90ـ مع الحبيب المصطفى: كيف صنع رسول الله    ليلة كادته الشياطين؟

90ـ مع الحبيب المصطفى: كيف صنع رسول الله    ليلة كادته الشياطين؟

 

 مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

90ـ كيف صنع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ليلة كادته الشياطين؟

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فيا أيُّها الإخوةُ الكرام:إنَّنا نَعيشُ في عالَمٍ حَوَّلَهُ الذينَ يَعلَمونَ ظاهِراً من الحَياةِ الدُّنيا إلى قَريَةٍ صَغيرَةٍ عن طَريقِ هذهِ التِّقَنِيَّةِ المُذهِلَةِ في عالَمِ الاتِّصالاتِ والمُواصَلاتِ، حَيثُ فَجَّروا الذَّرَّةَ، وانطَلَقوا في أجواءِ الفَضاءِ، وغاصُوا في أعماقِ البِحارِ، وأعطَوْا البَدَنَ كُلَّ ما يَشتَهيهِ، ولكن بَقِيَتِ الرُّوحُ في أعماقِهِم تَصرُخُ، وتَبحَثُ عن غِذائِها ودَوائِها، ومُحالٌ عَلَيهِم أن يَجِدوا هذا الدَّواءَ والغِذاءَ إلا في الهُدى الذي أنزَلَهُ اللهُ تعالى على قَلبِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، قال تعالى: ﴿أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير﴾؟

مَدَنِيَّةٌ خائِبَةٌ، عاجِزَةٌ عن حِمايَةِ الأفرادِ، وصِيانَةِ الأعراضِ، وحِفظِ الكَرامَةِ، وكَفكَفَةِ الدُّموعِ،          أو إسعادِ النَّاسِ في حَياتِهِم؛ مَدَنِيَّةٌ خائِبَةٌ جَعَلَتِ النَّاسَ يَعيشونَ في ضِيقٍ وضَنكٍ ونَصَبٍ وغَمٍّ وكَربٍ، لأنَّها كانَت حَريصَةً كُلَّ الحِرصِ على إبعادِ النَّاسِ عن دِينِ الله عزَّ وجلَّ.

حَضارَةٌ أنتَجَت واختَرَعَت، فإذا هَلاكُها فيما صَنَعَت، وإذا دَمارُها فيما ابتَدَعَت، تَسابَقَت في اختِراعِ وسائِلِ التَّكديرِ والتَّعكيرِ، وتَسارَعَت في إيجادِ وسائِلِ التَّدميرِ، وصَدَقَ اللهُ تعالى القائِلُ: ﴿وَإِن يُهْلِكُونَ إِلا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُون﴾.

أيُّها الإخوة الكرام: بِكُلِّ أسَفٍ يَقِفُ اليَومَ بَعضُ المُسلِمينَ الذينَ هُم من جِلدَتِنا، ويَتَكَلَّمونَ بألسِنَتِنا، يَتَشَدَّقونَ بالحَديثِ عن الغَربِ، ويَدعونَ إلى تَقليدِهِ واحتِذاءِ سَبيلِهِ، هؤلاءِ في الحَقيقَةِ هُم دُعاةٌ على أبوابِ جَهَنَّمَ، من أجابَهُم إلَيها قَذَفوهُ فيها.

بِكُلِّ أسَفٍ تَجِدُ بَعضَ المُسلِمينَ اليَومَ يَحتَمونَ بأصحابِ هذهِ المَدَنِيَّةِ المُدَمِّرَةِ للعالَمِ، ويَحتَكِمونَ إلَيهِم في قَضاياهُمْ المَصيرِيَّةِ، يَبتَغونَ غَيرَ الإسلامِ دِيناً، هؤلاءِ اندَرَجوا تَحتَ قَولِ سيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى الله ثَلَاثَةٌ؛ مُلْحِدٌ فِي الْحَرَمِ، وَمُبْتَغٍ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَمُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ» رواه الإمام البخاري عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُما.

أيُّها الإخوة الكرام: مَدَنِيَّةُ العالَمِ اليَومَ وَلَّدَت عِندَ النَّاسِ جَميعاً الأرَقَ والقَلَقَ إلا من رَحِمَ اللهُ تعالى.

يا من يَشكو الأرَقَ والقَلَقَ:

أيُّها الإخوة الكرام: يا من يَعيشُ هذهِ الأزمَةَ في وَسَطِ مَدَنِيَّةٍ مُزَيَّفَةٍ بُهِرَ بها بَعضُ المُسلِمينَ، آنَ لنا أن نَصحُوَ من غَفلَتِنا، وأن نَرجِعَ إلى هَدْيِ ربِّنا عزَّ وجلَّ، آنَ لنا أن نَعلَمَ أنَّ المَدَنِيَّةَ اليَومَ هيَ مَدَنِيَّةٌ مُدَمِّرَةٌ وليسَت مُعَمِّرَةً، إنَّها مَدَنِيَّةٌ أوصَلَتِ النَّاسَ إلى أن يَمَلُّوا حَياتَهُم، ويَسأموا عَيشَهُم.

أيُّها الإخوة الكرام: قولوا لمن مَلَّ من الحَياةِ، وسَئِمَ من العَيشِ، وضاقَ ذَرْعاً بالأيَّامِ، وذاقَ الغُصَصَ: إنَّ هُناكَ فَتْحاً مُبيناً، ونَصْراً قَريباً، وفَرَجاً بَعدَ شِدَّةٍ، ويُسراً بَعدَ عُسرٍ إن شاءَ اللهُ تَعالى.

قولوا لمن أرِقَ وقَلِقَ: إنَّ هُناكَ أمَلاً مُشرِقاً، ومُستَقبَلاً حافِلاً، وَوَعْداً صَادِقاً ﴿وَعْدَ الله لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُون﴾. إنَّ لِضِيقِكَ فَرَجاً وكَشْفاً، ولِمُصيبَتِكَ زَوالاً، وإنَّ هُناكَ أُنساً ورَوْحاً، وسَوفَ نَقولُ إن شاءَ اللهُ تعالى: ﴿الْحَمْدُ لله الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُور﴾.

يا من أصابَهُ الأرَقُ، يا من أذهَبَ لُبَّهُ الهَمُّ، يا من مُلِئَت عَينُهُ بالدَّمْعِ، كَفكِفْ دُموعَكَ، وأَرِحْ مُقلَتَيكَ، فإنَّ لكَ مِن خَالِقِكَ وِلايَةً، وعَلَيكَ من لُطفِهِ رِعايَةً، اِطمَئِنَّ أيُّها المُؤمِنُ.

اِطمَئِنَّ أيُّها المُؤمِنُ:

اِطمَئِنَّ أيُّها المُؤمِنُ، فإنَّ لكَ رَبَّاً لا يُعجِزُهُ شَيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ، إنَّ لكَ رَبَّاً يُجيرُ ولا يُجارُ عَلَيهِ، إنَّ لكَ رَبَّاً ﴿غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُون﴾. إنَّ لكَ رَبَّاً لَطيفاً بِعِبادِهِ، رَحيماً بِخَلْقِهِ، حَسَنَ الصُّنْعِ في تَدبيرِهِ.

اِطمَئِنَّ أيُّها المُؤمِنُ، فإنَّ العَواقِبَ حَسَنَةٌ، والنَّتائِجَ مُريحَةٌ، والخَاتِمَةَ كَريمَةٌ، فبَعدَ الفَقرِ غِنى، وبَعدَ الخَوفِ أمْنٌ، وبَعدَ الفِراقِ اجتِماعٌ، وبَعدَ الهَجْرِ وَصْلٌ، وبَعدَ الانقِطاعِ اتِّصالٌ، وبَعدَ الأرَقِ والقَلَقِ نَومٌ هادِئٌ، قال تعالى: ﴿لا تَدْرِي لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً﴾. وقال تعالى: ﴿سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً﴾.

عِلاجُ الأرَقِ:

أيُّها الإخوة الكرام: ماذا يَفعَلُ من أُصيبَ بالأرَقِ؟

عِلاجُ الأرَقِ واللهِ لن نَجِدَهُ في المَدَنِيَّةِ المُزَيَّفَةِ التي بُهِرَ بها كَثيرٌ من النَّاسِ، عِلاجُ الأرَقِ واللهِ لن نَجِدَهُ إلا في هَدْيِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

قُلْ: «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ الله التَّامَّاتِ»:

روى الترمذي عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللهُ عنهُم، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا فَزِعَ أَحَدُكُمْ فِي النَّوْمِ فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ الله التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونِ، فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ».

وَكَانَ عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما يُلَقِّنُهَا مَنْ بَلَغَ مِنْ وَلَدِهِ وَمَنْ لَمْ يَبْلُغْ مِنْهُمْ، كَتَبَهَا فِي صَكٍّ ثُمَّ عَلَّقَهَا فِي عُنُقِهِ.

أيُّها الإخوة الكرام: لِيَسمَعْ كُلُّ من أصابَهُ أرَقٌ وقَلَقٌ، وأخَذَ يَرى في نَوْمِهِ ما يَقُضُّ مَضجَعَهُ الحَديثَ الذي رواه الطَّبَرانِيُّ في الأوسَطِ عن أبي أُمامَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: حَدَّثَ خَالِدُ بنُ الوَليدِ رَسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عن أهَاوِيلَ يَرَاها باللَّيلِ حَالَتْ بَينَهُ وبَينَ صَلاةِ اللَّيلِ.

فقالَ رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يا خَالِدَ بنَ الوَليدِ، ألا أُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ تَقولُهُنَّ، ولا تَقولُهُنَّ ثَلاثَ مَرَّاتٍ حتَّى يُذهِبَ اللهُ عنكَ ذلكَ؟»

قال: بلى يا رَسولَ الله بأبي أنتَ وأمِّي، فإنَّما شَكَوتُ هذا إليكَ رَجاءَ هذا منكَ.

قال: «قُلْ: أعوذُ بِكَلِماتِ الله التَّامَّةِ من غَضَبِهِ وعِقابِهِ وشَرِّ عِبادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونِ».

قالت عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عنها: فَلَم ألبَثْ إلا لَيالِيَ حتَّى جاءَ خَالِدُ بنُ الوَليدِ فقال: يا رَسولَ الله، بأبي أنتَ وأمِّي، والذي بَعَثَكَ بالحَقِّ ما أتمَمْتُ الكَلِماتِ التي عَلَّمتَني ثَلاثَ مَرَّاتٍ حتَّى أذهَبَ اللهُ عنِّي ما كُنتُ أَجِدُ، ما أُبالي لو دَخَلتُ على أَسَدٍ في خِيسَتِهِ بِلَيلٍ. خِيسَةُ الأسَدِ: مَوضِعُهُ الذي يَأوي إلَيهِ.

كَيفَ صَنَعَ رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَيلَةَ كادَتْهُ الشَّياطينُ؟

أيُّها الإخوة الكرام: السَّعيدُ مِنا من سَلَكَ هَدْيَ سيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

روى الإمام أحمد عن أَبي التَّيَّاحِ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَنْبَشٍ التَّمِيمِيِّ وَكَانَ كَبِيراً: أَدْرَكْتَ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟

قَالَ: نَعَمْ.

قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ صَنَعَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ كَادَتْهُ الشَّيَاطِينُ؟

فَقَالَ: إِنَّ الشَّيَاطِينَ تَحَدَّرَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِن الْأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ، وَفِيهِمْ شَيْطَانٌ بِيَدِهِ شُعْلَةُ نَارٍ يُرِيدُ أَنْ يُحْرِقَ بِهَا وَجْهَ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَهَبَطَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قُلْ.

قَالَ: «مَا أَقُولُ؟»

قَالَ: قُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ الله التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَذَرَأَ وَبَرَأَ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إِلَّا طَارِقاً يَطْرُقُ بِخَيْرٍ، يَا رَحْمَنُ.

قَالَ: فَطَفِئَتْ نَارُهُمْ، وَهَزَمَهُمُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.

إذا نِمتَ قُلْ:

أيُّها الإخوة الكرام: لِيَقُلْ كُلُّ واحِدٍ منَّا إذا أوَى إلى فِراشِهِ دُعاءَ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الذي عَلَّمنا إيَّاهُ حتَّى يَسلَمَ من الأرَقِ بإذنِ الله تعالى.

روى الترمذي عَنْ بُرَيْدَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: شَكَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيُّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، مَا أَنَامُ اللَّيْلَ مِن الْأَرَقِ.

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَقُلْ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظَلَّتْ، وَرَبَّ الْأَرَضِينَ وَمَا أَقَلَّتْ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضَلَّتْ، كُنْ لِي جَاراً مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ كُلِّهِمْ جَمِيعاً، أَنْ يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ، أَوْ أَنْ يَبْغِيَ، عَزَّ جَارُكَ، وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ».

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أيُّها الإخوة الكرام: لِنُكثِرْ من هذهِ الأدعِيَةِ، وخاصَّةً عِندَ النَّومِ: «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ الله التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونِ».

«أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ الله التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَذَرَأَ وَبَرَأَ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِن السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إِلَّا طَارِقاً يَطْرُقُ بِخَيْرٍ، يَا رَحْمَنُ».

«اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظَلَّتْ، وَرَبَّ الْأَرَضِينَ وَمَا أَقَلَّتْ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضَلَّتْ، كُنْ لِي جَاراً مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ كُلِّهِمْ جَمِيعاً، أَنْ يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ، أَوْ أَنْ يَبْغِيَ، عَزَّ جَارُكَ، وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ».

أسألُ اللهَ تعالى أن يُفَرِّجَ الكَربَ عن هذهِ الأُمَّةِ. آمين.

وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

الاثنين: 22/محرم /1435هـ، الموافق: 25/تشرين الثاني/ 2013م

الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مع الحبيب المصطفى   

26-06-2019 2372 مشاهدة
316ـ العناية الربانية بالحبيب صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ

مِنْ مَظَاهِرِ العِنَايَةِ الرَّبَّانِيَّةِ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ سَخَّرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ المَوْجُودَاتِ، وَمِنْ مَظَاهِرِ العِنَايَةِ الرَّبَّانِيَّةِ بِهِ صَلَّى ... المزيد

 26-06-2019
 
 2372
20-06-2019 1406 مشاهدة
315ـ سَيَبْلُغُ مَا بَلَغَ مُلْكُ كِسْرَى

الدُّنْيَا كُلُّهَا شَاهِدَةٌ بِأَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وتعالى حَافِظٌ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَنَاصِرٌ لَهُ، وَمُنْتَقِمٌ مِمَّنْ ظَلَمَهُ عَاجِلَاً وَآجِلَاً، آخِذٌ لَهُ بِحَقِّهِ ... المزيد

 20-06-2019
 
 1406
28-04-2019 1195 مشاهدة
315ـ«لَوْ دَنَا مِنِّي لَاخْتَطَفَتْهُ المَلَائِكَةُ»

الدُّنْيَا كُلُّهَا شَاهِدَةٌ بِأَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وتعالى حَافِظٌ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَنَاصِرٌ لَهُ، وَمُنْتَقِمٌ مِمَّنْ ظَلَمَهُ عَاجِلَاً وَآجِلَاً، آخِذٌ لَهُ بِحَقِّهِ ... المزيد

 28-04-2019
 
 1195
28-04-2019 1198 مشاهدة
314ـ في محط العناية

لَقَدِ رَحِمَ اللهُ تعالى هَذِهِ الأُمَّةَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُبَشِّرَاً وَنَذِيرَاً، وَجَعَلَهُ خَاتَمَ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، وَجَعَلَ شَرِيعَتَهُ ... المزيد

 28-04-2019
 
 1198
21-03-2019 1848 مشاهدة
313- مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : ﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ﴾

فَعَلَى قَدْرِ التَّحَمُّلِ يَكُونُ الأَدَاءُ، وَبِحَسْبِ الشَّهَادَةِ تَكُونُ المُهِمَّةُ، لِذَلِكَ عَلَّمَ اللهُ تعالى سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِفَضْلِهِ العَظِيمِ مَا لَمْ يَكُنْ ... المزيد

 21-03-2019
 
 1848
13-03-2019 1713 مشاهدة
312- مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:«فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ»

وَجَاءَتْ تَارَةً بِمَدْحِ أَهْلِهِ، فَقَالَ تعالى: ﴿وَالمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ﴾. وَقَالَ: ﴿وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾. وَقَالَ: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا ... المزيد

 13-03-2019
 
 1713

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4802
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414950955
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :