الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَدْ رَوَى الإمام مسلم عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنِ اتَّخَذَ كَلْبَاً، إِلَّا كَلْبَ زَرْعٍ، أَوْ غَنَمٍ، أَوْ صَيْدٍ، يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ».
وفي رِوَايَةٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ اتَّخَذَ كَلْبَاً إِلَّا كَلْبَ مَاشِيَةٍ، أَوْ صَيْدٍ، أَوْ زَرْعٍ، انْتَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ».
وروى الإمام البخاري عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ اقْتَنَى كَلْبَاً، إِلَّا كَلْبَ مَاشِيَةٍ، أَوْ ضَارِيَاً، نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ».
وَنَصَّ الفُقَهَاءُ بِنَاءً عَلَى هَذَيْنِ الحَدِيثَيْنِ عَلَى حُرْمَةِ اقْتِنَاءِ الكِلَابِ في البُيُوتِ، وَمَنْ اقْتَنَى كَلْبَاً في بَيْتِهِ وَرَبَّاهُ لِغَيْرِ الحِرَاسَةِ ـ هَذَا إِذَا كَانَ في بَادِيَة ـ أَو لِغَيْرِ الصَّيْدِ، أَو لِغَيْرِ رِعَايَةِ الزَّرْعِ، فَإِنَّهُ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ أَو قِيرَاطَانِ ـ وَالقِيرَاطُ في الوَزْنِ كَجَبَلِ أُحُدٍ ـ حَسْبَ إِيذَاءِ الكَلْبِ، فَإِذَا كَانَ الكَلْبُ مُؤْذِيَاً فَيَكُونُ سَبَبَاً لِنَقْصِ قِيرَاطَيْنِ.
أَو حَيْثُ تَوَاجَدَ بَيْتُ الذي يَقْتَنِي الكَلْبَ، إِذَا كَانَ في بَادِيَةٍ أَو مَدِينَةٍ، فَإِنْ كَانَ في المَدِينَةِ ذَهَبَ مِنْ أَجْرِهِ قِيرَاطَانِ، وَخَاصَّةً إِذَا كَانَ الكَلْبُ مُؤْذِيَاً، وَإِنْ كَانَ في بَادِيَةٍ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ قِيرَاطٌ.
وبناء على ذلك:
فَاتِّخَاذُ الكَلْبِ وَتَرْبِيَتُهُ في البُيُوتِ حَرَامٌ شَرْعَاً، وَكَبِيرَةٌ مِنَ الكَبَائِرِ، وَيَكُونُ سَبَبَاً في نَقْصِ أَجْرِ المُقْتَنِي للكَلْبِ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |