِينَ أَنْتَ تَفْعَلُ هَذَا، تَخْلَعُ خُفَّيْكَ وَتَضَعُهُمَا عَلَى عَاتِقِكَ، وَتَأْخُذُ بِزِمَامِ نَاقَتِكَ، وَتَخُوضُ بِهَا الْـمَخَاضَةَ؟ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ أَهْلَ الْبَلَدِ اسْتَشْرَفُوكَ. (نَظَرُوا إِلَيْكَ وَأَنْتَ على هَذِهِ الحَالِ).
فَقَالَ عُمَرُ: أَوَّهْ (كَلِمَةً يَقُولُهَا الرَّجُلُ عِنْدَ الشِّكَايَةِ وَالتَّوَجُّعِ) لَوْ يَقُلْ ذَا غَيْرُكَ أَبَا عُبَيْدَةَ جَعَلْتُهُ نَكَالَاً لَأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، إِنَّا كُنَّا أَذَلَّ قَوْمٍ فَأَعَزَّنَا اللهُ بِالْإِسْلَامِ، فَمَهْمَا نَطْلُبُ الْعِزَّةَ بِغَيْرِ مَا أَعَزَّنَا اللهُ بِهِ أَذَلَّنَا اللهُ.
رَحِمَ اللهُ خَبَّابَاً:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مِنَ الرِّجَالِ الذينَ أَعَزَّهُمُ اللهُ تعالى بِالإِسْلَامِ سَيدُنَا خَبَّابُ بْنُ الأَرَتِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، حَيْثُ رَفَعَ اللهُ تعالى ذِكْرَهُ على سَمْعِ التَّارِيخِ، وَمَرِّ الأَيَّامِ، فَكَانَ عَظِيمَاً مِنْ عُظَمَاءِ الإِسْلَامِ، وَكَانَ أَحَدَ صَانِعِي أَمْجَادِ التَّارِيخِ الإِسْلَامِيِّ بِقِيَادَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ فِيهِ سَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: رَحِمَ اللهُ خَبَّابَاً لَقَدْ أَسْلَمَ رَاغِبَاً، وَهَاجَرَ طَائِعَاً، وَعَاشَ مُجَاهِدَاً، وابْتُلِيَ فِي جِسْمِهِ أَحْوَالَاً، وَلَنْ يُضَيِّعَ اللهُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلَاً. رواه الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ كَانَ سَيِّدُنَا خَبَّابُ بْنُ الأَرَتِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنَ الأَوَائِلِ الذينَ أَظْهَرُوا إِسْلَامَهُمْ مِنَ العَبِيدِ وَالمُسْتَضْعَفِينَ، لَقَدْ كَانَ مِنَ السَّابِقِينَ الذينَ أَسْلَمُوا قَبْلَ دُخُولِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ دَارَ الأَرْقَمِ بْنِ الأَرقَمِ، بَلْ كَانَ سَادِسَ سِتَّةٍ في المُسْلِمِينَ.
قَالَ مُجَاهِدٌ: أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلَامَهُ سَبْعَةٌ، رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَبِلَالٌ، وَخَبَّابٌ، وَصُهَيْبٌ، وَعَمَّارٌ، وَسُمَيَّةُ أُمُّ عَمَّارٍ؛ فَأَمَّا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَمَنَعَهُ اللهُ بِعَمِّهِ، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ اللهُ بِقَوْمِهِ، وَأَمَّا الآخَرُونَ فَأَخَذَهُمُ المُشْرِكُونَ فَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرَاعَ الحَدِيدِ وَصَهَرُوهُمْ في الشَّمْسِ. تاريخ دمشق لابن عساكر.
وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: إِنَّ خَبَّابَاً صَبَرَ وَلَمْ يُعْطِ الكُفَّارَ مَا سَأَلُوا فَجَعَلُوا يَلْزِقُونَ ظَهْرَهُ بِالرَّضْفِ (بِالْحِجَارَة المُحَمَّاةِ) حَتَّى ذَهَبَ لَحْمُ مَتْنِهِ (أَيْ: لَحْمُ ظَهْرِهِ). أسد الغابة.
وَقَالَ ابْنُ الأَثِيرِ: كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَأْلَفُهُ وَيَأْتَيهِ، فَلَمَّا أَسْلَمَ وَأُخْبِرَتْ بِذَلِكَ مَوْلَاتُهُ صَارَتْ تَأْخُذُ الحَدِيدَةَ وَقَدْ أَحْمَتْهَا بِالنَّارِ فَتَضَعُهَا على رَأْسِهِ.
فَشَكَا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ انْصُرْ خَبَّابَاً».
فَاشْتَكَتْ مَوْلَاتُهُ رَأْسَهَا، فَكَانَتْ تَعْوِي مَعَ الكِلَابِ، فَقِيلَ لَهَا: اكْتَوِي، فَكَانَ خَبَّابٌ يَأْخُذُ الحَدِيدَةَ وَقَدْ أَحْمَاهَا فَيَكْوِي رَأْسَهَا. السيرة الحلبية.
طَاغِيَةٌ يَسْخَرُ، وَقُرْآنٌ يَتَوَعَّدُ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مَنْ كَانَ مَعَ اللهِ تعالى تَوَلَّاهُ اللهُ تعالى، لِأَنَّ اللهَ تعالى يَقُولُ: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ﴾.
سَيِّدُنَا خَبَّابُ بْنُ الأَرَتِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الذي كَانَ يَسْتَذِلُّهُ المُشْرِكُونَ وَيَسْتَضْعِفُونَهُ، يَنْتَصِرُ لَهُ مَوْلَانَا جَلَّ جَلَالُهُ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ في قُرْآنٍ يُتْلَى، وَآيَاتٍ تُرَتَّلُ على مَدَى الأَيَّامِ وَالدُّهُورِ، يَرْوِي الإِمَامُ البخاري عَنْ خَبَّابٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ رَجُلَاً قَيْنَاً (حَدَّادَاً) فَعَمِلْتُ لِلْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ، فَاجْتَمَعَ لِي عِنْدَهُ، فَأَتَيْتُهُ أَتَقَاضَاهُ، فَقَالَ: لَا وَاللهِ لاَ أَقْضِيكَ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ.
فَقُلْتُ: أَمَا وَاللهِ حَتَّى تَمُوتَ ثُمَّ تُبْعَثَ فَلَا.
قَالَ: وَإِنِّي لَمَيِّتٌ ثُمَّ مَبْعُوثٌ؟
قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: فَإِنَّهُ سَيَكُونُ لِي ثَمَّ مَالٌ وَوَلَدٌ، فَأَقْضِيكَ.
فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: ﴿أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالَاً وَوَلَدَاً * أَطَّلَعَ الغَيْبَ أَمُ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدَاً * كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ العَذَابِ مَدَّاً * وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدَاً﴾.
خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: هَذِهِ الشَّخْصِيَّةُ العَظِيمَةُ التي لَهَا مَا لَهَا في صَرْحِ هَذَا الدِّينِ العَظِيمِ، وَلَهَا مَا لَهَا عِنْدَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَعِنْدَ أَصْحَابِهِ الكِرَامِ، وَعِنْدَ المُؤْمِنِينَ جَمِيعَاً، كَانَ أَشَدَّ مَا يَكُونُ خَشْيَةً مِنَ اللهِ تعالى، وَأَخْوَفَ مَا يَكُونُ مِنْ لِقَاءِ اللهِ تعالى.
جَاءَ في كِتَابِ العِلْمِ لِزُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ: عَنْ أَبِي خَالِدٍ، شَيْخٌ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي الْـمَسْجِدِ إِذْ جَاءَ خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ فَجَلَسَ فَسَكَتَ.
فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ: إِنَّ أَصْحَابَكَ قَدِ اجْتَمَعُوا إِلَيْكَ لِتُحَدِّثَهُمْ أَوْ لِتَأْمُرَهُمْ.
قَالَ: بِمَ آمُرُهُمْ، فَلَعَلِّي آمُرُهُمْ بِمَا لَسْتُ فَاعِلَاً.
وَجَاءَ في صِفَةِ الصَّفْوَةِ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: عَادَ خَبَّابَاً نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: أَبْشِرْ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، إِخْوَانُكَ تَقْدُمُ عَلَيْهِمْ غَدَاً.
قَالَ: فَبَكَى وَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ بِي جَزَعٌ، وَلَكِنَّكُمْ ذَكَّرْتُمُونِي أَقْوَامَاً، وَسَمَّيْتُمْ لِي إِخْوَانَاً، وَإِنَّ أُولَئِكَ قَدْ مَضَوْا بِأُجُورِهِمْ كُلُّهُمْ، وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ ثَوَابُ مَا تَذْكُرُونَ مِنْ تِلْكَ الْأَعْمَالِ مَا أُوتِينَا بَعْدَهُمْ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مَا أَعْظَمَ هَؤُلَاءِ الرِّجَالِ، وَمَا أَرْوَعَ عُبُودِيَّتَهُمْ للهِ تعالى، يَخَافُ خَبَّابٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ هَذَا الخَوْفَ، وَهُوَ الذي كَانَ إلى جَانِبِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَيَّامِ مَكَّةَ المُكَرَّمَةِ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ تعالى، ثمَّ كَانَ إلى جَانِبِ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ثمَّ إلى جَانِبِ الفَارُوقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ثمَّ إلى جَانِبِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ثمَّ إلى جَانِبِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ جَمِيعَاً، حَتَّى لَحِقَ بِجِوَارِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَوَقَفَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ سَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ على قَبْرِهِ، وَقَالَ: رَحِمَ اللهُ خَبَّابَاً لَقَدْ أَسْلَمَ رَاغِبَاً، وَهَاجَرَ طَائِعَاً، وَعَاشَ مُجَاهِدَاً، وابْتُلِيَ فِي جِسْمِهِ أَحْوَالَاً، وَلَنْ يُضَيِّعَ اللهُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلَاً. رواه الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ.
وَكَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إلى جَانِبِ هَذَا مُقْرِئَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَمُعَلِّمَهُمْ في مَرْحَلَةِ الدَّعْوَةِ السِّرِّيَّةِ؛ فَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ هَؤُلَاءِ الرِّجَالِ؟ اللَّهُمَّ أَلْحِقْنَا بِهِمْ بِجُودِكَ وَفَضْلِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. آمين.
** ** **
تاريخ الكلمة:
الخميس: 17/ صفر الخير /1438هـ، الموافق: 17/تشرين الثاني / 2016م
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |
نَحْنُ اليَوْمَ بِأَمَسِّ الحَاجَةِ إلى الوُقُوفِ أَمَامَ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ ... المزيد
الحِرْصُ عَلَى الذُّرِّيَّةِ وَالأَوْلَادِ مَطْلَبٌ مِنْ مَطَالِبِ الشَّرِيعَةِ، لِأَنَّ الأَبَوَيْنِ مَسْؤُولَانِ عَنِ الذُّرِّيَّةِ، قَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارَاً وَقُودُهَا النَّاسُ ... المزيد
إِنَّ اللهَ تعالى سَيَسْأَلُ عَنْ صُحْبَةِ سَاعَةٍ، فَهَلِ الوَاحِدُ مِنَّا حَرِيصٌ عَلَى صَاحِبِهِ يُذَكِّرُهُ بِاللهِ تعالى؟ لِأَنَّ الذي يَصْطَفي لِنَفْسِهِ صَاحِبَاً فَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى حُبِّهِ لِصَاحِبِهِ، وَمَنْ أَحَبَّ صَاحِبَهُ في ... المزيد
لَقَدْ طَبَعَ اللهُ تعالى الإِنْسَانَ عَلَى حُبِّ المَالِ، وَجَعَلَهُ مِنِ زِينَةِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، قَالَ تعالى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابَاً وَخَيْرٌ ... المزيد
إِنَّ حُبَّ اللهِ تعالى، وَحُبَّ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، يُعْطِيَانِ للإِنْسَانِ الكَمَالَ وَالشَّرَفَ وَالعِزَّةَ وَالرِّفْعَةَ وَالمَكَانَةَ، بَلْ يُعْطِيَانِ الُمؤْمِنَ القُدْرَةَ ... المزيد
زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَعُدَّةُ الزَّمَانِ بَعْدَ اللهِ تعالى الشَّبَابُ النَّاشِؤُونَ في طَاعَةِ رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ، الذينَ تَكَادُ أَنْ لَا تَعْرِفَ لَهُمْ زَلَّةً، أَو تُعْهَدَ عَنْهُمْ صَبْوَةٌ، الذينَ يَتَسَابَقُونَ في مَيَادِينِ ... المزيد