162ـ فيروس كورونا في شهر شعبان

162ـ فيروس كورونا في شهر شعبان

كلمة شهر شعبان 1441

162ـ فيروس كورونا في شهر شعبان

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إِنَّ المُؤْمِنَ لَيَتَقَلَّبُ في هَذَا الزَّمَانِ، وَيَمُدُّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ في أَجَلِهِ، وَكُلُّ يَوْمٍ يَبْقَاهُ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا هُوَ غَنِيمَةٌ لَهُ لِيَتَزَوَّدَ مِنْهُ لِآخِرَتِهِ، وَيَحْرُثَ فِيهِ مَا اسْتَطَاعَ، وَيَبْذُرَ فِيهِ مِنَ الأَعْمَالِ مَا اسْتَطَاعَتْهُ نَفْسُهُ وَتَحَمَّلَتْهُ.

هَا هُوَ شَهْرُ رَجَبٍ قَدْ مَضَى، وَدَخَلَ شَهْرُ شَعْبَانَ، وَفَازَ مَنْ فَازَ بِالتَّقَرُّبِ وَالاسْتِعْدَادِ في رَجَبٍ لِرَمَضَانَ.

دَخَلَ شَهْرُ شَعْبَانَ وَالنَّاسُ عَنْهُ غَافِلُونَ، قَدْ شَغَلَهُمُ القِيلُ وَالقَالُ، وَخَاصَّةً عَنْ فَيْرُوسِ كُورُونَا، هَذَا الفَيْرُوسُ الذي هُوَ جُنْدِيٌّ مِنْ جُنُودِ اللهِ تعالى، لَا يَسِيرُ وَلَا يَتَحَرَّكُ وَلَا يَنْتَقِلُ إِلَّا كَمَا شَاءَ اللهُ تعالى، لِأَنَّنَا عَلَى يَقِينٍ بِأَنَّهُ لَا يَحْدُثُ في هَذَا الكَوْنِ العَظِيمِ حَدَثٌ بِدُونِ عِلْمِ اللهِ تعالى وَبِدُونِ إِرَادَتِهِ ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ ﴿الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾.

هَذَا الفَيْرُوسُ الذي شَغَلَ البَشَرِيَّةَ جَمْعَاءَ وُجُودُهُ في هَذَا الزَّمَنِ فِيهِ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ، لِأَنَّ الكَثِيرَ في حَالِ غَفْلَةٍ عَنِ اللهِ تعالى، هَذَا الفَيْرُوسُ الضَّعِيفُ الذي لَا يُرَى بِالعَيْنِ المُجَرَّدَةِ جَعَلَ البَشَرِيَّةَ جَمْعَاءَ تَتَطَلَّعُ إلى السَّمَاءِ قَائِلَةً يَا رَبّ.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ جَاءَ هَذَا الفَيْرُوسُ في شَهْرِ رَجَبٍ الذي هُوَ مِنَ الأَشْهُرِ الحُرُمِ التي حَرَّمَ اللهُ تعالى فِيهَا القِتَالَ، وَلَكِنَّ النَّاسَ مَا الْتَفَتُوا إلى أَمْرِ اللهِ تعالى، فَتَقَاتَلُوا سَنَوَاتٍ عِدَّةً في الأَشْهُرِ الحُرُمِ وَفي غَيْرِهَا، وَلَكِنْ عِنْدَمَا سَلَّطَ اللهُ تعالى هَذَا الفَيْرُوسَ فَيْرُوسَ كُورُونَا عَلَى البَشَرِيَّةِ أَرَغَمَ الجَمِيعَ عَلَى إِيقَافِ الحَرْبِ وَسَفْكِ الدِّمَاءِ في العَالَمِ أَجْمَعَ.

وَبَعْدَهُ دَخَلَ شَهْرُ شَعْبَانَ المُعَظَّمُ، هَذَا الشَّهْرُ العَظِيمُ المُبَارَكُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، فَهَلْ يَا تُرَى تَسْتَيْقِظُ الأُمَّةُ مِنْ سُبَاتِهَا لِتَصْطَلِحَ مَعَ اللهِ تعالى؟

وَقَفَاتٌ مَعَ شَهْرِ شَعْبَانَ المُعَظَّمِ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: تَعَالَوا نَقِفْ مَعَ هَذَا الشَّهْرِ العَظِيمِ وَقْفَتَيْنِ، وَخَاصَّةً بَعْدَ أَنْ وَقَفَتِ الحَرْبُ، وَأَرْجُو اللهَ تعالى أَنْ تَضَعَ الحَرْبُ أَوْزَارَهَا، وَأَنْ يَصْطَلِحَ النَّاسُ مَعَ اللهِ تعالى.

الأُولَى: لَقَدْ مَيَّزَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هَذَا الشَّهْرَ العَظِيمَ المُبَارَكَ عَنْ سَائِرِ الشُّهُورِ، وَذَلِكَ بِكَثْرَةِ الصِّيَامِ فِيهِ.

روى النسائي عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ.

قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ».

وروى الإمام أحمد عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فِي يَوْمِ خَمِيسٍ، فَدَعَا بِمَائِدَتِهِ، فَدَعَاهُمْ إِلَى الْغَدَاءِ، فَتَغَدَّى بَعْضُ الْقَوْمِ، وَأَمْسَكَ بَعْضٌ، ثُمَّ أَتَوْهُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، فَفَعَلَ مِثْلَهَا، فَدَعَا بِمَائِدَتِهِ، ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَى الْغَدَاءِ، فَأَكَلَ بَعْضُ الْقَوْمِ، وَأَمْسَكَ بَعْضٌ، فَقَالَ لَهُمْ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: لَعَلَّكُمْ اثْنَانِيُّونَ، لَعَلَّكُمْ خَمِيسِيُّونَ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ فَلَا يُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: مَا فِي نَفْسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُفْطِرَ الْعَامَ، ثُمَّ يُفْطِرُ فَلَا يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: مَا فِي نَفْسِهِ أَنْ يَصُومَ الْعَامَ، وَكَانَ أَحَبُّ الصَّوْمِ إِلَيْهِ فِي شَعْبَانَ.

وَمِنْ شِدَّةِ مُحَافَظَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّوْمِ في شَعْبَانَ أَنَّ أَزْوَاجَهُ أُمَّهَاتِنَا أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ، كُنَّ يَقُلْنَ: إِنَّهُ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، روى الإمام مسلم عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ، وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلَّا رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا فِي شَعْبَانَ.

وَفي رِوَايَةٍ للترمذي عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ، كَانَ يَصُومُهُ إِلَّا قَلِيلًا، بَلْ كَانَ يَصُومُهُ كُلَّهُ.

وَفي رِوَايَةٍ للحاكم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ أَحَبَّ الشُّهُورِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَصُومَهُ شَعْبَانُ، ثُمَّ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ.

وَفي رِوَايَةٍ للترمذي عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ إِلَّا شَعْبَانَ وَرَمَضَانَ.

الثَّانِيَةُ: هَذَا الشَّهْرُ العَظِيمُ المُبَارَكُ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ وَتُعْرَضُ عَلَى رَبِّ العَالَمِينَ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام أحمد عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ الْأَيَّامَ يَسْرُدُ حَتَّى يُقَالَ: لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ الْأَيَّامَ حَتَّى لَا يَكَادَ أَنْ يَصُومَ إِلَّا يَوْمَيْنِ مِنَ الْجُمُعَةِ، إِنْ كَانَ فِي صِيَامِهِ، وَإِلَّا صَامَهُمَا، وَلَمْ يَكُنْ يَصُومُ مِنْ شَهْرٍ مِنَ الشُّهُورِ مَا يَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تَصُومُ لَا تَكَادُ أَنْ تُفْطِرَ، وَتُفْطِرُ حَتَّى لَا تَكَادَ أَنْ تَصُومَ إِلَّا يَوْمَيْنِ إِنْ دَخَلَا فِي صِيَامِكَ وَإِلَّا صُمْتَهُمَا.

قَالَ: «أَيُّ يَوْمَيْنِ؟».

قَالَ: قُلْتُ: يَوْمُ الِاثْنَيْنِ، وَيَوْمُ الْخَمِيسِ.

قَالَ: «ذَانِكَ يَوْمَانِ تُعْرَضُ فِيهِمَا الْأَعْمَالُ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ».

قَالَ: قُلْتُ: وَلَمْ أَرَكَ تَصُومُ مِنْ شَهْرٍ مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟

قَالَ: «ذَاكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ».

نَعَمْ، تُرْفَعُ الأَعْمَالُ إلى اللهِ تعالى وَالنَّاسُ في غَفْلَةٍ عَنْ هَذَا، لَقَدْ شَغَلَتْهُمُ الأَسْبَابُ عَنْ مُسَبِّبِ الأَسْبَابِ، وَشَغَلَتْهُمُ الأَكْوَانُ عَنْ مُكَوِّنِهَا، وَشَغَلَتْهُمُ المَوْجُودَاتُ عَنْ مُوجِدِهَا.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ كَانَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَغْتَنِمُ هَذَا الشَّهْرَ بِكَثْرَةِ الصِّيَامِ فِيهِ، لِأَنَّ النَّاسَ في غَفْلَةٍ عَنْهُ، وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلُهُ إلى اللهِ تعالى وَهُوَ صَائِمٌ.

فَهَلُمُّوا يَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ لِاغْتِنَامِ شَهْرِ شَعْبَانَ بِكَثْرَةِ الصِّيَامِ وَتِلَاوَةِ القُرْآنِ، وَكَفِّ اللِّسَانِ، وَلْيَسَعْنَا بَيْتُنَا وَلْنَبْكِ عَلَى خَطِيئَتِنَا، كَمَا أَرْشَدَنَا إلى ذَلِكَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، عِنْدَمَا سُئِلَ: مَا النَّجَاةُ؟

فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «امْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ» رواه الترمذي عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةَ ـ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ كَانَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ الصِّيَامَ في هَذَا الشَّهْرِ المُبَارَكِ، وَيَغْتَنِمُ وَقْتَ غَفْلَةِ النَّاسِ، مَعَ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، وَحَاشَاهُ مِنْ الذَّنْبِ، فَهَلْ لَنَا أَنْ نَتَأَسَّى بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

لَقَدْ كَانَ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: شَهْرُ شَعْبَانَ شَهْرُ القُرَّاءِ.

وَكَانَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ المَلَائِيُّ إِذَا دَخَلَ شَهْرُ شَعْبَانَ أَغْلَقَ حَانُوتَهُ وَتَفَرَّغَ لِقِرَاءَةِ القُرْآنِ.

وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ البَلْخِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى يَقُولُ: شَهْرُ رَجَبٍ شَهْرُ الزَّرْعِ، وَشَهْرُ شَعْبَانَ شَهْرُ السَّقْيِ للزَّرْعِ، وَشَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرُ حَصَادِ الزَّرْعِ.

وَرَحِمَ اللهُ تعالى مَنْ قَالَ:

مَـضَـى رَجَبٌ وَمَا أَحْسَنْتَ فِيهِ   ***   وَهَـذَا شَـهْرُ شَـعْـبَانَ المُبَارَكْ

فَـيَـا مَـنْ ضَيَّعَ الأَوْقَاتِ جَهْلَاً   ***   بِحُرْمَتِهَا أَفِقْ وَاحْـذَرْ بَـوَارَكْ

فَسَوْفَ تُـفَـارِقُ اللَّذَّاتِ قَسْرَاً    ***   وَيُخْلِي المَوْتُ كُرْهَاً مِنْكَ دَارَكْ

تَدَارَكْ مَا اسْتَطَعْتَ مِنَ الخَطَايَا   ***   بِتَوْبَةِ مُخْلِصٍ وَاجْعَـلْ مَـدَارَكْ

عَلَى طَلَبِ السَّلَامَةِ مِنْ جَحِيمٍ    ***   فَخَيْرُ ذَوِي الجَرَائِمِ مَنْ تَدَارَكْ

أَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يَرُدَّنَا إلى دِينِهِ رَدًّا جَمِيلًا. آمين.

**    **    **

تاريخ الكلمة:

الخميس: 1/ شعبان /1441هـ، الموافق: 26/ آذار / 2020م

 2020-03-26
 1473
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  كلمة الشهر

06-04-2025 100 مشاهدة
224ـ ما أجمل الأتقياء وأكرمهم

مَا أَجْمَلَ الأَتْقِيَاءَ وَأَكْرَمَهُمْ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى، تَآلَفَتْ قُلُوبُهُمْ فِي اللهِ تَعَالَى وَعَلَى طَاعَتِهِ، وَهَذَا مِنْ فَضْلِ اللهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ، قَالَ تَعَالَى: ﴿فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ ... المزيد

 06-04-2025
 
 100
04-03-2025 253 مشاهدة
223ـ اعتبروا الناس بأعمالهم

مَنْ حُجِبَ عَنِ العِلْمِ عَذَّبَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَى جَهْلِهِ، وَأَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا مَنْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ العِلْمُ فَأَدْبَرَ عَنْهُ، وَسَاقَ اللهُ إِلَيْهِ الهُدَى فَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ ... المزيد

 04-03-2025
 
 253
08-01-2025 826 مشاهدة
221ـ نموذجان من المسلمين اليوم

الإِنْسَانُ خُلِقَ لِلْجَنَّةِ، وَالجَنَّةُ خُلِقَتْ لَهُ، وَالجَنَّةُ هِيَ سِلْعَةٌ، وَسِلْعَةُ اللهِ غَالِيَةٌ، وَثَمَنُهَا فِي الدُّنْيَا؛ فَمَا هُوَ ثَمَنُ الجَنَّةِ؟ ثَمَنُ الجَنَّةِ هُوَ العِبَادَةُ للهِ تعالى، وَالإِسْلَامُ عَقَائِدُ ... المزيد

 08-01-2025
 
 826
08-01-2025 485 مشاهدة
220ـ إلا الخيانة والكذب

الظَّوَاهِرُ القَبِيحَةُ فِي المُجْتَمَعِ كَثِيرَةٌ جِدًّا، وَلَكِنَّ أَقْبَحَهَا وَأَخْطَرَهَا ظَاهِرَةُ الكَذِبِ، هَذِهِ الظَّاهِرَةُ الَّتِي قَالَ عَنْهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ ... المزيد

 08-01-2025
 
 485
08-01-2025 403 مشاهدة
219ـ نعمة الإيمان وأثرها على العبد

أَعْظَمُ نِعْمَةٍ أَسْبَغَهَا اللهُ تعالى عَلَى عَبْدِهِ هِيَ نِعْمَةُ الإِيمَانِ، وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ تعالى مَا نَطَقَ بِهَا العَبْدُ، قَالَ تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ ... المزيد

 08-01-2025
 
 403
08-01-2025 493 مشاهدة
218ـ كن محافظًا على أعظم نعمة أسبغها الله عليك

هُنَاكَ كَثِيرٌ مِنَ النِّعَمِ الَّتِي أَسْبَغَهَا اللهُ تعالى عَلَى خَلْقِهِ قَدْ لَا يَنْتَفِعُ العَبْدُ مِنْهَا، قَدْ يُعْطِيكَ اللهُ تعالى نِعْمَةَ المَالِ فَلَا تَنْتَفِعُ مِنْهُ، وَقَدْ يُعْطِيكَ نِعْمَةَ الجَاهِ وَلَا تَنْتَفِعُ مِنْهَا، ... المزيد

 08-01-2025
 
 493

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5679
المقالات 3209
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 422620870
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :